الخميس، 24 يناير 2013


أمريكا والاخوان......ونخلتنا والجيران   
دأبُ الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة العربية ك{ دأب أمرئ القيس مع  أم الحويرث },فأمريكا ومنذ زمن بعيد تمارس في سياسيتها الخارجية أتجاه شعوب المنطقة العربية أو شعوب العالم سياسة واضحة وصريحة, لاتحتاج معها الى تأويل أو تحليل ؛ وهي سياسة قائمة على منهج واضح, يقول أنْ لمْ تستحِ أفعل ما تشاء..فكيف بها وهي القطب الاقوى والاوحد في العالم ؟؟ ومن الطبيعي ان نستثني من هذه السياسة ابنها اللاشرعي, الذي تدافع عنه بمناسبة وبدون مناسبة ...أمريكا وتبعاً لهواها في كل حين تطل علينا بسياسة جديدة , أن لم تقتنع بها {بالمروة تقنع بها بالقوة},وبشكل أخرهي سياسة العصا والجزرة...والشواهد التاريخ في العصر الحديث كثيرة جدا جدا ..فأمريكا التي تدافع بكل ما أوتيت من قوة عن أنظمة رجعية دكتاتورية متسلطة على رقاب الشعوب منذ مئات السنين , مستغلة ثروات تلك البلدان ونهبها علنا ً..وتعمل على حمايتها, وأنْ تطلب َ الامرُ الدفاع العسكري عنها !! وفي الوقت عينه تحرض العالم كله وتقوده بكل الاشكال أتجاه أنظمة دكتاتوريةأخرى , لاتقل في جرمها ونجاستها عن الانظمة النفطية السابقة الذكر..وفي الحقيقة كلا النظامين يستحق أن يزولَ ,وان استخدمتَ معهُ كلَّ مبيدات الحشرات , فهي أنظمة غير مأسوف عليها.                                                                               
ولكن أزدواجية تعامل السياسة الخارجية الامركية مع الاحداث؛ هي التّي تكون مدعاة للتحفظ عليها, ويجب أطالة التفكير في أهدافِها ,ومأربها,ووضعها في خانة الشكوك دائماً وأبداً ...فامريكا المقاتلة في أفغانستان..تنصر السلفيين في سوريا!! وأمريكا التّي اسقطت {صدام }, تلملم بقايا البعث في قطر وتركيا علناً!!وامريكا التّي احتضنتْ وبكل سرور أنظمة الاستبداد العربي لعقودٍ من الزمن..تستبدلها وبكل سرور بأنظمة الاخوان .المحظروة عندها لعقودٍ من الزمن أيضا ً.ولاضرر وضرار في ذالك!! , بل تبدع في تسميتها الاسلام الديمقراطي الجديد { وطبعا ذالك لاينطبق على معاملة تركيا لاكرادها ولجيرانها وأرمنها وصواريخها..}.                                                                                   
إنَّ الحقيقة الساطعة في السياسة الامريكية الجديدة في الساحة العربية, لاتعتمد التعامل مع سياسة الامر الواقع, بوصف الاحداث الجارية في الساحة العربية , هي فرضُ واقعٍ جديدٍ , ويجب التعامل معه..ولكن أمريكا ترى في الانظمة العربية الحديثة:- هي بدائل ممتازة تستطيع ان تشغل الساحة العربية {{بخلافات جانبية مع أيران تقوم جلها على خلاف مذهبي طائفي ..يجر ُ المنطقة بأسرها الى ما لاتحمد عقباه ولعقود طويلة قادمة..تؤدي الى تفكك المنطقة وأضعافها عشرات المرات..}}.والامر سيوفر لها الحرب البديلة أو (المجانية ) أو بالوكالة, والتّي سوف تستنزف ثروات وشعوب المنطقة العربية بأسرع ما يمكن مع ضمان تفككها وضعفها بشكل دائم, وضمان حاجتها للسلاح والدعم الخارجي , والذي سيكون بموجب شروط واتفاقيات مذلة مسبقة ولاشك في ذالك ..ويبدو أنًّ الامرَ واقعُ لامحال..فجناح من الوطن العربي المتغير؛ أخذ يعبر وبصريح العبارة..عن عدائه المذهبي والطائفي ويعلن على المنابر ذالك وفي الاعلام المرئي والمسموع ..بل ذهب بعضهم الى أكثر من ذالك باستعدائه العرب ممن يؤمنون بمذهب اسلامي اخر على غير هوى السعودية وقطر ومن لف لفهم.. ومن هرول لاهثاُ خلف دولارتِهم..,واظن أن امريكا في سبيل الهدف أعلاه قادرة على التخلي عن مسيحي المنطقة العربية و وغض النظر عن الاخطار الحقيقية التّي تهددهم يومياُ!!!.وخصوصا ً ان امريكا واثقة بأن تلك الانظمة الجديدة سوف لم تستطيع ان تنقلب عليها في المنظور القريب أو البعيد؛ وذالك لضعفها الحالي ولعدائهما المشترك ضد جبهة واضحة مشتركة بينهما؛ ولان ممالك شرق الوطن العربي أوجدت لها جناحا عسكريا ومداً في العدد, هي أمس الحاجة اليه .                                                                                     
فهل يستطيع اليسار الاشتراكي أو التيار الديمقراطي العرب {الصاحب الشرعي للثورات العربية }, أن يقاوم كل هذا..سواء في مصر أو تونس أو ليبيا أو سوريا..مع الدعم المادي اللامحدود ,للتيارات الاسلامية, يبدو الامر صعبا جدا, وخصوصا اذا اضفت أليه حكايات المنابر وتلاعبها بالحقائق ومشاعر الناس ..على الرغم من الامل في اليسار المصري والتونسي مازال قائما على ضعفه وعلاته.      
أما النخلة العراقية وجيرانها ,فتبدو وكأنها تسير من قدرٍ قاتم السواد الى قدر أحلك من سابقه..فقد امضى البلد عقوداً من الزمن تائها في بئرٍ مظلم , عانَ معه الامرين ,وانتهى به المطاف أن خاض حروبا وحروبا وحصارا وحصارا..افقد العراقيين , عشرات المواليد والتّي سحقت من غير رحمةٍ ولا رأفةٍ؛ بين قتيلٍ وجريح أو معوق  أومعارض أومفقود , أومعتقل أويتيم ,وأرملة ومهجر ومهاجر.. ورجل أمن يرتدي الزيتوني ويتفاخر....وما كتب الله لنا الخلاص الا بأمريكا الغريبة العجيبة.. وما أن طوينا صفحة, حتى فتحنا سجلات وسجلات..فكان الداخل مهملا وكانت المدن هي بقايا مدن , والانسان مجرد هيكل.. فسار كل شيء الى سيء الى اسوء ,ومن أزمة الى أزمة الى أزمات  ..حتى صار قانون تعديل التقاعد حسرة على المواطن وما الى ذالك من الخدمات والتي صارت معجزات تبدو بعيدة المنال..... وفي مقدمة المحن  أن لا أحد يعرف الى اين نحن ذاهبون...وهذا كله يأتي بفضل تاريخ الاضطهاد الطويل , وبفضل الابناء اللاهثين خلف الجيران ,فكل جار له سهم ونصيب في النخلة العراقية وليته يقف عند حدود ذالك بل تعدى الامر السهم والنصيب ,وصارت الحقوق شرعية بالولاء للجيران , ولاسيما الذين ترفع صورهم علنا في المحافظات العراقية وعلى مرأى ومسمع من الجميع و أصبح الجار للعراق هو الولي والنصير لطائفة دون غيرها , حتى صار الحديث علنا عن الشأن الداخلي العراقي , لايقلق الاخرين.. فهل أمريكا والاخوان والجيران, اتفقوا على ذبح نخلة العراقيين قربانا لوحدتهم.....كأن الامر واقع  لامحال ,  وبالرغم من الاصوات التّي تنادي بفسيفساء العراق الجميل, فالذي اراه لوحة غير متجانسة و ألوانا موحشة غير قابلة للتجانس ولاتصلح لجدارٍ أو معرض 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن