الأربعاء، 1 يناير 2014

مسيحيو الشرق قرابين لسياسة الغرب

لايخفى على أي متعلم الوجود التاريخي الضارب بالقدم للمسيحين في الشرق عموما والشرق الاوسط خصوصا , واقصد بهم المسيحين العرب ,الذين سكنوا هذه البقعة الجغرافية منذ العصور القديمة  و مابعد قيام الدول الاسلامية والى عصرنا هذا...وأثروا وتأثروا في مختلف الثقافات وساهموا في الارث الحضاري المهم لهذه الشعوب ,وهذا وحده لايسطر في عدد معين من الجمل ولكن يحتاج الى بحوث ومؤلفات كثيرة فضلا عما كُتِبَ به سابقا...  ومعتنقي الديانة المسيحية  في الدول العربية يشاركون جزءا كبيرا من العالم الديانة نفسها ,على الرغم من الاختلاف في المسميات أو ما يشبه المذاهب..                                                       

والعرب المسيحين في الشرق  والشرق الاوسط ,عاشوا حياة كريمة لفترات عديدة في العصر الحديث على أرضهم وبين أخوانهم .على الرغم من ان ظني المتواضع..بأنهم يعانون من في كثير من الاحيان من حصار اجتماعي جعلهم يلجأون الى سكن موحد ومتقارب لهم ولعوائلهم..وكانوا عنصرا مهما في بناء المجتمع والمتعدد الاعراق والمشارب ,ربطتهم روابط حقيقية بابناء  أوطانهم ؛وذلك منسجم مع طبيعة التسامح التي تعم تعاملاتهم في الحياة اليومية

ولكن حال العرب المسيحين تغيرت كثيرا بعد احداث سقوط الاقنعة عن دكتاتوريات حكمت المنطقة لعقود من الزمن وخلفت لنا في حكمها ورحيلها من المشاكل مالايعد ولايحصى ,فكانت التيارات الاسلامية السياسية وغير السياسية من أول المستفيدين من المتغيرات في المنطقة العربية ,فقد ظهر دورها في أيام الاحداث الى حد ما وما بعد الاحداث تصدت للقيام بدور رئيس للعملية السياسية بشكل مباشر..في كثير من الدول العربية .                                      

وهنا بدأ فصل جديد في تاريخ المكون المسيحي العربي ,فصل قاتم اللون أحاطت به النوائب من كل الجهات تقريبا ,وكان ذاك حين ظهرت مشاهد الاعتداءات الارهابية على المسيحين العرب ,الآمنين في بيوتهم أو المصلين في كنائسهم ,والدوافع التكفيرية لضرب هذا المكون العربي ,هي دوافع لاتحتاج الى اعادة قول او تكرار , ولاسيما ان اصحابها لايخفون ما يفعلون ولايخجلون منه  بل يتقربوا به الى الله {خالقنا وخالق المسيحين أيضا } لعلهم يدخلون الجنة بافعالهم ,ولم لا وهم يستبيحون دماء الملل والنحل من المسلمين أوّلا قبل غيرهم , وحصلوا على الوكالات الالهية مقدما ومؤخرا ,لتنفيذ أحكام تزوجهم من حور العين دون جهد                             

تلك هي جيوش الخفافيش ومصاصي الدماء من القتلة  المتوحشين ,لم ينزلوا علينا من كوكب أخر..ولم يكونوا من ابتكار التكنلوجيا الحديثة ...ولكن هم صناعة عالمية ,انتجت في افخر دول العالم المتقدم ,وفي بعض الاحيان في دول العالم غير المتقدم ,من الذين يتوسدون على آبار النفط ,ولكن حصلوا على امتياز لهذه الصناعه من الدول المتقدمة ,فكانت المصانع تنتج العدد الذي يلبي الطلب والنوعية التي تخدم الهدف , وكانت ساحات أخرى تمثل الملاذ الآمن والمخزن المثالي لمعسكراتهم ,وكان نصيب شعوب أخرى أنْ تتعامل مع هذا المنتج الخبيث وتنال حصتها من القتل والذبح والتفخيخ ... فكانت مصيبة عظيمة ومازالت هي كذلك ..لان الجميع يعلم بالصناعة والاعداد والتخزين والتصدير                                                         

الغرب ولمصلحته الشخصية ساهم علنًا في صناعة وتكوين التيارات الاسلامية المتشددة , والتكفيرية في مقدمتها ,وذاك حين احتل الاتحاد السوفيتي في وقته  افغانستان في ثمانينات القرن الماضي , ومن هنا وجد الغرب في بعض الدول العربية خامة دينية مهمة جدا لصناعته الجديدة بل خامتها الاسساسية . وهنا  برز محور الشر الشيطاني الذي يصنع الاباطرة والملوك ويرى بعين واحدة للامور...وذاك هو دور فقهاء الضلالة ووعاظ السلاطين ..فتنامى خطر المجموعات التكفيرية وتصاعد لعدة عوامل ,معروفة عند القاصي والداني                     

 وكانت الانعطافة التاريخية الكبيرة في أحداث الشرق الاوسط حين طاحت العروش العسكرية وصارت في مهب الريح..منذ 2003م في العراق والى يومنا هذا .....وفي النتيجة اصبحت الحركات التكفيرية المتشددة الاسلامية أمرًا واقعاً , على الارض وليس محض خيال, وباعتراف الجميع..ولما كان الامر متعلق عند التكفيريين بالكافر الاصلي والمشرك والمرتدد { بحسب اوصافهم } سالت الدماء بين الملسمين ,مابين اغتيال وذبح لوجه الله تعالى وتفخيخ  واحتلال ابنيه واختطاف على الهوية واعتداء على جميع الناس مالم يبايعوا..وكان للفعل الشنيع هذا ردة فعل من مجموعات أخرى من المسلمين كما هو كائن بين السنة والشيعه وغيرهم...وهنا سال لعاب الغرب لهذه الوليمة التاريخية ,والتي من الصعب أنْ تتكرر في التاريخ ,حيث الاجواء  المثالية  لتنفيذ كل الاجندات الغربية وبيسر كبير ,ومن ثم هذا الوضع له نتاج على صعيد المستقبل القريب والبعيد ,سيجعل المنطقة برمتها ,لصالح مخططات  الغرب  المعروفة .  هنا وقع العرب المسيحيون تحت المطرقة ,أي مطرقة الانظمة والبلدان الفاشلة ,التي لاتستطيع ان تحمي نفسها ولا تحمي مواطنيها ومطرقة الارهاب ؛لانه يصفهم بأسوأ الاوصاف ,فكانوا لقمة سائغة ودفعوا من دمائهم وابنائهم ما لايعد ولايحصى ,فقل عدديهم وكثر مهاجريهم ,كان الجميع ينظر للغرب على انه مسيحي الصبغة و يستطيع ان يضع حدا لهذه المجازر ؛كيف لا وهو صاحب اليد الطولى في معرفة الارهاب وصناعته وحواضنه واهله ..والغرب الذي يتعهد بحماية مصالحه في الخليج العربي واباره النفطية ولمصلحته العليا باستمرار الفوضى والانهيار في المنطقة ‘آثر على نفسه الاستمرار في مخططاته التخريبية وإنْ كان العرب المسيحين  هم القربان ,وهنا كان مسيحيو الشرق فضلا عن باقي الديانات والمذاهب مما لايمتون بصلة للارهاب التكفيري بصلة..هم قرابين لسياسات مكشوفة ,لاتمت بصلة لا لدين او لخلق .ذهب ضحيتها ماذهب , والامر على سيرته الاولى مادام أصحاب الحل والعقد من الدول العظمى ماضين في الامر...والشعوب ماضية الى مصيرها لامحال...                                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن