من روائع الادب العراقي
ضياع في حفر الباطن
من روائع الادب العراقي
كلما هممتُ لكتابة بضعة سطور بحق المنتج
الفني العراقي لشهر رمضان تراجعت قائلا لنفسي مازال الوقت مبكرا لتقييم سيل
الاعمال الدرامية الّتي تمطرها مختلف القنوات الفضائية على المشاهد في
ثلاثين يوما لاغير..ولاشك أنّ لتلك القنوات أهدافها ومايبرر تلك الاهداف في
طبيعةالعمل الفني المنتج واتجاهاته, وكذالك الامر منطبق على القنوات
الفضائية العراقية المختلفة في سياستهاوأهدافها , وقبيل أقل من سنتين
تقريبا ,بقيت شبكة الاعلام العراقي , واخص بالذكر منها الفضائية العراقية والّتي
تمثلاتجاها رسميا أصابه الجمود في كثير من روافده الاعلامية وراحت منافساتها تصدر
ماتشاء من الافكار ولغايات معروفة سلفا ساهمت كثيرا في تدني
الدراما العراقية,,الخارجة في الاصل من سجن امتد بها اكثرمن ثلاثين
عاما....وساهمت تلك الفضائيات كثيرا في تدني الذوق العراقي و(تسخيفه )في كثير من
الاحيان....أما اليوم فقد اختطت شبكة الاعلام العراقي لنفسها خطا ًمغايرا
تماما ؛جعل منها في طليعة القنواتالفضائية العراقية والعربية ؛ وذالك لأسباب
متعددة , ومن اهمها المنتج الدراميالذي يحمل شعار الادب الملتزم , والذي يبقى هو
الادب الحقيقي, مهما وضعت الحواجز في طريقه ...وإذا كان المنتجالدرامي العراقي
قد عاني كثيرا من الاضطهاد السياسي مما أخل بحضوره في فترات متباينة مت
تاريخه , إلا انالفنان العراقي كان فنانا ملتزما ما سنحت له الفرصة على الرغم
من (فم الافعى القاتلة ).... واليوم اذ يقف المثقف العراقي والمتبع
العربي حائرافي متابعته , امام مجوعة متميزة من الدراما العراقية وفي مقدمتها
ثلاثة أعمالكبيرة ومهمة وهي ( ضياع في حفر الباطن ) و( خارطة الطريق ) و ( باب
الشيخ ), الّتينافست المنتج العربي بقوة وتفوقت بجدارة على المنتج العراقي في
باقي القنواتالفضائية ,ومثلت تلك الاعمال الدرامية الكبيرة بصمة واضحة في المشهد
الثقافيالعراقي عموما ..
(ضياع في حفر الباطن )
لمؤلفه عبد الكريم العبيدي وسيناريو أحمدالسعداوي وإخراج مهدي
طالب
,بمعية مجموعة كبيرة من نجوم الدراما العراقية وأضيف اليهم شباب المسرح
العراقي..ضياع في حفر الباطن عمل أدبي كبير يؤرخ لمرحلة زمنية مهمة جدا في حياة
الشعبالعراقي , تلك المرحلة التي مثلت بؤس السياسية العراقية الفاشية
الوحشية ,تحت وطأة النظام البعثي المقبور..والعمل يوجز حكاية بطولة الشعب
الاعزلاتجاه نظام موغل بدماء الابرياء ,و ينحصر العمل على مساحة مكانية مهمة في
تاريخالعراق السياسي الحديث , ألا وهي مدينة البصرة وشعب البصرة و وماحل ّ بهم
بعيدالانتفاضة الشعبانية المباركة.
وعلىالرغم من عدم ظهور فناني
البصرة فيالمسلسل , إلا انه يبقى حلقة مهمة في تاريخ العراق الحديث , الذي افتقد
كثيراللإعمال الدرامية التي تؤرخ لأكثر من ثلاثين عاما من الظلام الحالك ..وما
أكثرالاحداث التي تستحق الكتابة والتوثيق لها في الادب العراقي على مستوى
الاحداثالشخصية او ما يخص فئة بعينها او مدينة بذاتها ..ولذا مثل هذا العمل وقفة
جادة فيطرح مشكلة الانسان البصري الذي عايش ( الغول الدموي ) وتحمل ألوان العذاب
كافة..اما الانتاج والأداء وبقية الروافد الفنيةالتي انجزت هذا العمل ,
فقد كانت روافدا مهمة ورائعة ساهمت كثيرا في انجاح هذا العمل الفني , والذي
سيكون خطوة حقيقة ,لإنتاج مجموعة من الاعمال الّتي تؤرخ لمظلومية الشعب العراقي
, وزرعها في وعيالمواطن الصغير والكبير , لكي لاينسى آلامه ولاينسى تاريخ من
ظلمه.
|
|
السبت، 26 يناير 2013
ضياع في حفر الباطن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
-
أيها الأرق ... * من جواهر الجواهري وأروع القصيد وقد قدمها الشاعر بمقدمة جميلة يحكي بها بعضاً من معاناته وترابطها مع قصائده.* نظمت في براغ...
-
قول نحن عشاق مظفر النواب نقول للكبير مظفر ستبقى سيدي متربعا في واحات قلوبنا المتعطشه لصوتك المترع بالدفء والفرادة اما اذا شاء الله وانتقل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق