الجمعة، 25 يناير 2013

البحرين وازدواجية الاعلام العربي



تشهد الساحة العربية اليوم منعطفا تاريخيا مهما ,تمثل في حراك جماهيري كبير امتد من, ا المحيط الى الخليج ...وقد اثمر هذا الحراك عن مغادرة بعض طغاة العصر ممن استبدوا بحكمهم وتألهوا لعقود من الزمن... مغادرة توصف بالمهذبة, بعد أن راينا ما حل بليبيا واليمن و البحرين..حيث حمامات الدم التي سالت وتسيل حتى اللحظة على تراب ما ارتوى يوما من دماء ابنائه...والحقيقة ان هذه الثورات الشعبية شغلت مساحة كبيرة في الاعلام العالمي برمته والعربي خصوصا ؛حيث تعد الحدث الاهم الذي من الممكن انْ يشكلَ مادة اعلامية دسمة , تغني بها البرامج لشهور وربما سنين ولاسيما القنوات الاخبارية وأخص بالذكر منه الجزيرة القطرية والعربية السعودية, وهما مربط الفرس وبيت القصيد.وكذا حال بعض القنوات ذات التوجه الطائفي المذهبي كقناة المستقلة....ومشكلة الاعلام العربي ولاسيما المرئي الاخباري, تتمثل بوصفه اعلاما ذات اجندات محددة ,رسمت له سلفا وخطوط لايحق له تجاوزها,تمثل سياسات بلدان عربية معينة ؛صُرِفت لهذا الموضوع امكانيات مادية هائلة ؛لو قدر لها ان تصرف على بعض البلدان العربية الفقيرة لكان حال الناس مختلفا بالتاكيد....هذه الموجة الاعلامية استقطبت خزينا كبيرا من اصحاب القلم والفكر, الذين ادركوا من الوهلة الاولى ان فرصة زيادة الارصدة البنكية باتت في متناول اليد ,فغرفوا ولم ولن يشبعوا منها...وكانت جل جهودهم تصب على تنفيذ فكرة واحدة ,تقوم على مدّ وتطويله بما ينسجم تماما مع اراء المقدم وتوجهات القاناة الاخبارية وحسب.اما اذا شئت واضفت لهم بعض العمائم التي ركبت كل موجة وحللت وحرمت بمشيئة ملكية واميرية فالطامة أكبر وألعن من اختها...ولاسيما ان البضاعة في هذا المجال هي جيدة حتى الان, وتحقق ارباحا عظيمة...هذا في الجانب الاعلامي , اما المتلقي العربي والذي نال حظوظه من التكنلوجيا بصورة متاخرة الى حد ما , فهو متلق اسير الاعلام يوجهه كيفما شاء وكيفما اتفق الا من رحم ربي وتمكن من معرفة لغة ثانية شكلت له مهربا ومنفذا جديا لمعرفة العالم الاخر وكيف يفكر الاخرون.أو من مسته نارهم واكتوى بها..وهكذا اصبح المتلقي العربي اسيرا لحزمة اعلامية تشوبها الشكوك من البداية الى النهاية .والانكى والادهى من ذالك انْ تجاوز هذا الاعلام اسيره العربي وصناعته البالية الى عملية لااخلاقية كبيرة مفادها الضحك على الذقون والسخرية من عقلية المواطن العربي , وحسبه دمية تحرك بالكنترول من على مسافة معينة ...بهذا الوصف البالغ في الجرح..ك{ الاعلام العربي الذي شغل العالم برمته والمواطن العربي في كل مكان ببطل اعلامي اسمه محمد سعيد الصحاف المسؤول السابق في الدولة العراقية ما قبل 2003 ؛حتى شكل منه لوحة لاتفارق ذهن المشاهد والمستمع ابدا...وفي دقائق معدودة يشاهد المسؤول ذاته الدبابة الامريكية على الجسر وهو يكذب حتى اللحظة ثم يختفي دون اثر ويختفي من الاعلام العربي نهائيا... حتى اللحظة لايجد المتلقي لعربي تأويلا لماحدث ولم وكيف... } والامثلة في هذا تعد بالعشرات, وهي تدل على الانتقائية بالتعامل الخبري والتحليلي.. فالعمامة التي تجاور قاعدة السيلية الامريكية الجوية هي التي تفتي بضرورة محاربة الكفار في العراق واعوانهم من(الرافضة) وتحلل وجودهم في ليبيا وعجبي ؟؟ واذا ما ارادت ان تطبل لحدث وتزمر, فجوقة الجوعى من اصحاب الشيكات الجاهزة ينتظرون في صالة السيد المدير ولا ضرر في ذالك...وعانى شعبنا في العراق من ويلات الاعلام العربي وصبرنا ومالله بغافل عما يعملون, ودارت دوائر الدهر على الايدي التي امتدت للعراق, وضاقت عليهم بلدانهم بما رحبت, وتنادى العرب والعالم لحماية الانسان والانسانية وان تطلب ذالك تدخل { النيتو} !!!و ما ان حل ربيع الثورات العربية والتي جاء بعضها في غير اوانه!! حتى انشغلت الساحات العربية بجُمعٍ عظيمة في تونس ومصر وليبيا والاردن وسوريا واليمن والعراق, ومنهم من اراد التغيير الشامل والجذري, ومنهم اراد الاصلاح فقط وانشغلت وسائل الاعلام بهم وبامورهم اليومية , الا ان الامر مختلف مع دولة البحرين ,فلا بواكي على حمزة ؟؟ البحرين المطوق بالبحر والمزنجرات ومقر الفيلق الخامس الامريكي واوباشٍ من الباكستان والبلوش وضعاف النفوس منن يحملون الجنسية البحرينية ,وحق لهم ان يهتكوا العرض والشرف وان تسيل الدماء على الارصفة وفي غياهب السجون,, ويغدر رجال الامن مع ساعات الفجر الاولى بفتية لم يطلبوا الا الاصلاح في وضعهم الاجتماعي؛ حتى اصبحت الدبابت العربية هي الحل الامثل وامن البحرين من امن المملكة ,تلك الدبابات التي بقيت تشاهد بني صهيون يصولون في ارض القدس ويغتصب الحق العربي ما بقي درع الجزيرة في غمده دون حرا ك و لامنادي ولا مجيب والقدس عروس عروبتنا اهلا اهلا......وادارت القنوات العربية ظهرها للحدث قصدا وعمدا ودار معها كتابها ومعميها وشيوخها.تلك هي الازدواجية في التعامل مع الحدث , وذالك هو القصد السيء والمكر أن شئت تمسيه في التعامل مع مشكل البحرين والحكم الطائفي الذي يقود البلد..وانهمكت القنوات بجمعة الندم في بغداد مع عشرات المتظاهرين فقط ,منشغلة باتصال مع احدهم {وتفضل ابو عادل من بغداد } وكأنّ بغداد خلت من رجالها الا هذا ال....وفي مكان اخر تقدمت حفارتهم وازالت ذكرى دوار اللؤلؤة من اساسه مثلما تقدمت نقودهم و صيارفتهم فالغت ذكرى البحرين من ذهن المتلقي العربي ولكنها مع كل طائفيتها بالتاكيد لن تلغي التاريخ والحدث والشهادة ابدا, فقد غُيب العراق وما في العراق لسنين عجاف حمراء ,ودارت عليهم عجلة الزمن وهاهو تاريخ العراق يكتب من جديد تحت شمس جديدة...



Read more: http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=87606#ixzz2J17b4lwN

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن