الأحد، 31 مارس 2013

تعلم كيف تغير دينك من الاسلام الى ..؟


         

لم تعد المعرفة حكراً على زمان معين أومكان ؛ وذالك متأتٍ من عالمية التواصل التكنلوجي , الذي طفق يسيطر على الافاق من المشرق الى المغرب . وبسبب غزارة المادة العلمية وسهولة أيصالها للمتلقى الى حد  بابه ؛ فلم يعد المتلقي يملك مزاجا خاصا به لتقفي أثر المعلومة وبيان صحتها من عدمه أو بطلانها من عدمه , وبالتالي اصبح الاعلام وأدواته طرقا مشروعة أو غير مشروعة لتمرير اية معلومة أو هدف من وراء المعلومة...والذي يتابع الشأن الاسلامي السياسي في هذه الاوقات الصعبة , يجد نفسه محاصرا بسيل من الافكار والاهداف , تقف كل صباح عند بابه, واذا رغب بمعرفة الرأي الاخر فربما لم ولن يستيطع الوصول اليه بسهولة كالاول..وهذا هو هدف الارصدة المالية الكبيرة , التي وضعتها بعض الدول خنجرا مسموما في ظهر الاخرين..و الاسلام التكفيري من أشد المحن التي تعاني منها الشعوب العربية والاسلامية بل العالم الانساني في الوقت نفسه..وصناعة هذا التيار وتاريخه ووصوله الى سدة الحكم بثوب اخر...من الامور المعروفة , التي كثر تناولها اعلاميا و تاريخيا..ولاسيما في الوطن العربي وبعض دول الاسلام المجاورة للوطن العربي..                                                                          

فكيف يرى غير المسلمين الاسلام وكيف سيراه ابناؤنا بعد حين , الاسلام الذي يقطع الرؤوس علنا بافلام الفيديو على صفحات الانترنيت والتلفاز...والاسلام الذي يحدثك عن سبي نساء المسلمين من غير السلفيين التكفيريين ..وعن الجواري..وعن الغلمان ..وعن السيارات المفخخة وتمترس المدنيين  وعن تكفير الملل والنحل  وعن هجر ذكر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مقابل تحصين موقف لصحابي ..!!! وعن وعظ  السلطان بما يريد ويحب ..وعن مئات الاحاديث النبوية التي هي وصفة جاهزة لاي موضوع يبتغيه احد مشايخ دول ال....وعن تفسير الايات بما يصلح لاي توجه يريده فلان بن فلان ..أو عن رضاعة الكبير او عن نكاح الجهاد..!!! او عن نكاح الزوجة المتوفاة بسبب عدم بطلان العقد بعد الوفاة..؟؟؟؟؟؟                                                                         

       وأزدواجية طرح التأويل الديني لفهم الاحاديث بصورة قبيحة جدا جدا.....فالمجتمع قد شنّ حربا شعواء على بعض المكونات العراقية واصفا اياها باحفاد ابن  العلقمي { ابان تحرير الامريكين للعراق 2003 } , وغض النظر عن التعاون المسلح الاوربي الغربي لاسقاط القذافي بل اشترك معهم في اكثر المناسبات القتالية هناك.. وكانت الفضائيات العربية الاخبارية الخبيثة تهاجم العراق وشعبه وساسته علنا واصفة اياه باوصاف غير لائقة ؛ ولاسيما في برامج التوجيه والارشاد الديني لاهوائهم الشخصية والطائفية فقط ؟؟                                          

في حين كانت ومازالت الطائرات الامريكية والغربية تسرح وتمرح في قواعد وسماء تلك الدول ....ويندبون حظهم العاثر على بطلهم القومي الهالك في حياته ومماته ( هدام حسين ) البعثي طبعا ... ويرون البعثي الاخر في بلد عربي مجاور للعراق ( كافر يقام عليه الحد ).علماؤهم يقطنون القصور العباسية الفاخرة ومرجعياتنا الشريفة الزاهدة تعدُّ من  الباطل واليه.!!! كما يصفوننا ,,يجاهدون بضرب الحسينيات والمساجد ويتفرجون على القدس الشريف بل لايذكروه ابدا..يقتلون الجنود في البوابات وفي شوارع الدول العربيه ومواخيرهم تردح وتصدح حتى الصباح.... ومن المبتكرات لديهم  تعاون حكومات الاسلام السياسي مع صندوق النقد الدول  ودفعهم للفائدة والالتزام بكافة شروطه  والانصياع لاوامره ,وهذا مؤشر يستحق مائة علامة استفهام, حول فتاواهم ومذهبهم الذي يرتكزون اليه وماهو هدفهم في المستقبل                .                                                اما الغرب كمواطن فاكثره متلقي عن الاعلام ومستسلم له ,اما الغرب الباحث العلمي على قلته , فله راي اخر بما يدور في بلداننا من شأن جديد.. وسياسوه فرحون بما انتهت اليه الصورة المشوشة عن الاسلام والمسلمين, فقد صبت في مصالح كثير منهم دون جهد او عناء يذكر...واما الدول العربية والتي سخرت مالها وجهدها لهذا الامر؛ فهي ليست جديرة بالدلفاع عن الاسلام والمسلمين او حمل لوائه..لانها غارقة حتى الذقن..بفسادها ,فهي حكومات غير شرعية وغير منتخبة , اخذت مسمياتها , زكاة من المحتل البريطاني { الذي خلصنا من المحتل العثماني } و اصبحت ممالك ,تعتاش على النفط ولا تمتلك انتخابات او دستور لمواطينها حتى اللحظة , فاي شرعية تقوم عليها لاادري... ومن تلك التداعيات الخطيرة في تطبيق التكفيرية السلفية ومن حكوماتها الداعمة ,رشحَ للناس مفهوم جديد عن الاسلام , قوامه القتل والذبح وسفك الدماء والهاجس الجنسي وعدم احترام حقوق الانسان ومصادرة حرية الاخرين ؛ مما دعا الاخرين للاحتجاج علينا بوضح النهار بقولهم { هذا اسلامكم } ,فكانت ردات الفعل كثيرة ومختلفة وفي مقدمتها نشؤ جيل من الشباب يميل للتمرد كليا على الدين بل يرغب بتركه وهجره , وقد وضح الامر في ظواهر اجتماعية مختلفة منها مايدورمع شباب في العراق ومصر والاردن وتونس والسعودية.....وهم على حق مادام الدين كما يرونه من اولئك... لذا كان الهدف بالاصل تشويه الدين الحنيف المتمم للاخلاق ونقله الى خانة سوداء حالكة الظلام , وهجر الناس له بوصفه لايتناسب مع الانسان والانسانية...فخمسة ايام من متابعة  اعلام وافكار اولئك في تصوري البسيط كافية لمسخ الصورة الجميلة , بصورة اجرامية ووحشية تكون كافية لخطوات ماقبل تركك الاسلام...وهجرك لقيمك ؛ ببساطة لانه هدفهم الذي يريدونه.                         .

       

                                             جمال حسين مسلم

Jamalleksumery.blogspot.co.at    

 للتعليق على الموضوع اكتب الى

                                               

الأحد، 24 مارس 2013

العلامة حسين أمين الى رحمة الله

  

 بسم الله الرحمن الرحيم
انا لله وانا اليه راجعون , احبتي نعزي انفسنا ونعزي الشعب العراقي وكل مثقفين الوطن العربي والعالم برحيل العلامة الجليل المؤرخ  الدكتور حسين امين  رحم الله
  ادخله الله فسيح جناته ورحمته
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم 
      





ولد الدكتور حسين امين عبد المجيد القيسي ، في بغداد (محلة الطوب) عام 1925، ودرس المرحلة الابتدائية في المدرسة المأمونية ابتداء من عام 1931، وتابع دراسته في المتوسطة الغربية، ثم الثانوية المركزية عام 1941، انخرط في صفوف دار المعلمين الابتدائية القسم العالي، ثم في مدرسة تطبيقات دار المعلمين الابتدائية. التحق بجامعة الاسكندرية وحصل منها على الماجستير عام 1958 بتقدير، وهو اول طالب عربي يحصل من هذه الجامعة على الدكتوراه وينال جائزة تقديرية من لدن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. الف مجموعة من الكتب منها المدرسة المستنصرية بغداد 1960، الامام الغزالي بغداد 1963، تاريخ العراق في العصر السلجوقي بغداد 1965، شط العرب ووضعه التاريخي بغداد 1981، القدس وعلاقتها ببعض المدن والعواصم الاسلامية بغداد 1988، زرقاء اليمامة بغداد 1988. وحقق مقدمة في التصوف السلمي بغداد 1984، وله فضلاً عن ذلك المئات من البحوث والمقالات المنشورة في المجلات العربية والعراقية، اضافة الى مؤلفات مخطوطة. اشتهر كوجه تلفزيوني في الستينيات من القرن الماضي حيث قدم برنامج ثقافي تاريخي باسم (ثقافة الاسبوع). اول نشاط سياسي له وهو في المتوسطة حيث قام ومجموعة من الاصدقاء بتوزيع منشور يندد بقتل الملك غازي عام 1939 وقد احيل على اثرها الى المحكمة العرفية التي حكمت عليهم بالغرامة او السجن، اما ثاني اكبر نشاط سياسي له فهو اختياره ضابطاً للارتباط بين الضباط الاحرار قبل 14 تموز 1958 والرئيس الراحل عبد الناصر بواسطة الليثي عبد الناصر زميله في الدراسة. كان الاستاذ الدكتور حسين أمين مؤرخا جيدا وباحثا ممتازا ووجها إذاعيا وتلفزيونيا .. اشتهر بين الناس لكثرة ما كان يقدمه من برامج في التاريخ والتراث . ارتبطت مع الأستاذ الدكتور حسين أمين بروابط التلمذة والمحبة والزمالة .. وقد أرسل قبل أيام رسالة يدعوني فيها للمشاركة في انتخابات (الجمعية التاريخية العراقية) التي حرص على إعادة إحيائها بعد الاحتلال في التاسع من نيسان 2003 ولم تتيسر الفرصة لأحضر انتخابات الجمعية في بغداد وقد علمت بأنها جرت وفاز الدكتور أمين برئاستها وقد أرسلت له رسالة قدمت فيها تهنئتي له . وأعربت عن استعدادي للتعاون معه خدمة لحركة التاريخ والمؤرخين في عراقنا العزيز . كتب عنه صديقنا الأستاذ حميد المطبعي بضعة اسطر في (موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين) ، الجزء الأول ، والتي نشرتها دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد سنة 1995 فقال : ((إن الدكتور حسين أمين من مواليد محلة الطوب قرب الباب المعظم ببغداد سنة 1925، وهذه المحلة مجاورة لأحد أبواب بغداد العباسية وهو باب السلطان والذي صار فيما بعد يسمى بالباب المعظم . درس في ( المأمونية الابتدائية) وفي (المتوسطة الغربية) وفي هذه المدرسة بدأ هو وزملائه في تكوين جمعية ثقافية وطنية باسم ( الشبيبة العربية) . وفي سنة 1939 ، واثر مقتل الملك غازي رحمه الله ( نيسان 1939) ، قام هو بقيادة تظاهرة كبيرة ، دعت الشعب إلى الثورة ضد الحكومة المتواطئة مع الأجنبي في قتل الملك غازي . وقد اعتقل وعدد من زملائه وقدم إلى المجلس العرفي الذي حكم عليهم بدفع غرامة مالية . تخرج في الثانوية المركزية ، ودخل دار المعلمين الابتدائية سنة 1945، وبعدها سافر إلى الإسكندرية بمصر لإكمال دراسته وقد حصل على الليسانس والماجستير والدكتوراه سنة 1962 وكان أول عراقي ينال الدكتوراه من جامعة الإسكندرية في التاريخ الإسلامي وأول عربي يحصل على الجائزة التقديرية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر . أسس الدكتور حسين أمين ( الجمعية التاريخية العراقية) وأصبح رئيسا لها منذ بداية السبعينات من القرن الماضي ، ثم انتخب أول أمين عام لاتحاد المؤرخين العرب . قدم أكثر من 650 حديثا للإذاعة في قضايا التراث والتاريخ . كما شارك في مؤتمرات تاريخية عراقية وعربية وأجنبية عديدة . وهو عضو في الجمعية التاريخية الدولية ومقرها باريس . وقد كانت له صلات وثيقة بالكثير من المؤسسات الثقافية العربية والعالمية .. وقد اختارته جامعة مارتن لوثر بألمانيا سنة 1970 ليكون أستاذا زائرا فيها . وقد ألقى كذلك محاضرات عامة في جامعات عديدة ، منها جامعات اكسفورد وكمبرج وادنبرة وبرلين وميونيخ وفرانكفورت ومدريد وبراغ وليبزغ . وقد تركزت محاضراته حول التعليم الإسلامي والمؤسسات الجامعية العربية وجوانب من الحضارة العربية والإسلامية . من مؤلفاته : 1 . تاريخ العراق في العصر السلجوقي 2 . الغزالي فقيها 3 . المدرسة المستنصرية 4 . تاريخ التربية والتعليم في الإسلام 5 . في التاريخ الإسلامي 6 . التصوف هذا فضلا عن مئات البحوث والدراسات والمقالات المنشورة في مجلات علمية رصينة . كما ترجم كتبا من لغات أجنبية إلى اللغة العربية ومن ذلك ترجمته كتاب (( العراضة في الحكاية السلجوقية)) الذي ألفه الوزير محمد بن محمد الحسين اليزدي المتوفي سنة 743هـ (1342م) . كان يتحدث عن فلسفته فيقول انه ينتهل كل راي مصيب لأي إنسان و((الاصطفاء لما أرى من أخلاقه الفاضلة ، فان اللؤلؤة الناردة والغالية لاتهان لهوان غائصها الذي استخرجها من قاع البحر )) . ضيفته جريدة الثورة (البغدادية) بعددها الصادر في الثاني من تموز سنة 2000 قائلة عنه : (( بأنه المؤرخ الذي لم يخرج من صومعة التاريخ منذ 70 عاما )) وعندما سأله السيد جمال الاسدي عن ماذا يحرص عند الكتابة قال : (( احرص على إبراز تراثنا العربي الخالد ، وان اجعل الحضارة العربية وحياة المجتمع العربي الأساس الذي يدور عليه التاريخ ، واحرص على أن اجعل القاريء يتذوق هذا الحاضر بعد أن أقدم له صورا من تراث الآباء والأجداد ، واظهر وحدة الأمة العربية واصالة الروابط بين ابناء الشعب العربي في جميع العصور التاريخية ، برغم تعدد حكوماتها واختلاف التوجهات السياسية لكل منها وبهذا أكون عامل توفيق لا عامل تفريق ، ويمكن بهذا أن أكون مصلحا أكثر مني رافضا أو ثائرا ...)) وفي جوابه على سؤال يتعلق بالدرس الذي استفاده من دراسة التاريخ قال : (( منذ ان بدأت بتعليم ودراسة التاريخ بحدود 1933 ، وحتى اليوم (2000) ، تعرفت على الانسان منذ ظهوره وتطوره ، وتعرفت على شخصيات متعددة في مختلف طبائعها وميولها وعقائدها ، وتعرفت على أصحاب المباديء والمعتقدات وغير ذلك المواضيع التاريخية ، التي ستمنحني الصبر وبالتالي في اتخاذ القرار . كما علمتني دراساتي التاريخية معنى المواطنة ومعنى الدفاع عن الوطن ، والإقتداء بالمصلحين )) . والتاريخ عند الأستاذ الدكتور حسين أمين ، سيد العلوم ، وفي هذا المجال يقول انه يكفي التاريخ انه يؤرخ لكل العلوم ولكل صنوف المعرفة فهو سجل للحوارات التي أثرت في حياة الإنسان ، وهو يعني أيضا بتوضيح العلاقة السببية بين السابق واللاحق من الحوادث الاجتماعية .. وبهذا المعنى فان التاريخ بنظر الدكتور أمين ، ((هو الذي يلهمنا كيف نواجه الإحداث ، ونتعامل مع ألازمات )) . وحول الفرق بين (المؤرخ) و(السياسي) يقول الدكتور حسين أمين ، بأننا اذا كنا نؤمن بان التاريخ كما يقول المؤرخ البريطاني سيلي ، سياسة ماضية ، وان السياسة تاريخ حاضر ، فان المؤرخ هو الذي ينظر إلى الماضي ويتعرض للحاضر كنتيجة ، أي انه يحلل الماضي ليتنبأ بالحاضر وعندها تكون السياسة تحليلا لحاضر يساعدنا في التنبؤء بالمستقبل ومن كل الوجوه يكون المؤرخ هو الذي يخلق السياسة .. وبشأن موقفه من التراث ، فان الدكتور حسين أمين يؤكد ((بان التراث ليس فقط هو ما متواجد في المتاحف او المخازن ، إنما هذا التراث يتجدد ويتطور بما نبذل نحن من جهود مخلصة من اجل الحفاظ عليه .. والاعتبار به وتجديده بالشكل الذي يليق وتاريخ امتنا الخالد )) . وقد تحدث كثيرا حول هذا الموضوع في حوار أجراه معه الأستاذ جمعة عبد الصبور ونشره في مجلة الثقافة العربية (الليبية) ، السنة (6) العدد (3) ، مارس ـ اذار 1979 وقال ان الباحثين ، عربا وأجانب ، وضعوا أيديهم على كنز هائل من التراث الفكري العربي والإسلامي والذي هو حصيلة ضخمة وكبيرة ونافعة لمسيرة وديمومة حياتها من اجل الغد الأفضل .. ومن واجب المؤرخين التأكيد بان التراث ليس شيئا جامدا ولابد من استلهامه واستحضار جوانبه الناصعة وتقديمها لأجيالنا الصاعدة وحينما سأله المحاور عن سبب اهتمامه بالفيلسوف والإمام الغزالي حتى انه حقق كتاب ( المقدمة في التصوف) للإمام ابي عبد الرحمن السلمي البغدادي المتوفى سنة (12 هجرية / 1021م) قال بان الغزالي بدأ شاكا ورافضا ثم انتهى متصوفا وقد أعجبت به لهذا فان ((اتجاهي ثوري .. ولكن أميل للتصوف !!)) وقد أكد الدكتور حسين أمين بان العرب أجادوا كتابة التاريخ ، وبخاصة في كتابة المعاجم ، والتاريخ المرتب على حوادث السنين ( الحوليات) وقبل أن يظهر ابن خلدون ، ظهر مؤرخون عرب ثقاة ، فنحن نعتبرهم الرواد الأوائل في التقصي والبحث العلمي المجرد ومن هؤلاء الطبري والبلاذري والمسعودي وابن الاثير .. الذين كتبوا تاريخ الأمة منذ نشأتها وأضاف (( الصحيح ان بعضهم كان يعمل على سرد الحوادث ولكن الصفة الواضحة .. انه كان يقدم تلك المادة بأمانة ونزاهة .. وظهر ابن خلدون بعدهم .. فجاء بطريقته العلمية .. وبنظرته الموضوعية .. حيث ربط حدوث بعض الحوادث بمسببات قد تكون اقتصادية .. او طبيعية )) . وقد اثبت العرب ان ما كتبه مؤرخوهم يتميز بالاصالة .. فهم لم يكونوا عالة على غيرهم .. كان الأستاذ الدكتور حسين أمين يؤكد باستمرار (( أولا نحن عرب بالدرجة الأولى .. أصالتنا عربية .. ولكننا نؤمن بالإسلام ..لأنه ديننا ومعتقدنا .. والجزيرة العربية او الوطن العربي هو عربي بالأصل .. ثم جاء الإسلام فوحد تفكيرنا وهذب نفوسنا .. والعرب مادة الإسلام والتفريق بين العروبة والإسلام هو عمل صعب ...)) . كان اساتذنا الدكتور حسين أمين يؤمن بان على المؤرخ ان يمارس دورا فاعلا في بناء نهضة أمته ، لذلك بذل خلال السنوات الأربعين الماضية جهودا حثيثة لجمع المؤرخين العراقيين (في الجمعية التاريخية العراقية ) والمؤرخين العرب ( في اتحاد المؤرخين العرب) ، وقد كان وراء عقد الكثير من الندوات والمؤتمرات التاريخية في عدد من البلدان العربية وكان همه الكبير هو دراسة الأوضاع العربية الراهنة ومعرفة موقف المؤرخين منها .. وقد جاء موقفه هذا مبنيا على فكرة ملخصها : (( إن المؤرخ هو المفكر القادر على تقويم الوضع العربي الماضي والراهن بأسلوب علمي ورؤية معاصرة نابعة من إيماننا القومي )) .
توفي بتاريخ 24/3/2013 في العاصمة الاردنية .

 
 
 

السبت، 23 مارس 2013

سيف الدين ولائي ...


بغداد عاصمة للثقافة تفتقدُ... سيف الدين ولائي ...

دقيقة حداد على روح الشهيد سيف الدين ولائي في بغداد عاصمة للثقافة العربية ...

تحتضن بغداد الجميلة في مثل هذه الايام مناسبة ثقافية كبيرة تمثلت بأختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013م , والحقيقة ان هذا المهرجلن بقدر ما أفرحنا بمنجزه الثقافي الكبير وأحتضانه لمثقفي وادباء وفنانين العرب..,بقدر ما أحزننا ذكرى رحيل من رحل من الفنانين والمثقفين والادباء العراقيين ؛ لسببين , أولهما ان الجمهور يفتقد حضورهم وعطاءهم , والامر الثاني اننا نفتقد بشدة اولئك الذين رحلوا بظلم من النظام وطغيانه , الذي ازهق الارواح واستباح العرض والشرف...وعددهم كبير جدا , وياليتنا نجد من يتصدى لهذا الموضوع ويكتب فيه ويؤرشف له, وياليت وزارة الثقافة تعلن عن مسابقة في للكتابة بهذا الصدد ؛ لكي لاننسى مثقفينا وفنانينا وادباءنا ..الذين ذهبوا فداءا للوطن وللكلمة الشريفه وبقيت أرواحهم تدور في سماء  بغداد وتستريح على ضفاف دجلة الخير.. ومن تلك الارواح الطاهرة روح الشهيد الفنان العراقي الكبير, الشاعر الغنائي سيف الدين ولائي {سيفي } الذي نستذكره ؛ بمناسبة بغداد عاصمة للثقافة وبوصفه من أهم أركان هذه الثقافة ومن أهم مؤسسيها.                        .                                                                                     

ولد سيف الدين ولائي 1915م في مدينة الكاظيمة المقدسة من عائلة كردية فيلية سكنوا بغداد أبا عن ­جد*, ودرس في مدرسة الفيصلية الابتدائية { الكرخ حاليا } حتى عام 1928م ؛ حيث فصل منها بعد ذالك لمكشاركته في الانتفاضة الشعبية ضد زيارة البير موند لبغداد...ولم يعد اليها كبقية زملائه...وهو أحد مؤسسي الاذاعة العراقية في قصر الزهور عام 1936م **                                             

الشاعر الشعبي الرقيق كاتب الروائع الجميلة  , عراقي حتى النخاع ,ولد في العراق وذاب فيه ولم يشرب الا من مائه, ولم يستشق غير هوائه ؛ ولولا موهبته العظيمة وموهبة من أمثاله لما كان لنا تراث غنائي نفتخر به وبصناعه العظام ***         

زاول مهنة الخياطة في شارع النهر لسنوات طويلة وكان يعبر النهر بالقارب بعد ساعات العمل باتجاه الاذاعة والتلفزيون , فيغترف من دجلة الخير الاحساس المرهف ويسكبه في كتاباته ؛فترك لنا  وعلى مدى أربعين عاما..{عشاك العيون/ أدير العين ما عندي حبايب/ حك العرفتونا وعرفناكم/ جيرانكم يا أهل الدار/ حركت الروح لمن فاركتهم/ هذا مو أنصاف منك/ سبع أيام من عمري حلالي/ لو ألي وحدي لو روح لهلك/ عروسة والحبايب زافيها/ هلهلي بلله يا سمره/ يا حلو كلي شبدلك كلي/ شلي بالروح أخذها وروح/ شفته وشافني والشوك شيفيد/ سلم يا ولفي سلم/ هل ليله ليله من العمر/ على بالي أبد ما جان فركاك/ شدعيلك يلي أحركت كلبي/ أخاف أحجي وعليّ الناس يكلون/ على الميعاد أجيتك/ غريبة من بعد عينج يايمه/ ليش تغار وأنت تريد تنساني/ أسألوه لا تسألوني/ سمر سمر/ من علمك ترمي السهم ياحلو بعيونك/ ياغريب أذكر هلك/خاله شكو / يابه يابه اشلون عيون/داده اسمعي داده /هالليله ليله من العمر/ وياعمه...والعشرات من الاغاني العراقية الجميلة }                                                                     

غنى له كبار المطربين والمطربات العراقيين والعرب من امثال رضا علي وعباس جميل وزهور حسين وعفيفة اسكندر ومائدة نزهت ونرجس شوقي وفايزه احمد وامل خضير واحلام وهبي ونرجس شوقي واحمد خليل               .                             

غدر النظام السادي , نظام الطواغيت..بشاعرنا الكبير ورماه على الحدود العراقية الايرانيه في عام 1980م , عن عمر يناهز 65 عاما , بدلا من تكريمه...وهو الذي لايمت لايران باي صلة ولايعرف شيئا عن لغتها , غادر ايران الى سوريا , لا اعرف متى بالتحديد ,ولازم سكنه مصابا بحزن شديد , خيم على ما تبقى من حياته , وكانت أمنيته الاخيرة انْ يعود للعراق...وافته المنية بتاريخ 1984م, دفن بجوار  السيدة زينب عليها السلام الى جانب أركان الثقافة العراقية من مثل نازك الملائكة والجواهري..****                                                                      

بغادا اليوم مبتهجة بزوارها ونحن كذالك ولكنها لن تنسى مظلوميتك ومن ظلمك ..ولن تنساك بحسبك من رجالاتها المؤسسين لهذا الارث الفني العظيم . وسنتذكرك في كل محفل ثقافي عراقي مبتهج وسوف نستذكر أيضا من أمر بقتلك ظلما وعدوانا..                                                                                            

الجمعة، 22 مارس 2013

ريحة الحنطة


ريحة الحنطة
آخر قصيدة للشاعر الكبير
كاظم إسماعيل كاطع


ماخذ وياي العراق بجنـــــطه
ما كفت الجنــــطه
طالعه منها مناره وعثك نخلـــه
وشعله من عيون نفطه

وراح نوصل… ذاك حد السيطرات
وذيج ضوايات المحطه
وين اضمها.
لا هوه اكتاب ويخليه المسافر جوّه أبطـــه
الحمد لله.. الدنيا ليل… ونقطة التفتيش سنطه
هاي نقطه ويمها واحد
نقطتين. ثلاثة. خمسه
ست نقاط ويمها واحد!!
تنحسب مليون نقطــه
وصاح مسؤول النقاط بصوت عالي
هاي ما معقوله جنطـه
بصيحته انزرعت الساحــــه
رجال أمن ورجال سلطه
بجرة السَحَاب شافت عينه نجمـه
وطكته ريحة الحنطــه
ما لكه غير العلم.. كلي شيـفيدك
كتله غربه
إحنه غربه
ومن نموت هناك… جا بيش انتغطه؟
أخذ للجنطه تحيه… وكلي توصل بالسلامه
وهاي أول مره أفوت بسيطره
وما انطي رشوه وتستعد كدامي شرطه

الأربعاء، 20 مارس 2013

تَرسْ...تَرسْ... لَمُن ترسوا إذآنه...؟         
قيل في الامثلة القديمة إنّ رجلا قدِمَ الى بغداد  ؛باحثا عن عمل, فجد في سعيه وسؤاله للناس عن باب رزق, ولكن لم يوفق في بحثه عن مصدر رزق, وقد عجزماليا عن العودة الى قريته النائية البعيدة عن بغداد...وبُعيد ايام عصيبة , اشفق عليه الناس..واقترح عليه أحدهم عملا معينا يجلب له القليل من المال ..ولكنه على اي حال يعتبر عملا في بغداد..والعمل يتمثل بأن يشتغل { صاحبنه } حارسا ليلا في ملهى , ولكن ليس في الملهى تحديدا بل يجلس في باب الملهى ..يعني هم حراسه وهم عين على المشاكل ..فقبل الاخ مسرعا العمل وتصدر الباب الخارجي للملهى جالسا على كرسيه الجديد ..ومع ساعات الليل الاولى من العمل الجميل , توافد الزبائن وأصحاب المكان للعمل..وكانوا ينظرون الى هذا الرجل ويحيونه , بقولهم :- الله يساعدك عمي ..فيجيب عليهم بأحسن منها, قائلا :- هله عيوني ..هله اغاتي .., وللجميلات يقول متبسمرا مصقوعا في مكانه :- مية هلا بعد بيتي ...بعد روحي....وعيونه محولة ..لروعة المنظر..وجمال...                               
وبعد مرور الساعات غاص الناس في الداخل بما لذ وطاب من المسموع والمرئي..وفعلت الخمرة فعلتها في الرؤوس وتنادت المنصة لل{تكيييت والرش } وذهب الناس مذاهب.. وماهي الاساعات , وقد انتصف الليل وصار الناس يخرجون من الملهى مثل قطرات الحِب..وصاحبنه جالس على الكرسي في أول يوم عمله....وتصادف أن خرج احد السكارى ونظر الى صاحبنا وقال له :- ها ولك..ترس* ..بعدك هنا...وكانت لعمري من الساعات العصيبة؛ فنهض صاحبنا وقد استشاظ غضبا  والشرر يتطاير من عيونه, وقلب الدنيا ولم يقعدها.. والتمت الوادم عليهم..وقالوا له :- يابه هو سكران وانت على باب الله دعوفه خلي يولي...وكان رأيا سديدا ما  يجيبه حتى بان كي مون...,يدل على حكمة كبيرة ,انهى الازمة في ثوان معدودة... اما اليوم الثاني من العمل فقد مرّ على شاكلة اليوم السابق من العمل, وأخيرا ظهر هذا السكران من جديد بعد السهرة..وقال لصاحبنا :- ها ولك ترس..خوب ما زعلان...نظر اليه صاحبنا وقال:- دروح عمي انت سكران..وانتهت الازمة ومرت مرور الكرام...ومع تكرار الايام تكرر الحادث كثيرا.. من قبل السكران وغيره مع صاحبنا ..الا ان صاحبنا قد اعتاد العمل . واعتاد السكارى بعيد منتصف الليل..فكان جوابه حاضرا :- ها ولك ترس...فيردَعليهم ..هله عمي هله بيكم ؛ ومن هنا كان الترس  ,قد تُرست اذآنه وصمت؛ فما عاد يستهجن ويستنكر ويشجب ويدين..فكان المثلُ اعلاه..من الامثلة البغدادية المعروفة..وهو قريب المعنى ,مماقاله المتنبي :-                            
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ ....عَلَيهِ
ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ
 وفي البداية أعتذر لكل انسان عن المثل, الا انه مجرد مثل ..فقد عودتنا كهرباء العراق ومن يشرف على هذا الملف ,على اجابات كثيرة ومتعددة ؛ حتى ترست الاذان وما عادنا نستهجن الجواب وندين ونشجب ونستنكر... ولاسيما جواب من قال إن العراق سيصدر الكهرباء الى دول الجوار في عام 2013م ؟؟؟ , وغيرها من الجمل الطنانة والرنانة..وابتكر العراقيون اجابة جميلة ووصفة سحرية  , لكل سؤال مفادها { عمي السنه رحمه من الله  , انت لو شايف العام صار بينه } , واسدل الستار عن ملف الكهرباء بكل لجانه  ودرجاتهم العلمية وعقودهم الوهمية واضيف الى ملفات اخرى , الحديث عنها  مملا وعقيما ...وبمناسبة شلال الدماء الزكية , التي سكبت يوم  أمس على أرض بغداد خاصة والعراق عامة ..وبمناسبة تعدد الخروقات الامنية والخروقات الاخلاقية في تصريحات من يعيشون وراء  الجدران الاسمنتية .أو رجال ال....وبمناسبة تصريحات السادة المسؤولين , التي تتحدث عن  المشاكل الامنية..ما اغربهم وهم  يحدثوننا عن المشاكل الامنيه { جا ياهو المسؤول },, أتسآئل هل سيحال الملف الامني الى السيد وزير الكهرباء..لكي تكون الاجابات اكثر وضوحا وتقبلا لدى الناس.حالها حال وعود وزارة الكهرباء..أم ان الاجابات ستحيلنا الى المثل اعلاه وتبقى دماء الابرياء تزكية و{ فدوة } لمن انتخبناه                                                                
 الترس* :- كلمة بغدادية قديمة ..وتعني شتيمة معينة..                               
جمال حسين مسلم           
Jamalleksumery.blogspot.co.at

الثلاثاء، 19 مارس 2013

كيف تبعثرت ايام العراقيين/جمال حسين مسلم

Tue, 19 Mar 2013 الساعة : 23:52

مَلْهاةٌ عراقية خالدة                                                
استطاع  اصحاب الحس الرفيع من الفنانين والادباء وأخص بالذكر العراقيين ,التنبؤ ببعض مايحدث في المستقبل , وذالك متأت من مواهبهم النادرة وقرآتهم الكثيرة فبدر شاكر السياب اشعل ثورة كبيرة بنبؤته حول اعوام العراق المتلونة بعشب الارض وجوع  أصحابها في آن واحد,كما يقول:- في انشودته المعروفة                     وكل عام حين يعشب الثرى نجوع    
ما مرعام والعراق ليس فيه جوع                        
            والى جانب هذه النبؤة المحيرة , نبؤات أخرى لمثقفين عراقيين ,جازفوا باحتراف القراءة والكتابة على مرأى ومسمع من السياف....وكان الشاب العراقي يردد منتشيا نبؤة مظفر النواب ولحن عبقري الموسيقى العراقية طالب القرغولي صادحا:-                                                                              
 عُمر وتعدى التلاثين لايفلان ..عمر وتعدى  وتعديت وك لايفلان ....    
  ويُعدُ ترديد هذا المقطع من الشجاعة الكبيرة ؛لانّ فلان عند مظفر النواب هو هدام حسين , لامحال أو صار كذالك بمرور الايام... فضلا عن تلك الجمل الادبية , يستطيع المرء ان يضيف اليها مجازات غابريل غارسيا ماركيز في  رواياته كلها, وسريالية سلفادور دالي....ولكنه قطعا لن يصل الى تصور حقيقي حول كيفية بعثرت أيام العمر وسنينه عند العراقيين..فهي حلقات مترابطة بعضها ببعض زمانيا ومكانيا  , مقدر لها هذا التصميم أو عبثا , صيغت كقلائد العروس على رقبة الناس ..فكان عيشهم  بالفانية على أرض الرافدين لايعني كثيرا .. فالمتتبع للمواليد العراقية,  منذ تولد 1945م  فصاعدا ... يجد مَلهاة عراقية مأساوية , عجيبة غريبة..تمثلت باسدال الستار عن فصول ورفع الستار عن فصول أخرى يعد الفارق بينهما معدوما بحسابات الزمن..                                                      
فمنذ 1958  حيث شهد العراق أول حادثة اغتيال كارثية وعلنية لملكهم الشاب وحكومته.. عرف  بعدها العراق حكم الجنرالات ببزاتهم العسكرية , التي خرجت علينا بين الفينة والاخرى ببيان رقم واحد , و بعدها عشرات الجثث تسحل في الشوارع وفي أروقة القصور الجمهورية, تُشنق وتتدلى بحبال كأنها {عصا موسى } تهتز وترعب الاخرين ..وكانت الميلشيايت  المسلحة تذيق الناس الخوف والموت  من صحن واحدٍ.وعلى مدار عقد من الزمن.... حتى تجلت خيوط الانقلاب الاخير في1968م الذي حلّ معه صدام حسين قدرا أسودا على العراقيين بكافة ألوانهم وأطيافهم ..وتلاطمت الامواج بالشعب العراقي ما بين أغتيالات وأعدامات في الداخل وحروب على الجبل ومع دول الجوار,وتهجيربالتبعية.....و قافلة الخنازير تدهسُ كل من يقف في طريقها , وتشبعَ الناس بمظاهر الفقر والذل والهوان , فأخذوا يخوضون التجربة تلو الاخرة ..بداية مع البحث عن { تنكة نفط أبيض } او طبقة بيض أو سكائر, وليس أخيرها قوافل الموتى من جبهات القتال الى وادي السلام ..ودهاليز مقرات الامن السرية مزدهرة بأعداد البشرية الذين ينتظرون مرحمة الاعدام , والتي كانت أمنية لهم مقارنة بألوان العذاب وصنوفه...وعلى السواتر المتقدمة وعلى جبل أحمد رومي وفي نهر جاسم ..والمحمرة ...., كانت المواليد تسحق بفكي وحش مفترس دون رحمة ولا رأفة.. وشُطِبَ  من سجل الذاكرة الخاوية كل من حمل عنوان مفقود أو اسير اومهاجر او معوق حرب ..وأنتهت سنوات طويلة جدا معتمة اللون انتهت معاها أجيال  من 1945-1970 م , بجرة قلم واحدة 25 ميلادا  ...وخرج من الحرب شعب يحتاج بعدده الى أطباء نفسانيين  , وأول المحتاجين كانت قيادته الرعناء آنذاك...و عاش العراق عقدا جديدا بدأت فصوله مع أحتلال الكويت ..قاسى معه الامرين .. حيث كانت مخالب الجوع تفتك بالعراقيين و معها شتى أنواع الامراض الجسدية والاجتماعية وفي مقدمتها اغتراب العراقيين على الارصفة في عواصم الدول العربية والاجنبية.طلبا للرزق !!! او نجاة من حاكم مستبد....وفي الوقت نفسه كانت قصور الطاغية تمثل عقلية متخلفة دكتاتورية سادية قلّ نظيرها في التاريخ القديم والحديث على حد سواء...وهكذا بنيت المأسآة العراقية ..كلُّ فصل أخذ منها عشرة أعوام على الاقل ,مابين 1958م الى 1968م انقلابات ومليشيايات مسلحة تجوب الشوارع وبعد ذالك منعطفات تاريخية سوداء بدأت من1968م الى 2003م , حصار ظالم وقصور عباسية تدلل على الطغيان البشري..وبين تلك الحقب تسحق المواليد وتتلاشى الامال وتنهب الثروات .وتبقى أحلام المواطن محصورة فيما يرثه عن ابيه لاغير.. أما بعد التغيير في 2003م فقد مضى فعلا عقد جديد من الزمن ..كان دوامة جديدة من الازمات الاقتصادية والاجتماعية والتجاذبات السياسية . وكادت الامور تستقر عند طبقتين لاثالث لهما....طبقة ميسورة واخرى مسحوقة..وقد افرزت سنين الحرب الطائفية أعدادا من الارامل واليتامى والمطلقات والحواسم والعبوات واللاصقات والكاتمات والمفخخات والانتخابات..والاخيرة تلتهم منا أربعا وأربعا..و على وجه السرعة..هكذا باستعراض غير متأن, يتضح كيف تتبعثر أيام وسنين الشعب العراقي..حتى يخيل لي في لحظة من اللحظات ؛ بأنه لن يحاسب على دنياه..ربما ..فهل تمثلت تلك العقود المفقودة المبعثرة في مخيلة من كتبوا للحظة واحدة..أم هو قدر الارض وبلائها. ومتى تسكينين يانفس كبقية الناس في أنحاء المعمورة  وتنعمين بها كما أراد الله لك أن تعيشي منعمة مكرمة بأهلك وبثرواتك وولدك ووطنك وكرامتك .وهل سيكتب للقادمين من الاجيال عمرا غير الذي رأيناه..                                    
          جمال حسين مسلم    
 
 الملهاة :- الملهاة، اصطلاح فني وأدبي، جاءنا من اليونانيين الأوائل – أهل أثينا القديمة - الذين زودونا بآلاف الاصطلاحات الفنية والأدبية والسياسية والفلسفية. والملهاة كانت تعني – عند اليونانيين – التمثيلية ذات الأحداث المضحكة، أو تلك التي تنتهي ؟؟؟

الخميس، 14 مارس 2013

ما ظن يجيب البخت ...راح وخسرته
متگلي شي جبره....گلبي الكسرته
لاهيه كسرت ضلع ...ومن الگلب منشلع
ضليت اون وحدي ..ياونتي سكته
گلي شوكت تنتهي...يا گلبي صفناتك
والناس وين وصلت ...وانته الوگت فاتك
لاهيه كسرت ضلع..ومن الگلب منشلع
ضليت آون وحدي ...يا ونتي سكته
اتناخى بسمك صرت...وانته الدرت عيناك
لاهيه دگت صدر ..وبسگلي ها وينك
... ولاهي كسرت ضلع ..من الگلب منشلع
ضليت اون وحدي...ياونتي سكته
ما ظن يجيبه البخت ...راح وخسرته

الخميس، 7 مارس 2013

العراق أمام تجربتين

 

العراق ومنذ الانقلاب الدموي الذي أطاح  بالملك الشاب رحمه الله 1958م . كان العراق و على الدوام يعيش تجارب سياسية ذات طابع لا انساني ,معظمها حافل بمشاهد القتل و الدم. أولهُ السحلُ في الشوارع وأخرهُ منصات الاعدام....
وليس منظر الدم وحده , الذي وحد تلك المشاهد ,بل هناك مشاهد أخرى , أرخت للعراق ومن أهمها نظام الحكم العسكري , أو عسكرة النظام , فقد كانت البداية مع الزعيم عبد الكريم قاسم مرورا بالعارفين عبد السلام وعبد الرحمن واخيرا البكر وأنتهينا بالمهيب الركن القائد العام للقوات المسلحة  بطل التحرير القومي {  اتهمبل } الرفيق صدام حسين..الذي هلك معه الحرث والنسل و ساد الخراب في البلاد وفي نفوس العباد...وكانت المقابر الجماعية في عصره بعدد النجمات المزيفة المركونة على كتفيه... وبعد ذالك  جاءت أقوام للحكم ,تحلم مرة بعسكرة صدام , فهي تقود كل شيء بنفسها او وكالة... ومرة اخرى تحلم برغيف عبد الكريم قاسم والفقراء من حوله.... وهي تجربة غريبة وخلطة غير متآلفة..نتج عنها معاناة كبيرة ومعها ما استطاع الناس فهم هويتهم السياسية  الحقيقية  حتى اللحظة ..وصار حياتهم تخضع لمقولة ( وياهم وياهم وعليهم عليهم ) , والامر الغريب الثاني , إن بغداد ما احتضنت حاكما من ولادةِ  بغداد أبداَ !!!                                             
أما الان وقد حررنا ؟؟ المحتل ؛ فقد صار العراق مختبرا كبيرا يسوسه رجال عرفوا بسيماهم....تحلقوا حوله وصاروا مُنظرين في كل الاختصاصات بفضله وحمده..ودخلنا في متاهات التنظير الخيالية الجامحة والتي لاتمت بصلة لأرض الواقع ؛ لان المُنظر في واد والناس تعيش في وادٍ اخر...                                                                               
والعراق لايعيش  وحيدا على كوكبه , فقد احاطت به الامم من كل حدب وصوب , ولابأس من أن يستغني الفرد من تجارب الاخرين ويستخلص منها العبر.. ولاسيما في الظروف التي يراد منها جر العراق الى المخططات الاقليمية ,وعودة الفاشية المجرمة..من خلال مظاهر عديدة وفي مقدمتها ما يسمى بالاقصاء والتهميش والعصيان المدني..وقد ظهر للعيان مؤخرا محاولة ادخال العراق في نفق الحرب الاهلية السورية  ,من  خلال الاعتداء على الجيش العراقي المرابط على أرضه وحدوده وهذا هو الفصل الثاني بعد أن طالت ايام المظاهرات وجُمعها وما زالت المحاولات جارية... أنْ نستأنس بتجارب الاخرين خير لنا من الانطواء على الذات.. فتجارب { يوغسلافيا } , { چيکوسلوفاکيا } من التجارب المعاصرة الشاخصة للعيان.. يوغسلافيا وبعد أن وصل الطغيان والتفرد بالحكم ما وصل اليه ؛ لم يرق للحاكم ان تستقل ولايتها وتعيش بهويتها الخاصة , بعدما شهدت استقلالا لكثير من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق 1990-1991 , فقد شن النظام حربا لاهوادة فيها على المدن المنفصلة ..واستمرت ثلاث سنين , كان العراق الداعم الاول والرئيسي لنظام الحكم الدكتاتوري في يوغسلافيا في عامة و بصورة خاصة في البوسنة والهرسك ؟؟ حتى اجرى تلفزيون العراق لقاءا مطولا مع الملحق العسكري اليوغسلافي المتبجح بانتصاراته على المسلمين والكروات..والغريب ان البوسنين المسلمين يعتبرون صدام شهيد وامريكا التي انقذتهم من الوحل والذل  مستعمرة ومتكبرة!!! , وبعدها لقن الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة الامريكية النظام اليوغسلافي درسا عسكريا فائق الاهمية وانتهى الامر , أُنهيت الحرب مع توقيع اتفاقية دايتون للسلام عام 1995 باستقلال الشعوب وقيام دويلاتها. وتوفي المجرم ميلوسوفيتش عام 2006 في سجنه في لاهاي – هولاندا .               
أما التجربة الثانية هي تجربة جيكوسلوفاكيا , وعلى إثر انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وظهور خلافات عدة بين الدولتين، تم الاتفاق على حل الاتحاد بين جمهورية التشيك وجمهورية سلوفاكيا عام 1992 وبذلك انتهت تشيكوسلوفاكيا فعلياً من الوجود. أُعلن قيام كل من جمهورية التشيك وجمهورية سلوفاكيا في العام المقبل , وكانت سلوفينيا قد استقلت فعليا قبلهما..                                           
ان هذه الدول قبيل الانفصال ولغير العارفين فهي بها متقاربة بشكل كبير جدا جدا في العادات والتقاليد والثقافة والدين وتشترك في الجغرافيا والتاريخ القديم والحديث ..الا انها بقيت تعاني من الانظمة الشيوعية الشمولية والعسكرية حتى حظيت بفرصتها في الاستقلال , وهي الان تعيش في تآخي وسلم , ويغلب على الظن أن النظر في تجارب الاخرين أمر لابأس به ؛ لوقف شلالات الدماء التي سالت وتسيل في سبيل أن يسوس الناس من يعتقد في داخله بأنه القائد الضرورة ...وفي خارجه يزين ذالك بشعارات أخرى..  أما من يعيش عكس ذالك في تأخي سلمي مدني تحت حاكم واحد دون اضطهاد , في دولة غير فدرالية او كونفدرالية فليته يخبرني    ...                                                                                     
الاهداء الى روح جنودنا الابطال الذين سقطوا يوم أمس في الرطبة غرب العراق..                                                         
جمال حسين مسلم                         
Jamalleksumery.blogspot.co.at

الأحد، 3 مارس 2013

سجناء رفحاء ....ذر الرماد في العيون ......... جمال حسين مسلم 



الأحد 03 مارس 2013
الناشر العراق الجديد

في غضون عقد من الزمن استطاعت الحكومة العراقية وبعمل احترافي متكامل , يشاد له بالبنان من القاصي والداني, أنْ تضع ملف سجناء رفحاء أو المعذبين في رفحاء على لائحة الانتظار والاهمال والنسيان .... بشكل يحير الالباب ويذهل المرضعات. الدولة العراقية ما قبل 2003 لم يهتز لها بنيان كما اهتز في الانتفاضة الشعبانية المباركة , وما أن لاحت خيوط الفجر الاولى حتى تكالب الاعداء من ابناء الداخل ودول وبعض دول الجوار ودول التحالف التي حررت الكويت , واعطت الضوء الاخضر لابشع مجرمي العصر الحديث والقديم ..فكانت سرف الدبابات المنهزمة امام التحالف الدولي تصول وتجول في مدن وقرى الجنوب العراقي وفي قلب المدن الشيعية المقدسة .ومروحيات النظام الجبانة تتفنن في سماء ريف جنوب العراق وهي تصب حممها على الكبير والصغير......فما كان من المقاتلين والمنتفضين الا أن يغادروا العراق باتجاه اية حدود أقرب اليهم من غيرها,وانتهى الامر بهم تحت وصاية المملكة العربية السعودية في سجن رفحاء , ولاكثر من عشرة اعوام , غادر بعضهم المعتقل باتجاه الدول المانحة لحق اللجوء وبعضهم باتجاه الدول العربية وبقي من بقي تحت الوصاية !!!! معاناة انسانية كثيرة , كتبها للتاريخ أبطال ومناضلين . نساء ورجال واطفال ..خلدتها مواقف تاريخية كبيرة ؛ يجب عدم اغفالها, من ذالك قصة الشيخ البطل { كاظم الريسان } شيخ بني حجيم رحمه الله وطيب ثراه ..الرجل الذي سطر أروع الملاحم البطولية في الانتفاضة وفي المعتقل ومن مثله كثير من الخيرين النجباء ... لا أحد يستطيع أنْ يفسر تجاهل الحكومة العراقية ( مشرعين وقادة ) لهؤلاء الشريحة المناضلة ,التجاهل في تشريعات الدولة وفي إعلامها وفي كتب التاريخ ومناهجه ..بل ذيلت الانتفاضة لصالح بعض المشاركين في العملية السياسية الان ؟؟ اما اليوم وقد تحرك ملف سجناء رفحاء بضعة أقدام ؛ فالفضل في هذه الخطوة الخجولة يعود لمظاهرات المحافظات الغربية ؟؟؟؟..التي جعلت الحكومة تهرول صباحا ومساء لارضائهم ...فشعرت حكومتنا ببعض الحرج اتجاه الجنوب , فكانت خطواتها خجولة مترهلة ولاتبدو أكيدة...فهي من باب ذر الرماد في العيون فقط ..فلا احد فرح باخبار ملف سجناء رفحاء مالم نعرف جواب من اهملوه لعشر سنين ومدى صدقهم .. .. 
جمال حسين مسلم 
jamalleksumery.blogspot.co.at 

الناشر العراق الجديد

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن