الأربعاء، 31 مايو 2017

نستهلُ رمضان بذبح الأقباط

     
                                                             

مجموعة ممن وصفهم الخليفة الراشدي علي بن ابي طالب كرم الله وجهه بأخوة لنا في الدين أو مثيل لنا في الخلق  ,يستقلون حافلة تعبر الطرق الرملية متوجهة إلى دير من الديار المسيحية القبطية في المنيا / مصر العربية , الاديرة المتخصصة للعزلة والعبادة ,كانوا مجرد أناس بسطاء يحلمون بمغفرة من الرب العظيم القدير ويتوسلون بعيسى عليه السلام وأمه البتول من أجل قبول المغفرة والاحسان ,فتلقفتهم الأيادي الغادرة من أصحاب الرايات السوداء وأنزلتهم من مراكبهم وأعدمتهم في وسط الصحراء  ,وأختلطت الدماء البريئة برمال الصحراء وشمسها المحرقة ,هكذا كان مشهد الاستهلال برمضان الشهر المبارك لدى المسلمين ,شهر المغفرة والرحمة والتوبة , والواقع يقول بأنه ليس العمل الاول الدموي في مصر أو المنطقة برمتها ولن يكون الاخير ..ولكن توقيتات العمل وطريقة اعداده  لهما دلالات واسعة وأهداف مريبة ..فمصر التي لاتزال بفضل من الله ومنته تحافظ على وحدة أراضيها وتماسك شعبها تتعرض بين الحين والاخر إلى ضربات موجعة ومخططات مشبوهة تستهدف وحدة الاراضي المصرية  وتفريق ابناء الشعب ,فمصر التي تحاط بمجموعة كبيرة من الاحداث المؤسفة على صعيد الوضع العربي أوالاقليمي تتأثرُ بماجرى من تقسيم وتفكك للسودان واليمن والعراق وسوريا وليبيا , تتعرض في الوقت نفسه لتجاذبات اقليمية كبيرة , تحاول أنْ تجعل من مصر جسرا لايدلوجياتها المشبوهة ,مستغلة سوء الظروف الاجتماعية التي تحيط بالشعب المصري منذ اكثر من ثلاث سنين ...وما مصر إلا عمود الخيمة العربية , التي تآكلت من الاطراف ,فحفظ مصر حفظ لقلب الامة العربية النابض وحفظ لقيضتها المركزية الفلسطينية , مهما اختلفنا في شأن الظام المصري الحالي وطريقة ادارته لامور الداخلية والخارجية ... اما قضية ذبح مجموعة المسيحين المصريين الاقباط في أول ساعات رمضان وعلى طريق صحراوي ,فهي لاتستحق منا هذه الموجة الشديدة من الاستنكار والشجب والادانة ؛لاننا وبكل بساطة قد تعودنا على استخدام هذه الالفاظ وألفناها بمناسبة وبغير مناسبة ,وكأنها العلاج الحقيقي والفعال للقضاء على هذا الداء السرطاني المميت ,وانما الشجب والاستنكار والبرقيات الحزينة يجب ان تصاحب بأمرين أولهما وهو الافضل وقد تمثل  بالرد المصري العسكري الذي لم يتهاون في قصف الاوكار العدوانية على الاراضي الليبية ولاسيما في مدينة درنة وقد صحب هذا العمل العسكري الجوي المصري – اللبيبي ,بيانا هاما من القيادة السياسية المصرية والتي اوضحت جزءا من حقيقة إيواء بعض الدول للفكر الارهابي ودعمه لوجستيا وتقديم كل المعونات له ,ويجب التذكير ان الذي ذكر هو جزء من الحقيقة لان القيادة المصرية اغفلت اسماء دول اخرى مشتركة بهذا الفعل الاجرامي  , لاسباب تتعلق بمصالح الحكومة المصرية نفسها..وليس الشعب المصري...أما الامر الثاني والذي نخشى الخوض فيه ؛ لعديد الاسباب , فهو موضوعة الفقه التكفيري في الاسلام ومسألة نقد التراث أو نقد النص الديني نفسه والسماح بحرية الرأي للمقابل ,فقد بقيت كتب التراث بمختلف مشاربها واسمائها مقدسة الوجود غير قابلة للنقد او التغيير وانْ عَرضت على العقل فتعرض عند اصحباها وكأن الحوار لايصلح الا بطرف واحد ونسميه حوارا..!! وبذلك تكون قضية الحوار في موضوعة نقد النص التراثي التكفيري وغير التكفيري مازالت محاطة بضبابية كبيرة وغير قابلة للنقاش إلا عند بعض الافراد والمفكرين من الذين استعدوا للمجازفة بحياتهم مقابل حرية الرأي التي يتمتعون بها...فقتل الاقباط وغير الاقباط من بركات دعاء بعض أئمة الجوامع العلنية على الصابئة واليهود والنصارى  وهؤلاء الائمة لم يأتوا بجديد ؛لان بطون التراث مشبعة بهذه الافكار. والتي  لها ادلتها وحججها , التي نحجم جميعا عن ادانتها وتشخيصها , فما بالك بالتخلص منها...   
جمال حسين مسلم

الثلاثاء، 23 مايو 2017

الكوليرا تُحاربُ في اليمن أيضًا

مازالت قضية الشعب العربي اليمني قضية غير مهمة عند كثير من دول العالم ,سواء على مستوى الصعيد الحكومي الرسمي لتلك الدول أو على مستوى حجب الحدث الاضطراري... من خلال وسائل الاعلام أو التواصل الاجتماعي ,فالشعب العربي اليمني يعاني من عدوان عسكري واقتصادي وأخلاقي  كبير وهمجي في جبهات عدة , ولم يكن الشعب العربي مذنبًا فيما حلّ به ولكن هي فرصة تاريخية لا تفوت لدول الجوار ؛لكي يثأروا من عروبة هذا الشعب العربي الكريم والنبيل , فتكالبت عليه الدنيا بما تملك ولا تملك من أسلحة دمار وأساطيل تمخر عباب البحر وغرابان سوداء تحلق في سماءه الصافية النقية كنفوس أهل اليمن...ومرت الأيام والأشهر والسنون , ولا أحد يجرؤ على تناول موضوعة اليمن في أي محفل دولي أو عربي وكأن الناس هناك لاقيمة لهم في المجتمع العالمي ..!! هذا الصمت المريب واللااخلاقي كان نتيجة حتمية ومتوقعة لدور الدولار الخليي العربي المقدم كرشوة لكثير من المناصب الرسمية وغير الرسمية في الاعلام ولاسيما في أوربا ذات الاوجه المتعددة وفي امريكا الراعي الرسمي لشركات الارهاب العالمية ..الشعب العربي اليمني وحده في سوح الوغى يُقاتلُ بشرفٍ منقطع النظير دفاعًا عن قيمه الحقيقية ,متعهدا أمام الله والوطن بأنْ لايُذل ولا يتراجع أمام عدوه المتمرس خلف المعلومة الغربية والدعم الامريكي البريطاني الاسرائيلي وعقود التسليح الخرافية الحجم وعدد ماشئت من الاسماء اللامعة في سماء الديمقراطية الغربية المضحكة...واليوم تقف صنعاء مكتوفة الأيدي أمام هذا الوحش الكاسر الذي يفتكُ بابنائها..إلا وهو مرض الكوليرا ,الذي يزف إلى المقابر في صبيحة كل يوم العشرات من ابناء الشعب العربي اليمني الكريم ,و أسباب انتشار هذا المرض في اليمن الفقير اقتصاديا والغني بقيمة وكرمه وخلقه ,هي أسباب متعارف عليها  ومتعارف أيضا على طريقة علاجها ولكن ألف حسرة وحسرة على الحكومات العربية الرذيلة التي تركت الشعب العربي اليمني وحيدا في مواضعه يواجه الغربان السوداء وهي تحمل قصص الموت الذي لامفر منه ويواجه الفقر والتشريد والتهجير والمجاعة والكوليرا أيضا ,فلا عربي شريف ينتخي لهذا لابناء عمومته في اليمن ولا ديمقراطي غربي يتنصل عن شيك الدولار المقدم له ويستصرخ اوربا الديمقراطية بقيمها البالية من أجل التفكر بما آل إليه مصير ابناء اليمن ولاشريف في مجالس الامن االدولي يذكّر الناس بموت اليمن ,فالكل يحارب أهل اليمن من أجل تقسيم اليمن والاستحواذ على خيراتها وأراضيها وموانئها والمعتدي الأخير على اليمن كان مرض الكوليرا ,فاين القمم العربية من قبل ومن بعد... وأين منظمات حقوق الانسان الدولية وأين مفكري هذه الامة وأين أصحاب القلم الشريف وأين الاعلام العربي والغربي...وأين البرلمان الاوربي وأين علماء هذه الامة الأسيرة بيد ابناء الطلقاء..الكوليرا هي أيضا تحارب إلى جنبهم فلم تكن الأسلحة التدميرية والقنابل الفراغية قادرة على إرغام شعب اليمن والتفاوض على كرامته ,فاُضيفَ هذا المرض على قائمة الأعداء الذين تكالبوا علينا وعليهم ولكن صوت ما في داخل كل إنسان شريف  يعيش في على وجه الارض ,يهتفُ بداخله بأن صنعاء لاتهزم ولا تنكسر والتاريخ قد شهد لها وجبالها الشماء تعرف ذلك وعدوها خاسر لامحالة بالرغم من دعم  مافيات الحكومات الغربية ومصانعها العسكرية ,كلنا إلى جنب الشعب العربي اليمني وسوف يكتب التاريخ اسماء من طعنوا باليمن واسماء من وقفوا إلى جنبه بكل فخر واعتزاز حتى لو اضيفت الكوليرا إلى جانب قوات التحالف الدولي رسميا واُرسلتْ جندها وموتها إلى جبهات القتال علانية...
جمال حسين مسلم

                                       

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن