الاثنين، 20 يناير 2014

(( كفنه شرّك واروح لهلك ))



تلك هي العبارة الاخيرة ,التي قالها الاعلامي السعودي داود الشريان في برنامج الساعة الثامنة ,الذي يقدم على شاشة قناة  أم بي سي ,حيث كانت الحلقة تناقش موضوعا هاما وخطيرا ,يتمثل في الدور الخبيث ,الذي يلعبه بعض الدعاة والخطباء في تجنيد الشباب العربي ,وتغذيتهم بالفكر التكفيري ,ودفعهم للعشاء مع رسول الله (عليه الصلاة والسلام ) بتفخيخ المؤخرات وقطع الرؤوس ,وزج النسوة في عمليات جنسية ,ما أنزل الله بها من سلطان !إلى أخره من الامثلة اللاخلاقية....حتى ظهر الاسلام ,بوصفه أحد أخطر الافكار على المجتمعات المدنية والمسالمة في العصر الحديث على يد هؤلاء الظلاميين ... ..لسنا بصدد مناقشة الفكر التكفيري في هذه السطور المتواضعة.....بقدر ما نطرح من وجهة نظر في مسألة التوجه الفكري ,الذي طرحه الاعلام السعودي (( الجديد )),الذي طرحه  داود الشريان في برنامجه الساعة الثامنة....حين انهى الحلقة بتاريخ 19/1/2014 م ,متهجما على الشيخ عدنان العرعور, سيء الصيت والعياذ بالله منه ,قائلا أي داود الشريان له :- كفنه شرك واروح لاهلك .   .                                              في أوّل الامر سادني شعور عارم بالفرح ,وانا استمع لإعلامي من المملكة العربية السعودية ,وهو يهاجم بشدة كبيرة وبألفاظ خطيرة مجموعة من رجال الدين المعروفين في المملكة العربية السعودية ,ويصفهم بشتى الاوصاف  ,ويستنكر ما فعلوه بالشباب العربي ,وكيف أوهموه وسمموا أفكاره بشتى المعتقدات الباطلة ,وقد  أعلن صراحة عن اسماء أولئك الشيوخ ودورهم التخريبي في سوريا والعراق وحتى افغانستان ,موضحا ان أولئك المشايخ لم يرسلوا فردا واحدا من ابنائهم للهلاك ,كما فعلوا بابناء الناس...مستشهدا باتصال هاتفي لامراة سعودية ,تستصرخ الضمائر في البحث عن ابنها المفقود في سوريا..                ..                                           

بعيد ذلك بقليل تراجعت فرحتي وانا استذكر متواليات الاحداث في المنطقة العربية ,ومستعرضا ماطرح في البرنامج مع نفسي...متسائلا ..عن الديمقراطية السعودية الجديدة ....وعن فكر استظلت به الدولة لعقود من الزمن,وحققت به كل أهدافها ...وعن التوقيت في الطرح.....        لاشك عندي ان البرنامج بحد ذاته هو تنفيس عن الوضع الداخلي في المملكة العربية السعودية..حيث تعصف بهم المشاكل الاجتماعية من كل حدب وصوب ,ولاسيما بعد المتغيرات السياسية في الساحة العربية...هذا في إطاره العام...أما مايخص مشكلة الارهاب والتطرف الديني ,فلابد للسيد المقدم والمتلقي ,بان يعرفا ان أولئك الخطباء ,يعملون تحت عين ورعاية المملكة العربية السعودية ومن صناعتها ...فمؤسسات المملكة التربوية ولاسميا الدينية منها ,قائمة على هذا المنهج أصلا ,وقد غرفت منه لعقود طويلة...فما الذي استجد في الموضوع...هل يصدق القول على تحول ديمقراطي في الاعلام السعودي؟؟ هذا أغرب من الخيال العلمي..في بلد لاتقود فيه المرأة سيارتها..والدراجة الهوائية من ركوب الشيطان...!!!                       ومن ناحية أخرى من غير المنطقي أنْ يكون الموضوع متعلقا فقط بطروحات السيء الصيت العرعور..ولكن من الممكن أنْ يكون العرعور قد انتهى دوره ,في هذه المرحلة وأصبح ليس ذا قيمة تذكر..فتسلط عليه الرجل ونعته بأقسى النعوت وطلب منه صراحة المغادرة إلى مكان أخر..وربما الأمر متعلق بقضية مستقبلية تنبهت لها السعودية ومن دار في فلكها لسنوات عديدة ,وهي قضية الصمت الاعلامي الغربي والرسمي إتجاه الدول الخليجية الداعمة للارهاب من مثل  قطر والسعودية.....هو صمت لإشعار أخر..ولكن الاخير لن ينسى هذه الملفات وسيستعرضها في وقتها كورقة ضاغطة ورابحة لمصالحه الشخصية..وهذه ديدن السياسة الخارجية الغربية .ولتستعد سوريا وقطروالسعودية وتركيا وايران ,لمثل هذا الموقف ,لانه آت لامحال..ومن هنا فان هذه الالتفاتة الاعلامية لاتغني ولاتسمن...لان توقيتها غير جيد ,حيث فات الاوان عليها ,ولا أحد ياخذها على محمل الجد....ومن بعد ذلك فحوبة الابرياء من الذين  تناثرت اشلاؤهم بالسيارات المفخخة وكواتم الصوت..... مازالت في رقاب الدول الداعمة للارهاب ومالله بغافل عنهم...                                                     

وفي ظني المتواضع ان طبخة بين أفراد العائلة المالكة في العربية السعودية ,تطبخ على نار هادئة ,فتبحث عن مبرر للاطاحة ببعض الرؤوس وتغيير القيادات ,ولاسيما الامنية منها ,فكانت ورقة الارهاب ودعمه ,هي الافضل ,في تسقيط ممن خدموا المملكة ضمن هذا المنهج لاعوام طوال..                                                                                                .

وما أغرب أن يستعرض الضيوف في الحلقة السابقة الذكر اجتهادات جديدة في مجال ,{ ما يسمى بالجهاد } بقولهم إنّ  الأمر لايخص العلماء ,بل يخص ولي الامر فقط ,وهو من يجيز الجهاد من غيره { الجهاد بحق من والقواعد الامريكية واساطيلها  تشق  الخليج علانية وجهرا },أين كان هذا الصوت حين ذبح العراق من الوريد الى الوريد ,وحين اصبحت سوريا الجميلة قطعة من الحطام..؟؟؟ ,الفائدة الوحيدة  من الحلقة تمثلت بمصير الشيخ العرعور ,وهويقطن مكة المكرمة ,فقد عرف قدره أخيرا من أسياده ,الذين اطعموه المذلة والهوان ,فكان لابد أنْ تكون المحصلة النهائية بجملة الاعلامي السعودي :كفنه شرك وروح لهلك                      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن