الأحد، 1 فبراير 2015

تجنب الإسلاميين وشتم اليساريين ...... البنفسج الأحمر

                             

قناة العراقية الفضائية (2) الثانية , إطلالة بهية في باقة القنوات العراقية الفضائية ,هي قناة العائلة العراقية ولاشك في ذلك ؛ فقد رسمت لنفسها منهجا فنيا جميلا ,يستند إلى الذوق الرفيع في تناول الموضوعات وإعداد البرامج , والحديث حول أهمية هذه القناة ودورها الإيجابي في البناء الثقافي للمجتمع العراقي ودورها في بناء ذائقة المشاهد العراقي ,حديث يطول ويحاتج إلى سطور وسطور.                            .                     
  المسلسلات العراقية الحديثة الإنتاج , نعد من أهم المواد التي تطرحها هذه القناة النشطة والجميلة على متابعيها ,فمعظم هذه المسلسلات يؤرخ ويوثق لحقبة الدكتاتور وعائلته وزبانيته وحزبه إلى 2003م , حيث موعد التحاقهم بمزبلة التاريخ ... والحقيقة انّ أدب توثيق زمن الدكتاتور أدب مهم جدا جدا . وذو فوائد تاريخية وثقافية واجتماعية وتربويه مهمة...ومن هنا فانّ الاشتغال  على هذا الموضوع والجهد المبذول من قبل قناة العراقية بهذا الاتجاه يستحق كل التقدير والثناء , فقد قدمت لنا أعمالا كبيرة ومهمة جدا وانفردتْ في الصدارة والإنتاج والجودة .ولاسيما في مسلسلي حفرالباطن..وسفينة سومر..وما إلى ذلك                    .              
قبل أيام معدودة انتهى عرض المسلسل العراقي { البنفسج الاحمر } من تأليف الاستاذ ناصر طه وإخراج الأستاذفارس طعمه التميمي ومن بطولة الأستاذة حكيم جاسم ومناضل داوود واسيا كمال وكوكبة أخرى رائعة....والمسلسل قُدِمَ له من خلال قناة العراقية الفضائية كثيرا وارتبط اسمه بمسابقة تلفزيونية أيضا ؛مما استدعى انتباه المشاهد  العراقي لهذا الحدث الفني..                                                                   
فكرة المسلسل تقوم على عديد الاتجاهات ومن أهمها فكرة تحول الإنسان  في إنسانيته , كما تتحول الفصول أو كما تتحول الرياح في إتجاهتها, مع الوقوف على الأسباب التي أدتْ إلى هذا التحول والظروف المحيطة بهذا التحول وعن النتائج الاجتماعية الخطيرة  وتأثيرها على حياة الناس , ومن الجانب الثاني يدينُ المسلسل إدانة كبيرة عوامل الفساد التي تحيط بزمرة معينة جاءت في غفلة من التاريخ  ؛ لتحكم العراق قبل وبعد التغيير في آن واحدٍ , مع مشهدٍ واضح للطبيعة غير الأَمنة والحياة المحفوفة بالمخاطر التي يعشيها الفرد العراقي ,أثناء التحولات والمنعطفات التاريخية الكبيرة في حياته..                             .                               البنفسج الأحمر يرتكز على فكرة شابين  من أصحاب التوجهات اليسارية في زمن النظام السابق وممن يشعرون برغبة التمرد على الواقع المعاش في ظل نظام البعث الهالك وحقبته السوداء ولكنهم كانوا يجسدون هذا الرفض بشكل جزئي من حياتهم اليومية  ,من خلال اللهو في بعض الأحيان ومن خلال أرتياد أماكن السهر وشرب الخمر أو التسكع في المكتبات الشهيرة وتناول مجموعة من الكتب العالمية وفي مقدمتها ما منعه النظام السابق كالكتب المتعلقة بكارل ماركس ...ويطفي السيناريو عليهم صفة المثقف اليساري الرافض لواقع السياسة البعثية اللئيمه وما يترتب على ذلك الموقف من معاناة حقيقية..إلا انّ البطلان يتحولان وبفعل الصدفة بعد 2003م إلى أغنياء وأصحاب عصابات خطيرة مرتبطة بمجموعة تعمل ضمن الصف الأوّل والثاني من سياسيين الدولة ...مع طغيان المشهد البوليسي والدرامي العنيف ,لتجسيد بعض ملامح الشارع العراقي ومعاناته اللامنتهية..      .                
حقيقة الاعتراض مبينة على افتراض العمل , انّ البطلان اليساريان في السابق قد تحولا إلى ناكرين لمبادئهما وجذورهما مقابل اللهاث خلف المال السائب وانْ تطلب الأمر القتل والإجرام...وهي حقيقة بعيدة عن الواقع العراقي ؛ إذ انّ أصحاب اليسار العراقي من الصعب انْ يتحولوا هذا التحول المريع والمخيف..فسوح العمل وخدمة المواطن تشهد لهم بذلك حى اللحظة في حال منحهم  الفرصة الحقيقية في المسؤولية...والخراب الحقيقي متأتٍ في غالبيته ...ولا تعميم  في الموضوع ...من أصحاب التيارات الإسلامية السابقة والتي تدير دفة الدولة الآن باتجاهات مرعبة وخطيرة...وهذه النتيجة لاتحتاج إلى وقفة تأملية ؛لانّ الشارع العراقي شاهد عليها وعلى مصاديقها ...فلماذا  هذا العمل الفني  شتم اليساريين دون استحقاق وجانب الإسلاميين دون وجه حق..      لعلها هفوة في الكتابة  أو نلتمس الأسباب  الأمنية لذلك                   .            .                           .                                         
http://jamalleksumery.blogspot.co.at                     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن