3 – اغنية فراكهم بجاني
تدور هذه الاغنية عن(كهوة عزاوي) ومقهى عزاوي هذا من المقاهي البغدادية القديمة الشهيرة. وموقعه في سوق الميدان مقابل جامع الاحمدي، وأشغله فيما بعد المرحوم السيد حسين الاحمدي كمحل لتجارة الموبيليات والمفروشات ، وجاء بعده آخرون، وكان ذلك المقهى من المقاهي التي اتخذت للغناء ليلا، ولشرب الشاي والقهوة خلال النهار.
وكان صاحب المقهى يدعى: (عزاوي) وله ولد يحبه حبا عظيما، اسمه: (زكي) يدلله اكثر مما يدلل الاباء ابناءهم، يبذل له الغالي والرخيص، وذات يوم غضب عزاوي على ولده زكي. وقد بادله ابنه الغضب (الزعل) فعلق احد الزبائن البارعين ينظم الشعر الشعبي على هذا الحادث بهذا البيت:
يا كهوتك عزاوي بيها المدلل زعلان
وتروى لهذا البيت حكاية اخرى، وهي ان هذا القهواتي كان له مساعد اسمه (سلمان) يعمل عنده قهواتيا وكان هذا الشخص يعامل زبائنه معاملة حسنة لذلك اصبح (سلمان) محبوبا لدى رواد ذلك المقهى، ونتيجة للمعاملة الطيبة والتقدير اللذين يقدمها لزبائنه ، فقد اشاد به احدهم. وعبر عن هذا المعنى بكلمات هذا البيت:
يا كهوتك عزاوي بيها المدلل سلمان
ولقد اشتهرت هذه الاغنية ورددتها الجماهير الشعبية ومطربوها واصبحت من الاغاني العراقي الجميلة، واليكم كلماتها.
افراكهم بجاني جلما طليه بالضلع
بيك اشترك دلالي يكلون حبي زعلان
يا كهوتك عزاوي بيها المدلل سلمان
ولقد غنى مطرب العراق الاول الاستاذ محمد القبانجي اغنية مماثلة، وسجلها على اسطوانة ، اشاد بكلماتها بصاحب احد المقاهي البغدادية الذي كان يرتاده فناننا القبانجي، وكان موقع ذلك المقهى في البتاويين ، اما صاحبه فكان يدعي: (حاج جاسم) ولقد كان ذلك القهواتي يستقبل زبائنه باللطف والاحترام ، لذلك رغب مطربنا القبانجي بأن يخلد في اغنيته اسم ذلك القهواتي، حيث قال:
يا كهوتك حاج جاسم كل وكت بيها سهران
كما ولمح شاعرنا القبانجي في بعض ابيات الاغنية عن ذكرياته خلال زيارته لبرلين، واليكم هذه الاغنية:
افراكهم بجاني جلما طليه بالضلع
بيك اشترك دلالي يكلون حبي زعلان
يا كهوتك حاج جاسم كل وكت بيها سهران
كما وغنت المطربة جليلة (أم سامي) اغنية مماثلة اخرى ايضا وسجلها على اسطوانة ، وهي:
افراكهم بجاني جلما طليه بالضلع
بيك اشترك دلالي يكلون حبي زعلان
ياكهوتك عزاوي بيها المدلل سلمان
عن كتاب الاغاني القديمة بغداد 1970
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق