الثلاثاء، 4 سبتمبر 2018

لماذا يتفرج العراقيون على ذبح البصرة




                                
منذ  سقوط النظام الدكتاتوري في العراق عام 2003م   وإلى  يومنا هذا لم يحفلْ العراق بمظاهرات مدنية يقودها الشباب العراقي بعيدا عن دسائس الاحزاب المساهمة في الحكومة وعن  أجنداتها من خلال مشاركاتها في عديد المظاهرات السابقة ماعدا بضعة وقفات احتجاجية ولاسيما من أنصار اليسار العراقي , ويضاف إليها من حيث النقاء والنبل في الاهداف , احتجاجات أهل البصرة في تاريخ كتابة هذه السطور ,فهي مظاهرات طاهرة من مكر المؤسسات الحاكمة وأحزابها ولاسيما المتأسلمة منها؛ ولهذا كان عديدها قليل وافتقرت في كثير من الأحيان إلى الزخم الجماهيري على مستوى مدن العراق, الزخم الذي شهدته  مدن عراقية عدة في مناسبات سابقة وبعيدا عن مناقشة الأسباب التي أججت الصراع داخل البصرة وجعلت  الصدور تغلي  وبعيدا عن مشاهد الكذب والخداع الذي تمارسه الدولة إن وجدت كدولة! اتجاه ابناء العراق عامة والبصرة خاصة وبعيدا عن المسؤول البصري , ممن سرق كل خيرات البصرة ...فقد تخلى العراق بجميع أطيافه عن  مطالب أهل البصرة وشهداء البصرة  ,ممن سقطوا بدمائهم الزكية دفاعا عن العراق في معركة داعش وأخوات داعش أو من الذين سقطوا على أرصفة البصرة وهم يحلمون بقطرة ماء نقية من السموم والروائح النتنة ...سقطوا  برصاص جيش ابناء العراق والأوامر قد خرجت من ابناء جلدتهم .. بعد هذا يمكن القول بأن كردستان قد تخلت عن  قضية البصرة وكأنها لاتعنيها وكأن نفط البصرة لم يعرف الطريق إلى جيبها من قبل ومن بعد ...وتخلت حواضر المحافظات العربية السنية العراقية وبصريح العبارة ؛ وكأنها تقول كنا بالأمس واليوم أنتم ..وسكتت أطياف المحافظات الشيعية العراقية وكأن الأمر لايعنيها ؛ لإن سماحته لم يأمرْ حتى اللحظة أتباعه بالنزول إلى الساحات العامة لمشاركة أهل البصرة وجماهير أخرى أغلقت عينيها ؛لانها تنتظر فتوى بذلك وأما وقع المشهد الاكاديمي العراقي فهو أشد مرارة من أي مشهد أخر , فلم أر جامعة واحدة أو كلية أو قسم في كلية أو صف واحد خارج حدود البصرة , يقف وقفة احتجاجية مناصرة لأهل البصرة ويترحم على شهدائها , وهذا عيب في تعريف الأكاديمي العراقي و حدود تفكيره . والعشائر التي تصول وتجول في معاركها الباطلة في كل مدن العراق وبأسلحة ما أنزل الله بها من سلطان ,لاتعرف ابناء عمومتها من أهل البصرة وقد ادارتْ ظهرها لهم...ولا أوامر تصدر من دول الجوار لمناصريها ! لنصرة أهل البصرة...والمشهد الاعلامي العراقي مشهد خجول ولايتناسب مع الحدث..وغاب عن الذكر المسؤول البصري ممن استوطن المنطقة الخضراء ؛لأسباب تتعلق بترفيات المنطقة الخضراء...هذه هي الترجمة الحقيقية للمشهد السياسي العراقي باستثناء قلة من الاعلامين والكتاب الشرفاء  ممن وقفوا بالضد من التيار الجارف والأموال السحت وبالضد من حلقات الساسة وممن يدور في فلكهم  ,فقد كان لهم موقفا يشهد له بالشجاعة وإن صدق القول عليهم  بأن لا أمر لمن لايطاع..    
جمال حسين  مسلم

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن