جمال حسين
بعد أنْ تمزق الوطن
الليبي إلى عديد الأجزاء أسوة بأخوته في السودان واليمن والعراق وسوريا...مازال
بعض رعاة الديمقراطية الغربية ,
يسعون إلى تمزيق ماتبقى من هذا الوطن
الممتد من المحيط إلى الخليج ,ومكرهم هذا هو مكر الليل والنهار يساندهم في ذلك
عديد الحلفاء من الدول العسكرية العظمى والدول الغربية وبعض ما يسمى بالممالك في
الوطن العربي نفسه ,هذا المخطط البالغ الخطورة
, واضح للناس كوضوح الشمس ووضحت أهدافه
ونواياه الشريرة, ومازال هذا المخطط
الخبيث يتلقى الدعم المادي من هنا وهناك ومما تجود به ثروات البترول العربي ويتلقى
الدعم القانوني من خلال إذعان المجالس الأممية في العالم لصوت الجلاد الأمريكي
ويتلقى الدعم الشعبي من خلال أدواته ولوبياته الإعلامية ,التي تجدُ وتجتهدُ في
توجيه الرأي العام العالمي والمحلي من هنا وهناك...وبعد تعزيز وصدارة موضوعة السنة
والشيعة في الصراع العربي العربي ودفع موضوع الاثنيات في الشرق العربي إلى ذروتها
في الكراهية وتنامي الأحقاد , فقد أطل علينا موضوع أخر, وماهو بالجديد ولكن لظروف
كثيرة أُغلِقَ هذا الموضوع ولسنين طويلة ,ومن أهم هذه الظروف التي اطفأت نار الفتنة
في مشكلنا هذا موضوعة وحدة الدين والتراب وربما اللغة إلى حد ما ,فقد عاش الأمازيغ
في الجناح الغربي من العالم العربي بأخوة كاملة مع مواطني تلك الدول ولهم كامل
الحقوق وعليهم كامل الواجبات وانصهروا في دين الإسلام المحمدي الحنيف وأصبحوا من
قادته ومشاهير العلم فيه , وجاهدوا مع أخوتهم العرب ضد المحتل الفرنسي والايطالي
والانكليزي وسالت دماء الأمازيغ الزكية على تربة أوطانهم الطاهرة ,وعاشوا مابعد
ذلك متآخين ومتحابين ,لاينقصهم سوى استعمالهم للغتهم الخاصة كحق مدني طبيعي في بعض
الدول العربية ,فقد حرموا منها من قبل بعض السلطات العسكرية والتي تتدعى
بالجمهوريات...ومع ذلك فقد أحب الأمازيغ
لغة القرآن وتشهد لهم الزوايا والمساجد بذلك , فقد حرصوا على لغة دينهم حرصا شديا
وكانوا غيورين على العربية وتعليمها بشكل صحيح..فما الذي جعل من وسائل الإعلام
الفرنسي ولاسيما الناطقة بالعربية من جعل موضوعة الأمازيغ وحقهم في الاستقلال
موضوعا يكاد يطرح في كل يوم من على فضائياتهم ومجالسهم الحوارية فيها....فرنسا
التي ساهمت في ضرب ليبيا أيام الربيع الدامي بحجة حماية المدنين هناك دون رخصة دولية وفرنسا التي عاثت فسادا في الوطن
العربي وفرنسا التي أدمتْ قلوب الشعب العربي الجزائري ,تتطالب في منابرها الإعلامية
بموضوع الأمازيغ ,الأمازيغ كشعب عريق في هذه المنطقة يحقُ له ما يحق للجميع من
حريات وواجبات وحقوق تحت رعاية الدستور ,وإنْ كان الدستور لايضمن ذلك فيجب أنْ
يُعدل ويضمن ذلك بلا تأخير أو تردد..فلا أحد يُنكر حق الأمازيغ باستعمال لغتهم
وألوان علمهم وحمل اسمائهم الخاصة بهم ,ولكن المريب في الأمر توقيت طرح هذا المشكل ومن قبل فرنسا....ليتها لا تكون صفحة سوداء مظلمة جديدة تحل بالوطن
العربي بعد صفحة داعش التكفيرية ,وما يدرينا بفصول المسرحية الدموية وما يدرينا
كيف تنتهي ..أما خصوصية الإعلام الفرنسي في طرح هذه القضية دون غيرها ,فماهي إلا
مسألة أدوار ومهمات بحسب التوقيت المحلي وبحسب قيمة الصكوك المدفوعة لهم سلفا ولتلك
اللوبيات الإعلامية ,تلك التي لاتعرف قضية اسمها القضية الفلسطينية ولاتعرف شعبا
مشردا اسمه الفلسطيني منذ أكثر من خمسين عاما و إلى اليوم...