الأربعاء، 23 يناير 2013

العراق دولة مانحة لاشقائه...!!!
تحتضن الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية مؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية ؛ ولانها السعودية فقد توافد عليها عدد غير قليل من القادة العرب وممثلي القادة العرب ..... والمؤتمر نفسه غريب عجيب ؛ بحيث يتزامن مع مؤتمر { دافوس الاقتصادي العالمي } المنعقد في جبال الالب الفرنسية في الوقت نفسه , وكذالك جاء مؤتمر السعودية بعيد القمة الخليجية الاخيرة في البحرين .. ومع ان العراق هو من يترأس مؤتمر القمة العربية لفترته الحالية ...نفترض حسن النية في تزعم المملكة العربية السعودية قمة ً اخرى , تهدف الى التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد العربية..وربما مجريات التغيير في البلاد العربية في الاونة الاخيرة أوحت للملكة بهذه الفكرة ؛ بحسبها رسالة واضحة للشعب العربي السعودي أولا والخليجي ثانيا, بأن عين الدولة على شعبها في هذه الفترة أكثر من اي وقت مضى والخير أت في الطريق !! كما يشهد على ذالك طفح المجاري في مدينة جدة السعودية اثناء موسم الامطار, ومن الطبيعي لست محقا بالتذكير بذالك الحادث من منطلق { ان الاقرع لايعير ابو حبة }, فنحن لسنا الافضل منهم , في مجالات كثيرة تمس المواطن وفي مقدمتها الخدمات والبنى التحتية , ولاجدوى من المقارنة في هذا المجال ... وسنتبتعد كليا عن ثروات دول الخليج العربي وكيفية تقسيمها (( نهبها )) بين الحاكم واحفاده وشعبه                                                          
انقسمت الكلمات في المؤتمر اقساما عدة , فمنها ما ارتبط باستعطاف الدول العربية الفقيرة للغنية من أجل مساعدتها في محنهه المتعددة والمزمنة ...وثانيها تحدثت عن انجازات بلدانها في مجال الاقتصاد والتنمية , واخيرها تحدث وبخجل شديد عن بعض الافكار واللتي من الممكن ان تنهض بالمواطن العربي من همومه اليومية الى حالة أفضل ؟ وكانت معظم تلك الافكار { سريالية } على الرغم من بساطتها , فلا احد يصدق الوحدة العربية لاسياسيا ولا اقتصاديا ولا تنمويا ,,وللامر اسبابه المتعددة والواضحة للعيان ...             
 مثل العراق في هذا المؤتمر السيد خضير الخزاعي بصفته نائبا عن السيد رئيس جمهورية العراق , والقى كلمة استعرض فيها بعض انجازات العراق !! وافكار قادته الاقتصادية والسياسية والتنموية ؟؟؟.. واستطرد في كلامه مذكرا الجميع بان ميزانية العراق قد بلغت اكثر من 100 مليار دولارللعام الحالي.. ثم صدح بعبارة عجيبة غريبة...قائلاً ان العراق اصبح من الدول المانحة لاشقائه.... وهنا تحيرت في  تفسير مفردة { اشقائه }, وهو موضوع جدا غريب ان يكون لنا اشقاء من العرب وباللحظة نفسها التي كان يتحدث بها السيد نائب رئيس الجمهورية , كانت المفخخات تحصد ارواح العراقيين الابرياء  بمباركة من الاشقاء ودعم واضح وباعتراف القاصي والداني!!! فما هو تعريف الاشقاء لدى الحكومة العراقية ...!!!! وهل يحترم الاشقاء الجواز العراقي .... على سبيل المثال.... ثم كون العراق دولة مانحة لاشقائه...فلِمَ لمْ يكن مانحا لابنائه.. أليس اهل بيتك أولى من غيرهم.وهل تخطت الدولة الوضع الداخلي لتمد يدها للخارج.... وماهي منجزات الدولة اتجاه المواطن؟؟؟؟ وهل يجب التذكير بواقع الانسان العراقي الذي يعيشه اليوم او التذكير بالخدمات والبنى التحتيه وخط الفقر والارامل والايتام والعاطلين عن العمل وطفح المجاري وتيار الكهرباء والواقع الصحي والمدارس الطينية والسكن العشوائي الذي يفتقر الى ادنى مقومات احترام الانسان وقانون التقاعد والرعاية الاجتماعية..و..و..و...أظن من الافضل أن نغادر هذا الوهم , الذي هو السبب الاول في هلاك ممن حكموا العراق سابقا , حيث كانت المؤتمرات والشعارات ,هي الوهم الاكبر.الذي عزلهم في بروج عاجية سقطت في ليلة وضحاها وظهر الواقع المؤلم للعراق والعراقيين.والاخطر من تلك العزلة عزلة اخرى هي فكرية تتكون عندما يفكر المسؤول بأنه المنظر والمفتي والقائد الضرورة,الذي قدر له في الآجال انْ يقود هذه الامة لبر الامان , وهذ ما وضح جليا من عدم استماع المسؤول الى متطلبات الشعب وهي بالتالي نرجسية تنم عن فراغ ثقافي كبيرجدا جدا.... دعونا نلتفت الى الداخل..فهو من يحتاج المنحة لاغيره وكفانا العرب وكفانا مؤتمرات , وارجو انْ يكون العراق مانحا لابنائه لامانعا من النعم واللتي ,هي كما يتقولون بانها مكفولة دستوريا  !ّّ!!                                                                                       
جمال حسين مسلم  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن