هذه هي قاعدة اسلامية شهيرة متعارف عليها من خلال تفسير
النص القرآني ,فقد دلت بعض الآيات القرانية على هذا النص بصراحة , أي حول مظاهرة
المشرك على المسلم , وهو أمر لم يختلف فيه
علماء التفسير كثيرا ومن ذلك ماجاء في قوله
تعالى: ﴿ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [المائدة:
51
ومع ذلك فان كلمة المشركين لاتعني بالضرورة غير
المسلمين ,فقد عنت في بعض الظروف التاريخية
فرقا معينة من المسلمين واطلق عليهم
لقب المشركين , إلا ان الواقع يسيرُ بخلاف ذلك القصد في بعض الاحيان فلا أحد ينكر ما جرى في بلاد
الاندلس من الاستعانة بغير المسلم من قبل المسلم نفسه في حربه الداخلية هناك وكثير من المؤرخين كتبوا لنا
وقائع مشابه جرت ما بعد أيام صلاح الدين
الايوبي ..وشواهد تاريخية أخرى متناثرة من هنا وهناك... وحين أراد المسلمون عامة والعرب خاصة
الوقوف إلى جانب نظام صدام حسين عام 2003م , روجوا لهذه القاعدة الاسلامية واستندوا اليها ,ولكن العراقيين كانوا منقسمين أزاء هذه القاعدة الاسلامية أيام حكم
صدام حسين وقبيل زواله , فمن ذاق طعم
الويلات وزار مديريات الامن السرية وجرب سوط الجلاد ...رمى بتلك القاعدة خلف ظهره واستشهد بما جرى بين المسلمين في بلاد الاندلس وهلهل وفرح بقدوم قوات
التحالف الدولية وفي مقدمتهم الجيش الامريكي ؛ كمنقذ ومخلص ومحرر ومحتل ومحتال في
آن واحد ..وإلى جانب رأي هذه الجماعة من
الجماهير العراقية مالت بعض الحكومات العربية ولا سيما تلك التي عانت طويلا من عنجيهية النظام العراقي
السابق , ومثل تلك الانظمة الخليجية فعلت الجمهورية الاسلامية الايرانية ,فقد نالت
فرصة ذهبية لاتعوض برحيل النظام وازلامه بهذه الطريقة المهينة وما حدث بعد ذلك
لايحتاج إلى وصف وإعادة ,أما من كان على صلح مع النظام السابق أو فائدة معينة فقد
حسبها قاعدة شرعية ولا يحق للمسلم التجاوز عليها ومن تجاوز عليها فقد نقض كلمة
التوحيد ويحل عليه ما نعرفه وما لانعرفه....وألامر نفسه يتكرر مع أنصار القضية
الفلسطينية أو معارضيها والشواهد على القضية الفلسطينية كثيرة جدا وتحتاج وحدها
إلى مجلد كبير...وبمناسبة الحديث عن مظاهرة ومساندة المشرك بالضد من المسلم فان
تعريف المشرك وصفاته قد خضع إلى تقلبات داخلية وخارجية عديدة , فقد ادخلت ملل
واخرجت ملل أخرى بحسب الظرف السياسي بالدرجة الاولى والمناسبة التاريخية , وفي الحالتين تجد الانصار
والمعارضين , أما في هذه الايام والساحة السورية العربية تشهد معاركا مصيرية
ودموية وتشهد حربا عالمية تفتك بالجميع دون تمييز بين مدني وعسكري ,فقد ظهرت أهمية
هذه القاعدة الاسلامية لكل المشاركين في
سوح القتال فمنهم من فرح بالضربة الامريكية الجوية لقاعدة الشعيرات العسكرية السورية رمى بهذه القاعدة الاسلامية
خلف ظهره وإنْ كان من النصرة أو الدواعش !!! ويزعم ان ما حدث في بلاد الاندلس خير مثال له ولكن في
الوقت نفسه يرى قاعدة المظاهرة { لا} تصلح
تماما على الوجود الروسي في سوريا ..فاصبح الدين لعقا على لسان ما يسمون انفسهم
بالعلماء والفقهاء يديرون دفته حيثما تدور حركة الدولارات والارصدة الخارجية
...والحقيقة ان مربط الفرس وبيت القصيد
متمثل بالمصالح الامنية الغربية والشرقية للدول العسكرية العظمى في المنطقة
العربية والاهم من ذلك الوضع الامني للكيان الغاصب ومن تبقى من اللاعبين المحليين
في الساحة السورية فماهم الا ادوات صغيرة كتب عليها الطاعة فقط ..ولكن من باب الوجاهة ومن باب بعض الخجل تحتاج
إلى دليل شرعي تسوقه للعامة من الناس حيث يميلون العوام ما مالت الريح والابواق والطبول المستخدمة في وسائل الاعلام...
جمال حسين مسلم