الخميس، 19 فبراير 2015

من يحمي المواطن في الشارع

             

لم أكن من قبل أعرفُ شخصا  اسمه الشيخ قاسم سويدان الجنابي , و لا أعرفُ منْ يكون وما سيرته الشخصية  وأجهل تماما أية معلومة عنه..ولكني عرفته قبل أيامٍ من خلال نشرة الأخبار الرسمية في العراق , يقول الخير بأن سيطرة مجهولة الهوية !! على جسر الدورة مقابل علوة الرشيد قامت بأختطاف الشيخ المذكور مع نجله وحمايتهم ومعهم  عضو مجلس النواب  زيد الجنابي.. وبعيد ذلك  اطلق سراح النائب عند مدخل الكيارة / مدينة الصدر, ساحة 83 وألقيت جثث المغدورين عند جسر منطقة الشعب ؟؟؟  ألحق بالخبر   خبرا عن اللجنة الامنية البرلمانية و الشروع في التحقيق بالموضوع , ثم خبرا  أخر عن انسحاب كتلتين سياسيتن من البرلمان ,ثم مقطع من فديو لشخص ما يسب ويشتم ويتوعد بذبح وهلاك شيعة العراق  ,مثل ما حصل في حي العامل ؟؟؟              
المواطن العراقي المتوكل منذ الساعات الأولى من الصباح الباكر لطلب رغيف العيش أو لوظيفة معينة يتقاضى راتبها بعد  شهر صار بقدرة قادر أربعين يوما ؟؟ هذا المواطن شاهد وسمع عن عشرات المشاهد لمغدورين مجهولي الهوية أو معروفين الاسماء والعناوين ..جثثهم كانت ملقاة في المزابل وفي الساحات العامة المواطن الذي عاش مع مئات السيارات المفخخة ,المواطن الذي هرب من داعش الحارق القاطع الذابح إلى حيث مخيمات المهجرين...هذا المواطن الذي يخاف من { العطوة أوربما كوامة عشائرية بعدها } ,ويهمس مع نفسه اللهم خلصنا من المليشيات المنتشرة في الشوارع والازقة ..                                            
    المواطن الذي عاش تجربة  قادسية { صكبان وطرزان } لعقد من السنين ,دخل بعدها بلعبة الجوع القاسية ولمدة عشر سنين أخرى خاض معها تجربة الاذلال بعد احتلال الكويت  وبعد ضربتين جويتين امريكيتن على العراق في نهاية التسعينيات , هو نفسه المواطن الذي خاض تجربة لجنة تفتيش أسلحة الدمار الشامل الأممية في العراق والتي انتهت بمعركة دولية كبرى ذهب معها نظام العبث العربي الاشتراكي العراقي إلى مزبلة التاريخ...هكذا تناثرت سنين المواطن العراقي على الأرصفة دون معنى ودون عودة ....                      
من ذا الذي يضمن الأمن لهذا المواطن المستهلك منذ اكثر من ثلاثة عقود من الزمن , اذا ما ارادت جهة معينة ,أمنية ,عسكرية ,مليشاوية ,دنينة ,عشائرية ,عصابات التسليب والنهب , داعشية ,{من قبلها } جهاز الامن العام  والجيش الشعبي والحرس الجمهوري , والامن الخاص ,واللجنة الاولمبية , وفدائيين طرزان ...والخوشية والشقاوات ... وأخيرا حمايات البرلمانيين والمسؤولين ...اذا ما ارادت واحدة من تلك المسميات انْ  تعترض طريقه وترمي به جثة هامدة  على رصيف تيبست عليه الدماء منذ سنين طويلة..   .        
   من ذا الّذي يحمي النازح أو المهجر من دياره , من ذا الذي يحمي المطلقات والأرامل واليتامى في الشارع العراقي .من ذا يضمن لك ان لاسبايكر جديدة في الطريق او السجر....من يحيمك عند منفذ الحدود اذا ماكان جوازك عراقي ؟؟؟....كلها اسئلة بقيت تدور في ذهني حتى ساعات اففجر الأولى ,حين رأيت برلماني إلى جانب شخصية عشائرية بحمايتهما , تدور بهما السيارات في شوارع بغداد وتفرج على شخص منهم بطريقة مهينة وتردي  الاخرين قتلى مع حماياتهم ؟؟؟ ماهي تلك القوة المهاجمة ومن يقف وراءها ...متى يستعيد المواطن البسيط  انسانيته وكرامته أمام هذا الوحش الكاسر الذي دمر كيانه منذ سنين طويلة .. خطر في بالي ان تلك المجاميع لحد اللحظة لاعلاقة لها بالمواطن العادي فهي تتقاتل فيما بينها والجماعه في دفة الحكم يعرفونها    باسمائها وصفاتها ومكان اقامتها..ولكني عاودت السؤال على نفسي من ذا الذي يحمي المواطن العراقي في الشارع اذا ما ارادت تلك المجاميع قتله أو سلبه, فلم أعثر على الاجابة أبدا                                     

جمال حسين مسلم

هناك تعليق واحد:

  1. أخي أبو زينب الورد قراءة الموضوع والأسئلة التي ذكرتها مشروعه جداً والكل يسأل
    أقول إن الله موجود وهو يحمي الناس الأبرياء والفقراء وهذا حالنا اليوم
    شكراً لك

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن