الخميس، 19 مايو 2016

رسائلُ إلى مالك الأشتر ليستْ في أوآنِها

            
جمال حسين مسلم                                               
يكادُ الهرجُ والمرجُ يتسيدان المشهدَ الرئيس في السّاحةِ العراقية اليوم ,أكثر من أي وقتِ مضى ,وكأننا ننزلقُ من حفرةٍ إلى أختِها والتي هي أشد حلكةً و عمقًا وظلامًا من سابقتها ..فقدْ تدحرجَ الوضعُ العام في العراق بعدَ مناكفاتٍ سياسيةٍ , تدلُ بوضوحٍ على عدمِ نضجِ المشاركين والمسؤولين في هذه العملية بل  عدم قدرتهم على تمثيل هذا الشعب المغلوب على أمرهِ منذُ خمسينَ عامًا مضتْ وهنا برزتِ الحاجةُ إلى تدخلِ أصحابِ الرأي وقادةِ المجتمع وأهلِ التأثير فيه ؛ لكي يضعوا الأمورَ في نصابِها الحقيقي بعد أنْ انجرفتْ نحوَ الهاوية...فقد بقيتِ الحكومةُ في المنطقةِ الخضراء أو السوداء متفرجةً على مشهدِ الجماهير الغاضبة ,تلك الجماهير المسيرة من قبل التيار الصدري تحديدًا ,فهي تتظاهرُ منكرةً الفسادَ على أهلهِ بأمرٍ وتسكتُ عن الفسادِ لسنين طوال بأمرٍ أيضًا ...!!!ونتيجةً لهذا الزخم والتعبئة الشعبية الكبيرة ونتيجة لشرعية الشارع  ,سقطَ مبنى البرلمان في ساعات تحتَ أنظار الحكومة القابعة في مأزقِها الأكبر المسمى المنطقة الخضراء ,وتشظت الكتل السياسية إنْ صح الوصف,إلى مجاميع بين مغادر ومتفرج وهارب ومصفوع على خده..ولما دخل المظاهرات أشخاص يدعون الوطنية وهم من أعلامِ الفسادِ ورموزهِ في بلادي...؟؟؟  أرادوا الميلَ بمطالب الجماهير وركوب الموجة من أجلِ تعدد الولايات الرئاسية وعودة ما لايُستحبُ أنْ يعود إلى الدفةِ أبدًا...وأغرب من ذلك محاولة السيد رئيس الوزراء الفاشلة من الاستفادة من هذا الوضع لإحراج خصومه والداعمين القدماء له على حد سواء... حينها انسحب التيار الصدري من المظاهرات وتراجعت جماهيره الغاضبة عن المنطقة الخضراء ..في حين لم يلتئم شأنُ سوق الهرج البرلماني حتى اللحظة ؛ لأسباب تتعلق بعدم الشعور بالوطنية وأخرى تتعلق بالإعداد للسفر وحزم الحقائب ,قبل فوات الاوآن وضياع ماخُزِنَ لمثل هذا اليوم من أحتياطي أخضر اللون...بعيد ذلك ساءَ الوضعُ الأمني بشكلٍ كبيٍر وصُبِغتِ الأرصفة بدماء الابرياء وثُكلت الأمهات وترملت النسوةُ وتيتمَ الأطفالُ..وبقيتْ قواتُ الأمنِ متفرجةً تُحصي أعدادَ الموتى بعد كلِّ حادثةٍ وكأنَّ الأمرَ لايشغلُ بالَ قيادة قوات بغداد أو غيرهم...مع كل هذا المشهد المثقل بالهموم ,بقي صوتُ المرجعية الكريمة الشريفة بعيدًا عن السّاحةِ إلى حدِ ما , وهو أمرٌ يشغلُ فكرَ الكثيريين من متتبعي المشهد العراقي اليومي..فقد استغرقتْ خطبُ الجمعة الممثلة للمرجعية بشرح رسالة العهد من ولي الله علي ابن ابي طالب الى  الرجل الصالح ممثله في مصر مالك الأشتر.. أسابيع مرتْ علينا وخطيبُ المنبر الممثل لسماحة آية الله العظمى علي السيستاني أدام الله ظله الوارف ,يفسرُ لنا أهمية ومكنونات هذه الرسالة في الوقت الحاضر ,لعلّ أحدٌ من أصحابِ القرار السياسي يتذكرُ ويتعظُ مما جاء في متحوى هذا العهد  الكبير و وقوانينه الداخلية.. ولكن ما الجدوى من التذكير بهذا العهد لشلة من اللصوص تناوبوا على سرقة العراق , فلا أحد راغب بسماع أو التذكير بهذ الرسالة أو غيرها ؛لانه وبصراحة يعرفها من قبل  حين  كان متعبدا وزاهدا في دور العبادة يدعي محاربة الطغاة ويسبح بفضل الله  ويشكره على صفة اللجوء السياسي..والأمر الثاني من فيهم يستحق أنْ يكون مالك الاشتر؛ لكي يدكر ؟؟؟ فهو شرح لرسالة في غير أوآنها وفي غير محلها ,الذي في أوآنه أن تتدخل المرجعية الكريمة لتشخيص الوضع بالأشاره إليه  مباشرة أو قيادة الجماهير بنفسها فقد أصاب الملل الناس والبلد على كف عفريت والشعب بين فقير يتجنب المشي حتى بجانب الحائط وبين ضحية لداعشي يفتك بالانسانية باسم الدين... وبين شقيق يُضمر لأخيه وبين جار سوء يحتطب كل يوم ليوقد النار في العراق من جديد...          

http://jamalleksumery.blogspot.co.at                                                                                     

الاثنين، 16 مايو 2016

من هي الفنانة الملتزمة مكادي نحاس ...؟؟؟

https://www.youtube.com/watch?v=WRYWTRFEhEQ
مكادي سالم النحاس فنانة أردنية (مواليد عام 1977) من مدينة مادبا. تغني التراث العربي المشرقي والأردني بشكل عصري، حيث استطاعت أن تشكل عبر تجربتها الغنائية حالة نوعية من خلال ما قدمته من أعمال كلاسيكية وتراثية. شاركت في عدة أعمال مسرحية، ومهرجانات وفعاليات داخل وخارج الأردن خلال السنوات السابقة. وهي ابنة السياسي الأردني سالم النحاس. 
تأثرت مكادي بالمدرسة الرحبانية منذ الصغر وعشقت فيروز وغنت لها لما تملك من صوت متعدد الطبقات مساحاته واسعة ليصنفها كثيرون ضمن دائرة الفيروزيات. شاركت المرة الأولى عام 1997 من خلال فرقة «النغم الأصيل» الأردنية التي كانت المغنية الرئيسية فيها خلال العطلة الصيفية أثناء دراستها للأدب الإنجليزي في جامعة دمشق وكانت أيضا بنفس الفترة في سورية أحد أعضاء فرقة «كلنا سوا» التي قدمت فيما بعد أغاني تراثية ناجحة على الساحة الفنية العربية.
منذ عام 1999 انتقلت مكادي نحاس لدراسة الموسيقى في المعهد الوطني العالي للموسيقى ببيروت، وفي لبنان أقامت مكادي مجموعة من الحفلات الغنائية في أرقى المراكز في لبنان. كما شاركت في العديد من الأعمال المسرحية مع عدد من الفرق اللبنانية مثل فرقة كريم دكروب وفرقة السنابل وأحمد الزين ووليد فخر الدين وبرنامج كبار زغار لتلفزيون المستقبل إضافة إلى تسجيل العديد من المشاركات للبرامج الإذاعية والتلفزيونية المختلفة، شاركت مكادي نحاس في عدة فعاليات داخل الأردن منها مهرجان جرش 2003 ومهرجان الأردن، وحفلات في لبنان ومصر والإمارات 
ذهبت مكادي إلى بغداد وأنتجت قرص "CD" يتضمن 6 أغنيات تراثية عراقية بتوليفة جديدة من توزيع قائد الاوركسترا الوطنية العراقي الفنان محمد أمين عزت. وصدر لها أيضا، إصدار اسمه: خلخال، وإصدار آخر خاص بالأطفال هو "جوا الأحلام".





قصيدة في سوق عريبة.....للدكتور كريم شغيدل

كريم شغيدل
في سوق (عريبة)
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في سوقِ (عريبة)
كانَ البقاءُ.. لله..
وحدَهُ بينَ الوجودِ والعدمِ
يتفقدُ أشلاءَ قيامةٍ
قامتْ قبلَ الأوان..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في سوقِ (عريبة)
كانَ الموتُ
صناديقَ خضارٍ وفاكهةٍ،
وولائمَ أشلاء
لفقراء
خارجَ أسواقِ الله...
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في سوق (عريبة)
يتبضعُ الموتُ بقايا أمهاتٍ
وبقايا أطفالٍ
لاذتْ أشلاؤهم
بزنابيلهنَ الخاوية..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في سوق (عريبة)
شُويتْ الطيورُ والأسماكُ واللحومُ
وطُبخَ الخضارُ
وعُصرتْ الفواكه
لكنْ.....
لا غداءَ للجياع..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في سوق (عريبة)
تتدلى من الأسلاكِ
أشلاءٌ حيةٌ..
وكي لا تتسخَ الجنةُ
تُنشرُ الأرواحُ
على حبالِ السماء..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في سوق (عريبة)
لمْ يبقَ إلا هو....
يرنو لأشلاء حارسه
بين ضحايا أديانه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في سوق (عريبة)
تمتلئ الزنابيلُ دماً
ووجعاً محلياً
وآهاتٍ طازجةً
وترفرفُ على الأسلاكِ
ثيابُ الملائكة..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في سوق (عريبة)
كانتْ عربةُ الموتِ
تُعْرِبُ عن عروبيتها..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
15- 5- 2016

الأحد، 15 مايو 2016

{{ نساء عاريات }}}



{{ نساء عاريات }}}
في مؤتمر عقد في باريس لمجموعة اسلامية تحاضر عليهم حفيدة مؤسس الاخوان المسلمين المصري حسن البنا,,,,,,,, اقتحمت مجموعة من نساء منظمة فيمن..وهن لابسات عبائة اسلامية المؤتمر وبعيد ذلك بلحظات نزعن العباية وبدن عاريات كالعادة....بالنسبة لي أحي هذه المنظمة التي افشلت جلسة الاخوان...وعريهن اشرف من ارهاب الاخوان عندي......

الأربعاء، 11 مايو 2016

قبلَ أنْ يطلقوا رصاصةَ الرحمةِ على رأسه

شعر : موفق محمد
قبلَ أنْ يطلقوا رصاصةَ الرحمةِ على رأسه
سألوا دجلةَ
وهو مشلولُ الضفتين
مثقلٌ بالرؤوس اليانعةِ التي تقومُ فيها الساعةُ
وينشق القمرُ
ما الذي تتمناهُ الآنَ ؟
فرتّل بموجةٍ مقطوعةِ اللسان
أروني الفراتَ
لأطبعَ غيمةً دافقةً على جبينه
وأعزف له بساقيهٍ ثقّبها الرصاصُ
خلي وصديقي
إنَّ الحياةَ التي نبغي لن نجدَها
وإنَّ الشعوبَ لم تعد جديرةً بأنهارها
فلا حيَّ ترجوه من هؤلاء ومن هؤلاء
وقد ذقتَ قبلكَ سمَّ الفراق
فلا تضعْ أمواجكَ في صرةٍ وتستديرَ
محدودباً إلى منبعكَ
مطفئاً بعصاك العيون التي إنبجست منها
فمن للأرحام المتيبسة على الضفاف ؟
ومن للصبايا اللواتي يمطرُ الحزنُ في عيونهنَّ
ويتلألأُ السوادُ في أهدابهنَّ
ويغرقنَ في لُجَّةٍ من عويل
ومن للنخيلِ ؟
إذا أسودَّ جمارُه والكربْ
ومن للأرامل ؟
وقد فتَّ فيهنَّ ما لا يطاق
ومن للعراق ؟
وقد هدَّ في خافقيه الظمأْ
ولوَّح منكسراً للملأْ
وعسعَسَ في وجنتيه اللهبْ
فمن يمسحُ الذلَ عن راحتيه ؟
ويُطفأُ ما هدَّ في خافقيه
وجاءت ذئاباً إليه العرب ْ
*********
لم أنم الليلةَ
فالنهرُ النازفُ في الظلمةِ يغفو بينَ يديَّ
ويهمسُ
لغيومٍ تنقرُ باب القلب
وسنابلَ ترقصُ عاريةً في البيتِ
وأنهارٍ تجري خبزاً وخمرا
وشعبٍ تتلونُ فيه الأجناسُ
ويسري فوقَ الماءِ
ويعفو في السراء وفي الضراء
**********
ما لم يقلهُ الناي يا دجلةُ
أنَّ الجثثَ المكتوفةَ اليدين
حمّلت في الريحِ لي هذا النشيدا
تجيءُ القرى من أقاصي الألم
مكللةً باللهاثِ المرير
ومطحونةً في سواقي العدم
إلى صخرةٍ في أعالي الفرات
تغيَّر مجرى فتاها فمات
ويندبْنَ نهراً عميقاً أساه
أماتَ يكفّرُ عما جناه ؟
فلو كانَ يعلمُ علمَ اليقين
بما دكَّ في الأنفسِ الطاهرة
لصعّدَ أمواجَه الهادرة
على سلمٍ من جراح العراق
وينزفُ حتى تصيرَ السماءُ برمتها غيمةً ماطرة
**********
فيا سيدي
يا أيها المدثرُ بجِراحك واللائذُ من ثقل القتل وطولِ الليلِ
أَنّى لي أن أطعمَ آلافَ العصافير التي تزقزق في أمواجك
وأن أقطفَ الآمالُ التي ترفرفُ في أجنحتها
وجاري عادَ من الطبِ العدليّ مساءً مبتلاً بالموت الناعمِ
في الثلاجات وفي الشفلات
طرباً يندفُ بالآهات قلبه ويغني
( ياريت عيني تعمه ولا شوف هاي القسمة
قبرك يلالي بنجمه
وعيني صفت ما تشوفه )
لم يقل شيئاً
وضع رأسه وأوراقه الثبوتية في صندوق قمامةٍ
وتقيأ جذوره ودخل العالم السفلي آمناً مطمئناً
لم يجد أحداً
فتقرفصَ والوحشة تنشر هواجسها على حبل الوريد
منتظراً إله المعاتب أويلي يابا
وقال أجلس في المقلاة
ودع النارَ تمر بلحمكَ
وأصبْر لرصاص القناصين
لتنضجَ على حروبٍ هادئة
ويقدم الطبق ساخناً لمحتلٍ يحترم الجار السابعَ
**********
العوائلُ العراقيةُ
تشكو من عدم وجود ملابس مستعملةٍ
للأطفال في الأسواق
والعيدُ على الأبواب
والمليارات تهزُ أكتافها في التلفازِ وفي
الصحف الوطنية
والطبالون يطلبون المزيدَ منها
فأيُ عسلٍ سنجنيه من خلايا الأزمات
وخيام المهجرين ترقص عاريةً في البراري
والفلوات
وسكانها ينتظرون الذئابَ
وهم يعيشون عاماً عبوساً قمطريرا
ها أنذا أتلمسُ عشك في صدري
لا أدري كيفَ إخترتَ الثدي الأيسرَ سكناً
وبنيته قُبلةً قُبلةً مازجاً طينة قلبي بدمك
فمن لفراخك الآن / وهي لا تعرف غيرَ منقارك الذي
يحمل إليها عسل الشمس وحليبَ القمر منقذاً
يا جارُ
رَمِشْ لي
وقلْ لي
أو تسمعُ أشعاري
هل أنت بخيرٍ في المقلاةِ
لأقولَ للموت المتكأِ على حبل الوريد
خذني إلى جاري
***********
تغفو النجوم في أمواجك حالمةً بالندى
يا أيها النهر الذي لا أسميك خوفاً
إنَّ الغيومَ تسجدُ على ضفافك
وتكبّرُ بالطين الحُرّي السائلِ من جسدك
فيا سيدي
أحتاجُ بهذا الليل المر
إلى قنينة خمر مظلمَة
ورغيفٍ تهمسُ السنابلُ في خاصرته
لأتخلصَ من هذا الجاثم فوق الرقبة
والذي لم يعد جديراً بالكوابيس التي تعصف به
فيا أيها الرأسُ الذي يطيرُ من رقبة إلى
رقبةٍ
ثبتْ جنانك
فالسيوف يمانيةُ الصنع ولا تنبو أبداً
***********
أنت لا تنزل القبرَ الواحد مرتين
لأنَّ قبوراً جديدةً تزحف فوقك دائماً
والآن أسميكَ
أدجلةُ وادجلتاه
إنَّ الملائكة التي تمسحُ التعبَ عن
جبيني صباح مساءَ هي أمواجك
وإن العصا التي أتوكأ عليها في
الصعود إلى الوطن هي رؤاك
فأنت براقي الذي أسرى بي من سورة الخراب
إلى الينابيع الأولى
حيث تتفطرُ الحكمةُ ظمأً
وتحترق الجذورُ التي نتشدقُ بها
أفديك بنفسي
لا أستطيعُ أن أحملك بين يديَّ رماداً
ولأنني أعلم علم اليقين
بأنَّ مسيرةَ المليونَ قبرٍ
لا تبدأ إلا بجثةٍ
جاهدت أن أجعل من جثتي شمعةً
لتضيءَ القبورَ إلى الزاحفين
فوادجلتاه
ها أنا ذا أتكحل برمادك
لأعود بصيراً
وأكفر بالبصيرةِ من رمادك
**********
نحنُ لا نشبع من الموت
ولا يشبع الموتُ منا
ولا نعرف غير السيف ضوءاً
في هذا التنور الذي يختصرُ الظلام كله
فيا وطني
أفكلما ضعتُ وجدتني
وتضيعُ ولا أجدك
فأي معنىً للحياةِ بعدك
وأي معنىً للتجاريب والمهارةِ ونحن نعوي
في الشتاتِ
والبلدانُ تتنكبُ حدودها وتصوّبُ نحو صدورنا
هل نحن الهدف الأسهلُ في هذا العالم
ومن أي وجرٍ أتتنا الوحوش ؟
أنظل نُقتلُ بالنيابةِ
حتى أنت أيتها النخلة لم تسلمي من رصاصهم
فإلى من نلجأُ في هذا المخاضِ الصعب
ومن للجياع الذين لم يشبعوا للآن
من حطبك
فيا عمة أرجوك
إنَّ لي عشاً فيكِ
فدعيني أنامُ الليلة فيه
لأقرأ ما خطته يدي في الطفولة على جدرانه
الآيلةِ للحريق
وأغني لك عن الحلو الذي قتلني ويسمو
في خاطري
وأذوب بالعسل الضاحك في عينيه
وأسبح بعطره
وأسمي الحمام الذي يتطايرُ من طوله
لا تتكلمْ مع الميت أثناء سير العربة
فللعربة آذانٌ وعيونٌ
وأمامك الكثيرُ من نقاط التفتيش الوهميةِ
وأخاف أُحبك
وأنا الجاري من نورك
والطائرُ في أنهارك
والسابحُ في سمائك
والمنتشي من خمرتكَ
وأخاف أحبك
فالقناص كتب أسمه الثلاثيَ على جبهتي
ووقّع فوقه بفوهة بندقيته هاتفاً
إنّا نحن نستوردُ الرصاص
ونصدّرُ القتلى
والجمعةُ عطلتنا
************
لا تسموا أبنائكم
فكلُ الأسماء تؤدي إلى الذبحِ
رقّمُوهم
لكي يسلموا هم وآباؤهم
************
في السوقِ
يراك الذي يشتري أو يبيعُ غريباً
وأنت تحملُ على ظهرك الفصولَ الثلاثةَ
وتصيحُ قد مات الربيعُ
*************
قبل أن يطلقوا رصاصة الرحمة على قلبه
سألوا دجلة وهم يسمعون في نبرته جرساً خفيّا
ما الذي تتمناه الآن
فرتّل أروني العراق
لأقول له
سلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعثُ حيا

الثلاثاء، 10 مايو 2016

تونس... على قلق كأن الريح تعصف بها

جمال حسين مسلم                           
تونس العزيزة على قلوبنا جميعا مازالت حالمة بالديمقراطية التي سرقها نظام بن علي  ,الذي تسلط على رقاب الشعب التونسي  فترة طويلة من الزمن...وماهو إلا  موعد مع القدر ؛ حيث ارتبطت ارادة التغيير عند الشعوب العربية بحادث الشهيد البو عزيزي , الرجل الذي غير تعريف الشهادة والشهيد عند المتأسلمين والمتفلسفين , والذي كان صرخة مدوية أيقضت العرب من سباتهم ,فكانت تونس البداية وبعد ذلك توالت أحداث المنطقة العربية الدامية وتداخلت الاسباب والظروف, وحضرت مخابرات العالم بأجمعه في  تحديد مصير الشعوب العربية ,فركب الموجة الصغير والكبير على حد سواء..ورحل الامل بالربيع العربي وحلّ علينا ضيفا دائما الخريف العربي المثقل بالاحداث الدموية ... وإلى حد ما كانت تونس في منأى عن الاقتتال الداخلي ,ولاسيما بعد اجراء انتخابات محلية هناك افرزت بعض النتائج المرضية لاغلبية جيدة من الشعب التونسي ...إلا أن المتتبع للاحداث في الوطن العربي ولاسيما الاحداث في مصر وليبيا ,يستشعر بأن شيئا ما مخفيا في الملف التونسي , ويجب إعادة النظر فيه أو التحسب منه ,فكنا أمام أحتمالين لاثالث لهما..أولهما أن تونس آمنة ومحصنة من خطر الاقتتال العسكري الدامي ,كما هو يحدث الآن في سوريا بين الحكومة وخطر الارهاب والمعارضة المعتدلة ..؟؟؟ أو أن الحكومة تغمض عينيها عما يدور في الداخل ,لعل الله يبعث أمرا أو تتدخل القوى الغربية لفض الملف الليبي المتنامي في خطره وعلى مرأى ومسمع من الجميع..هذا من حيث التصور الخارجي للامور ولكن الحقيقة تقول إن تونس داخلة في معمعة الارهاب لامحال ولاشك في ذلك.. فالهدوء في الداخل لايعني ان التكفيريين لايشتغلون بالليل والنهار لاعلان اماراتهم المزعومة وخصوصا مع وجود حركات اسلامية تونسية مشاركة في الانتخابات { من مثل النهضة }على صلة بل صلات وثيقة مع جهات خارجية من مثل تركيا وقطر والسعودية ,هذا بحد ذاته مؤشر خطير في الازمة التونسية...تونس نسبة للتكفيريين خط امداد وتواصل حقيقي بين الجماعات في لبيبا وتونس ولاشك في ان ليبيا معدة لتكون داعما استراتيجيا للاحداث في تونس ,فالحدود الوعرة بين البلدين تخدم ذلك الهدف بشكل كبير والتداخل البشري وخاصة بعد موجة النزوح الليبي الكبيرة , تخفي في طياتها ما سيكشفه الزمن وان طال ,فضلا عن الخلايا النائمة واليقضة ,والحقيقة لم تعد خلايا بقدر ما اصبحت تجمعات كاملة , تصل إليها الاسراب من مجاهل صحراء أفريقيا بكل يسر وسهولة .. مع ذلك تحاول الحكومة التونسية جاهدة عدم الاصطدام بها عسكريا ..فكانت تجربة الحركات التكفيرية في مصرع الشهيد بلعيد تجربة ناجحة نسبة إليهم ,فلم يتلقوا أي رد فعل عسكري أو أمني كبير من الحكومة على ذاك العمل الشنيع والرهيب والقبيح...وربما الحكومة التونسية على صواب إن فكرت بالابتعاد عن المواجهة لاغراض حماية الوطن  من مسألة الصراعات الفكرية الداخلية الدامية والانقسامية ولكن هذا لايعفينا من ذكر الحقيقة التي تقول بأن حركة الارهابيين العسكرية في بن قردان  هي مجرد جس نبض لردة فعل العسكر التونسي وردة فعل المجتمع الدولي ولاسيما الاوربي ,والتي نظنها كانت باردة جدا ولاتشبع ولا تغني عن أي شيء....ولطالما الوضع في ليبيا مجهول   ومغيب في الاعلام ولا أحد يبالي بما يحدث هناك حتى تستفيق امريكا واوربا من غيبوبتها , يبقى الوضع في تونس مهيأ لكثير من الطواريء والازمات , والشعب العربي التونسي يعلم حق العلم بأن تونس تصدر المقاتليين إلى سوريا والعراق وليبيا , وهاهم يعودون إلى ديار حاملين الرايات السوداء ..فعلى تونس أنْ تبحث عن حلول أخرى غير النظر بوجه فرنسا وامريكا ,فلم لاتكون حليفة عسكرية للجزائر ومصر ضمن اطار عسكري بحري وبري وجوي ,يسيطر على البواخر المحملة بالاسلحة من تركيا إلى ليبيا علانية و تسيطر على الطائرات التي تصول وتجول في مطار امعيتيقه في طرابلس محملة بما  تشتهي قوات فجر الاسلام المصراتية من دول الخليج وتركيا في آن واحد...الانتظار لايعني الانتصار ولكن يعني الخطر في تزايد واعداد العدة لمواجهته يراوح مكانه ولذا فان تونس على قلق كان الريح تعصف بها.....                                                    

السبت، 7 مايو 2016

السيد صادق خان

فاز المحامي صادق خان وخسرت العقول البالية.......
بعد اعلان بريطانيا عن انتخاب السيد صادق خان كعمدة لمدينة لندن...انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي مهاترات كثيرة تحسبه على مذهب معين دون غيره...هكذا يفكر العربان بطريقة تحتلف عما يفكر به الانكليز.....هذا هو فرق التمدن والحضارة بيننا وبينهم

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن