الاثنين، 24 فبراير 2014

خارطة يوغسلافيا العربية


لا أحد بمأمن في الشرق والشرق الاوسط العربي من خريطة جديدة تشبه يوغسلافيا مابعد الحرب الاهلية , في  1991م-1999م , والتي انتهت الى التقسيم والتجزئة والوصايا الدولية.....تلك الحرب التي اسهبت كتب التاريخ الحديث في وصفها ووصف أسبابها ونتائجها... فقد ولدت من رحم الدكتاتور الجنرال ... وانتهت بكراهية الشعوب اليوغسلافية لبعضها ,ان صح التعبير , ثم تقاتلهم فيما بينهم بشراسة كبيرة.. حتى سالت اودية من الدم ,وبعد زمن طويل تفرجت فيها أوربا وامريكا على المذابح والتهجير القسري , تدخلت اوربا بشكل خجول ولم تحسم الامر عسكريا.....ثم تدخلت امريكا بشكمل رئيس ؛ فحسم النزاع عسكريا وانهزمت يوغسلافيا الاتحادية وبان فساد المؤسسة العسكرية وتسليحها؛ونتج عن يوغسلافيا الاتحادية, دويلات عدة لاتطيق سماع اسم  جيرانها السابقين ,ومن الجير بالذكر كان النظام العراقي آنذاك من اشد الداعمين للرئيس اليوغسلافي  في حربه على الاقليات العرقية والدينية والتي كان من نتاجها ذبح الشعب البوسني ,بمجازر كالخراف ...في حين يعتبر البوسنيون ان الرئيس العراقي السابق بطلا.!!!! مع علمهم بتزويد العراق للرئيس اليوغسلافي السابق بالنفط العراقي المجاني وتسليحه ,مع استعراض كامل على قناة 9 العراقية في وقتها , لبطولات الجيش اليوغسلافي ضد المسلمين في البوسنه والهرسك من قبل الملحق العسكري اليوغسلافي ؟؟                                     
 , الشعوب العربية على امتداد الوطن العربي نالت قسطا كبيرا في حياتها من سيناريو يوغسلافيا السابقة نظرا لتشابه طبيعة الانظمة الحاكمة المتسلطة عليها..., حيث جثمت على رقابها لعقود من الزمن ,عانت معها الشعوب العربية وتحملت الويلات..واصبحت في الدرجات الاولى من سلم الفساد الاداري والامية والتاخر التكنلوجي والمدني ,وليس بعيدا ذلك الانظمة الملكية في المنظقة العربية , بالرغم من القفزات الحضارية التي تحققت في بعض دول الخليج العربي...وما ان هبت الشعوب العربية مطالبة باسترداد كرامتها المهدورة على يد الانظمة العسكرية المنقرضة وجلاوزة الانظمة وابنائها وأحفادها...حتى اعتلى الموجة الف شيطان وشيطان... بدافع مقصود من دول الاقليم العربي والمحيط الاسلامي وانظمة الاستبداد العالمي والغربي...فكانت الاذرع تمتد مباشرة للتأثير بالساحة العربية وجغرافية المشهد السياسي , وكانت لها الادوات النافذة مباشرة في السوح , وبدعم مالي كبير جدا وعلني ...وان تطلب الامر فتح الخزائن وتدمير الشعوب ,وسيل أنهر من الدماء الزكية الطاهرة واباحتها ,تحت مسميات مختلفة وفي مقدمتها ,النظرية الاسلامية المنبثقة من الفكر الاسود التكفيري ,المدعومة علنا من اوطان حاملة للفايروس ,هي نفسها لاتمت بصلة للدين أو الديمقراطية... ودول عظمى اخرى تدعي محاربة الارهاب وتدعي أحلال الديمقراطية... ألا انها  حالمة   بيوغسلافيا عربية جديدة وبحسب المقاسات والمخططات والاهداف في الشرق الاوسط الجديد , والتي تتلائم مع مدللتهم المغتصبة للحق العربي !!!!     الاحداث الدامية العسكرية على أرض الرافدين وفي بلاد الشام ..حرب كونية ..تشترك فيها كل الانظمة المتغطرسة وغير المتغطرسة ,,,وبحسب المصالح القومية والامنية  لهذا البلد أو ذاك ..الاطراف المتصارعة والمدعومة علنا من دول , ((لم تحسب حساب  اليوم ,الذي ينقلب فيه السحر على الساحر ,وهي سنة كونية لامبدل لها ))...مازال المشهد يذكرنا بالسنوات الاولى للحرب اليوغسلافية الاهلية....وبعيد ذلك وفي غفلة من الزمن ستتوقف عجلة الحرب الدامية هناك ,ويقف الجميع بحسب الحدود التي رسمتها البندقية .. ويبقى الوضع  مقلقا للجميع ,ولكنه يصنع المعجزات  السياسية ,حيث لاجيوش للعرب في مواجهة  عدوهم الاول في قضيتهم المركزية ..والاستقطاب الطائفي والعرقي الحاد يفتك ببلدان المنطقة العربية ... والاتاوات تؤخذ من نفط الخليج مقابل السماح لهم بدعم الحركات المسلحة المتمردة في بلاد الشام والعراق ولبنان...وبندقية موجهة الى أقرب خط دفاعي لايران وروسيا... وملف تركيا إنْ فتح ,فلامجال لغلقه ؛لتعدد قضاياه وتلونها وتعقيداتها ولكنه مؤجل الى اشعار اخر..ثم أوربا التي اصبحت بمتناول اليد ,نسبة للحركات المتطرفة المسلحة ,والتي ستعود على أوربا في يوم من الايام بالويل والثبور ,ولامناص من ذلك الامر المحتوم...  هي هكذا خارطة يوغسلافيا العربية ستكون عما قريب ,في ليبيا و سوريا و العراق.هي عوامل أنموذجية مثالية ,صنعها قدر الشعوب التي نالت ما نالت من الطغيان على أيد الجنرالات الملطخة بالدماء ,ثم انتفضت فتاهت في خطط رسمتها الارصدة الخيالية ,لتحقق ما يحلم به الغرب وادواته اللئيمة ,في يوم واحد بدلا من قرن كامل من الزمن
جمال حسين مسلم


الجمعة، 14 فبراير 2014

الحركات التكفيرية في العراق ماقبل و بعد سوريا / ص 4

صفحة -4-

الحكومة سورية , كان لابد لها أن تسقط قبل سنة من هذا التاريخ !!!! وهذا مالم يحدث                                                                          الواقع الوحيد الذي يجب التعامل معه , هو وجود هذه المجموعات الخطرة على أرض الشام , وهي مجموعات متدربة ومتمرسة على أفعالها وتتلقى الدعم الخارجي والمحلي ,وهذا الواقع أدى الى صدمة حقيقية تلقاها ممن اشتركوا في الهتاف أول الامر ضد النظام و وهم الان لايعرفوا كيفية التعامل مع هذه الحالة المستعصية  الفهم عليهم...فبهتوا جامدين , امام سؤالي الشخصي لهم في أكثر من مناسبة , حول كيفية التعامل مع المجموعات التكفيرية على الارض السورية في حالة  رحل النظام في سوريا أم لم يرحل . ولاجواب  واضح في الافق عند أهل الحل او العقد!
 ان جغرافية تواجد هذه المجاميع المسلحة ذات الاتجاه المعروف لها أهمية كبرى في كيفية التعامل معها فيما بعد ؛ لان الواقع لايتحدث عن انتصار عسكري كبير للجيش العربي السوري ؛ لكي تصبح المسألة برمتها من الممنوعات الجديدة القديمة وفي الوقت نفسة لايمكن للمسلحين ان يحدثوا انتصارا عسكريا كبيرا ويعلنوا دولتهم الجديدة على الناس , فكأن الامر ماض الى سياسة ألامر الواقع الذي يجعل من سوريا , بضعة دويلات وامارت ذات صبغات مذهبية و عرقية , سواء أبقي النظام في دمشق أو تحول الى الساحل الغربي , ذات الشريط الحدودي الموالي للنظام السوري .                                                                                 
   العراق من جديد يغوص في الرمال المتحركة , أرث السنوات الثمان أم السياسة الداخلية  المعتمدة اساس المحاصصة الطائفية أم انفصال الطبقة الحاكمة عن الشعب العراقي وتركه في دوامة الاهمال والنسيان أم السياسة الخارجية المتأزمة على مدار اليوم والساعة أم عقد التاريخ التي لاتقبل الذوبان  أم عقد جغرافية دول الجوار وقدر العراقيين في مجاورة هذه الدول...                                                    
كل الاسباب مجتمعة واخرى ربما غابت عن الذهن ..وضعن العراق موضعا لايحسد عليه أبداً ؛ فالعراق الذي نجى بأعجوبة من الحرب الطائفية للاعوام 2005 و 2006 و2007 وفي مقدمتها تفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء, عاد العراق من جديد يتخوف وبشدة من الرمال المتحركة القادمة  عبر الصحراء الغربية والتدخل السافر لدول الجوار الحالمة بالوصايا عليه ....                          
مازالت جروح العراقيين غير ملتئمة ومازال السلاح في مشاجبه معبئا , و ما زال التخندق في الجبهات تحت الانذار ج , فضلا عن السياسة الداخلية الانفعالية والمتقاطعة في كل اتجهاتها ..وفرت تلك الظروف مجمتمعة بيئة جيدة صالحة لعودة الاعمال المسلحة ومجاميعها المتطرفة على أرض العراق....                      
فالعراق ما بعد الوضع السوري الراهن وبكل نتائجه المتوقعه وغير المتوقعة , سيكون العراق البوابة الاولى والرئيسة لعبور المجاميع المسلحة , أن لم تكن بالفعل قد اسست لعودتها داخل العراق بحلتها الجديدة ...فكيف سيتصدى لها دون الدعم اللوجستي الاميركي الذي كان متوافرا في السنوات السابقة ..وهل يتذكر العراقيون  أن في الليلة الظلماء يفتقد البدر....... البدر الذي اخرجوه عنوة بعد أ  بعد أن أزاح عن صدورهم اشهر طاغوت في العصر الحديث...                      
ان أحلام السلطان العثماني الجديد باتت  اهدافا سياسية واضحة على أرض الواقع ,وقد نفد صبر اصحابها وهاهم اليوم ينفذونها بقوة السلاح وبتدخل سافر وعلني في شؤون المنطقة معتمدين على الحجج الطائفية , وساعدهم في ذلك السياسات الداخلية لدول المنطقة تلك السياسات  المتفردة ذات الصبغة العسكرية في كثير من الاحيان والتي يصعب تفصيلها في سطور معينة ؛ مهدت الطريق لتلك الاجندات الخارجية بشكل كبير.                                                                  .
 يضاف الى ذالك احلام شبه الجزيرة القطرية في امتطاء صهوة الجواد بدلا عن العربية السعودية فلم تجد غير عباءة تلك المجاميع المسلحة عباءة أجمل منها وسخرت للامر أموالها الطائلة والفائضة  والسائبة في المصارف الاجنبية ,وأخذت تتصرف وكأنها بريطانيا العظمى !!! ولا أحد يجد مبررا لتلك التصرفات سوى انها تنفذ مخططا مرسوم لها سلفا أوانه الطغيان بعينه ...                               
  غير ان الحديث عن تلك الاجندات بعينها لايعفي من الحديث عن الدور الايراني في تأزيم المنطقة  , ضمن سياسة خلط الاوراق  والحروب خارج أرض الحرام ؛ من أجل تنفيذ المصالح العسكرية والقومية الفارسية و بطريقة الخطوة خطوة , تلك السياسة الصبورة في التعامل مع الاحداث , والتي تميز بها تاريخ ايران القديم والحديث , فأيران التي شعرت بارتياح كبير للطريقة التي أزيح بها صدام حسين عن طريقها , شعرت بارتياح أكبر لوصول الاحزاب الاسلامية العراقية للسلطة ولاسيما الموالية لها.. وشعرت بسعادة غامرة وهي ترى جنود قوات التحالف يسقطون يوميا في بغداد .                                                             .
واما السياسة الامريكية في حيرة من أمرها ؛ بعد ان شعرت بانتكاسة كبيرة ؛ تمثلت بانقلاب العراقيين القادمين معها ,وتحولهم اتجاه الدول المجاورة للعراق ... فكان انسحاب القوات الامريكية قرارا حكيما للحكومة الامريكية؛ لوضع العراق في الموضع الذي يجب ان يعرفه على حقيقته من حيث القوة والتنظيم والحماية الخارجية , ولاسيما ان العراق تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة , فكان الانسحاب الامريكي العسكري , ولحق به تهاون الولايات المتحدة في التعامل مع  المستجات من المشاكل الداخلية للعراق   .                                            
   اما المفصل الرئيس الذي تجاهلته الحكومة العراقية لاسباب كثيرة طيلة العقد المنصرم من سقوط نظام البعث الصدامي ..كان يتمثل في عدم أكتراث العراق بتطوير علاقاته مع المملكة العربية السعودية والمحاولة الجادة في ايجاد سبل التواصل معها ؛ ولاسيما ان السعودية تبحث عن اعتمادات جديدة في المنطقة تضرب بها الدور القطري المتنامي , وكانت الفرصة الذهبية سانحة بوجود الشيخ غازي عجيل الياور في دفة رئاسة الجمهورية أبان فترة مجلس الحكم ,وهو المقرب جدا جدا من العائلة الحاكمة في السعودية ودول الخليج العربي كافة , بل على العكس من ذالك كان العراق يسير بخطى متسارعة  متقافزة نحو الاعلى في علاقاته مع ايران ذات المشروع القومي !! مما اثار حفيظة الجارة تركيا ودول المنطقة وأخيرا الدول التي تصدر الحكم فيها التيارات السلفية؛و وفر فرصة سهلة للعب على الوتر الطائفي في العراق , وهي لعبة نارية سهلة التغذية ذات نتائج خطيرة جدا لايمكن الوقوف عليها بسهولة , ولم يلتفت العراق الى أهمية العربية السعودية وثقلها الدولي الا في فترة متأخرة جداجدا, قد لاتجدي نفعا..ربما..                          
كانت الرياح السورية تهب بين الفينة والاخرى على أرض الرافدين ,ويستطيع كل متبصر بالاحداث أن يراها قادمة لامحال, الا أن مجموعة من المشاكل الداخلية العراقية ,لاسيما ما يتعلق بأقصاء بعض الرموز العربية السنية من دفة الحكم بالعراق ومطاردتها في الخارج { لم نتطرق هنا في أحقية هذا أو ذاك لضيق المساحة وسعة وتشعب الموضوع } ادى الى العصيان المدني في المحافظات العراقية ذات الطابع المذهبي السني ,والتي سرعان ماركبتها كل الموجات الموجه نحو العراق , حتى غدت الاصوات المعتدلة خافتة وصارت التعديلات الحكومية والاستجابة للمطالب باهته؟؟ فقد اتسع الخرق على الراقع , وعلت الاصوات الطائفية من كل حدب وصوب ,وصار السباب والشتم  هوية للابطال الجدد, والشارع يفور ويغلي من يوم لاخر.. وزلت اقدام كانت ثابتة في يوم من الايام              
والمستخلص من التاريخ يقول ان تلك المجاميع الملطخة بالدم , قادمة للعمل في ارض رخوة من مثل العراق لامحال ,وبغض النظر عن نتائج الوضع السوري ..وهي في العراق ستلقى ترحيبيا أقليميا أحر من الترحيب بها في سوريا الا اذا كتب التاريخ لانظمة متعددة بجوار العراق أن تتغيركلها بين ليلة وضحاها , وذالك ضرب من الخيال  ..                                                                   
  ومن هذا المشهد البالغ في التعقيد , يغلب على الظن أن مشروع العراق المقسم الى دويلات أو اقاليم شبه منفصلة , هو مشروع يقي العراق من جداول دم قادمة لامحال, تسبقها موجة من المفخخات والاغتيالات مصحوبة بغطاء اعلامي وديني؛ من اجل سنوات عجاف اخرى.. تصاحبها موجة كبيرة من اليأس من مشروع الوحدة الوطنية ووحدة التراب؛ الذي وضح ضعفه ووهنه في أكثر من موضع , حتى عاد المواطن العراقي غيرمبال به ,وانما هو من صنيعة رجال السياسية والاعلام فقط , وبضعة  صادقة من رجال التقوى والدين المخلصين لله
فقد صنعت الحدود الداخيلة في العراق وتقسيماته , داخل روح المواطن العراقي قبل أن تصنع على الورق وتسمى بمشروع ( بايدن ) او غيره , وماكان الاستعراض التاريخي في الصفحات الاولى الا لغرض الوصول الى حقيقة العراق المقسم في داخل المواطن العراقي قبل غيره؛ والذي أدى في النهاية الى اسقاط مفهوم المواطنة ونهاية مفهوم الوطنية بل فقدان هويتها في الرمال المتحركة ذاتها التي تعصف بجغرافية العراق وتاريخه الموغل في الدماء والمنعطفات التاريخية الكبيرة.            
                  جمال حسين مسلم      
         
http://jamalleksumery.blogspot.co.at              


الثلاثاء، 11 فبراير 2014

الحركات التكفيرية في العراق ماقبل و بعد سوريا


صفحة - 3-
التنطيمات الجهادية!!!! التكفيرية هي الاهم في الناتج الجديد,فكان الفخ الجديد مجهزا بحكمة قل نظيرها في الدهاء والمكر..فتحولت مطالب الشعب العربي السوري بين ليلة وضحاها إلى شعارات طائفية وتوجهات اسلامية متشددة , تحمل مسميات مختلفة وأعلام متباينة , إلا انها في النهاية تشرب من منهل واحد  ومن عين واحدة....استقطبت المقاتلين من كل بقاع العالم { للنفرة } كما يقولون ولانفرة بأراضيهم ؟؟ التي تضم القواعد الاميريكية والغربية , ولانفرة للاموال العربية المتكدسة في البنوك الغربية ,ولانفرة في ليبيا التي احتمت بطائرات الاتحاد الاوربي لنصرتها في قضيتها...                                                                  
ومرة أخرى يقف الاعلام الاصفر وتقف الى جانبه القنوات المشبوهة في توجهاتها , وتشعل النيران في الحقول وتصب الزيت على النار ليل نهار,وتقلب بطون التاريخ  وتستكشف مواضع العورة فيه ,وكأنها تستكشف مناجم الذهب والفضة والخيرات وتوزعها على الناس, وادت دورها كما أدته في العراق تماما وبحرفية كاملة. فيما حوصر الاعلام السوري في عقر داره واشتركت اوربا الدميقراطية في ذالك الفعل الاعلامي العدواني ,وهي ترى بالعين المجردة انخراط المنطقة بالفوضى الشاملة وتقطيعها أربا أربا .. وهو أمر محير من أوربا المتخوفة من صعود التيارات السلفية التكفيرية الى سدة الحكم والداعمة لها في آن واحد !!!                      
                        هنا قد أزفت ساعة الثأر التاريخي بين الاطراف المحتربة فيما بينها الآن والمتفقة فيما سلف على ما يجري في العراق , وادت الجغرافيا دورا مهما في اشتعال الفتنة الاهلية السورية؛ لان موقع سوريا الجغرافي تحت ظرف تداخلت فيه جميع الاطراف , هو موقع خصب لجميع انواع الاعمال المسلحة والمخططات الاقليمية والدولية ؛ وذالك للاسباب التالية :-                       .                                                                     
أولا :-                                                                                  
من الجهة الشرقية للجمهورية العربية السورية , كانت الصحراء الغربية العراقية , تمثل حدودا غير آمنة تماما , ولاسيما بعد ما خبرتها المجموعات المسلحة اثناء تواجدها على الاراض السورية كمدخل رسمي للاراض العراقية , مع ضعف في أمكانيات الجيش العراقي من أجل حماية الحدود الغربية وانشغاله في الوضع الداخلي العراقي , فضلا عن سعة تلك الحدود الممتدة الى مناطق كردستان العراق وتركيا شمالا....                                                                         
ثانيا :-                                                                                
الحدود اللبنانية السورية ,وهي حدود غير آمنة في شمالها المتاخم للمناطق اللبنانية ذات الطابع السلفي السني والتي تضم  بعض مخيمات اللاجئين الفلسطينين , وكانت أحداث سوريا تمثل , تحولا كبيرا عند بعض التيارات السياسية اللبنانية , ولاسيما فيما يتعلق بحادث مصرع رفيق الحريري , فكانت كثير من التيارات اللبنانية المتخاصمة مع النظام السوري , ترى في أحداث اليوم فرصة تاريخية لاتعوض في النيل من النظام السوري ,ولاسيما أن هذه التيارات تتلقى الدعم المادي اللامحدود من أنظمة الخليج العربي و تطابقت توجهاتها مع تيارت أخرى من غير المسلمين على الرغم من علم الاخيرة بخطورة الحركات السلفية على الاقليات الدينية الاخرى وعلى السلم المدني في المنطقة وما جرى في العراق ومصر خير برهان على ذالك
فكانت الحدود اللبنانية في اقصى شمالها مرتعا مهما لعبور المسلحين وصفقات السلاح , علانية يقابله صمت حكومي واضح الاهداف. والى الجنوب من تلك الحدود لم يشاء المسلحون السوريون فتح جبهة قتالية مع أنصار حزب الله اللبناني ؛ لاسباب كثيرة في مقدمتها عدم تشتيت الجهد العسكري , والمعرفة الاكيدة بنتائج اي صدام مسلح مع قوة عسكرية من مثل حزب الله اللبناني , على الرغم من الانباء شبه الاكيدة التي تقول بتوغل حزب الله في القرى السورية المجاورة و خاصة الشيعية منها... فيما حافظت جبهة الجولان على هدوئها الحذر, وهي جبهة ساكنة يصعب الحراك فيها مع توافر اعداد من قوات حفظ السلام الدولية والجيش الاسرائيلي على حد سواء   .                                                             
ثالثا:-                                                                                    
جنوبا حيث الحدود المشتركة مع المملكة الاردنية الهاشمية والتي مازلت حتى اللحظة  تؤدي دورا وسطيا هادئا وخاصة فيما يتعلق بمنهج الخارجية الاردنية في علاقاتها مع الجميع , حيث يمثل عامل الاستقرار الاقتصادي عصب الحياة السياسية في الاردن , على الرغم من الضغوط التي تعرضت لها المملكة الاردنية الهاشمية من قبل اطراف اقليمية ؛ من أجل التموضع في خندق واحد , وعلى الرغم من ان بعض مناطق الاردن ولاسيما المدن ذات الطابع السكاني الفلسطيني , صارت تمثل خزينا هائلا للفكر السلفي واحتياطيا جاهزا للاشتعال في اي لحظة ,فقد بقيت سياسة الاردن متزنة حيال الوضع في سوريا في الظاهر على الاقل  وان تمت مضايقتها أقتصاديا في  كثير من الاحيان                                               .                                                                               
رابعا :-                                                                                 
حدود البحر الابيض المتوسط وهو الساحل الغربي لسوريا ,الذي ضم القاعدة الروسية العسكرية في ميناء طرطوس , أضافة الى مجموعة كبيرة من القرى والمدن التي تتمذهب بمذاهب اسلامية غير المذهب السني من مثل الدروز والعلويين والشيعة .. واغلب الظن أن هذه المناطق المستقرة نسبيا { نستثني مناطق ادلب وجسر الشغور } , قد تحصنت ذاتيا للدفاع عن نفسها وأخذت وقتا كافيا للاستعداد لاي طاريء يلحق بها .وتتواتر بعض الروايات عن تسليحها من قبل النظام للدفاع عن نفسها , وتدريب اعداد كبيرة من ابنائها للغرض نفسه و لكنها أنباء غير مؤكدة .                                                                      
أما البحر فقد تسابقت لاحتلاله الدول العظمى المتنافسة على سوريا وخاصة الاساطيل العسكرية الداعمة للاطراف المتنازعة في سوريا, وجلها يقوم بواجبات المعلوماتية العسكرية في البحر المحاذي للسواحل السورية بحسب ما أعتقد , فيما أن روسيا تدافع عن تواجدها العسكري في المنطقة , في محاولة منها لصد امريكا والغرب عن التفرد بقراراتهما , واظهار روسيا المؤثرة والقوية من جديد ,وكان السقوط المدوي لحلفاء روسيا في المنطقة كالعراق وليبيا , بعد تدخل عسكري امريكي وغربي , قد ترك أثرا سيئا في المؤسسة الحكومية الروسية ومنها العسكرية على وجه الخصوص             .                                                      
خامسا :-                                                                                 
الحدود الشمالية السورية التركية , وإنْ أحببت فسميها الحدود الملتهبة و العداء التاريخي بين سوريا وتركيا , ارتدى انواعا مختلفة من الثياب تتناسب والمرحلة التي عاشها, ولكن اللحظة بدت مختلفة كليا عما سبق من التاريخ, فالدور التركي المتنامي في المنطقة اقتصاديا وسياسيا , بعد صعود نجم الاحزاب الاسلامية في تركيا, مُهِدَ  لفكرة عودة الحكم العثماني والولاية من جديد و وهي أفكار لاتمت للواقع بصلة...تركيا شرعت الابواب كلها للعمل داخل سوريا , وكانت منفذا رئيسا للجماعات المسلحة , التي تدخل تركيا بتأشيرة رسمية ثم تنخرط علنا في القتال و قد مثل الموقف التركي حالة عدائية واضحة , وهي تتدخل بكل صغيرة وكبيرة وتخوض الاجتماعات تلو الاخرى وتنسق الامور كافة على أرضها . تركيا تتواصل بجسور حديدية مع النظام القطري اللاعب الاساس في مراحل التغيير العربي ,والذي طوع خزاءنه وفتح مصراعيها ,حالما ببطولة وهيمة وبمنصة تتويج تزيح المملكة العربية السعودية عن الساحة الخليجية , وهو دور مشبوه حاربه اليسار العربي وتصدى له وأرض مصر خير شاهد على ذالك .                             
ولم يقتنع الاتراك بهذا الدور الشامل الجامع للامر في سوريا بل تعداه لتصدير الحالة الى العراق تحديدا..,فيما لم يسلط الضوء على ردة فعل الشعب التركي أزاء الاحداث على الرغم من تمرير فكرة المنقذ الاسلامي للسنة على يد الفاتح الجديد وتطويع الاعلام لها و وتمريرها بسهولة على الجماهير التركية الحالمة بعودة الاسلام العثماني , فقد بقيت المتناقضات مخفية من الاعلام أو اي مناقشة فكرية , ومن أهمها نزول قوات الناتو على الحدود البرية التركية السورية بدافع الحماية المشتركة ؟؟؟؟وصخب السواحل التركية التي لاتمت لقيم الاسلام باي صلة , لامن بعيد ولا من قريب , ولا احد يعرف ردة فعل القوى اليسارية التركية أو المؤسسة العسكرية من جرآء هذه السياسة, غير انّ تركيا فاتها إنّ العالم الغربي سيلتفت إليها في الوقت الذي يريد هو تحديده ليحاسبها حسابا عسيرا على دعم واستقبال المجاميع المسلحة من  كافة انحاء العالم , حيث السياسية الدولية التي تؤمن بالملفات الجاهزة على رفوف الغرف المظلمة ,وهو يوم يجب على السياسين الاتراك ان يحسبوا له ألف حساب ولا اراه في السياسة بيوم بعيد ..                                           
هكذا تفجر الوضع الداخلي السوري ؛ نتيجة تراكمات عقود من الزمن , وهكذا تداخلت مصالح الدول الاقليمية والعالمية وتشابكت على أرض الشام .إلا أن التحول الخطير في مسار الاحداث , هو ظهور الحركات السلفية التكفيرية عبر الاراض السورية وبدعم خارجي لامحدود , بحيث تستطيع معه الدخول والخروج من سوريا بشكل رسمي من مطارات دول الجوار ولاسيما تركيا ولبنان ,وحيث ما اتجهت تجد من يأويها ويقدم لها كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي ؛ وهذا أدى الى انحسار دور المنتفضين السوريين من أصحاب التوجاهات اليسارية أو العلمانية , حتى الذين حملوا السلاح منهم وحملوا مسميات مختلفة لم يجدوا الدعم نفسه الذي تحظى به الحركات التكفيرية, وهم في حيرة من أمرهم في التعامل مع هذه المجاميع على أرض الواقع أو في المحافل الدولية السياسية ؟؟؟  وتتكون هذه  المجاميع في الغالب من العناصر المحلية والعربية القادمة من تونس والعراق ولبنان والاردن بشكل رئيس ودول الجوار والاجنبية , والمجاميع  الاضافية التي هبت من كل بقاع العالم المختلفة و بدراية كاملة من حكوماتها وقادتها كما حدث ذالك من قبل القادمين من اوربا وكندا ودول روسيا السابقة ومصر وليبيا بالتحديد .. وماهي الا أشهرمعدودات حتى حصلوا على موطأ قدم شكل لهم أمارات اسلامية صغيرة , نتج عنها فيما بعد محاكم شرعية تسوس الناس الى ماتريد ... وكانت تحظى بدعم اعلامي مهول , من مثل ماتبث بعض القنوات الموالية لهذه التوجهات , من كون مقاتلي هذه المجموعات يحققون انتصارات عسكرية مهولة ,وهم على قدر كبير من الشجاعة والثبات في أرض المعركة ... والحقيقة أن المتتبع لتلك الاخبار لو  آمن بها , لعرف أن  
يتبع                                         


جمال حسين مسلم

السبت، 8 فبراير 2014

......


الحركات التكفيرية في العراق ماقبل و بعد سوريا / صفحة -2-




وهنا تأجلت الخلافات العربية العربية وصار لزاما على الجميع ان يثبتوا على موقف واحد , فكانت القيم اللاخلاقية وحدها كفيلة بالتشريع لاراقة الدم العراقي وبكل سرور. وكانت الرمال المتحركة في العراق هي الافضل ؛ وكانت افضل الطرق وايسرها لتمرير الاجندات , تمر عبر عبائة مقاومة المحتل واخراجه من أرض المسلمين , وقد وجدت لها رواجا كبيرا في المحافظات والمدن , التي تتبع في نهجها الاسلامي فكرا سلفيا متطرفا سنيا كان او شيعيا !!! وجد ضالته في محاربة الغرب الامريكي والتصدي لاي مذهب لايوافقه الفكرة , وتأطرت الجملة بآلة أعلامية مهولة جرفت كل من يقف بطريقها , وكانت سوريا هي البوابة الاولى لعبور وتنظيم المتطرفين الى العراق , ومثلت الصحراء العراقية الغربية مرتعا مريحا لهم و فيما اُعجب بالمنظر كل من تركيا وأيران ومصر , بل وشاركوا في تمثيل مشاهد كثيرة منه.. ومرت ثمان سنوات عجاف , دفع العراقيون ثمنا باهضا من القتل على الهوية والتهجير القسري والمفخخات اللاتي حصدن الآلاف من الارواح الطاهرة ووصارت العودة الى المنافي قسرا, فضلا عن ازدهار ارقام الايتام والارامل والمعاقيين في العراق.. وكانت الحكومة العراقية تتوسل جيرانها لايقاف المتسللين عبر الحدود علانية وجهرا, ولكن الاجابة كانت بالنفي أوالتجاهل  , مثلا السمة الاساسية في اي حوار ديبلوماسي , حتى صار العراق ضحية لمخططات الدول المحيطة به , سواء اقتتلت فيما بينها أو توحدت في رأيها , و في كلا الحالتين الملعب العراقي هو الملعب الجاهز والافضل بين الساحات  جميعا..                                  
فقد مثلت التيارات السلفية التكفيرية في العراق وحتى اللحظة , تهديدا دمويا حقيقيا , يتسم بالخطورة الكاملة , ويهدد بناء المجمتع العراقي المدني والعملية السياسية في برمتها , ولاسيما وهو يتلقى الدعم الخارجي الكامل من الدول العربية او الدول الاسلامية, مع احتفاظه بمشروعية القتل وسفك الدماء من خلال توجيهات كبار مشايخ المذهب السلفي التكفيري ,فضلا عن تواجده بين المدن  العراقية التي تحتضنه  بحرارة لاسباب كثيرة ,في مقدمتها الثأر للنظام السابق والحقد الطائفي الكريه, وعدم القدرة على قبول الاخر في التعايش السلمي المدني..    
                          
وكمحصلة نهائية حصل هذا التنظيم على وجود حقيقي بمختلف مسمياته التي يرفعها, واصبح له الاعوان والانصار في الداخل والخارج, على الرغم من الخسائر  المادية والبشرية التي تكبدها ..حتى الساعة من الحديث                              .                                                                              
ثمانية أعوام كان العراق قبيل حدوث التغيير في الوضع الامني السوري ,كان العراق يتوسل الاشقاء بالكف عن زهق الارواح العراقيه و يطالبهم بالكف عن دعم تلك التنظيمات وكانت مطالبه علنية وعلى لسان أرفع مسؤولي الدولة ولاسيما وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ورئيس الوزراء نوري المالكي,,,, فيما اكتفت الجهات الرسمية السورية بالاجابات المقتضبة والساخرة في كثير من الاحيان..حتى ورد عن لسان رئيس الجمهورية السورية شخصيا قوله { سارفع القبعة لمن ياتيني بدليل واحد على تورط سوريا في أحداث العراق },مع وتواجد رسمي وكبير لعدد من مسؤولي حزب البعث العراقي في دمشق وعدد اخر من رجال الدين العراقيين المتعصبين للافكار السلفية .... وقد تناسى المسؤولون السوريون المثل العربي الشهير القائل ب من زرع حصد ..وغادروا الاية الكريمة التي تقول..وتلك الايام نداولها بين الناس...وكأنهم لم يعرفوا حوبة الارواح التي أزهقت في الميادين العامة والاسواق الشعبية في العراق...                                                         

 ومع انطلاق أول شرارة للتظاهر في سوريا قبيل أكثر من سنتين , حتى بدت الاهداف  والمخططات جلية للقاصي والداني على أرض هي ألافضل من حيث الخصوبة للعمل الدامي والتخريبي وتظافرت الجهود للفتك بها أكثر من أي وقت مضى...وانقلب السحر على الساحر, فكانت فرصة ذهبية لاتعوض للدول المتقاطعة مع سوريا للنيل منها ولو سالت دماء الشعب الشوري كلها , فأنها لاترويهم         
 وكانت الاموال الخليجية والنفرة السلفية والحدود التركية واللبنانية كلها عوامل رئيسية للنيل من هذا الشعب وتاريخه , وتحولت مطاليب الجماهير الى المحاكم الشرعية في المدن الجميلة وصارت الهتافات الطائفية علنية وزرعت التيارات التكفيرية من كل اصقاع العالم في المدن العربية السورية وصارت الصحراء العراقية الغربية حدودا بديلة آمنة لتنقل الافراد والمجاميع ,وتبدلت زقزقة العصافير في الحواري القديمة بأصوات المفخخات في الميادين الدمشقية العامة , وتحول الشعب المضياف الى شعب مهاجر,لايعرف ما ينتظره في المستقبل , فيما بدت الحدود الطائفية الداخلية اكثر وضوحا على جغرافية سوريا الجديدة , سواء بوجود النظام او رحيله.. فقد تبدلت اعلام الثورة الشعبية السورية الى لافتات اسلامية تمثل فكر القاعدة.. وبدت الدهشة تعلو الوجوه حين يسمعون بهتافات عودة دولة الخلافة , والشارع السوري يعلم حق العلم إنه سائر الى هاوية تاريخية واجتماعية واقتصادية وثقافية سحيقة ,يجهل أهل العلم والتأويل أبعادها الحقيقية , الا انه قد سبق السيف  العذل .                                                                                   
 ووضح للعيان بما لا يقبل الشك رغبة اللاعبين الاقليميين والدوليين ,على ابقاء الوضع السوري على ماهو عليه و وهذا يؤشر على ولادة جديدة لحاضنات ارهابية رسمية معترف بها , للافكار السلفية التكفيرية , ستكون الشغل الشاغل لإمن المنطقة واستقرارها للسنوات القادمة , انقطع عنها الدعم ام لم ينقطع , وستكون امتدادا حقيقا لكثير من الاجندات السياسية في المنطقة وستكون ذراعا حقيقية لتنفيذ الاهداف المرسومة لها , والكل سيستند للشرعية الدينية في عمله الممول سلفا من نفط الخليج العربي , مما سيؤدي الى تغيير في مناخ المنطقة المترب والمغبر على طول الزمن القادم, فكيف ستتاثر دول الجوار بهذا المنخفض المزمن وماهي الاستعدادت للشرق الاوسط الجديد , وما هو القادم في جدول الاعمال الدموي .                         
 ان طبيعة عمل الجماعات المسلحة التكفيرية داخل العراق , كان يتأثر في كثير من الاحيان بالموقع الجغرافي للعراق , فقد كانت الحدود الشمالية تمثل سد أمنيا جيدا في وجهة هذه الحركات , وخاصة بعد تحصن أقليم كردستان بحدوده المعروفة, ومن جهة الشرق كانت الحدود الايرانية وعلاقة ايران بالقاعدة تتعرض لمد وجزر في  كثير من اوقاتها, اما الجنوب وبحكم التواجد الشيعي الكثيف , كان عائقا  امام العمل اللوجستي...... ؛ لذا تبقت الحدود الاردنية والسعودية والسورية تمثل الخطر الاكبر , وتمثل الصحراء الشاسعة ملاذا ممتازا لها, الا أن الاردن استطاع السيطرة على حدوده في فترة وجيزة ؛ وذالك ضمن سياسة الحكومة الاردنية المعتدلة مع جيرانها على مر السنين ..فيما شكلت الحدود السعودية مع العراق , المترامية الاطراف ثقلا على تنقلات تلك المجاميع والتي هي في مشاكل  مع المملكة العربية السعودية أصلا ..فكان الامر ميسرا في الحدود السورية , وصار انتقال المجموعات المسلحة بديهيا بين الدولتين ,وعزز ذلك ضعف القدرات الامنية العراقية ومجاورة محافظة الانبار لتلك الحدود وموافقة السوريين عما يدور في بغداد من فقدان للامن والاستقرار,  حيث غالبهم الظن , بأنهم يلقنون الاميركيين درسا عسكريا كبيرا ولكن بمعركة تدار بالنيابة                           .                                                                   
ثمان أعوام استطاعت فيها الحركات التكفيرية وبمختلف مسمياتها أن تثبت على الارض وتؤسس المعسكرات والخلايا , وتقوم بين الفينة والاخرى بتوجيه ضربات موجعة للشارع العراقي , موقعة أشد الخسائر وأشرسها بالارواح المدنية..وفيما كانت العوائل العراقية تشيع جثامين ابنائها .  كانت الثكالى من النساء يندبن موتاهن ,و كانت الاجهزة الامنية العراقية تردد عبارات أمنية تدلل على مشكلة كبيرة في التصدي لتلك المجاميع المدعومة داخليا وخارجيا ...وكان الاعلام العربي يكتفي بالتنديد بالعمل الاجرامي وكأنه لايدري بحيثيات الموضوع وكيفية علاجه..وممازاد في تعميق جروح الشعب العراقي ومأسآته, الاعلام العربي الذي أخذ يوجه الدفة بما يشتهي ويريد ؛ بحيث انصاع له الشارع العربي بكل جوارحه وتشبع بفكرة مقارعة المحتل والشهادة والجنة وقتال الصفويين الجدد وطاعة ولي الامر وان كان فاسقا..والانكى من ذالك تفعيل المد الاعلامي السلفي في مساجد الدول العربية المجاورة , وجعلها صدى لكثير من القنوات العربية الصفراء, التي أخذت تطعن بظهر الشعب العراقي بخانجرها الناقعة بالسم.. ترافق ذالك كله مع صمت رسمي عربي بل قبول عربي لما يحدث في العراق ,واستمر ذالك بعد انسحاب القوات الاميريكة من العراق في نهاية 2011ميلادي,واستمرت المعركة الاستخبارية على أرض العراق , ولم يشعر أحد من دول الجوار بشرر النيران المتطايرة من بغداد وبخطورة اللعب بالنار, والتي هي من بديهيات العدل الالهي ...
عكس الحظ هذه المرة مع سوريا الشقيقة شعبا وحكومة...ولاحها من التغير في الساحات العربية...واشتعلت أول النيران في درعا وكأنها النار في الهشيم لاتبقي ولاتذر.. وكان النظام السوري لايرجو ان تصل الامور الى ما وصلت اليه اليوم ,وتفاجأ بالدور الذي تؤديه بعض الدول ,والتي كانت حليفة له في العراق من مثل تركيا وقطر..وعلى نهج الاب الراحل تعامل الابن الرئيس مع الاحداث عسكريا وبشكل قاس منذ البداية..فيما ابدت كثير من الدول الاقليمية والعالمية رغبتها الواضحة في القصاص من النظام السوري وإنْ كان على حساب الشعب العربي السوري وتاريخه وعلى حساب المنطقة باجمعها. وتجلت الادوار المتقاطعة في سوح الشام وربوعها , وفتحت الابواب وشرعت للقتال , وكأن الثأر من سوريا شعبا وحكومة , قد توافر على فرصة ماسية لاتتكرر في التاريخ ,فأوغلوا في جرحها وطحنها بدوامة عنف لم تتضح نهايتها حتى الساعة.                                 
وبين ليلة وضحاها انفصل الاكراد في سوريا  جغرافيا وحددوا أقليمهم أو دولتهم وأستعرضوا قدراتهم العسكرية بدعم واضح من شمال العراق الكردستاني , وانسحاب استتراتيجي للجيش السوري من أرض المعركة مع الاكراد دون قتال ؛ كي لاتتوزع جهوده على الارض وتتشتت ,ورغبة منه في اصطدام القوى المسلحة المعارضة مع الاكراد وهذا ما حدث لمرات قليلة فقط                    .                                           
 مرة اخرى يؤدي الدين دوره المزدوج في تفسير الاحداث بشكل رائع وبتعويم للفتيا,عرفت بعض دول الجوار, أن الاستقطاب الديني الطائفي هو الاهم في المعادلة ,ولاسيما بعد صعود نجم أخوان المسلمين في دول شمال أفريقيا العربية, فكانت التنطيمات الجهادية!!!! التكفيرية هي الاهم في الناتج الجديد,فكان الفخ الجديد مجهزا بحكمة قل نظيرها في الدهاء والمكر..فتحولت مطالب الشعب العربي السوري بين ليلة وضحاها إلى شعارات طائفية وتوجهات اسلامية متشددة , تحمل مسميات مختلفة وأعلام متباينة , إلا انها في النهاية تشرب من منهل واحد  ومن عين واحدة....استقطبت المقاتلين من كل بقاع العالم { للنفرة } كما يقولون ولانفرة بأراضيهم ؟؟ التي تضم القواعد الاميريكية والغربية , ولانفرة للاموال العربية المتكدسة في البنوك الغربية ,ولانفرة في ليبيا التي احتمت بطائرات الاتحاد الاوربي لنصرتها في قضيتها...                                                                   
يتبع ان شاء الله

                  جمال حسين مسلم               

الخميس، 6 فبراير 2014

الحركات التكفيرية في العراق ماقبل و بعد سوريا


صفحة 1

كانت الافكار السلفية التكفيرية وغير التكفيرية في زمن حكم حزب البعث للعراق وعلى أمتداد أكثر من أربعين عاما, كانت مجاميع لاتؤمن بحقيقة العمل ضد نظام الحكم الصدامي الهالك ؛وذلك متأت من أسباب عدة في مقدمتها وحدة المذهب وتقاربه بين تلك الزمر والطغمة الحاكمة..ومنه ان النظام الديكتاتوري المعادي لمذهب آل البيت عليهم السلام , كان يؤدي الهدف المطلوب من وجود الحركات السلفية التكفيرية وغيرها دون  عناء من قبلها  ,ولاسيما ان جلّ العاملين في الاجهزة القمعية القيادية معروفون في انتمائهم الجغرافي والطائفي.. وعلى الرغم من عدم إلتزامهم الديني والاخلاقي إلا أنهم في الاخير يؤمنون بأن عملهم القمعي يصب في طاعة الولي الحاكم وفي محاربة ( النهج الفاسد )وويقصدون به نهج اتباع آل البيت عليه السلام , الذي يضر بالاسلام والمسلمين!!وتمّ حصولهم على الاذونات  الشرعية لعملهم الامني.....كما أدلى بذلك عزت الدوري مرارا وتكرار فضلا عن صدام حسين نفسه في لقاءات تلفزيون العراق اثناء الحرب العراقية الايرانية.أو من مشايخ الضلالة, سليلة الحقد الاموي والعباسي....تلك الانحرافات اسست لفترة دموية مظلمة , صبت جام غضبها على مكون محبين أهل البيت عليهم السلام في العراق...واذاقتهم مرارة الويل لعقود طويلة من الزمن  ؛ حيث تفنن النظام باساليب القمع الوحشية والتي لم يفكر بها أبشع مجرمين العالم من مثل هتلرأو ستالين...ومع تقادم الزمن تغيرت طبيعة النظام الهالك في العراق ومرت بتحولات كثيرة , فقد انتقلت السلطة من الدولة الى الحزب الصنمي الواحد ثم تحولت الى حكم المدينة الواحدة ثم تحولت الى حكم العشيرة الواحدة ثم تحولت الى حكم البيت الواحد فقط من العشيرة كلها!!                                                                     
وعلى الرغم من وضوح الباطل كوضوح الشمس وعلى الرغم من طغيان وعدوانية الطبقة الحاكمة آنذاك فقد بقيت الحركات السلفية نائمة في خدرها , مبدية ارتياحا كبيرا للدور الذي يؤديه النظام اتجاه وسط وجنوب العراق وكذا لدوره في شمال العراق آنذاك ؛ لذا لم تشهد الساحة العراقية آبان حكم الهالك الديكتاتور امورا خلافية كبيرة بين الطاغية والحركات السلفية إلا بعض القضايا الشخصية جدا بينه وبين اسماء  جهوية معينة, قد تكون اسماء حزبية من مثل  كردي سعيد عبد الباقي او عسكرية ك راجي التكريني او محمد مظلوم الدليمي او اسماء اختلفت في قضية معينة مع عائلة المتهالك الدكتاتور..ومع تضخيم تلك الوقائع , إلا انها لم تثر خلافا حقيقيا بين الحاكم او ولي الامر عندهم والحركات التكفيرية وغير التكفيرية..فقد بقيت تعمل في جوامعها علانية ,ولكن كانت تعرف الحدود التي لايرغب النظام بتجاوزها أو التعدي عليها..وهذا ما ولد ارتياحا نسبيا لدى النظام السابق واجهزته الامنية من تواجد تلك الخلايا المتجمدة والمعروفة لديه وهي تحت السيطرة بل تمثل له في أحيان كثيرة احتياطي تعبوي صالح للاستعمال في اي وقت يشاء النظام.                                   
ولم تكن لدى النظام اي رغبة في دعم الحركات السلفية خارج العراق واستثمارها في مشاريعه السياسية داخل المنطقة العربية أو خارج الوطن العربي ؛ وذلك لان النظام كان مقصوص الجناح لاكثر من عقد من الزمن ولايرغب بمزيد من الخلافات مع الولايات المتحدة الامريكية والعالم الغربي والكلام نفسه ينطبق على الانظمة العربية المجاورة للعراق ولاسيما الداعمة للحركات التكفيرية ؛ لانها كانت تتحاشى الصدام مع النظام العراقي ,الذي أذلها في وقائع كثيرة؛ فآثرت الصمت وعدم التدخل في الشأن العراق آنذاك..فكانت النتيجة التوافق في العمل بين العراق وجيرانه على الرغم من الخلافات العميقة والعلنية والعدائية بينهم.                   
أما وقد حان وقت رحيل النظام بعد 9-4-2003 بطريقة اذاقته الويل وألبسته عباءة الذل والهوان على يد قوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية. فقد افاض الجميع عما في جعبهم وافصح الناس عما يدور في خلدهم واختلطت الافكار القادمة من وراء الحدود بالافكار الداخلية للفرد العراقي , وقد ولدت عدة طبخات سياسية كانت في بدايتها ترفع شعار الديمقراطية الحقيقية , التي يصبو اليها الفرد العراقي ولاسيما المضطهد منهم,وبعيد سنوات قليلة ابدت قوى عربية واقليمية ودولية كثيرة عدم ارتياحها لما يدور في العراق , وتعاهدت على أن يكون العراق مسرحا كبيرا لتصفية الخلافات الثأرية بينها؛ ساعد في ذلك كثيرا , انحياز السياسين العراقيين الى جهات عربية واقليمية معينة متلقين الدعم الكامل لهم . وخاصة الدول العربية والاسلامية التي احتضنت في فترة ما بعض معارضي النظام العراقي السابق , فبدت وكأنها تبحث عن رد الجميل بالحصول على موطأ قدم لها داخل العراق , والذي سرعان ما تحول الى سيطرة واضحة واجندة سياسية خطيرة. فكانت الاثواب تفصل بحسب المقاسات وحسب الحاجة اليها وكانت هموم الشارع العراقي مركونة على جانب الطريق!!                                                   
ومع أول نسائم التغيير في العراق ظهرت فكرة المحاصصة الطائفية او القومية  واضحة الاثر في توزيع المسؤوليات السياسية الجديدة في العراق ,والتي سرعان ما فلتت من جلدها الوطني لابسة حلة أكثر بهاءا واشراقا !!! تستطيع من خلالها حصر الفرد العراقي في بوتقة الطاعة الشرعية والفتيا العائمة ؛ وذالك من خلال السيطرة الواضحة للتيارات الاسلامية على الشارع العراقي , الذي هو بالاصل محروم منها لعقود من الزمن , فكان السيل العرم الذي اطاح وبيسر بالهوية اليسارية وألبس الامور ملبس الدين حين يريدها السياسي ان تصب في أي مجال يشتهيه,ماعدا اقليم كردستان الذي توجه نحو الحكم الديمقراطي , الذي لايتجاوز عتبة القائد الاوحد أو العشيرة !                                                                                 
وعلى الرغم من صناديق الانتخابات العراقية وما أحيط بها من علل, فقد  انبرت الاصوات الطائفية في العراق من كل حدب وصوب , وطفت على السطح التيارات الاسلامية المتشددة , والتي تمثل اجندة الدول الداعمة اليها بكل تأكيد مع كثرة الشعارات المرفوعة ضد المحتل الغربي أو المحتل الصفوي {كما يحلو لبعضهم أن يسميه } , وتفجر الوضع وسالت أودية من الدماء الزكية , واصبحت البيوت مشاجب حقيقية للسلاح وملئت الثلاجات بالموتى مجهولي الهوية...وانبرت الحركات التكفيرية على أرض العراق تهاجم بكل شراسة من تعرفه أو لاتعرفه مدعومة من دول الجوار العربي الملكية او الجمهورية وحتى من الانظمة غير العربية المجاورة, وصارت بعض الدول تمد طرفي النزاع في آن واحد وعلى أرضية واحدة؟؟ ودفع العراقيون حتى اللحظة ثمنا باهظا تحت مختلف الشعارات.. ومنذ عشر سنين كان وما زال يدفع الثمن غاليا كل يوم وكل صباح , وكأن أسفين عدم تقبل الاخر, قد صب بالخرسان والحديد منذ الآلاف السنين ولم يعد أحد بقادر على أزاحته.                                                                             
 وماهي الا سنوات قليلة حتى هبت رياح التغيير على بلدان عربية معينة بردة فعل على سنوات الطغيان او بمصادفة قادت الجماهير الى الثورة. وبعيد سقوط  أربع دول عربية على يد المتظاهرين بسوح الوغى او بحماية طائرات الغرب الصليبي الذي { طالما ذكرونا كعراقيين بعمالتنا له } , حتى أعتلت الموجة التيارات السلفية الدينية وأخذت مقاليد الحكم بيدها سواء أكان ذالك بصناديق الانتخابات أم بتوزيع العطايا على الاميين أم بترويع الناس؟؟ و بدعم اقليمي واضح لاجدال فيه..كانت أهدافه متباينة وفي كثير من الاحيان غير منطقية اذا ما قيست بالتاريخ السياسي  لتلك الدول نفسها , ولكنها ارادت ان تعتلي منصة التتويج لاغراض في نفس يعقوب....مما حير أولي الالباب حين رأوا ممالك صغيرة تدفع اموالها الطائلة مقابل شلالات الدم ؛ لكي تصفي حسابات شخصية أو تتصدر اللائحة كبديل عن المملكة العربية السعودية , ومن المعيب حقا أن ترى هذه الدول اللاعبة نفسها تفتقر لابسط حقوق الانسان , وبعضها حتى اللحظة لايمتلك دستورا خاصا به أو برلمانا!                 

تعد الجمهورية العربية السورية بنظام حكمها القائم على تسلط حزب البعث العربي السوري المعادي لتلك الدولة ومنذ عقود طويلة أو بطبيعة شعبها الكريم المناضل, تعد من الدول المفضلة لكل مهاجر عربي يبحث عن مأوى يسكن إليه , فقد تحملت سوريا حكومة وشعبا أعباء كبيرة مع قدوم موجات النازحين اليها من كل بقاع الوطن العربي ولاسيما من فلسطين ولبنان والعراق ولاسباب اقتصادية من الاردن كذالك..ولم يكن النظام في يوم من الايام نظاما طائفيا مذهبيا يعتمد الصبغة الدينية في توجاهته ولكنه  بالتأكيد  كان قد تموضع في عدة احيان ضمن أجندات سياسية أقليمية , وضعته في حساب خانة معينة , رضي بتلك التسمية أم لم يرضَ ..فقد كان الابن الرئيس يسير وبشكل واضح للعيان على خطى الراحل أبيه..والتي لاتختلف كثيرا عن الانظمة الشمولية العربية , التي تهاوت في الفترة الاخيرة..                                   
 فلم يختلف عنها  في محاربة التيارات الدينية وقمعها بل كان أكثر بطشا من غيره ولاسيما ما يتعلق بمعالجة موضوع { حماه } ايام العقد الثمانيني من القرن الماضي والتي شهدت مجزرة مروعة... تلك العقدة التاريخية الاولى ,التي اضمرت الشر في النفوس , يضاف اليها التموضع الاقليمي مع ايران والمقاومة اللبنانية الاسلامية في الجنوب ؛ ذالك الفعل الذي اراد منه النظام السوري بناء خط جديد للمواجهة  ضد الدول العربية السائرة في ركب الولايات المتحدة الامريكية والغرب , ومن جهة اخرى استمر الحال مع الجارة تركيا وكانت لعبة شد الحبل وأرخائه هي السمة الرئيسة لسياسة الدولة اتجاه الاتراك... او اراد النظام ان يصنع من نفسه لاعبا لايستهان به في أحداث اليوم والساعة... متغافلا عن غليان الشارع العربي السوري بسبب أوضاعه الاقتصادية أو بسبب شعوره كونه يدفع ثمن مواقفه القومية  وحيدا ودون مقابل يذكر من الدول العربية الاخرى ...حتى غامر السوريون شعورا بانهم يخوضون حربا بالوكالة عن دول أخرى , ويدفع السوري منفردا { الفاتورة }                           
 وما أن حلت قوات التحالف الدولية ضيفا ثقيلا على العراق , حتى اختلت  موازين القوى في المنطقة كلها , واصبحت دول الخليج العربي أكثر امنا من سابق عهدها , بينما شعرت سوريا وحلفاؤها بناقوس الخطر يداهم مواضعهم , متربصا بهم من خلف الحدود القريبة جدا من العاصمة.. ولكن الحظ استدار الى جهة خط الممانعة { انْ صح التعبير } حين بدأت امريكا وحلفاؤها بالتلويح الى مسألة تغيير انظمة المنطقة بما فيها الحليفة لهم ؛ ولم يكن الامر منهجا بقدر ما كان غطرسة مبنية على انتصار عسكري واعلامي حققوه ضد دولة العراق, هي بالاساس منكسرة وخاسرة.           يتبع
جمال حسين مسلم

الاثنين، 3 فبراير 2014

للغرابِ وجهٌ واحد

  
لم يك نظام صدام حسين المتهالك في قبره , نظام اسبتدادي فقط ,وانما كان يملك رؤية واضحة وممنهجة ؛ لتحطيم العراق و تخريب تاريخه والمضي به مسرعا نحو هاوية القاع , سواء أكان هذا المخطط مفروض عليه ضمن أجندة خارجية أم جاء برعونة واستهتار من حكموا العراق في تلك الحقبة الزمنية...فكانت عديد  الادلة تساق على صحة ما نقول , وكانت البراهين واضحة للعيان , مثل لون الشمس , فكانت البدايات وكانت النهايات ....والمرء حين يلج في مثل هذه الموضوعات ,تتزاحم عليه الصور والادلة ؛لإقناع  المتلقي ,ولاسيما من الذين لم يعيشوا الواقع العراقي ,ولاتستطيع سطور معدودة ,بأنْ تلم بأطراف الموضوع وأهدافه ..والتخريب طال العباد وأهل السواد في العراق , وأثّر في مختلف الاتجاهات الثقافية والاجتماعية والتربوية وما الى ذلك ..فقد اعتاد المواطن على الكتمان خوفا من الاقبية السرية ودهاليز الامن العامة وأعمدة المشانق في الساحات العامة , ولكي لايكون المواطن رقما جديدا في المقابر الجماعية ,ألزم المواطن نفسه الصمت وهو يتدافع من أجل الحصول على (دجاجة واحدة ) او (عدد من بكايتات السكائر ) او (قنينة غاز ) ,وكثير من المظاهر الاجتماعية السلبية الاخرى ,والتي يندى لها جبين الانسانية !!! زدْ على ذلك الدخول في متاهات الحروب ولعقود طويلة من الزمن , أبيضت  معها عيون الامهات البواكي على أولادهن ,في القبور أو الأسر أو المفقودين ...ثم جاعت البطون لإكثر من عشر سنين ,وجلالته يشيد القصور العباسية الجديدة ,مرصعة الأبواب بالذهب والفضة ,فيما كانت أسراب العراقيين تنشد الهجرة ,في كل أقصاع الكون الفسيح ,وكانت الامراض  تفتك بصدور العراقيات , من مختلف الاعمار ..وظل لزاما على المواطن أنْ يفتدي بروحه القائد الضرورة ؟؟؟؟ ويهتف صادحا له بمناسبة وغير مناسبة...ولم لا ..والمواطن محاط  بمسميات مخيفة ومرعبة من مثل الحرس الخاص والمخابرات والامن العامة وفدائيين صد....؟؟؟؟ وبدت ظاهرت الملثمين في الشوارع وهم يحملون السيوف في السيطرات العامة ,واحدة من أهم ملامح قذارة الحزب الحاكم آنذاك وسفالته...                                                                                        
وطاف بالعراق طائف من شماله الى وسطه وجنوبه  , يبشرهم بحقبة سوداء لاتنتهي إلا بارادة ربانية ,ولاسيما بعد صعود الابناء من العائلة الحاكمة آنذاك ,وقد أذلوا الناس واعتدوا على العرض والمال ,ولم يأبهوا بالعشيرة أو الطائفة او المذهب ..فكانت الامثلة العديدة تساق للواقع العراقي يوميا  , ولاسيما حادثة  أغتيال السيد الشهيد الثاني رحمة الله عليه وطائفة من المراجع الكرام  ,وإعدام اللواء الطيار محمد مظلوم الدليمي ,وعزيز السيد جاسم.. وعديد الامثلة على ذلك.... وكان من أولويات النظام محاولاته الجادة في تشتيت اتجاهات المجتمع العراقي وتخريب أطيافه من خلال بذور الفتنة المذهبية والحزبية , فقد سخر كل امكانياته لهذا الهدف اللانبيل..ولاسيما أمكانياته لإاعلامية آنذاك وصرف من أجلها المبالغ الطائلة , وهذا هو ديدن الفاشلين ..فرفعت مجموعة شعارات , تلبي رغبة الحاكم ,في بيان ميوله السوداء ,وأفكاره الاجرامية  ..فكانت مجموعة من الشعارات التي تذكي الروح الطائفية وتزرع الفتن ...وما أن انقضت بانتهاء النظام نفسه في مزبلة التاريخ...حتى شكرنا الله وحمدناه على سلامة العقل وعدم تلطيخه , بعبثية النظام ومشتقاته اللاخلاقية....ولكنْ للغراب لون واحد...هو الوجه الاسود ,نذير الشؤوم ..كما ورد في مختلف الادبيات العالمية....وأظن أن كثيرا من الذين غرس في داخلهم  الشر وسوء النية ,مازالوا حتى اللحظة يتحلون باخلاقيات النظام السالف الذكر ..وإلا ..ماالذي يدعو مجموعة من المتخلفين  ((على قلة عديدها )),ان يتجمعوا امام كاميرات الإعلام الاصفر ,الذي  يطعن بظهر الجيش العراقي الباسل , وهو يقاتل على أرض الانبار لتخليصها من مخالب الخنازير القادمين من الخارج , ما الذي يدعوهم  ليهتفوا { ياحوم اتبع لو جرينا } , ويذكرونا ببشاعة وجرم النظام السابق وطائفيته...ومازرع وماحصد!!  ذاك زمان ولى ومنْ لم يتقبل المقابل ويتعايش معه بسلمية وإحترام ,عليه أنْ يفكر جليا بالإنفصال ,فلاعودة للوراء أبدًا ,مادام فينا عرق ينبض ؛ فقد تغير شكل التاريخ ......والدم أقدس من الارض مائة مرة ومرة....وعلى العقول انْ تجلي منها سموم الماضي ..وإنْ كنت أقطعَ الشك باليقين ؛ لإنّ للغراب وجها واحدا ...هو الاسود لاغير       
                                                                        

جمال حسين مسلم

الأحد، 2 فبراير 2014

ليل المحطة / للراحل الكبير كاظم اسماعيل كاطع




بانتظارك خلٌصت عمري إنتظار

عاشرت ليل المحطه 

وارتجي إيجيبك قطار

والقطار !!

لو يحب مثلي .. وتشب بضلوعه نار

يسرع إبمشيه ويجيبك

بالفجر قبل النهـــــــــــار

ولَو تعٌبني إنتظارك !!

شارك العمر إبسنينـــــــه

إهواي كًالو مايجيك !!

وكًلبي جاوبهم يجينه .. يجينــــه

ناشدت كل روجه عنٌك ؟؟

كل جرف كحَلت عينـــــه

وإسألت كل الشواطي ؟؟

بلكت إتجيبك سفينـــــه

!!!! ولا سفينه ... ولا قطــــا
ر
وخَلصٌتْ عمري إنتظــــــار !!

لا قطار ولا سفينـــــــه

وآنه والليل إبأمل جَيْتَكْ علينــــــــــــــــه

طيح يا دمع النده وكًطٌر بِدِينــــه

إحنه ليليٌه إنتلاكًه

نسهر آنه وياك ياليل المدينــــــه

آنه عيني عالمحطه 

وإنته عينك عالنهار

خلصٌت عمري إنتظـــــــار

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن