الثلاثاء، 31 يناير 2017

من هو الثَّوْر الذي باعَ الخور

                                                                                     

تألق العراقيون في وسائل الاتصال الاجتماعي أخيرًا وتفوقوا على مشتركي الدول العربية الأخرى,وصاروا يخلطون الجد بالهزل في كثير من القضايا المهمة والخطيرة ولاسيما مايتعلق بالشأن العراقي الراهن  ,وقد تجلى هذا الحضور اللافت للنظر فيما تناولته وسائل الاعلام أخيرا حول اشكالية خور عبدالله  البحري الواقع بين دولتي العراق والكويت , كدول متشاطئة في الجهة الشمالية للخليج العربي أوعلى حدود واجهة محافظة البصرة العراقية من جنوبها..والذي اوقد النار في صدور العراقيين واوجعهم كثيرا ,تلك الاخبار التي تناثرت على شاشات الفضائيات العراقية والعربية والتي تؤكد تنازل العراق عن ممر خور عبد الله المائي لصالح دولة الكويت ...!!! ومن ابداعات العراقيين اصدارهم أكثلا من هاشتاك تناول الموضوع...أما قصة نهب خيرات العراق وهدر ثرواته,فهي قصة عميقة ومؤلمة في التاريخ الحديث وغير محددة بفترة زمنية او مكانية, والاستيلاء على خور عبد الله فصل صغير في صفحات قصة  هذا البلد , فقد بدأت مع انكسار جيش العراق عام 1991م  على يد قوى التحالف الدولي والتي اخرجته عنونة من دولة الكويت وفرضت شروط المنتصر على ضباط الجيش السابق في خيمة صفوان المعروفة...وكنتيجة من نتائج وضع العراق تحت البند السابع في مجلس الامن الدولي ؛ تم التفاوض حول ترسيم الحدود البرية والمائية بين العراق والكويت ومن ضمنها حدود المياه في خور عبد الله ,وكنتيجة طبيعية لاستهتار النظام السابق بمقدرات الشعب العراقي ؛ لم يرسل وفدا فنيا للتفاوض مع وفد الامم المتحدة والكويت عام 1993 م ؛ فرسمت الحدود بحضور وفدين فقط دون اعتراض من العراق أو أي موقف يذكر ,وعادت الاتفاقية الى الظهور من جديد بحلة  محلية جديدة في سنوات رئيس وزراء العراق السابق نوري كامل المالكي بعد 2003م وتم التصويت عليها في مجلس الوزراء  وفي البرلمان العراقي السابق بين عامي 2012م و2013 م , وكذلك بموافقة وتوقيع وزارة الخارجية السابقة بوزيرها هوشيار زيباري والنقل العراقية بوزيرها هادي العامري..واليوم أُقرِت المبالغ المدفوعة لعمل اللجان في هذا الموضوع وتم التصويت عليها بوصفها اتفاقية نافذة المفعول غير قابلة للرد , بتوقيع السيد حيدر العبادي رئيس وزراء العراق الحالي...مما اثارت موجة غضب عارمة في الشارع العراق والذي هو بدوره لاحول له ولاقوة , إلا  في وسائل التواصل الاجتماعي ولعديد الاسباب وفي مقدمتها الامنية والولائية الصنمية... ومن غرائب وطرائف الامور انْ تتنازل دولة ذات تاريخ وسيادة كما تدعي عن حقوقها في الجغرافية ونجد من يبرر لهذه الدولة هذا التصرف..ونجد ان الاصوات البرلمانية التي تدعي بمحاربة الفساد ولاسيما الاصوات النسائية منهم ,تسكت وتخرس أمام هذا الموضوع لانه مرتبط بحكومة فلان وعلان ..وكأن فساد مسؤول عن أخر مختلف بحسب الهوية والطائفة والمصالح الشخصية..واخرست المحكمة الاتحادية العليا في العراق وكأنها في سبات شتوي ممل..ولاتعرف من أجل العمل بموضوع ميناء الفاو..وكأن هذه المحكمة أيضا لم تعرف بالمحكمة الادارية المصرية التي ألغت قرار ضم الجزيرتين المصريتين الى السعودية.... واليوم الشعب العراقي  { دايخ } في موضوع خور عبد الله بين توضيحات الخبير والمهني الوزير السابق عامر عبد الجبار حول الموضوع وبين صمت وزارة الخارجية العراقية المعيب عليها وكذا وضع وزارة النقل بوزيرها الاسطوري ... وبين تفسيرات وتأويلات من يدافع عن ولي نعمته...وهكذا فقد تشابه البقر علينا ,ولانعرف من هو الثور المسؤول عن ضياع الخور تماما ,مع استنكاري وشجبي  لاستعمال مصطلح الثور في الشارع العراقي كمثل شعبي في غير محله ؛ لان الثور يتمتع بمزايا ايجابية كثيرة وخصوصا في مجال....وهكذا استفرغ الشارع العراقي من غضبه في وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال بعض اللقاءات في القنوات الفضائية وبدت القضية تتميع في خفايا أروقة الدولة....فنحن نعيش في بلد لم يسمع من قبل  باللجان الدولية او المحاكم ؛التي نستطيع من خلالها مراجعة بنود الاتفاقية المشؤومة والتي اماتت كل الموانيء العراقية الواقعة في نهاية الخور كميناء أم قصر وصادرت الثروات السمكية البحرية وانزلت العلم العراقي وستجبر السفن  العراقية على دفع ضريبة في حدودها البحرية..فمن المستحب انْ نعرف من هو الثور الذي باع الخور,فلطالما كانت {هوش } الله بأرض الله سارحة                                   

كقطرة المطر


الجمعة، 13 يناير 2017

مسلمو الروهينغا...محنة من لا ناصر له

                                                                                                                     

لاناصر لمسلمين الروهينغا , وهي مجموعة مسلمة أقلية تعيش في بلاد المينمار أو بورما التي تجاور جمهورية بنغلاديش, وبنغلادش ذات أغلبية مسلمة يتجاوز تعداد سكانها 200 مليون مسلم , ومن البحر تقترب بورما كثيرا من دول اندونسيا وماليزيا وسنغافورة والفلبين ,تلك الدول التي تضم عدداً كبيرا من السكان  المسلمين ,والذي يتجاوز 400 مليون نسمة والمنطقة الجغرافية التي تقطنها الاقلية المسلمة في بلاد بورما  تتصل جغرافيا مع بنغلادش بحدود برية , وتعيش الأقلية المسلمة  في حالة رعب وخوف, حيث يشهد التاريخ الحديث على الويلات والمجازر التي يشيب لها الرأس,وكأن قدر هذه المجموعة انْ تعيش في جحيم حقيقي وتهرب  منه إلى جحيم أخر أشد لعنة وبطشا...فقد تعاظمت عليهم الأمور وتعاونت على اضطهادهم الحكومات والمنظمات الانسانية الرسمية وغير الرسمية ..ولانه الاقلية المسلمة  لاتمتلك الاموال ولا التأثير الجغرافي أو التاريخي فقد تركها الناس وتناسوا أمرها بكل يسر وسهولة..فنظام منيمار العسكري القمعي والوحشي يهاجم هذه الاقلية علانية وعلى مرأى ومسمع من وسائل الاعلام  ومنظمات حقوق الانسان  منذ أكثر من  50 عاما في أقل تقدير يذكر ؛ ولان هذه العمل الوحشي واللااخلاقي ,الذي وصل في بعض الاحيان إلى حرق الناس علانية وأمام انظار أهاليهم !! وهو عمل يتناسب مع رجال الديانة البوذية ويحقق غاياتهم ؛ فقد سكت الجميع عن هذا العمل وكأن مايرضي البوذي وما يتستر عليه , هو عمل منزل من السماء فلا تتعرض عليه أوربا ولا تعترض عليه الصين المجاورة ولا بلاد الهند ولا أمريكا راعية الديمقراطية الحمراء في العالم...ولا سيما ان زعيم جماعة البوذيين المعارض لحكومة الصين { دالاي لاما }  يسافر في جميع انحاء العالم وكأنه ملاك منزل من السماء وكأنه حمامة السلام بابتسامته الصفراء , دون أن يتذكر ولو للحظة واحدة كيف يهاجم الجيش المينماري وبرعاية البوذية نفسها قرى السكان الآمنيين وكيف يروع الناس ويحرق البيوت على رؤوس أصحابها ويرتكب مجازر أخرى افظع من أن تذكر في هذه السطور...الجيش الميمنماري الذي ينال موافقة الصين واستحتسان تايلندا والتي بدورها ترسل اللاجئين بقوارب في عرض البحر  وهي تعلم بنهايتهم الحقيقية ... وموافقة الهند ومسرة اليابان التي لعبت نفس الدور الهمجي اتجاه هؤلاء الفقراء في يوم من الايام السوداء في تاريخ اليابان العسكري الحديث . فيما يستحسن ويجمل الاتحاد الاوربي صورة المعارضة السيدة أونغ سان سو كي والحائزة على جائزة نوبل للسلام..وهي قديسة في نظر الاوربيين ؛ لانها تعارض نظام الحكم العسكر هناك وتفتخر بنضالها من أجل الديمقراطية ,فيما تؤكد الحقائق ان هذه السيدة لم تدين أي تصرف وحشي اتجاه هذه الاقلية بكل حياتها بل ترفض الحديث عن ذلك !!!! ولم نعثر على اعلامي او مفكر او سياسي واحد في كل اوربا والعالم الغربي يعاتبها على موقفها من جماعة الروهينغا المسلمة وماتتعرض له من إبادة جماعية وكأن الامر لايعنيهم من بعيد ولا من قريب...فيما ابدت الدول الاسلامية الكبيرة والتي تقترب حدودها من حدود المنيمار من مثل بنغلادش او ماليزيا او اندونسيا وسنغافورة وحتى باكستان امتعاضها من الموضوع بين الفينة والاخرى وكأنها تمشي على استحياء مع ثقل وجودها الاقتصادي والعسكري في شبه القارة الهندية ومحيطها..ولزمت دول منظمة اتحاد علماء المسلمين الموقف نفسه ...وأخذت تهاجم العراق وسوريا وليبيا واليمن بمناسبة وبدون مناسبة وأمر المسلمين الروهينغا لايعنيها..وهي منظمة منافقة في جل مواقفها غير المشرفة...وصمتت الدول الاسلامية الغنية بثرواتها والمؤثرة في نفوذها من مثل العربية السعودية وسائر دول الخليج فلم اذكر لها دورا  في أي محفل دولي وإن ذكرته في بعض  الاحيان فعلى استحياء.. وغط اسد السنة العثماني في نومته عميقا وكأن لاسنة في النيبال وانما في سوريا فقط..اجتمعت تلك الاسباب واتفقت الامور على حرق وتحريق هؤلاء الابرياء من الاقلية المسلمة أمام شهود الاعيان من العرب والعجم ولا حدود زمانية أو مكانية لتلك الجريمة , التي كانت وستبقى محنة حقيقية ومؤلمة ولكنها محنة من لاناصر له إلا الله سبحانه وتعالى..  

الثلاثاء، 10 يناير 2017

فوق خط الفقر ..تحت خط الفقر...والله كريم

جمال حسين مسلم 

موجة عارمة من الغضب الجماهيري تجتاح الرأي العام في العراق هذه الأيام لسببين مهمين ,أولهما تمثل بموجة التفجيرات الدامية التي تجتاح شوارع ومدن العاصمة العراقية ولاسيما بعد التصريحات النارية والفنتازية التي اطلقها مسؤولون في داخلية الحكومة العراقية قبل أسبوعين من الآن بمناسبة رفع عدد من السيطرات الامنية من شوارع بغداد.. وما أن انشغل الشارع العراقي بموجة التفجيرات هذه حتى طفت على السطح مشكلة أخرى أشد فتكًا من الاولى تمثلت بمسرحية مضحكة وهزيلة وبائسة ..كتبتها وأخرجتها وزارة التخطيط العراقية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية , بمباركة مجلس الوزراء العراقي وصمت البرلمان العراقي ,هذا الصمت الذي يثير الشك والحيرة في النفوس...المسرحية اسمها تحت وفوق مستوى خط الفقر...قياسات لمستوى ارتفاع وانخفاض مستوى خط الفقر في العراق ,العراق الذي يزخر بالثروات الطبيعية من شماله إلى جنوبه , يزخر أيضاً بالسراق واللصوص و{ اللهيبية } من شماله إلى جنوبه... عشرات الالاف من المواطنين من أصحاب الاحتياجات الخاصة { المعوقين } ومن الارامل والمطلقات والفقراء يعتاشون على راتب الرعاية الاجتماعية , وهو راتب مخجل لايستطيع أن يوفر ابسط مقومات العيش الكريم ومع ذلك رضيت الناس به وتقبلت الامر ؛ مادام فلان وعلان من قادة هذا المجتمع الجديد راضين بهذا الوضع  ,فما علينا الا السمع والطاعة...خرجت علينا الوزارتان بتحديد مفهوم مستوى خط الفقر من خلال  مستند يحمل بعض المؤشرات التي تفيد وتعيد تقييم هذا المواطن أو ذاك ,من حيث عيشه تحت أو فوق خط الفقر...وأهم فقرات هذا المستند الرسمي ,ما يشير لامتلاك هذا المواطن  لجهاز كهربائي واحد كأن يكون ثلاجة أو تلفزيون أو مكنسة كهربائية وما إلى ذلك..حينها وجب حذف المساعدات عنه ؛لانه فوق مستوى خط الفقر..ولايهم أن يسكن أو يعيش في خيمة أو حواسم أو بالايجار... ولايهم من ينفق عليه أو ماهو وضعه الصحي أو الاجتماعي...مهزلة كبرى تضاف إلى مهازل الدولة الحكيمة الحديثة ..الحكومة التي ترعى الفساد والفاسدين والسراق والمافيات ..الحكومة التي تصمت عن مرتبات الرئاسات الثلاثة  أوالبرلمان و الوزراء ووكلاء الوزراء والمدراء ومنهم بدرجة مدير , وتغض الطرف عن صرفيات الحمايات الشخصية ونفقات الخارجية العراقية.... هذه الحكومة الرشيدة تكتشف اليوم  ان المواطن المعوق إنْ امتلك تلفاز فهو فوق مستوى خط الفقر..وعليه ان يستغني عن مرتبة التافه اصلا لصالح حمايات المنطقة الخضراء..أي عدو جاهل هذا الذي نعيش في كنفه... وأي مواطن هذا الذي يداس عليه بهذه الطريقة الوحشية وهو يتوسل ويقبل الايدي ويذرف الدموع أمام الكاميرات والفضائيات في سبيل فتات العيش وفي سبيل حفنة من النقود , آهٍ لو علم هذه المواطن بأن كل مرتباتهم المقطوعة لا تكفي لسفرة مسؤول عراقي واحد إلى الخارج ؛لا لشيء إلا انه كان مناضلا على أبواب الرعاية الاجتماعية الاوربية والامريكية..سؤالنا إلى أين ذهبت الاستقطاعات من رواتب الموظفين والمستمرة لحد الآن لدعم رواتب الرعاية الاجتماعية,أوهل توقفت ايفاداتكم السياحية مثلا..مواطن فوق مستوى خط الفقر بقرار من المنطقة الخضراء الملوثة..العراق إلى أين

الأحد، 8 يناير 2017

نخلُ السّماوة أيقول { وين النظافة }


 مازالت محنة عمال النظافة في أغلب محافظات العراق غير قابلة للحل ,حيث العقود غير الدائمية تهدد معيشة هؤلاء الفقراء والكادحين فضلا عن تخفيض الاجور اليومية لهم من 8 الاف دينار عراقي إلى 7 الاف دينار عراقي لاغير..؟؟؟ وتفاقمت هذه الازمة أخيرا في محافظة المثنى ومركزها السماوة الجميلة بأهلها ولا سيما من الذين أعشق رؤيتهم... ونخيلها وجميلاتها...حال السماوة مثل حال باقي المدن العراقية في تقاسم { الطركاعات } ولكن ما يميز السماوة من غيرها ثورتها على المحتل الياباني وكتيبته الهندسية ,التي حاولت جاهدة ومجاهدة أن تساعد هذه المدينة وتقدم الخدمات إلى أهلها إلا ان السماوة تحررت من المحتل الياباني بفضل من الله ومنة ومن ثم وقعت في أسر اللصوصية والفساد الوطني والذي كما يبدو لاخلاص منه اليوم ولا أمل في غد ...

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن