الأحد، 27 يناير 2013

المحتل والاستغاثة به

ويستيغثون بالمحتلِ …..حلالاً
بقلم: جمال حسين مسلم       مقالات أخرى للكاتب
بتاريخ : السبت 19-03-2011 06:29 مساء

كان شاباً نيحفاجداً يرتدي بجامتهِ الرياضية, متسمرا على الرصيفِ في صيفٍ لاهبٍ وبيدهِ رشاشة آلية .ابتسمَ عندما رآه بجنبه, وقال تفضل استاذ .فسألهُ لمَ هوَ هنا : فأجاب لصدِ المحتل.....وبعد سنين ليست بالطويلة, ألتقاه يتجول في الدول الاوربية بصفته مسؤولا (متكرشا)هذه المرة.مرتديا بدلته الرصاصية مطلقا اللحية بشفافية عالية ..وبعد التفصيل بالحديث ؛قال له : كل مشاكلنا من المحتل والاحتلال ؟؟فغمزه على هذه الوصفة الجاهزة , وقال له لولا المحتل لما كنت هنا.. فابتسم وقال بيني وبينك أي والله....
المحتل الذي اطاح بنظام جثم على صدور العراقيين أربعين عاما , ما جفت فيها دموع الامهات ,وشعب لم يكن يحق له حتى الحلم برحيل الرئيس , وما أن جاء المحتل الذي انقذ الشعب العراقي برمتهِ من الشيطان الرجيم, وفي أوّل ايامه حتى ظهرت مسرحية الاحتلال والمحتل, وخرجت علينا الرايات السوداء والبيضاءوالخضراء ولم يكن خفيا على الجميع ان اصحاب الرايات لم يكن يحلموا في يوم من الايام برحيل الطاغية المقبور؛ لولا المحتل واسُتلت الخناجر من الداخل والخارج على الشعب العراقي كلّهُ والمثقف العراقي خصوصا ,وتمادى بعضهم حين صور لنفسه الفضل في رحيل صدام وتخليص العراق......وكاتمات الصوت تصادر كل راي ولو كان همسا,فكان شعار الاحتلال والمحتل يرفرف فوق رؤوس الجميع, وأنسحب المحتل ؛فكان الخميس الاسود... والمحتل وصفة جاهزة لا أكثر ولا أقل, والجميع (دون استثناء) يعلمون فضل الاحتلال في رحيل صدام ولولا المحتل لكنا الآن في اجتماع نهتف فيه للرفيق ابن الاستاذ عدي ......اما العرب من حولنافقد فرضوا علينا طوق العمالة وذكرونا بابن العلقمي وترحموا على الخليفة الفاسق ولي امرهم... ..وهم ونحن نعلم ما في الامركله ...ولكن لله في خلقه شؤون, ودفعنا ثمن التحرير أو الاحتلال ,, سمه ما شئت بحسب اهمية الجلسة والجلاس .....اليوم عاد الشعب العربي في اليمن وليبيا ودول أخرى, يحلمون بقدوم المحتل الذي صار وبقدرة قادر (حلالا),او (وين العالم) كما يصرخ الفتى العربي في شاشات التلفاز.. أيه.. عليهم حلال وحرام علينا .جامعة الدول العربيه ومؤتمر الدول الاسلامية والشعب العربي الليبي ولاسيما الشرقيه منهم والامازيغ ..يستعجلون حلمهم في قدوم المحتل ..بل يتوسلون الدول الغربية ؛كي تخلصهم من ظلم الطغاة وانزوى علماء الجماعة على صفحةوفشلت نبؤة الامام حين أعلن بانّ القذافي قد زال, وقد عرف الآن أن الامر عائد لاوباما أكثر من غيره ..واصبح التمرد على الطاغية واجبا شرعيا في ليبيا ولاطاعة لمخلوق في معصية الخالق... وفي البحرين خروج على ولي الامر الحاكم الشرعي !!! واستبدل الاعلام العربي مصطلحات بأخرى فصرنا نسمع بالتنسيق او الاستعانة بالغرب الامريكي او الاوربي مع الاحتفاظ على الهوية الوطنيه, وكنا نسمع بالعمالة للاجنبي والشهيد القديس, وبطولات الاحذية !!و سكتت بعض المحطات الاعلامية العراقية المتكالبة علينا ليل نهار وأختفى الفرحان والثولان والطرشان..؟؟ فكأن المحتل عليّ حرام وعليك حلال أم هي قضية روافض وخلاص ؟؟الآن بدت عليكم حوبة الشعب العراقي الذي ذبحتموه من الوريد الى الوريد..فهنيئا لكم المحتل المنقذ الذي لولاه لفعل فيكم القذافي.ماتعرفونه حق المعرفة.أنتم ونساؤكم ..فاشكروا المحتل ولاتنكروه..
وأعود للجماعة واذكرهم الدرس في ليبيا واليمن والبحرين ,وأن انكرتم تحريركم من صدام وعفالقته وأنتم بلامر عالمون..أدعوكم صراحة للكف عن عبارة الاحتلال والمحتل الذي لولاه ..ياعلوية وياسيد..ما كنت ولن تكون تحت قبة البرلمان ماحييت من عمرك, فاستوي في عبارتك ولاتقود الناس الى تجهيل مقصود وبضاعة كاسدة وذكّروهم وتذاكروا معهم ايام الطاغية افضل من سالفة الاحتلال...وأتركوا المحتل وقصوا علينا خبر الرشاوى والتعيينات والسفارات.وسيارات الدفع الرباعي والاحوط وجوبا عدم التوسع في ذكر فضائلكم ومسيراتكم المليونيه .ومالكم شغل بالتدخل الاجنبي في ليبيا رجاء.

جمال حسين مسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن