الاثنين، 27 مارس 2017

سفنُ نجاة أوربية بأشرعة تركية

                    
جمال حسين مسلم                                                                   

يحلم المهاجرون من مختلف دول العالم  بأوربا كثيرا بوصفها سفن نجاة من واقع مرير عاشوه  في أوطانهم ,هذا الواقع المرير كان نتاج الحروب أو الحكومات الدكتاتورية في الاغلب أو الفقر أو المرض أو لعديد الاسباب الاخرى والتي يصعب حصرها  في بضعة سطور..وعلى الرغم من الاختلاف في وجهات النظر في كون أوربا هي الحل الحقيقي لمشاكل هؤلاء الناس أو هي مجرد وهم و اعلامي , فان اوربا تبقى هي الحل الامثل المتوافر لكثير من مهاجري المنطقة العربية وماحولها وربما سيبقى كذلك لفترة زمنية قادمة طويلة..سفن النجاة تلك حملت في جوانبها مختلف الجنسيات والهويات والالوان والثقافات والديانات وكانت أوربا كثقافة وحكومات في آن واحد ومازالت تحلم باندماج اجتماعي مثالي يعيش فيه الناس سوية بعد ان يتغلبوا على مشاكلهم وعقدهم الخاصة ويؤمنون بحرية الجميع دون محاولة نفر من تلك المجموعة أو غيرها بفرض ثقافاتهم وافكارهم على المجتمعات التي استوعبتهم بعد قرار فرارهم من اوطانهم.. واظن ان لامحنة كمحنة المواطن التركي المقيم في اوربا ولا اعني محنة الحصول على الاقامة او محنة مادية يمر بها هنا وهناك ولكن محنة الهوية والاندماج ,فالجالية التركية المقيمة في اوربا وربما في بلاد اخرى كان تكون كندا او امريكا او غيرها ,تعد من أكبر الجاليات المهاجرة ؛وذاك لسبب بسيط يتعلق بالعمالة الوافدة للاتحاد الاوربي بعد الحرب العالمية الثانية..والجالية التركية تحظى بدعم لا محدود من عديد المؤسسات الحكومية والاهلية في تركيا الوطن الام ومن خارج تركيا أيضا ,هذا الدعم اللامحدود { نعم لامحدود } يتحول إلى مشاريع صغيرة وكبيرة في  يعتاش منها الالاف من ابناء الجالية التركية المغتربة ولها مردودات مالية كبيرة جدا وفي مسار أخر ,ترعى هذه الشركات او المشاريع التركية داخل اوربا عديد التوجهات الفكرية الاخرى والتي اغلبها يصب في بناء المؤسسات الاسلامية التركية او المراكز الثقافية التركية ,فكأن الفرد التركي الذي ينشا ويترعرع في اوربا ,يعيش في تركيا بذات الوقت ومن هنا اتضحت صعوبة الاندماج في المجتمعات الغربية واتضحت صور لاقاليم تركية صغيره داخل الاتحاد الاوربي تحمل الجنسية الاوربية وتعتاش على الجنسية الاوربية ولها كل مميزات المواطنة الا انها تدين بالولاء لتركيا  وهذا امر واضح للعيان لابناء الجاليات الاخرى التي تعيش في اوربا ولاسيما موضوع التداول المادي الكبير لابناء الجالية التريكة في دعم مراكزهم الثقافية وجوامعهم ومدارسهم وليست اوربا بغافلة عن هذا الموضوع ولكنها كعادتها تؤجل الصراخ في هذا الملف إلى اشعار أخر..فيما يعود الوضع العام لهذا المشكل الى الحكومات الاسلامية التركية واحزابها التي في السلطة اوخارج السلطة بفائدة يرجون منها بناء مستوطنات او اقاليم في شتى انحاء اوربا تدين بالولاء لغير اوربا ولاسيما بعد سطوع نجم الاسلام وموضوعاته على الساحة السياسية في الشرق الاوسط والشرق عموما ..شعوب ترفض العودة لبلادها وترى ان تركب سفينة النجاة الاوربية ولكنها تفضل ان يكون شراع السفينه تركيا خالصا..فكرة تناولتها الاجيال ورحبت بها بعد ان تم تأطيرها بالاطار الاسلامي والدفاع عن هوية الاسلام ولكنها في الاساس فكرة مصالح اقتصادية ومضاربات سياسية في الشارع الغربي سينتج عنها فيما بعد بونا واسعا في الاختلاف الثقافي والتربوي بين أهل الدار والوافدين عليها ,مما يؤدي إلى ازدياد مظاهر العنصرية العلنية والعداء للمغتربين ,فنحن نعيش على متن سفن نجاة اوربية ولاجدوى من تحويلها إلى اسلامية ومن يرغب بذلك فليعد إلى وطنه ولا أحد سيبكي على فراقه..                            

الاسلام المعتدل


للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن