الجمعة، 17 يناير 2014

وليمة حلبية سوريه



ماكان للغرب أنْ يحلم يوما بوليمة دسمة مثل الوليمة الحلبية السورية , حيث تكالب العالم على بقعة جغرافية ؛ وجعلوا منها وليمة لثلاثين عاما قادما على الاقل , سوريا بعد ان تركت تتاقتل لثلاث سنين و العالم ودول الجوار,  يبذلون  ما بوسعهم ؛ لتصل الامور  الى ماوصلت اليه اليوم من وحشية  قل نظيرها في الحروب الاهلية . دول الجوار العربي والمسلم ,كتبت على نفسها الخوض في آتون الحرب الاهلية السورية  ,تماشيا مع سياسات مريضة ولدتها أنظمة ملكية بترولية عقيمة ,فكان الثأر من الشعب السوري قبل أنْ يكون من النظام السوري , فقد لعبت المملكة العربية السعودية بالتوافق مع بعض الحركات الحزبية اللبنانية على نبض الطائفية العقيمة , وكانت قنواتها الفضائية تبث سمومها علانية ومن على المنابر في الجوامع ؛ من أجل تأجيج نار المذهبية وحشد أكبر عدد ممكن من المقاتلين في الجبهات الداخلية ,فيما بقيت دويلة قطر تأخذ مسارًا أخرًا في دعمها للمجموعات المسلحة , وذلك من خلال خطوط تكفيرية اخرى , تتنافس بها على أهمية الدور السعودي في المنطقة ومحاولة أضعافه......فكانت الاردن وتركيا أبوابا مشرعة , لكل من حمل السلاح بوجه النظام  في سوريا.                                                   اما دول العالم ولاسميا الغربية  منها , فقد وجدتْ ضآلتها في إضعاف الجيش العربي السوري ,وإبعاد الخطر العسكري عن حليفتها الاولى في المنطقة العربية , وخاصة بعد إنهاء ملف الجيش العراقي , بأفضل صورة مثالية  للغرب , مع وجود محاولات جادة وحقيقة ,لتطبيق الموضوع نفسه على الجيش العربي المصري في زمن حكم الاخوان !!وكان من فوائد الاحتراب الداخلي بين الجيش العربي السوري والمجاميع المسلحة السورية بمختلف مسمياتها أنْ تغذتْ هذه المعارك بالمال والسلاح من جميع الاطراف الموالية والمعترضة في آن واحد , إلا أنَّ الخطرَ الحقيقي قد تمثل بتغذية ساحات الحرب بالمقاتلين الاجانب من كل بقاع الارض ,مزودين بعقائد فكرية فاسدة , جعلت من فكرة قيام ولايات ظلامية تكفيرية ,فكرة حقيقية قابلة لتطبيقها على أرض الواقع.                                                                            

وبعد أنْ تجمعَ كلُ منْ هبَ ودبَ  في صفوف الجماعات المسلحة وحصنوا مواقعهم في محافظات الشمال والشرق السوري ,وعلى مرأى ومسمع من كافة دول العالم التي تدعي محاربة الارهب أو تعاني منه , وفي كثير من الاحيان بمباركة هذه الدول وغض الطرف عن الدول الداعمة علانية لموضوع الجماعات التكفيرية المسلحة ,حتى أصبحت إمارات التكفرين حقيقة واقعة للعيان  ,وتحلم  المجموعات المسلحة بأكثر من ذلك  , من خلال تمدد أذرعها من جنوب لبنان الى غرب ووسط العراق ؛ يساعدها توافر الحواضن  والمدن الرخوة أمنيا وبمباركة دول الجوار العربي والاسلامي ,وعمق تأريخ النزاع الطائفي في المنطقة بأكملها.     الغرب المتفرج والداعم في عين الوقت ,لجميع الحركات الاسلامية المتشددة والتكفيرية ,من جهة الدولة الاسلامية في العراق و الشام { داعش } ,وجبهة النصرة والوية أخرى منطوية تحتها من جهة أخرى...يحلم بتوسيع نطاف الحرب وديمومتها ؛ لاسباب كثيرة وفي مقدمتها ,ترتيب ملفات المنطقة العربية من جديد .بمسميات جديدة ,فالوضع الراهن هو وضع أنموذجي لتنفيذ كل الاجندات الخارجية...                                                                     

لثلاثين سنة  ستبقى هذه المنطقة وليمة  حلبية سورية دسمة  , يسيل لها لعاب الدول الكبرى ومن سار بجانبها ... الوضع الامني سيسمح لجميع الدول الكبرى اللاعبة بلاستمرار في لعبتها ,لعقود من الزمن , من خلال الخوض في القرارت الدولية وتطبيقها وآلية التطبيق ,وتشكيل اللجان واللجان المنبثقة عنها لجان أخرى...والدعم التسليحي سيستمر على قدم وساق ,لجميع الاطراف المتصارعة ,وسعلن عن ملفات جديدة خطيرة إنْ احتاجت الدولى الكبرى لاعلانها في الوقت المناسب ,من مثل اسماء الدول التي دعمت الارهاب أو الاشخاص ,الذين شاركوا مباشرة في تنفيذ أجندات الارهاب ,او الدول التي لعبت دور الوسيط في تجنيد ونقل الارهابيين..كلها ملفات مؤجلة  لإشعار أخر....في وقت ما ستدفع تركيا ولبنان والادرن وقطر والسعودية ,,,وبعض دول الاتحاد الاوربي ,الثمن غاليا ,فتضطر للانحناء ...فعملية تأجيل الملفات بحسب الاهمية ,من أهم معالم سياسة الدول الكبرى الخارجية ..ثم ان هذا الوضع المنقسم على نفسه عشرات  المرات ؛ ساهم وبقوة في رفع معنويات حليفة أمريكا في المنطقة واضعاف الدول المحيطة بها ..مادام المخطط مستمرا ,وهو بالحقيقة أثمر في مرحلة مبكرة جداجدا... وبعد هذا ,فعملية تجميع هذه الاعداد الكبيرة من التكفيرين الاسلاميين في بقعة واحدة ,يشكل أهمية كبيرة للدول العظمى , من حيث وضعهم تحت مرمى النيران مباشرة ,إنْ تطلب الامر مثل هذا التدخل ,والثاني جعل المنطقة تدور في مشاكل المذهبية والاحتراب الداخلي لسنين قادمة طويلة...فيصبح العالم العربي بحاجة الى التسليح وتقديم الرشوة ...وتصبح الحليفة الصغرى قادرة على احتلال اي قطر عربي بساعات قليلة...هكذا هي الوليمة الاكثر دسامة في التاريخ الحديث ,ومازالت كل العوامل متوافرة لادامتها واستمراريتها...                       

هناك تعليق واحد:

  1. تعليق حول موضوع
    ازدواجية المعايير الغربية في سوريا

    صاحب التعليق : فانوص ١٨/٠١/١٤
    مقالك جيد لكنك ياسيد نسيت او تناسيت ان تذكر ما فعلت بنا سوريا وكم انتحاري قذر بعثت الينا عن طريق مخابرات ابو سلعوم والسلعوم هو صاحب الرقبة الطويلة اللة يهلكة مثل ماهلك الاخريين


    http://www.baghdadtimes.net/Arabic


    ابدأ الطبع

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن