الأربعاء، 10 فبراير 2016

ياقهوتك عزاوي

3 – اغنية فراكهم بجاني
تدور هذه الاغنية عن(كهوة عزاوي) ومقهى عزاوي هذا من المقاهي البغدادية القديمة الشهيرة. وموقعه في سوق الميدان مقابل جامع الاحمدي، وأشغله فيما بعد المرحوم السيد حسين الاحمدي كمحل لتجارة الموبيليات والمفروشات ، وجاء بعده آخرون، وكان ذلك المقهى من المقاهي التي اتخذت للغناء ليلا، ولشرب الشاي والقهوة خلال النهار.
وكان صاحب المقهى يدعى: (عزاوي) وله ولد يحبه حبا عظيما، اسمه: (زكي) يدلله اكثر مما يدلل الاباء ابناءهم، يبذل له الغالي  والرخيص، وذات يوم غضب عزاوي على ولده زكي. وقد بادله ابنه الغضب (الزعل) فعلق احد الزبائن البارعين ينظم الشعر الشعبي على هذا الحادث بهذا البيت:
يا كهوتك عزاوي      بيها المدلل زعلان
وتروى لهذا البيت حكاية اخرى، وهي ان هذا القهواتي كان له مساعد اسمه (سلمان) يعمل عنده قهواتيا وكان هذا الشخص يعامل زبائنه معاملة حسنة لذلك اصبح (سلمان) محبوبا لدى رواد ذلك المقهى، ونتيجة للمعاملة الطيبة والتقدير اللذين يقدمها لزبائنه ، فقد اشاد به احدهم. وعبر عن هذا المعنى بكلمات هذا البيت:
يا كهوتك عزاوي        بيها المدلل سلمان
ولقد اشتهرت هذه الاغنية ورددتها الجماهير الشعبية ومطربوها واصبحت من الاغاني العراقي الجميلة، واليكم كلماتها.
افراكهم بجاني         جلما طليه بالضلع
بيك اشترك دلالي     يكلون حبي  زعلان
يا كهوتك عزاوي      بيها المدلل سلمان
ولقد غنى مطرب العراق الاول الاستاذ محمد القبانجي اغنية مماثلة، وسجلها على اسطوانة ، اشاد بكلماتها بصاحب احد المقاهي البغدادية الذي كان يرتاده فناننا القبانجي، وكان موقع ذلك المقهى في البتاويين ، اما صاحبه فكان يدعي: (حاج جاسم) ولقد كان ذلك القهواتي يستقبل زبائنه باللطف والاحترام ، لذلك رغب مطربنا القبانجي بأن يخلد في اغنيته اسم ذلك القهواتي، حيث قال:
يا كهوتك حاج جاسم       كل وكت بيها سهران
كما ولمح شاعرنا القبانجي في بعض ابيات الاغنية عن ذكرياته خلال زيارته لبرلين، واليكم هذه الاغنية:
افراكهم بجاني             جلما طليه بالضلع
بيك اشترك دلالي         يكلون حبي زعلان
يا كهوتك حاج جاسم    كل وكت بيها سهران
كما وغنت المطربة جليلة (أم سامي) اغنية مماثلة اخرى ايضا وسجلها على اسطوانة ، وهي:
افراكهم بجاني         جلما طليه بالضلع
بيك اشترك دلالي    يكلون حبي زعلان
 ياكهوتك عزاوي      بيها المدلل سلمان
عن كتاب الاغاني القديمة بغداد 1970

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن