الاثنين، 19 يناير 2015

التدخل السعودي في عربستان ..إلى أين ؟



منذ عقود مضت وبعض دول العالم و لاسيما دول الجوار للعراق تستخدم سياسة واضحة , في خلق بؤر توتر سياسية أوعسكرية إنْ تطلب الأمر خارج حدودها الجغرافية , وفي كثير من الاحيان تتدخل في بلدان تبعد عنها مسافات شاسعة لايمكن تصورها دون خارطة تدل على المكان...وهذه مسألة ليست بالحديثة في السياسات الخارجية الدولية , ولاسيما سياسات الدول العظمى..والتي غالبا ما تعتمد على الانشقاقات المنبعثة من الجانب التاريخي والجانب الديني و ما يتعلق بالخلاف العقائدي...والخلاف الأخير كان السّمةُ الملازمة لسياسة بريطانيا العظمى الخارجية في وقتها ؛حيثُ اعتمدتْ عليه كثيرًا في بناءِ محطات التوتر الدولية , وبعد ذلك الافادة منها ...ومازالت تمارس هذه اللعبة بمهارة عالية .                                                                         
 المملكة العربية السعودية تعبثُ بأمن عربستان أو الاهواز....بين ليلةٍ وضحاها تعلمتِ المملكةَ العربية السعودية لعبة قديمة حديثة في آنٍ واحدٍ , لعبةٌ تقومُ على نقل المعارك إلى ساحات ودفاعات خارج البلاد من أجل  المصالح الأقليمية المرتبطة بأجندات خارجية مختلفة , في مقدمتها  خدمة المصالح الخاصة وربما المصالح الغربية في أحيان أخرى..ولكن ما الجديد في سياسة التدخل بالشؤون الداخلية للبلدان الأخرى ,وقد عرفته منطقتنا العربية , بصورة  كبيرة جدا ,طيلة سنوات الحرب الاهلية اللبنانية ,فقد تقاسمت الأدوار وبصورة علنية أكثر من دولة عربية وأجنبية ,ولاسيما الصراع البعثي العراقي- البعثي السوري والتدخل الخليجي , وعنتريات العقيد الليبي الراحل.......                                                                                              
في طبيعة الحال أن أي تدخل في شؤون البلدان الأخرى يتطلب وجود حواضن آمنة تؤيد هذا الفريق أو ذاك , وتلك الحواضن غالبا ما تكون متوافرة و بشكل جيد على مستوى التعامل مع الأفراد أو الاستقطاب لمدن كاملة ذات طبيعة  غالبا ما تكون دينية معينية ,تساعدُ في  تحقيق هذه الأهداف .  والمستجد في الأمر أنّ كثيراً من دول الجوار العراقي ,المسلمة أو العربية ,مارستْ سياسة التدخل في الشؤون الداخلية من خلال زراعة عقائدية جديدة في أراض غير أراضيها ,على قلة المحصول وعدم وفرته  إلا أنها بذرت أولى بذورها ودقت أوّلَ مساميرها  على الحائط ... وتنتظرُ ما اجتهدتْ وتعبتْ في زراعته ..                         .                                                     
لا أحد ينكرُ الصراع التاريخي بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الأسلامية الايرانية , ولاسيما بعد الثورة الايرانية ,التي اطاحت بشاه إيران 1979م ,  فقد وضح الصراع من أجل الهيمنة بكل أشكاله ووسائله منذ السنوات الأولى للثورة ,ولم يكن  ذلك في زمن حكم شاه  ايران ؛ لقوته وسعة نفوذه وعلاقاته مع الغرب واسرائيل , ولكن لون الثورة الايرانية  وبروز رجال الدين الشيعة على سدة الحكم وتوتر الشارع في البلدان المجاورة , بدأت المخططات تحاكُ سرًا وعلانيةً  للتقاتل خارج الحدود وفي سوح بلدان أخرى أو قل حرب بالوكالة .. وكانت ايران أكثر حظوظا من العربية السعودية ؛ في حال بحثها عن فئات مجتمعية تميل إليها مذهبيا وعقائديا ,فهي متوافرة في دول الجوار الجغرافي لها ولا تحتاج إلى بذر زرعها هناك , كما هو الحال في العراق وسوريا ولبنان وافغانستان والبحرين وسلطنة عمان  وشرق السعودية واليمن والامارات ....          

من هنا بدت الحاجة الماسة للملكة العربية السعودية في بحث  أمكانية اللعب بنفس الطريقة  ولكن في الجانب الآخر من ضفة الخليج ...فكانت على مايبدو قد توافرت على فرص ذهبية  بالتداخل مع كثيرمن عرب الاهواز المقيمين خارج ايران , ولاسيما من طالبي حق اللجؤ السياسي في اوربا وامريكا واستراليا... فقد جدت واجتهدت حتى نالت من بعضهم فتحولوا إلى مذهب ديني أخر مع الاحتفاظ بألقابهم العشائرية العربية المعروفة ,من مثل الكعبي ,الطرفي , العذاري , .... وفي مثل هذا الحال تكون قد دقت ولومسمارا واحدا على الأقل , على أمل أن يتكاثر ويعود في يوم ما إلى موطنه الأصل ولكن بحلة مذهبية جديدة على الواقع المعاش هناك ؛ومن هنا تتوافر أول أسباب التدخل بالدعم العقائدي لفلان وعلان وبعدها حرب أهلية بأبعاد طائفية...   تصرف غاية في الخطورة يسترعي الأنتباه ,ويفسُر سياسة دول المنطقة عامة في (( تفحيط )) الشعوب وأفلاسها , بمقابل دول أخرى لاتمتلك أية ثروات منَّ اللهُ بها علينا ..تسعى تلك الدول الأخرى جاهدة لسعادةِ مواطنيها من خلال رفاهية العيش المدني وحق احترام الاخرين ...الذي عل ما يبدو بعيد المنال على مدى عشرات السنوات القادمة في منطقتنا ..                                                                                                    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن