الأربعاء، 11 فبراير 2015

الشهيد في تعريف الشارع الأردني


 الشهيد في أصله اللغوي مأخوذ من الشاهد وفي المصطلح  تطلق الكلمة  على القتيل  الذي يسقط دفاعا عن عرضه أو ماله أو طنه أو مبادئه السامية .., والأمر لايختلف كثيرا عند أكثر الديانات و الايدلوجيات...فما هو تعريف الشهيد من وجهة نظر شعب المملكة الأردنية الهاشمية , بمناسبة شهادة الطيران الأردني معاذ الكساسبة...رحمه الله ... نقول إنّ الشعب العربي الأردني يتكون من مكونات متعددة وديانات أيضا , فهناك العربي الأردني والعربي الفلسطيني وهما مكونان رئيسان للسكان في الأردن وبعدهم أقلية القادمين من روسيا القديمة كالشيشان والقوقاز ..والإسلام هو الدين الرئيس في الأردن , فضلًا عن الديانة المسيحية ..وشعب الأردن العربي الأصيل معروف بمواقفه أتجاه القضية العربية المركزية في فلسطين ومعروفة أيضًا كم هي ثمينة تضحياته  الجليلة , إلا أن الزائر لهذا البلد العربي في العقدين الأخيرين , يرى بوضوح كامل التغيرات الايدلوجية على سكان الاردن  ؛ فمعالم التيارات السلفية واضحة كالشمس... في الأسواق العامة والشوارع والجوامع, ولا تحتاج إلى سرداب  يأويها , أنصارُها يحتلون مدنًا كاملةً في المملكة الأردنية الهاشمية كما في مدينة { أمعان } و { الزرقاء } , والحكومة الأردنية تعي تماما ماذا تعني تلك التيارات التكفيرية المتشددة التي تسيطر على الشارع الأردني علانية , إلا انّ تلك الحكومة تتيح لنفسها انْ تحلم بالاستقرار وتجنب شر تلك التيارات وأفعالها , طالما علاقة الدولة بمجلس التعاون الخليجي مستقرة وثابتة تقريبا !!! والسلفيون يرون في الأردن مستودعا امنا ومأوى للضيف القادم من وراء الصحراء { انظر كتابتنا الحواضن الامنة المملكة الاردنية أنموذجًا , 28/1/2014م } ؛ ومن هنا حدث هذا الزواج المشوه والمبني على المصالح بين الطرفين ووزعت كثير من المسؤوليات والمناصب في الأردن على هذا الأساس , فيما حُيدَ العلماني  والمثقف و اليساري ... تماما عن المشهد هناك ولإسبابٍ كثيرةٍ جدًا....ولمْ تكنْ الحكومةُ الأردنيةُ قارئةً بارعة للأحداث حين اقحمتْ نفسها في مشاكل الوطن العربي , أيام  مايسمى بالربيع العربي , ما كان لها انْ تفعل ذلك ,وهي دولة قائمة على الركن الاقتصادي أكثر من غيره..ولكنها ركبت الموجة مضطرة , وركبتها بعنف وقوة حين أعلنت موقفها الواضح من الاحداث الداخلية في الجمهورية العربية السورية ...                                                            
  التيارات السلفية التي تحكم الشارع الأردني كما هو واضح للعيان , تشبه إلى حد كبير تركيبة قناة الجزيرة القطرية القرضاوية ...بكل توجهاتها الإعلامية والفكرية , ففي كثير من الأحيان يكون الشارع الأردني صدى لهذه القناة لاغيرها ؛ لذلك تراهم  يتخطبون في تفسيراتهم لكثير من الأمور وفي اللحظة التي ينقلب بها السحر على الساحر , يضطرون لاستخدام سياسة النعامة الشهيرة                         .                                  
  الشارع الأردني متحير وحائر ويحير المقابل  في تفسيرهِ  لمعنى الشهيد والشهادة ...فهو يرى قائد حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق والذي ذهب بقرار عسكري خليجي امريكي ..شهيدا ..لاغبار عليه عندهم  و يقامُ له العزاء في كثير من المدن الأردنية ويُستقبل الناس في تلك السرادق المقامة لهذا الغرض خصيصا...ويرى الشعب الأردني نفسه !! ان قائد حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا خائنا ويستحق اسقاطه التحالف مع امريكا لإزالته وإعدامه ؛ ولو تطلب الأمر  تهجير أكثر من مليوني سوري وتدمير هذا البلد العربي الكريم المعطاء ,الرائع والجميل  كالفردوس..                                                                

والشارع الأردني يرى الذباح المجرم ابا مصعب الزرقاوي شهيدا , قاوم الإحتلال والصفويين الرافضة , ومات في سبيل الدفاع عن مبائده السلفية الوهابية التكفيرية ..وينصب له العزاء أيضا ويستذكره علانية في مساجدهم ويستذكر معه كل الذين ذبحوا ابناء الشعب العراقي بأحزمتهم الناسفه وسيارتهم المفخخة ( صدام شهيد وهو عند  الزرقاوي يعتبر كافرا ...) وفي الوقت نفسه يرى الطيار معاذ الكساسبة الذي أحرقه التنظيم علانية أمام الشاشات العالمية والعربية , أسوة ب الفجاءة السلمي ؟؟  يرى فيه شهيدا أيضا وإنْ قُتِلَ على يد ابناء وأحفاد الزرقاوي وصدام حسين ؟؟  هذا الموضوع يذكرني بالمزحة الثقيلة , التي تقول سيدنا يزيد رضي الله عنه قتل سيدنا الحسين رضي الله عنه ؟؟؟؟  مفاهيم  مسلفنة توجه بالريمونت كونترول من الجزيرة القطرية القرضاوية , وبحسب الأهواء والأمزجة ومتطلبات المرحلة الصهيونية الامريكية , الجماعة ينقادون خلفها بحمده وشكره ودوام نعمه بسلامة العقل....فما هو تعريف الشهيد في الشارع الأردني ,حتى اللحظة لا أعرف بالضبط                      
جمال حسين مسلم                                 

              

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن