الجمعة، 14 أكتوبر 2016

شيرازيون و«طقسنة» التشيّع



كنوز ميديا – تقارير

حين برز تيار الشيرازي (نسبة الى المرجع الراحل السيد محمد مهدي الشيرازي) في كربلاء ثم في الكويت وحتى نهاية السبعينيات من القرن الماضي، صُنّف بوصفه تياراً فكرياً تقدّمياً داخل المجال الشيعي. فكانت كتابات الشيرازي وإخوته (حسن الشيرازي اغتيل في بيروت في 1981) وصادق الشيرازي (المرجع الحالي في قم) وأبناء أخته (محمد تقي المدرسي وهادي المدرسي)، ومجموعة كبيرة من مثقفي التيار (وهم في الغالب من رجال الدين)، تتّجه ناحية الاجابة على الأسئلة الكبرى في سبعينيات القرن الماضي: هل الإسلام صالح لكل زمان ومكان؟ هل يمتلك الإسلام إجابات على كل الأسئلة، وهل في الاسلام نظام سياسي وآخر اقتصادي وثالث اجتماعي، وهل لديه رؤى في الفن، والصعود الى القمر، ومواكبة العصر بكل تعقيداته، وقوانين الطبيعة، ونظرية الكون…؟

حينذاك، انخرط التيار في تزويد الساحة الشيعية على وجه الخصوص والإسلامية عموماً بفيض من الكتابات الثقافية المتقدّمة، وبرز في التيار من اشتغل على صوغ خطاب شيعي ثوري ومفاهيم إصلاحية تنقل التشيّع من وضع «الاستقالة التاريخية» الى وضع «النضالية الثورية»… وكان لمؤلفات الشيرازي وابن أخته محمد تقي المدرسي، المرجع الديني الحالي في كربلاء، دور محوري في التأسيس لحركة شيعية متطوّرة في المجال العربي، رغم التأثيرات الواضحة لأفكار اليسار الشيعي الإيراني ممثلاً في المفكّرين الثوريين أمثال جلال آل أحمد وعلي شريعتي. وقد عالج المدرسي، على سبيل المثال، وبصورة نقدّية مفاهيم راسخة في العقل القدري الشيعي مثل التوكّل والشفاعة والانتظار والتقيّة والايمان السلبي بالغيب…

ونجح الشيرازيون في تعميم خطاب شيعي حركي في منطقة الخليج (الفارسي) في منتصف السبعينيات، ثم جاءت الثورة الإسلامية الإيرانية كرافعة نموذجية لتزخم الخطاب الجديد وتزيد في ترسيخه وصولاً الى تقويض أسس الموروث الشيعي الغيبوي الذي أسبغ عليه علي شريعتي دمغة «التشيع الصفوي»، أي تشيع السلطة، والشفاعة، والتقيّة، والانتظار، والخرافة، والدعاء من دون العمل، وزيارة الأضرحة من دون التزام قيم أصحابها…

وأمكن القول بأن الشيرازيين كانوا في عقد الثمانينيات روّاداً في تأصيل خطاب ثوري بمواصفات شيعية عربية جنباً الى جانب الخطاب الثوري الايراني، وساعدت الأصول الإيرانية لقادة التيار في «استعارة» و«تعريب» الأفكار الثورية الإيرانية التي كانت تُنتَج على امتداد القرن العشرين، والتي لم يكن بإمكان الأحزاب الشيعية العربية (العراقية على وجه الخصوص مثل حزب الدعوة) القيام بهذه المهمة.

ولكن التشيّع الغيبوي القدري الذي اعتقد المناضلون الشيعة بأنه ولّى الى غير رجعة، عاد للانبعاث مجدّداً بعد أن كان الخط التقليدي داخل تيار الشيرازيين يصارع من أجل البقاء خلال عقد الثمانينيات، عبر مشاغبات عابرة كرد فعل على تشريعات فقهية صدرت عن المرجعية الدينية للجمهورية الاسلامية الايرانية ممثلة في الامام الخميني، مثل حظر طباعة أجزاء من كتاب «بحار الأنوار» للشيخ محمد تقي المجلسي التي تشتمل على كلمات مسيئة للخلفاء الراشدين. وكذلك حظر بعض الممارسات الطقسية من قبيل «التطبير» أي ضرب مقدّمة الرأس بالسيف حد الإدماء، أو حتى إباحة لعبة الشطرنج غير المصحوبة بالقمار كونها تمريناً ذهنياً.

وكرد فعل على «عشرة الفجر» (أي الفترة الواقعة ما بين وصول الامام الخميني من باريس الى طهران وحتى سقوط الشاه) والتي يحتفل فيها الايرانيون بذكرى انتصار الثورة الاسلامية، ابتدع الشيرازيون عشريات متعاقبة أطلقوا عليها مسمّيات لها وقعها في الوجدان الشيعي مثل العشر الفاطميات، والعشر الزينبيات.

وبعد أن كانت مناسبة عاشوراء مقتصرة على عشرة أيام يضاف اليها يومان آخران الثالث عشر من محرم المخصص لدفن أجساد شهداء كربلاء، والاربعين المخصص لعودة سبايا عائلة الحسين عليه السلام من الشام الى كربلاء وزيارة الصحابي جابر بن عبد الله الانصاري لقبور الشهداء فإنّ ثمّة استحداثات طرأت لاحقاً وخصوصاً في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي وكرد فعل على التدابير الايرانية الدينية والرسمية التي تمنع التمادي في المناسبة العاشورائية شكلاً ومضموناً. وسّع الشيرازيون من المدى الزمني للمناسبة وكذلك بعدها الطقسي، فوضعوا تورخة جديدة للمناسبة تبدأ من ذي الحجة حيث قطع الحسين بن علي حجّه وقرّر التوجّه مع عائلته الى كربلاء وانتهاءً بشهر صفر، حيث يختتم لمناسبة فرح بمقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وتقام في أماكن مغلقة كون الحكومة الإيرانية تمنع هذه الممارسات وتعاقب عليها.

نشير الى أن تيار الشيرازي وفي رد فعل على إعلان «اسبوع الوحدة» في إيران في عهد الامام الخميني والمخصّص لتعميم ثقافة الوحدة بين المسلمين، أعلن هو «اسبوع البراءة» الذي يدعو للبراءة من الخلفاء الثلاثة.

وفي السياق الشيعي، لم يقتصر الإحياء على عاشوراء بل صار لكل إمام مناسبة إحيائية خاصة وكذلك لفاطمة الزهراء وزينب بنت علي وفاطمة بنت حزام زوج علي بن أبي طالب المعروفة بأم البنين (والدة العباس بن علي أخ الحسين)، وتستغرق كل مناسبة أياماً عدّة، ثم توسّعت ظاهرة الاحياء لتشمل الصحابة مثل وفاة سلمان الفارسي وعمار بن ياسر والقائمة مفتوحة على احياءات أخرى.

لقد لعبت المناكفة والنكاية بإيران دوراً محورياً في نزعة الطقسنة التي غلبت على مجمل أنشطة الشيرازيين بعد وقف الحرب العراقية الإيرانية في آب عام 1988، ثم ما لبث أن انفجرت ثورة طقوسية بعد سقوط النظام العراقي في نيسان/ إبريل 2003، باستغلال حرمان العراقيين الشيعة من مزاولة الحريّات الدينية في العهود السابقة وتوظيفه لناحية الذهاب إلى أقصى ما يمكن أن يصل إليه «الشغف» الطقسي لدى الفرد الشيعي.

وبدأت النزعة الخرافية تطغى على تيار الشيرازي حتى فرضت نفسها على حركته الدعوية على المستوى الاجتماعي، وصار مصنّعاً عالي الكفاءة لممارسات طقسية جديدة، واستعاد الخط التقليدي في تيار الشيرازي زمام المبادرة، وأرغم الخط الثوري فيه على مجاراته بل والمزايدة على أشد الخطوط الشيعية تقليدية. وما كان بالأمس مسؤولاً عن إنتاج تشيّع إصلاحي على المستوى الفكري وثوري على المستوى السياسي، بات هو نفسه منغمساً في تطوير خطاب شيعي مفعم بكل أشكال الطقوسية والغيبوية.

الانفجار الطقوسي في العراق كان يعني عهداً شيرازياً جديداً، جرى استغلاله لناحية زيادة الرصيد الشعبي للتيار على حساب العقيدة الشيعية التي تعرّضت لعملية «طقسنة» واسعة النطاق الى القدر الذي أضفى على التشيع طابعاً غنوصياً أقعده عن إنتاج الأفكار الثورية الخلاّقة، وراح الشيرازيون يوغلون في استدراج الشيعة نحو المزيد من «الممارسات الطقسية» التي وضعت تحت عنون «إحياء الشعائر»!

وفي أجواء مؤاتية كهذه، أدخل الشيرازيون ممارسات طقسية في إطار الإحياء العاشورائي لم تخطر على بال أشد الجماعات الشيعية غلوّاً عبر التاريخ، فلم يتوقف الطقس عند التطبير والمشي على الجمر، أو حتى الزحف على البطن وتمريغ وجنات الخد على الأرض الملساء حد الإدماء، ولكن جرى استحداث طقوس أخرى مثل المشي على الزجاج، وتطبير الذراعين (أسوة بقطع ذراعي العباس بن علي، أخ الحسين بن علي في كربلاء)، والتوسّع في تمثيل واقعة كربلاء في المجالس بارتداء أزياء غريبة بلوني الأخضر والأسود، وحمل أخشاب تعلوها أضواء وشموع بأشكال مثيرة، واستخدام الدفوف والرقص بضرب الأرجل على الأرض، وتقمّص شكل الامام علي في هيئة أسد يحضر الى كربلاء لانقاذ ابنه الحسين وعشرات الاستحداثات غير المسبوقة المستمدة من تراث فرق الغلو والتي يخرجها فقهاء الشيعة من دائرة التشيّع. وعليه، تحوّل تيّار الشيرازي الى مضخّة فعّالة تتدفق منها مشاريع طقسية متناسلة وكان أمام التنويريين الشيعة خيارات مصيرية: إما التماهي مع التيار أو اعتزاله أو المصادمة معه. وقد اختار قسم وازن من التنويريين الشيعة التماهي بعناوين مواربة «المسايرة، المواكبة، المجاراة وأضرابها»، تفادياً لوقوع الانقسام الداخلي، الذريعة المعلّبة التي تحضر دائماً حين يراد تسويغ التخاذل.

وبلغ من قدرة الشيرازيين على احتكار التراث الطقسي الشيعي تمهيداً لوضع اليد على «التشيّع» نفسه، أنهم أرغموا المجاميع الشيعية الأخرى على مجاراتهم. وحتى حزب الدعوة الاسلامية في العراق وحزب الله في لبنان، رغم كونهما تنظيمين طليعيين في المجال الشيعي العربي، دخلا المعترك الطقسي وراح كل منهما «يثقفن» الممارسات المستحدثة في المجال الشيعي، فأصبح الغيبي والخرافي والخيالي بضاعات رائجة في الساحة الشيعية، وبات مطلوباً من عَالِم الدين الشيعي إما الصمّت أو استخدام وسائل مواربة من أجل إقناع الطقوسيين الشيعة بأن ليس كل ما يتمّ باسم الحزن على الحسين هو دين أو يحقق غايات دينية.

وقد لعبت المواجهات المسلّحة على الساحة السورية بين حزب الله وفصائل شيعية عراقية من جهة والجماعات السلفيّة من جهة أخرى، والتهديدات التي يشكّلها «داعش» ضد المقامات الشيعية في العراق وسوريا، في تعزيز الميول التقليدية لدى الشيعة، كما تعبّر عن نزوع جمعي نحو تأكيد الهوية الشيعية في شكلها التقليدي، الأمر الذي سمح بإحياء منظومة المفاهيم الشيعية كاملة بما فيها تلك المفاهيم المصنّفة بكونها من «تراث الغلو». تفسّر العودة الى تلك المنظومة بوصفها ضرورة تعبوية، لمواجهة خطر «التكفيريين». ولا يخلو الأمر من صحة على مستوى المواجهة، ولكن ثمة ارتدادات خطيرة على المستويين الاعتقادي والاجتماعي.

ولأن «الطقسنة» تندرج في إطار «المقدّس» فقد وُضِعَ الجميع أمام اختبار الايمان والولاء لأهل البيت، وإن أولئك الذين يعارضون «إحياء الشعائر» بحسب اصطلاح الطقوسيين الشيعة، سوف تلاحقهم تهمة «عدم الولاء» و»ضعف التدين»، و«معاداة أهل البيت». والحال أن النزاع داخل المقدّس لا يراد منه سوى إضفاء المشروعية الدينية على ممارسات ليست دينية بالضرورة.

إن النزوع المتعاظم نحو «طقسنة» التشيّع من قبل الشيرازيين ينطوي على تهديد جدّي للهوية الثورية والديناميكية للتشيع. وإن نجاح هذا التيار في دفع الشيعة نحو الاغراق في المأثور الغيبوي والسرديات الشعبوية المرسلة يرتد بالتشيّع الى قرون الاستقالة حين كان علماء المذهب يؤصّلون لأفكار الانتظار والتقية وحرمة السعي الى كسر تابوات السلطة بأشكالها كافة، وعليه تحويل التشيّع الى مجرد عاطفة دينية غيبوية منفصلة عن العقل والواقع.

إن الثورة الطقوسية في المجال الشيعي بقيادة تيار الشيرازي يضعنا مجدّداً أمام حقيقة منشأ ظاهرة الغلو في التاريخ الشيعي، إذ يجمع الباحثون على أن الغلو، كما التشيّع، نبتة عربية أصيلة، وأن العراق كان عبر التاريخ الشيعي مرتعاً لحركات الغلو التي أدغمت في التيار العام ونقلت إليه تراثها الميتافيزيقي الغنوصي المستورد من العقائد الماندائية.

في ضوء هذه الحقيقة التاريخية يمكن القول بأن الشيرازيين استعاروا من التشيّع الايراني فكرة الثورة، ونقلوا الى التشيّع العراقي الخرافة. ورغم الأصول الايرانية لقادة التيار، إلا أنّهم ولدوا وعاشوا ودرسوا في العراق وتأثروا به وأثّروا فيه، لا على سبيل تحميل التشيّع العراقي تبعات هذا الانفجار الطقوسي، ولكن لأن المعنيين بالتوجيه الديني جنحوا الى توظيف حرمان الشيعة العراقيين بما يبقي منسوب الوعي منخفضاً الى القدر الذي يسمح باستغلاله على الدوام.

إن الرأسمال الطقسي الذي تجمّع لدى الشيرازيين بفعل امتلاكهم شبكة فضائيات (تصل الى 15 قناة)، وهي بحسب المرجع الشيعي الراحل محمد حسين فضل الله «حسينيات فضائية»، جعلهم قادرين على احتواء الشيعة عموماً داخل مجال عاطفي على مدى شهرين كاملين (محرم وصفر)، حيث ينكبّ المنشدون الشيعة العراقيون والخليجيون واللبنانيون على تقديم إصدارات عاشورائية بأصوات عذبة وبكلمات ولائية (مع أنها تمثّل بؤس الشعر الولائي على الإطلاق بالمقارنة مع عيون الشعر الولائي الشيعي). وإذ تكاد تخلو الفضائيات الشيرازية من فقرة خاصة بتلاوة القرآن الكريم، فضلاً عن التدبّر في آياته أو أحكامه، أو فقرة خاصة بالحثّ على التزام الفرائض الدينية (الصلاة والزكاة والحج والصوم) والامتثال لقيم الدين (الصدق والأمانة والاخلاص وحفظ العهود والمواثيق…) تنصرف الفضايات تلك إلى حشد «كليبات» الرواديد الذين يستنسخون أساليب المغنيين بترديد أبيات عاشورائية على أنغام مصنّعة عبر تقنية صوتية خاصة، الى جانب نقل المجالس الحسينية التي تروى فيها مأساة عاشوراء بأسلوب حزين، وتمرّر عبرها العشرات من الروايات الضعيفة والموضوعة حول «خوارق» المعركة التي تنزع الى «أسطرة» كربلاء وتحويلها الى حادث غيبي ليس للبشر فيه دخل.

حول الشيرازيون التشيّع الى مأوى لكل الخرافيين والمهووسين بحياكة قصص الكرامات التي تتحدث عن «حضور الزهراء في هذا المجلس»، و»مشاركة المهدي في العزاء»، و»خروج الدم في صخرة» أو تبدّل لون التربة الى الأحمر كلون الدم ليلة العاشر من محرم.

إن اللجوء الى تراث روائي كان مهملاً في المذهب الشيعي أعاد معه إحياء تراث المغيبات والخوارق والكرامات كونه يتناسب والعاطفة الشيعية الشعبية، فبات كل ما يروى عن واقعة كربلاء مقبولاً، وإن كان المخيال الطقوسي لدى الشيرازيين مصدره الوحيد. وعادت كثير من الأفكار الغنوصية التي حاربها المفكّرون الشيعة في الخمسينيات والستينيات والمسؤولة عن عطالة الدور الثوري للتشيع. وفي نهاية الأمر، بتنا أمام تيار شيعي يعيد إنتاج وإدماج الأفكار الحلولية في البناء العقدي الشيعي، وبدأت مجدداً تنتعش عقيدة التفويض التي تكل إدارة الكون الى أهل الكساء الخمسة (محمد وعلي وابناه الحسن والحسين وأمهما فاطمة الزهراء)، وانتشرت معها قصص الخوارق المفبركة من «الموالين»، كما نشطت فكرة «الانتظار» وقرب خروج الإمام المهدي. وبات المناخ مؤاتياً لانبعاث المفاهيم الاسكاتولوجية والميتافيزيقية وأصبحت جزءاً من الثقافة الشعبية والتداول اليومي بين عموم الشيعة العرب. أمام ذلك كله، فضّلت المرجعيات الدينية الشيعية في العراق الصمت حيال الظاهرة، وإن كانت لديها ملاحظات فتحتفظ بها لنفسها تفادياً لثورة «العوام» عليها.

لا ريب في أن النموذج الشيعي الذي يجرى تعميمه حالياً ليس هو المسؤول عن صنع الثورة، بل على النقيض تماماً هو نفسه الذي حاربه منظّرو الثوّرة في المجال الشيعي أمثال محمد حسين النائيني ومهدي الخالصي وعلي شريعتي وروح الله الخميني، ومرتضى مطهري، ومحمد باقر الصدر، ومحمد حسين فضل الله.

أخيراً، فإن تحويل التشيّع من فكرة ثورية الى ممارسة طقسية يجعله عرضة لاختراق واسع من أفكار الغلو والتراث الحشوي الذي اشتغل محقّقو الشيعة على الحد من تأثيراته على الحركة الفكرية الشيعية، ويخشى أن تؤسس النزعة الطقوسية الى خروج التشيّع من التاريخ بعد أن دخل إليه بطريقة ثورية.

* عبد الله العلوي/ أستاذ حوزوي ـ العراق


السبت، 17 سبتمبر 2016

كاظم جواد في قصيدته ( مشهد )

سيرة الشاعر:
كاظم بن جواد بن عفون العارضي.
ولد في مدينة الناصرية ( العراق) - وتوفي في برلين.
عاش حياته في العراق وألمانيا.
بدأ في تلقي تعليمه الابتدائي منذ عام 1934، وفي عام 1947 حصل على الشهادة الثانوية من ثانوية الناصرية.
عين كاتبًا في دائرة طابو الناصرية (السجل العقاري) ثم كاتبًا في معهد الفنون الجميلة ببغداد. ثم واصل دراسته في كلية الحقوق في العام ذاته، وتخرج فيها عام 1952.
أتاح له عمله في معهد الفنون الجميلة الاطلاع على ما في مكتبته من كتب ودواوين فأفاد من ذلك إفادة كبيرة، وفي عام 1952 أسهم في تحرير مجلة الأسبوع الأدبية، فأتاح له ذلك الالتقاء بعدد كبير من شعراء العراق وأدبائه، وتم فصله من وظيفته الحكومية عام 1956، فعمل مدرسًا في بعض المدارس الأهلية، حتى رحل إلى سورية بمعاونة بعض أصدقائه حيث عمل مدرسًا في مدينة حلب، ومن هناك أتيح له السفر لحضور عدد من المهرجانات العالمية في الاتحاد السوفيتي السابق ممثلاً للعراق، مما كان له الأثر في توجهاته السياسية فاندفع إلى أقصى اليسار فكريًا. وبعد عودته إلى حلب أخذ يعمق ثقافته الإنجليزية، وكتب أجود قصائده، ثم عاد إلى العراق، وعمل في وزارة الإرشاد منقولاً من وزارة التربية، ثم عمل ملحقًا صحفيًا في السفارة العراقية بواشنطن، عاد بعدها إلى بغداد (1960) ليعمل في مديرية التعاون الثقافي الفني بوزارة الثقافة والإعلام فترة امتدت من عام 1960 حتى يوليه عام 1970، وفي عام 1971 عين ملحقًا صحفيًا في الهند لمدة عام، عاد بعده إلى وزارة الثقافة والإعلام ليشغل مناصب عدة. وفي العام نفسه قرر الاستقرار في «برلين» طالبًا إحالته إلى التقاعد، فوافقت وزارته، ليعود إلى نظم الشعر، ونشره.
ثلاثة من حرس الليل السكارى
سمعوا الشهيق
وصيحة الخنجر في الطريق ..
في طرف الشارع صيحات مشاجرة
وخنجر ملطخ بالطين والدماء ..
ثلاثة من حرس الليل السكارى
هبطوا الطريق
كانوا يشاهدون ظل الصيحة ،
الحمراء والخنجر والبريق
مروا سراعا في زوايا الليل
لاتبصرهم عيون
كانوا يقهقهون

أجل ، أجل ، كانوا يقهقهون ..
الإنتاج الشعري:
- له ديوان «من أغاني الحرية» - دار العلم للملايين - بيروت 1960، وأورد له كتاب: «كاظم جواد حياته وآثاره» العديد من القصائد، ونشر قصيدة: «هوامش لأشعار ولادة المستكفي» - في جريدة الجمهورية - بغداد - 13 من يناير 1979.

الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

أم عوف في شعر محمد مهدي الجواهري


يا أم عوف عجيبات ليالينا
يدنينا أهواءنا القصوى ويقصينا
في كل يوم بلا وعي ولا سبب
ينزلن ناسا على حكم ويعلينا
يدفن شهد ابتسام في مراشفنا
عذبا بعلقم دمع في مآقينا
(محمد مهدي الجواهري)

كرمُ أُم عوف المرأة الريفية
أم عوف من محافظة ميسان / قضاء علي الغربي  ...  وكانت له أرض زراعية هناك مهداة من الملك إليه ...,أم عوف  دعت الشاعر محمد مهدي الجواهري  وصحبه إلى وليمة في بيتها ؛ وسبب الوليمة كما يقول المؤرخ  البخاتي ( إن الناس لبساطتهم كانوا ينظرون للجواهري على أساس انه رجل دولة ومتنفذ، وكانت هذه المرأة الكريمة تريد أن تثبت لرجل الدولة كما تعتقد كرم أهالي القضاء ومحبتهم للضيوف على الرغم من حياتهم البسيطة، وبعد الوليمة سألها الجواهري هل لديها طلب ممكن أن يحققه لها ردا للكرم الكبير وروح الضيافة العالية التي تجسدت عند تلك المرأة الريفية، فطلبت منه أن يتدخل لإعفاء ولدها عوف من الخدمة الإلزامية خاصة وان ابنها كان متزوجا حديثا وفعلا تدخل الجواهري واعفي عوف من الخدمة العسكرية، ويضيف البخاتي نقلا عن صاحب المكتبة العسكرية أبو سعد  ....  طلب من المتواجدين معه الدكتور حزقيل وكذلك ابو سعد ووالد عبد عون الروضان وغيره من الضيوف في وليمة أم عوف أن يكتبوا له صدر كل بيت من القصيدة وبعد ذلك يقوم هو بتكملة عجز كل بيت، وما أن انتهى من الوليمة حتى قام بإكمال قصيدته الرائعة (ام عوف) المكونة من (109) أبيات، وفي اليوم الثاني تم إرسال القصيدة للنشر والتي خلدت أم عوف للأبد، وبالنسبة لسكنه يقول البخاتي كان يسكن في فندق صغير اسمه فندق محمود ملا حسن، وكان يذهب للمزرعة نهارا إما على فرس أو في سيارة، )
وعن الفترة التي قضاها الجواهري هناك يقول البخاتي من عام 1953 الى عام 1957، بعدها سافر إلى سوريا للمشاركة في أربعينية تأبين وزير الدفاع السوري عدنان المالكي، ثم عاد إلى علي الغربي وبعد ثورة 1958 عاد إلى بغداد، ولم يعود إلى القضاء بعد ذلك التاريخ.
http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_omauf.htm
رابط القصيدة كاملة اعلاه 
.

الاثنين، 29 أغسطس 2016

لاتقتلوا جواد سليم ..أتوسل إليكم...

         
كتب / جمال حسين مسلم                                              

منذ خمسين عاما ,وأنا اضع يدي على قلبي متخوفا على ابن بغداد الخالد في قلبها والوفي لتاريخها  ,العبقري و الفنان الكبير  جواد سليم , هو صاحب تمثال نصب الحرية الكائن  في ساحة الامة / الباب الشرقي / بغداد.. وهذا النصب في معانيه الكثيرة والمتعددة  { لاتستطيع } عاصمة مثل بغداد أن تكون حاضنة آمنة له ,فهو أكبر من مساحة بغداد وأعمق من تاريخه العباسي المعروف ..لربما كانت باريس أو لندن أو روما مدن قادرة على احتضان هذه العقلية والاحتفاء بها على مر الزمن....و منذ خمسين عاما وأنا متخوف من النظام السابق الصدامي ,لربما حاول أو يحالول أن يمد يده القذرة إلى  قلب بغداد وبوابتها المتثملة بنصب الحرية العظيم ...بتهمة اليسار... ودفع الله ما كان أعظم وتجاوزنا المحنة ,,وبعد 2003م ,,عدتُ من جديد اراقب الوضع عن كثب لان المتأسلمين ينظرون لهذا النصب نظرة أخرى ,لا فيها رحمة ولا فيها حضارة ,وكذلك حصاد الدواعش  وأهدافهم اللامشروعة من الانسان والحجر كل يوم في بغداد والعراق بأكمله ...والحقيقة مازلت كذلك متخوفا على هذا النصب الرائع... وما حدث فقد  عمل قبيل اشهر  النحات العراقي خليل خميس  تمثالا شخصيا  للفنان جواد سليم الذي تم نصبه في مدخل قاعة كولبنكيان في بغداد  و تحدث عنه قائلا:  {{انجز التمثال بمادة البرونز النقي وبارتفاع 3م وقد استغرق العمل فيه مدة ثلاثة شهور . خميس الذي صنع التمثال على نفقته الخاصة اضاف قائلا: «ان جواد سليم من خلال اعماله في فن التشكيل ومنها نصبه الكبير الحرية يعد نحت تمثال له رسالة حب من اجل تقييم رواد الفن العراقي فلم اكن صاحب فضل في انجاز هذا المشروع، بل اشعر بأنه واجب وطني }} , اليوم وجد هذا التمثال مقطوع الرأس ممد على الارض وكأنه بداية لما تخوفت منه منذ خمسين عاما...أتوسل إليكم اتركوا جواد سليم  ولاتقتلوه ,,,,دعوهخ يعيش في قلوب العراقيين فليس لدينا مانتظاهر تحته إلا نصب الحرية...ليس لنا مادة ثورية نتفاخر بها إلا نصب الحرية  ,,,ليس  لنا ظل نستريح تحته من لهيب الفساد إلا نصب الحرية ,ليس لنا سيف نحارب به الارهاب إلا نصب الحرية , لاحماية للاقلام إلا نصب الحرية ,فكل الفقراء يمرون من أمامه يوميا مستذكرين ثورة كانت قد ابدعت نصب الحرية ..لجواد سليم ,الذي عثر عليه مقطوع الرأس...                                                             

الأحد، 28 أغسطس 2016

ما هي حقيقة معركة جزيرة الخالدية ومن المسؤول عنها


كتب / جمال حسين مسلم               
                                    

منذ 25 يوما وقواتنا الباسلة تخوض معركة تحرير جويرة الخالدية ...الموضحة في الخريطة مع المقال..والمعركة تخوضها قوات الجيش العراقي وبعض  قوات جهاز مكافحة الارهاب و الحشد الشعبي وتشكيلاته البطلة..وحقيقة الأمر ان قواتنا قد اطبقت تماما على هذه الجزيرة وتم تحريرها {{ ولكن }} تكبدت قواتنا الباسلة أعدادا كبيرة من الجرحى والشهداء ,سقطوا نتيجة لمؤامرة حقيرة جدا ..خاضتها الفرقة العسكرية الماسكة للارض منذ عام 2006م , وحتى أيام المعركة ألاخيرة..هذه الفرقة العسكرية المتعاونة مع جماعات داعش ,حيث تتبادل معهم المواد الغذائية والتجهيزات والطاقة والعتاد ..سرا وعلانية منذ أكثر من 8 سنوات على ألأقل في تقديري ,وكانت هذه الفرقة العسكرية تشرف وتعلم بمخططات داعش تحت الارض حيث الانفاق والمكاتب والتجهيزات والسجون وغرف البث الفضائي ومقرات القيادة البديلة والمضائف  وأجهزة اتصالات متطورة واسلحة نوعية جديدة من ضمنها دبابات {{ ابرامز }} الامريكية العدد (4-6 ) تقريبا..... وعديد الدواعش يبلغ من 1000 إلى 2000. وبعيد اقتراب قواتنا من نقطة الهدف .جوبهت بعشرات الانتحاريين والمقالتلين  يخرجون من فجوات وثغرات بين النخيل وبطون الارض....!!!وفي نهاية الامر ..فتحت قواتنا ثغرة لقوات العدو الداعشي لكي يخرج من هذه المنطقة إلا انهم غدروا بقواتنا من جديد...كل هذه المعركة تجري في مساحة محددةوالقسم الاكبر من المعركة جرى في مساحة لاتتجاوز كيلو متر واحد فقط...والحمد لله تم النصر لنا ولقواتنا الباسلة {{{ ولكن وألف لكن }}} من المسؤول الحقيقي عما جرى في معركة جزيرة الخالدية ومادور المعلومة العسكرية أمام هذا الكم الهائل والمخيف من الانفاق تحت باطن الارض وما تحتوي عليه...وأين استخبارات الجيش وماهو دور المواطن هناك ..ولماذا لم يبلغ عما تحتوي المنطقة من كارثة حقيقية...فضلا عن ذلك فقد امتنعت قوات التحالف الدولي من اسناد قواتنا في هذه الجزيرة أو تقديم أي مشورة لهم أو معلومة وماطلت كثيرا حول هذا المكان.....لماذا تسكت امريكا تحديدا عن هذا الامر ولماذا تكمت الحكومة العراقية عن الموضوع برمته...السكوت لايعني عدم وجود الحقيقية..فنحن نرصد كل كبيرة وصغيرة لفضح الفاسدين والعملاء ولرص صفوف الوطن وحفظ ابنائنا من مقاتلي الحشد المقدس والجيش العراقي الباسل.... هذا هو جزء من خفايا ما حصل في معركة الخالدية  نقلا عن مصادر موثوقة الخبر                                         

الأحد، 21 أغسطس 2016

لا دولة علي ولا دولة فاطمة عليهما السلام


تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قبيل أيام مقطع من فديو (يوتيوب ) للشيخ المحترم الشاهرودي ,في معرض حديثه عن الصفات الايجابية لشخص رادود حسيني معين...وهو حديث قديم أعيد تداوله بقوة وكثافة  هذه الايام......( ولا اعرف السبب ) وظاهرة الرادود انتشرت مثل النار في الهشيم في العراق مابعد 2003م ؛ ولعديد الاسباب المتعارف والمتفق عليها... والشيخ الشاهرودي اثناء حديثه ذهب إلى ماهو أبعد وأخطر من ذلك الهدف ؛ حين نبه الحضور إلى  انهم يعيشون الآن في عصر ذهبي عصر الخير ..وهو عصر دولة علي ابن ابي طالب عيله السلام وعصر فاطمة الزهراء عليها السلام كما قال بالنص الواضح, فكل العراق يستطيع أن يبكي على الحسين عليه السلام ,وكل العراق يستطيع ان يقيم مجالس العزاء ويستذكر مصبية الحسين الشهيد عليه السلام , واذا لم تقم هذه المجالس ( على حد قوله ) فالحسين عليه السلام يزعل ويحزن...؟؟     خطورة هذا الطرح متأتية من عدة جوانب ,في مقدمتها استخفاف القائمين على المؤسسة الدينية في العراق بعقول الناس وقدراتهم الثقافية والفكرية  ..وهذا موضوع له اسبابه الحقيقية ,حيث تتمتع منصات الخطباء بحصانة دينية ولايجوز لأي فرد في المجتمع مقاطعتها او مشاكستها أو مخالفتها ؛حيث اضفت على نفسها طابع القدسية وادخلت الناس في اشكالية الوكالة الربانية في بيان الحلال من الحرام وعاقبتهما....أما نحن في العراق فعلى بعد مسافة كونية ضوئية بين دولتنا ودولة علي ابن ابي طالب عليه السلام ,فدولة علي عليه السلام لاتوصف في سطر ولا في مجلد ولا في موسوعة ,اما دولتنا ما بعد 2003م وقبله ايضا... فتوصف بأقبح الالفاظ المستخدمة في القاموس (عربي –عربي ) فهي دولة فساد ونهب وسلب ..ودولة فقراء ومساكين ومهجرين ونازحين ومفقودين باعمال قتل على الهوية ,ومشردين في خيم داخل وطنهم وحديث طويل عريض عن البنى التحتية المتهالكة وحديث  حزين عن ايتام وارامل ومرضى وسكان صفيح متجاوزين على املاك الدولة..وسياسيو الصدفة يصولون ويجولون دون رادع اخلاقي..والدواعش  نهبوا ثلث العراق في يومين ولولا سطرين من السيد الجليل المحترم لكنا في خبر كان...اما الحسين عليه السلام وهو في جنات صدق عند مليك مقتدر ,لايزعل ولا يحزن...عفوا ... بل يزعل ويحزن حين يرى مواكب الناس تهدر إليه كالأمواج في البحر ولكن الناس تظلم بعضها بعضا ..ويزعل حين يرى الناس تلطم الخدود وتاخذ الرشاوي ولا تؤدي وظائفها وتسكت عن مغتصبيها..ويحزن حين يرى كل من هب ودب يستغفل الناس باسم الحسين عليه السلام..ويموت كمدا وهما حين يرى دولة غنية مثل العراق تعيش ماتعيش والشيخ يصف الوضع بوجود بعض النواقص فقط..ويحزن حين يُطلب من الفقراء بعض الصبر والحكومة واذرعها ومعارفها يحتفلون في اسطنبول وبيروت وقبرص والقاهرة.. أما حماية المواكب الحسينية فهي من اختصاص وواجب الدولة وليست بمنية على المواطن .فالبرازيل تحمي دورة الالعاب الاولمبية 2016م ,وذاك ضمن واجبها كدولة ....وأخيرا فلسنا دولة علي ولا فاطمة عليهما السلام..نحن دولة محاصصة طائفية مقيتة ودولة سرقات  وأموال مهدورة وحقوق مسلوبة ودولة عشائر مسلحة..نحن لانرقى أن نكون مثل أي دولة أخرى حتى وان كانت جزر القمر... وإنْ كنت تبحث عن دولة علي ابن ابي طالب ,فستجدها في رائحة تعرق المقاتلين على أبواب العراق وفي الثغور وعند المعلمين الشرفاء والمخلصين لوجه الله والعمائم الملازمة للساتر الترابي في اشد المعارك ,وتجدها عند الفقراء الذين يكرمون زوار الحسين عليه السلام ,وفي قلب الشباب الحالم بيوم عمّالة في المسطر ؛يعيش به يومه فقط..وتجدها عند كل مخلص في نيته لبناء العراق وخدمة شعب العراق..وهذا مما لاتجده في المنطقة الخضراء أو السوداء...                            

السبت، 20 أغسطس 2016

بزوغ نجم الدولة الكردية الحليفة

جمال حسين مسلم
الدولة الكردية الحليف الاقوى للغرب ودولة اسرائيل تتمددُ بين شمال العراق وسوريا و جنوب تركيا , دولة قادمة تكاد ترى بالعين المجردة لكل متتبعي الاحداث في منطقة الشرق  عموما والشرق الاوسط خصوصا , سطور متواضعة تفترض بعيد فترة من الزمن القادم إعلان قيام دولة كردية مقتطعة من دول تركيا وسوريا والعراق ,تكون الحليف الأوّل والبديل الأفضل للغرب واسرائيل بعد حذف قائمة دول الخليج العربي وتركيا من التحالف الاستراتيجي الغربي في المنطقة..هذه هي المحصلة الطبيعية لمقدمة من الأحداث غير الطبيعية جرتْ وتجري كل يوم في الساحة العربية ومحيطها الأقليمي , فلا أحد عرف  قبيل 5 سنوات من أحداث الربيع العربي الدامي موقف الولايات المتحدة الامركية والغرب الاوربي من تصاعد موجة الفوضى والعنف الدامي في دول معينة من المنطقة العربية دون غيرها , ذلك الموقف الذي تباين بين نصرة الحركات الاسلامية المتطرفة في صعودها لإستلام  زمام الحكم في المنطقة العربية وبين ترك المنطقة تموج في صراعات وتدخلات اجنبية دولية وأقليمية ؛نتج عنها فعليا دول منشطرة على نفسها تذكرنا بفترة الممالك العربية الضعيفة ...واستثني من الأمر ممالك الخليج العربي لكونها من أهم مصادر الطاقة المجانية للغرب الاوربي وأمريكا نفسها..وهذه العواصف الرملية التي عصفت ببلدان العرب حققت عديد الاهداف الذهبية في زمن قياسي لمصلحة دول التحالف الغربي ,فقد تخطت مرحلة القلق الاستراتيجي من عدو مفترض للغرب وكيانها اللاشرعي , بعد أنْ تهاوتْ صروحُ هذا العدو بأيدي مواطنيه !!!وصار مصدر قلق لدول الجوار التي اكتوت بناره  او تكاد تنكوي بها..
مما فرض على  جميع دول المنطقة استنزاف ثرواتها المادية والبشرية في آن واحد ودون حصاد يذكر..وهذه العدوى فرضت على دول اقليمية كبرى أخرى سرعة التدخل قبل أن تشعل النيران على أبوابها ؛فسارعت روسيا لانقاذ ماتبقى من سورية العربية وتحصين وجودها في ايران ومياه الخليج  ,قبل أن تطرق الفوضى أبواب موسكو نفسها...وانزلقت قدم الاتراك في امور غير مستحبة ,فقد بقيت تركيا ولعمر ليس بالقصير ساحة تدريب وإعداد لكل من هب ودب  , نفرة عن الدين المشؤوم وتطبيقا لاحلام العودة العثمانية ..ولكن الاحداث الداخلية الامنية التركية المتدحرجة نحو المجهول ؛ دعت الاتراك إلى تغيير بوصلتهم بأقصى حدود السرعة ؛ لعلهم يحصلون على فرصة جديدة ؛لاعادة الامور إلى نصابها ..وهم فقط في مجال (لعل ) ,كما ان استثناء دولة اسرائيل من فوضى المنطقة أمر لامفر منه ,فقد اتفق الاعراب الداعمين لهذه الفوضى مع اذرعهم الممتدة إلى داخل احشاء الوطن العربي الممزق  ,ان الكيان آمن ولايجوز غير ذلك..ومما يلفت النظر أيضا الامن الذي هيمن على مناخ كردستان العراق وكأنه غير معني بفوضى التفجيرات في العراق وكذلك تمدد الاقليم على مناطق الثروات النفطية المهمة في شمال العراق  من خلال مسرحية سقوط الموصل المتفق عليها مسبقا,,وبعيد ذلك ظهرت لنا انتصارات قوات سوريا الديمقراطية الكردية , وهي انتصارات سلسة إلى حد ما على الدواعش وغيرهم ,كلها هذه الظروف مجتمعة , اسست لاقليم واضح المعالم . فما تبقى هو الرهان الاكبر على تفتيت اقوى قوة اقتصادية وبشرية في المنطقة من خلال الوضع الداخلي في تركيا ,والامور تسير باطراد يرضي الغرب وأذرعه في المنطقة العربية ,أما اكراد ايران فان لم يستطيعوا أن يلتحقوا بهذا الكيان الجديد ,فهم ورقة حسنة ومفيدة بيد الغرب للتلاعب بالشأن الداخلي الايراني المحاط اصلا بعديد الازمات على الحدود..فايران التي لم تصنع عراقا قويا وارتضت بضعفه ؛ ستدفع ثمن هذا الفارق عاجلا أم آجلا..وجهة نظر متواضعة ترى ان حليفا كرديا عسكريا واقليما سيكون هو الافضل لاوربا الغربية المتوجسة من النمو الاقتصادي المتصاعد في تركيا ,وسيكون هو الامثل لاشغال المنطقة وافراغها من اهدافها الاساسية ,ولم يبق من حظوظ افشال هذا الاحتمال إلا اصطفاف عسكري لروسيا والمتحالفين معها بوجه هذا المخطط  أو الشعب الكردي نفسه (ربما ) وهذا اضعف الاحتمالات, وغير ذلك فان نجم قيام هذه الدويلة قد بزغ  في سماء المنطقة كلها..                         

الخميس، 18 أغسطس 2016

ياريل وصل حمد ***مني سلام وشوك*** كله الشِعر ياحمد

قول نحن عشاق مظفر النواب نقول للكبير مظفر ستبقى سيدي متربعا في واحات قلوبنا المتعطشه لصوتك المترع بالدفء والفرادة اما اذا شاء الله وانتقلت للدار الآخره قبلنا فكما يقول جلال الدين الرومي قبري في صدور العارفين من الرجال ونحن نقول سيكون قبرك النابض بالحياة والشعر في قلوب الشعراء والشرفاء...أطال الله عمرك سيدي أبا عادل فأنت حقا ولي صالح من أولياء الشعر والنضال الحقيقي .
اختم كلامي برسالة شعرية كتبتها (الاستاذ الخطاط) الى الرمز الكبير تتحدث بلسان كل العراقيين الذين عشقوا مظفر وانتظروا مظفر فأقول :
الى المبدع الكبير الرمز مظفر النواب :

ياريل وصل حمد
مني سلام وشوك
كله الشِعر ياحمد
الصايته ايلوك
ياملح شِعر العرب
يلشَعر راسك شلب
سافر إبجسمك سفر
وروحك تظل ياوفي
مشتوله وي الكصب

***
ياطير من ينذبح يجفل
يغرّد تعب
يسـَكت إغراب النعب
رفة إجناحك سحر
رفة إجناحك شعر
عندك قصايد نوك
عندك فخاتي شجن
عَ النجمه غنن فوك
عَ النسمة ناحن شوك
***

آنه ارد اروح الحمد
ماروح انه الغيره
وأحجيله ...
صارت صدك
وباعوني إبليرة
والليره طلعت شبه
وإشتعلت الحيره
والناس تنطر حمد
يرجع بريل السعد
محمّل أشعار ورد
ويكحّل الديره
آنه ارد أروح الحمد
ماروح أنه الغيره
***

ياريل وصّي حمد
خل يطوي ليل السفر
ويجمع تصاويره
ياريل شنهي العذر
ماتعباه السفر ..
وهوَّ بجحيل العمر
والدنيه فريره
***

ياريل بلكت تمر
توصّل سلام الِشعر
وبوساتنه إبكجه
ياريل اوصل حمد
ياساحر الحِسجه
ياريل لا تشتمر
إضلوعي الك سجه
***

( ياريل صيح بقهر
صيحة عشك ياريل
هودر هواهم ولك
حدر السنابل كطه)
ياريل خاف إتعَثر
بخيال ذيب السِطه
اليحوف نص الليل
ياريل حّمل نده
من هور اِلغموكه
وإخذ الجفن لو رحت
سويه غلك فوكه
وضم النده والدمع
الحوشيه لتبوكه
***

الشعر عندك وطن
والوطن عندك شعر
الوطن عندك جرح
الشعر كمر الصبح
والشعر كيمر ملح
عالناس خضر ضوه
فتّحت باب الِشعر
خليته يشتم هوه
حسيت بيه مخنوك
خاويته من الزغر
وكل ساعه بيه محروك
الشعر عندك شعر
يجري بسواجي الفجر
وعد غيرك اصبح سوك
***

ياحمد هلبت تمر
ويشتعل بينه الحيل
وإنرد ندك اكهوه
ويرجع يشمنه الهيل
مر بينه مره حمد
وصافح صبحنه اريوك
ياريل بلغ حمد مني سلام وشوك
مني سلام 

وشووووووووك 

الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

السيد محمد صادق الصدر ,طريقنا اختلف

http://elsada.net/15460/
جمال حسين مسلم                                                                                          
تمرُ علينا ببالغ الاسى والحزن ذكرى استشهاد آية الله العظمى محمد صادق صادق الصدر  قُدس سره الشريف ,العالم المجاهد الذي كاد أن يطيح بنظام الهالك صدام وأعوانه  لولا المنية التي وافته ؛ أثر حادثة اغتياله الشهيرة مع نجليه الكريمين على يد مجموعة قذرة من رجال المخابرات العراقية السابقة..عام 1999م . وجمهور آية الله العظمى السيد الشهيد في العراق وخارج العراق من مختلف الملل والمشارب ,يُعدُ جمهورا غفيرا ينتمي إلى هذا السيد الجليل بكل جوارحه وافكاره وعواطفه ,هذا الرجل الذي حاول جاهدا أن يضع الشارع العراقي في خطاه الحقيقية والثابتة من أجل النيل من الطاغية وزبانيته والخلاص من استبدادهم,الذين اسسوا اساس الظلم والعدوان في العراق وماجاوره من الدول أيضا...فضلا عن ذلك فقد كان صاحب منهجا قويما يعتمد على اصول التربية وبناء الاجيال وما إلى ذلك من فضائل لاتعد ولاتحصى ولااستطيع ذكرها في سطور متواضعة كهذه التي نستذكر بها هذا الرجل المناضل والعالم الجليل.وبعيد انتهاء الحقبة السوداء من حكم حزب العبث العربي اللااشتراكي ولا هم يحزنون ,مثل انصار السيد الشهيد مشهدا كبيرا في احداث العراق ما بعد 2003م ,فكانوا من أول المجاميع العسكرية المقاتلة ضد الوجود الاجنبي في العراق وايضا ضد المجاميع التكفيرية المصنوعة في دول الجواروداخل العراق ..وقدم هذا التيار عديد الشهداء والجرحى وكان جلهم من ابناء المناطق الشعبية الفقيرة والتي مثلت معقلا مهما لما عرف شعبيا فيما بعد باسم التيار الصدري...الممثل في الدولة العراقية من خلال البرلمان وبعض الوزارات ولاسيما الخدمية منها وكذلك الممثل في جبهات القتال ضد العدو بمختلف ثيابه وألوانه..بفصائل التيار العسكرية والمعروفة باسم سرايا السلام        
وفي ذكرى استشهاد السيد الشهيد سألت نفسي سؤالا.. ما الذي يربطني بالسيد الشهيد وما علاقتي به ؟؟؟؟والاجابة والواضحة والصريحة  , ان لا رابط بيني وبينه ؛ فكل الذي بناه السيد الشهيد وكل الذي سعى إليه قد انقطع ؛ولذلك نرى ما لايسر السيد الشهيد في حياته ولا في مماته..نرى الفقر يدق عنق الناس البسطاء في كل ساعة من اليوم ..ونرى المرضى يتوسلون الاطباء الجشعين ..ونرى بيوت المتجاوزين تحت لهيب الشمس بدون كهرباء ..والعطالة تعصف بابناء العراق من حملة الشهادة ومن غيرهم...والسرقات علانية ونهب المال العام علانية ايضا..والنخب التي تحكم البلاد .اكثرها من اللصوص المحترفين..والعراق ضاع في يومين مع 5 فرق عسكرية...والشعب مهاجر لاحول ولاقوة له...ونحن نسمي الناس بمسميات مريضة..سني وشيعي وكردي وصبي ومسيحي و ازيدي...والتعليم بائس لولا الشرفاء من ابناء التربية لهلكنا دون رجعة..والرشوة في معظم دوائر الدولة..والتحايل باسم الدين على الاخرين..وفقدان ابسط مقومات العيش المدني... والاصنام الجديدة..فقد كنا بصدام وصرنا بعشرة او اكثر من امثاله...والعراق مقسم وذاهب الى المجهول..ميزانية فارغة بمقابل سرقات بالمليارات..قضاء مشكوك في امره حد اللعنة..مثقف يتلفت عن المين والشمال خوفا من كاتم الصوت...شوارع مليئة بالقمامة...انتخابات تاتي بالنطيحة والمتردية ..سبايا وقطع الرؤوس باسم الله اكبر.. الامية تغزو ابناء العراق فلاتعليم مع الفقر...المشي الى الحسين عليه السلام والسكوت عن الحاكم الجائر الفاسد في نفس الوقت...بلد يعج بالوساطة وابن عمك وابن خالك...الكل يعيش تحت شعار الله كريم..رحمة الله واسعة... وارجو ان لا اكون متشائما الى حد المبالغة ,فالعراق لم ولن يخلو من الشرفاء والمبدعين والخيرين ومن المقاتلين عن ثغر العراق بكل بسالة وشرف..واخيرا  اكتشفت بان لاشيء يربطني برجل استشهد في سبيلي ولاجلي ,وهو رمز وقضية وانا اتفرج على تلك المفاسد مجتمعة وعلى امور عجيبة غريبة دون ان احرك ساكنا.. فأنت سيدي استشهدت في سبيل الله وخرجت ضد الفساد وانا اعيد انتخاب الفاسد بارادتي منذ 13 سنة..تمثلت لطريق الحق مضرجا بالدماء وانا انتقي من فتوى المرجع ما يعجبني واترك الاخرى بحسب مصلحتي ..فطريقنا مختلف.وحسبك الجنة وما عملت به ..وحسبنا الله ونعم الوكيل       

الأحد، 7 أغسطس 2016

رسالة الى فائق حسن.. بمناسبة قتل معهد الفنون الجميلة!!


 رسالة بقلم الفنان القدير / ستار كاووش
أستاذي العزيز، لم أرغب في أن أعكر عليك صفو راحتك وأنت ترقد في الأعالي. لكني أتساءل أحياناً مع نفسي، أين أنت يافائق حسن لترى وتشهد على وضاعة الأوضاع في بلدنا العراق، أين أنت يامن أسست معهد الفنون الجميلة سنة 1939 وعلمتنا سحر الرسم؟ وقتها أردتَ أن تجمعَ الموهوبين من الشباب والشابات ليكونوا نواة لفناني البلد في المستقبل. سبع وسبعون سنة مضت على ذلك الحدث الذي غيّر وجه الثقافة في العراق وأعطاها هوية جديدة. كنت رائداً يا أستاذنا في الرسم وفي صياغة معايير جديدة لإبداعنا. لكنك ربما لاتعرف الآن وأنت بعيد عنا كل هذا البعد بأن ثمة رواد جدد قد ظهروا الآن في بغدادك ليؤسسوا نوعاً جديداً من (الفن)، أنه فن الخزعبلات والوضاعة وقتل الجمال بكل ما تحمله هذه الكلمات من معانٍ. هل تصدق يا أستاذي بأن هؤلاء الذين يسحبون خطواتهم الآن على درب الانحطاط ويريدون سحب البلد معهم أيضاً على نفس هذا الطريق، يحاولون الآن طمس ما بنيت وهدم ما أسست وتفريق ما جمعت وما تركت لنا من أرث نفاخر به كل وقت!! 
لقد غيروا أسماء المدن ومسحوا أسماء الشوارع التي نعرفها وهدموا بناياتنا الجميلة وحولوا أحجارنا الثمينة الى محابس وسبح !! قلبوا قماشات لوحاتنا ووضعوها تحت اقدامهم وهم يدعون لخرابنا في صلاتهم للرب!! اطفأوا مصابيحنا ومنحونا القنابل والتفجيرات!! منعوا أغانينا وأهدونا العويل والبكاء!! نزعوا لافتات أفراحنا وغطوا بقماشاتها عنوةً رؤوس فتياتنا الجميلات!! أصبح الرسم محرماً في بلد اخترع الرسم وأهداه للبشرية!! وسادت الخزعبلات والتعاويذ في بلد اخترع الكتابة وغيّر تاريخ العالم!! منعوا الرقص والموسيقى!! وفوق هذا يسمّون النحت أصناماً!! أزالوا الدمى البلاستيكية التي توضع في واجهات المحال لغرض عرض الملابس واتهموها بإفساد الذوق العام، ليعطوا لنسائنا بعدها السواد والقتامة. ربما تستغرب يا أستاذي وتتساءل بعفويتك المعهودة عن كيفية حدوث كل هذا التغيير وبهذا الوقت القياسي؟ وأنا أقول لك، لا وقت لهؤلاء سوى أوقات صلاتهم الزائفة، وهم سائرون بهذا النهج ما دام الجميع ساكتين. 
اِسحب نفساً من دخان غليونك يا أستاذي واتكئ على كرسيك قبل أن أزف لك الخبر الأخير، نعم، أنه الخبر الذي دعاني لمكاتبتك والرجوع اليك كما كنت أفعل ذلك أيام الدراسة. فقد قرر قبل بضعة أيام أحد هؤلاء الجهابذة أن يهدم ويلغي ويزيل عن الوجود معهد الفنون الجميلة ويدعو الى تحويله لمدرسة إعدادية!! يالمحبته للعلم والمدارس ويالانتباهته الفذة في اقتلاع الفساد الذي يعشش في معهد الفنون الجميلة والذي تسبب في خراب البلد والناس، ويالبراعته وهو يحارب الشر والرجس الذي هو من عمل الشيطان!!! أنت تضحك الآن بالتأكيد يا أستاذي وتحمد الله لأنك بعيد كل هذا البعد. أراك تضحك أكثر وتعدّل من جلستك وتتكئ على حافة كرسيك القديم لتستذكر دعوتي لإطلاق اسمك على أحد شوارعنا. وأنا أضحك معك الآن بحرقة أقرب الى الكوميديا السوداء، حيث لا أرى اسمك مكتوباً على يافطة شارع حتى وأن كان صغيراً، بل دَمِعَت عيناي وأنا أشاهد بدلاً من ذك أسم (رجل دين) من بلد آخر، يُطلق على احد شوارع بلدي!!!! 
أخيراً أعرف بأنك قد تستغرب يا أستاذي وقد يستغرب القراء أيضاً بأني قد استعملت هنا في هذا المقال الكثير من علامات التعجب، وأنا أسألك، هل رأيت عجباً أكثر مما يمر به بلدنا؟ فلا علامات في اللغة تشير الى وضعنا الآن بشكل مناسب سوى علامات التعجب، والتعجب جداً!!!!

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

النائبة عالية نصيف....يافشلت الفشلة والله...


1-عالية نصيف تقول ان وزير الدفاع كان بعثيا..طيب
ومهدي الغراوي وعبود قنبر وعلي غيدان وطالب شغاتي وصباح الفتلاوي جماعة..حجي ابو اسراء اللي ضيعوا 5 فرق عسكرية وثلث العراق بيومين ....مو يمج الشغلة
2-استجواب وزير الدفاع العراقي في هذا الوقت جاء متزامن مع تصريحات الوزير حول عدم اشراك البشمركه في معركة الموصل القادمة...
3-عالية نصيف تقول إن وزير الدفاع استتقتل لكي يسلح الجيش العراقي من نقود متبقية من صفقة سابقة ..وبرايك هذا عمل مشين ...صدك الغباء موهبة
4-النائبة عالية نصيف تقول عميد ركن طيار في الجيش العراقي غير كفوء..وانتي بايسكل ماتعرفين اتسوقين
5- عالية نصيف تتحدث والبرلمان صاير طشاره مال والي..

6- رئيس البرلمان ولى هاربا لكي لايسترسل وزير الدفاع في بيان الفضائح التي تورط فيها سليم الجبوري 

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن