الاثنين، 12 يناير 2015

الخرطوم- طرابلس – انقرة – أمريكا




 طرابلس عاصمة { أول جماهيرية في العالم } وأخر جماهيرية في العالم ,تضم مطارين مدنيين وهما مطار طرابلس الدولي بالقرب من مدينة قصر بني بني غشير والثاني في قلب طرابلس وهو مطار  أمعيتيقه..والعارف بالشأن الليبي الداخلي فضلا عن الشعب الليبي نفسه ,يعلمان حق العلم عن البنى التحتية للطيران المدني الليبي وامكانياته و أسطوله الجوي ,وهوجزء لايتجزأ من البنى التحتية المتهالكة والفاشلة والمنهوبة في عصر الجماهيرية وما بعد ( مصيبة الجماهيرية ) , واليوم وبعد انتشار المسلحين في عموم ليبيا وفي المدن الرئيسة خاصة , المسلحون الذين يمثلون التيارات الأسلامية المتشددة أولا وقبل غيرها من المليشات القبلية والحزبية , ونذكر بالخصوص المليشات المنطلقة من قواعدها في مدينتي درنة ومصراته...                                
 اليوم تشهد مطارات طرابلس اليوم وربما غيرها على أرض ليبيا لا ندري , حركة كبيرة لمجموعة من الرحلات المدنية المشبوهة ؟؟ وهي رحلات لشركات  أُسست بعد رحيل نظام العقيد القذافي ؟؟ وهو أمرملفت للنظر بسبب الحالة الاقتصادية الضعيفة أصلا في ليبيا...حيث يشاهد الناس أعدادا من الطائرات المدنية الحديثة جاثمة في هذه المطارات , تهبط وترحل إلى جهات معلومة في رحلات منتظمة ..                                   هذه الرحلات تنطلق من العاصمة السودانية الخرطوم محملة بالعتاد و الأسلحة المختلفة بموافقة الحكومة السودانية ( العجيبة الغريبة ) ,وتحط رحالها في طرابلس الغرب عاصمة ليبيا العربية,  هذه الأسلحة موردة إلى ليبيا بدعم مالي كبيرمن بعض دول الخليج العربي ؛ فهوالطيران الآمن إلى أهدافها المرسومة سلفا له          
حيث ليبيا المنطلق الرئيس للحركات السلفية والتكفيرية في شمال أفريقيا  والمعسكر المفتوح لكل من هب ودب , والحدود الطويلة والمتداخلة مع جمهورية مصر العربية (وهذا هدف خطير بذاته ), والأهم من ذلك كله غياب السلطة في طرابلس وضياع القانون , فلاحكومة مركزية تستطيع أن تتحدث معها أوتحاسبها..     .                بُعيد ذلك تأخذ المليشات المسلحة  في ليبيا مهمة شحن تلك الاسلحة وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع إلى تركيا عن طريق البحر!!! وفي تركيا تحمل على القطارات الجرارة يوميا إلى الاراضي السورية,حيث تشرف القوات الامريكية والتركية على مراسم توزيع أسلحة الموت إلى الفصائل المتقاتلة في سوريا العربية , وتوزع الأسلحة بحسب الأهمية و بحسب القرابة من الولايات المتحدة الامريكية وأذرعها من أنظمة المنطقة العربية والاسلامية ولكل مجتهد نصيب                                       .                                                                                                       
هذا هو خط الطيران المدني للموت المؤكد ,الذي يحمل مع كل طائرة تجثم هناك بشرى تهجير وقتل عائلةعربية سورية ... البشرية جمعاء تستنكر الاحداث الاجرامية التي وقعت في فرنسا قبيل أيام ولكن لا أحد  يتحدث عن مشكلة رحلات الموت اليومية في الجو والبحر ,لنقل مختلف الاسلحة إلى سوريا العربية ,ملف سيفتح في أوآنه فلا يتعجل السيد عمر البشير بمنجزاته التاريخية ؟؟؟ فملفه لن يُبيض في يوم وليلة , ستنتشر صور تلك الطائرات واسماء تجارها وصور السفن وأعلامها  ورحلاتها والقطارات التركية المتجهة من البحر إلى الجنوب  يوميا ,وسيعرف الناس من المسؤولين عن مراكز التوزيع  وآلية التوزيع ولو بعد حين ...                       

هناك تعليق واحد:

  1. لايظنن أحد أن البشير وغيره من بعض حكام ممالك البعير المتكالبة على سفك الدماء السورية ولا حتى أردوغان أنهم ناجون بفعلتهم وبما يقدمون من تسهيلات ودعم للمعارضة الدموية وآكلة لحوم البشر في سويا ، ولا يظن أحد لبيب منهم أنه وشعبه في مأمن أو حصانة عن الحروب التي تدور رحاها على الأراضي السورية وغيرها من البلدان العربية ، فهم ليسوا بمنأى عن أسلحة الموت الفتاكة المصدرة إلى سوريا بدعمهم المالي فلكل منهم دوره القادم إليه - ( وإن غداً لناظره قريب ) - ولكن بحسب الأولوية ومقتضيات الظروف والمصالح الأمريكية التي لايؤمن لها جانب - حتى لو قدموا الولاء والطاعة العمياء لأسيادهم وصانعيهم .
    أغبياء هم عندما يظنون أن جشع أمريكا ومصالحها ستقف عند حد ، وأغبياء أكثر عنما يظنون أنهم وبلدانهم بعيدون عن شره داعش المتعطش للدماء والمال ، فهم يعشعشون كما الغربان وسط جماعاتهم وشعوبهم ، وإن أطماع أمريكا وإفلاسها الاقتصادي لن يقف عند حد إذا ما اقتضت الضرورة .

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن