السبت، 26 يناير 2013

ضياع في حفر الباطن


من روائع الادب العراقي
 
ضياع في حفر الباطن               
من روائع الادب العراقي                   
كلما هممتُ لكتابة بضعة سطور بحق المنتج الفني العراقي لشهر رمضان تراجعت قائلا لنفسي مازال الوقت مبكرا لتقييم سيل الاعمال الدرامية الّتي  تمطرها مختلف القنوات الفضائية على المشاهد في ثلاثين يوما لاغير..ولاشك أنّ لتلك القنوات أهدافها ومايبرر تلك الاهداف في طبيعةالعمل الفني المنتج واتجاهاته, وكذالك الامر منطبق على  القنوات الفضائية العراقية المختلفة في سياستهاوأهدافها , وقبيل  أقل من سنتين تقريبا ,بقيت شبكة الاعلام العراقي , واخص بالذكر منها الفضائية العراقية والّتي تمثلاتجاها رسميا أصابه الجمود في كثير من روافده الاعلامية وراحت منافساتها تصدر ماتشاء  من الافكار ولغايات معروفة سلفا   ساهمت كثيرا في تدني الدراما العراقية,,الخارجة في الاصل من سجن امتد بها  اكثرمن ثلاثين عاما....وساهمت تلك الفضائيات كثيرا في تدني الذوق العراقي و(تسخيفه )في كثير من الاحيان....أما اليوم فقد اختطت شبكة الاعلام العراقي لنفسها خطا ًمغايرا  تماما ؛جعل منها في طليعة القنواتالفضائية العراقية والعربية ؛ وذالك لأسباب متعددة , ومن اهمها المنتج الدراميالذي يحمل شعار الادب الملتزم , والذي يبقى هو الادب الحقيقي, مهما  وضعت الحواجز في طريقه ...وإذا كان المنتجالدرامي العراقي قد عاني كثيرا من الاضطهاد السياسي مما أخل  بحضوره في فترات متباينة مت تاريخه , إلا انالفنان العراقي كان فنانا ملتزما ما سنحت له الفرصة على الرغم من  (فم الافعى القاتلة )....  واليوم اذ يقف المثقف العراقي والمتبع العربي حائرافي متابعته , امام مجوعة متميزة من الدراما العراقية وفي مقدمتها ثلاثة أعمالكبيرة ومهمة وهي ( ضياع في حفر الباطن ) و( خارطة الطريق ) و ( باب الشيخ ), الّتينافست المنتج العربي بقوة وتفوقت بجدارة على المنتج العراقي في باقي القنواتالفضائية ,ومثلت تلك الاعمال الدرامية الكبيرة بصمة واضحة في المشهد الثقافيالعراقي عموما ..                                        
(ضياع في حفر الباطن ) لمؤلفه عبد الكريم العبيدي وسيناريو أحمدالسعداوي وإخراج مهدي طالب               ,بمعية مجموعة كبيرة من نجوم الدراما العراقية وأضيف اليهم شباب المسرح العراقي..ضياع في حفر الباطن عمل أدبي كبير يؤرخ لمرحلة زمنية مهمة جدا في حياة الشعبالعراقي , تلك المرحلة التي مثلت بؤس السياسية العراقية الفاشية  الوحشية ,تحت وطأة النظام البعثي المقبور..والعمل يوجز حكاية  بطولة الشعب الاعزلاتجاه نظام موغل بدماء الابرياء ,و ينحصر العمل على مساحة مكانية مهمة في تاريخالعراق السياسي الحديث , ألا وهي مدينة البصرة وشعب البصرة و وماحل ّ بهم بعيدالانتفاضة الشعبانية المباركة
وعلىالرغم من عدم  ظهور فناني البصرة فيالمسلسل , إلا انه يبقى حلقة مهمة في تاريخ العراق الحديث , الذي افتقد كثيراللإعمال الدرامية التي تؤرخ لأكثر من ثلاثين عاما من الظلام الحالك ..وما أكثرالاحداث التي تستحق الكتابة والتوثيق لها في الادب العراقي على مستوى الاحداثالشخصية او ما يخص فئة بعينها او مدينة بذاتها ..ولذا مثل هذا العمل وقفة جادة فيطرح مشكلة الانسان البصري الذي عايش ( الغول الدموي ) وتحمل ألوان العذاب كافة..اما  الانتاج والأداء وبقية الروافد الفنيةالتي انجزت هذا العمل , فقد كانت روافدا مهمة ورائعة ساهمت كثيرا في انجاح هذا العمل الفني , والذي سيكون خطوة حقيقة ,لإنتاج مجموعة من الاعمال الّتي تؤرخ لمظلومية الشعب العراقي , وزرعها في وعيالمواطن الصغير والكبير , لكي لاينسى آلامه ولاينسى تاريخ من ظلمه.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن