الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

أم عوف في شعر محمد مهدي الجواهري


يا أم عوف عجيبات ليالينا
يدنينا أهواءنا القصوى ويقصينا
في كل يوم بلا وعي ولا سبب
ينزلن ناسا على حكم ويعلينا
يدفن شهد ابتسام في مراشفنا
عذبا بعلقم دمع في مآقينا
(محمد مهدي الجواهري)

كرمُ أُم عوف المرأة الريفية
أم عوف من محافظة ميسان / قضاء علي الغربي  ...  وكانت له أرض زراعية هناك مهداة من الملك إليه ...,أم عوف  دعت الشاعر محمد مهدي الجواهري  وصحبه إلى وليمة في بيتها ؛ وسبب الوليمة كما يقول المؤرخ  البخاتي ( إن الناس لبساطتهم كانوا ينظرون للجواهري على أساس انه رجل دولة ومتنفذ، وكانت هذه المرأة الكريمة تريد أن تثبت لرجل الدولة كما تعتقد كرم أهالي القضاء ومحبتهم للضيوف على الرغم من حياتهم البسيطة، وبعد الوليمة سألها الجواهري هل لديها طلب ممكن أن يحققه لها ردا للكرم الكبير وروح الضيافة العالية التي تجسدت عند تلك المرأة الريفية، فطلبت منه أن يتدخل لإعفاء ولدها عوف من الخدمة الإلزامية خاصة وان ابنها كان متزوجا حديثا وفعلا تدخل الجواهري واعفي عوف من الخدمة العسكرية، ويضيف البخاتي نقلا عن صاحب المكتبة العسكرية أبو سعد  ....  طلب من المتواجدين معه الدكتور حزقيل وكذلك ابو سعد ووالد عبد عون الروضان وغيره من الضيوف في وليمة أم عوف أن يكتبوا له صدر كل بيت من القصيدة وبعد ذلك يقوم هو بتكملة عجز كل بيت، وما أن انتهى من الوليمة حتى قام بإكمال قصيدته الرائعة (ام عوف) المكونة من (109) أبيات، وفي اليوم الثاني تم إرسال القصيدة للنشر والتي خلدت أم عوف للأبد، وبالنسبة لسكنه يقول البخاتي كان يسكن في فندق صغير اسمه فندق محمود ملا حسن، وكان يذهب للمزرعة نهارا إما على فرس أو في سيارة، )
وعن الفترة التي قضاها الجواهري هناك يقول البخاتي من عام 1953 الى عام 1957، بعدها سافر إلى سوريا للمشاركة في أربعينية تأبين وزير الدفاع السوري عدنان المالكي، ثم عاد إلى علي الغربي وبعد ثورة 1958 عاد إلى بغداد، ولم يعود إلى القضاء بعد ذلك التاريخ.
http://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/jawahiri/jaw_omauf.htm
رابط القصيدة كاملة اعلاه 
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن