الثلاثاء، 16 يوليو 2013

مختارات من شعر الراحل عبد الأمير جرس

مختارات من شعر عبد الأمير جرس






ملاحظة

قد لا أكون عميقا
كالبحر الأبيض..
ولكني بالتأكيد
أكثر سوادا

بيت:

وقفت ضدّي..
وكان الكلّ يحفر لي
فهل رأيت وحيدا
ضدّه..
يقف؟

مطلع:

أطعت نفسي..
على نفسي
وأعترفُ
اني، معي
دائما في الرأي
أختلفُ!

احتشاد

انا ذا،
أحتشد كآلاف القتلى
مهددا، الديناصور..
بانقراضي.

لافتة

أغمض عيني اليسرى، أضع الشعيرة
في منتصف الفرضة، وأرسم خطا
وهميا بيني وبين آخر العمر
إحذرْ!
مركبة طويلة..
سيطرة
على المرء
ان يتجنب خطوط الأفق..
هذه الأيام

مرثية:

أعداد لا تحصى من القتلى
احتشدوا أمس في الثكنة
وعندما سألهم آمر الفوج
- ماذا تريدون
أجابوا:
- نريد أن نموت

كلامك الحلو، سوس حياتي..

ربما
لا سنّ في فمي الا وفي غير موقعه
الشاعر في المقهى، يعد الساعات
- أبو داود
ضع سكرا في الوقت
ودع حياتي تتساقط فيها الأيام
 هكذا
 سنا
 سنا

أصابع

قد أكون مخطئا
وقد لا أكون
(5،4،3،2،1) خمسة لا غير..
خمسة وحسب
سيداتي
آنساتي سادتي أنصحكم
بأن تعيشوا بيد واحدة
لأن اليد الواحدة..
لا
 تصفق

من ( الأغصان المائلة)

قالت المرأة للرجل:-
سيوقفونك
- ولكنني
مثبّت بالبطاقة
..وعلى وجهي ختم الدولة
- يا رجل
أنت نافر كخيول
مربوطة..!

كل غصن مائل
سيتهمني
بالمستقيم
لأنني بلا بداية،
ولا نهاية
أيضا

بدمي عنكبوت، يؤثث غارا
وبقلبي
تعشش الحمامات
لا موعد لهبوبي
قد أهاجر
قبيل الهجرة
تاركا فراشي، بلا أحد

فضاء المدرس

ما أحفظ، لا يكفي
لملء الفراغات
أنا ذا..
أسقط
مدّعيا:
ان الحياة شجرة
والعمر وريقات
والخريف مدرس
وأنت لا تسقطين
لأنك تحت الشجرة
ولأن المدرس
ليس خريفا
المدرس:
كل ما هو خارج السبورة
- الريح التي تعدّ علينا أصابعنا
الطباشير:
كل ما يجري الآن..
على السبورة
- كل ما ليس يبقى-
- أستاذ
الدروس الكثيرة لم تزدني
سوى اصبع
أظنّه سيظلّ مرفوعا..
والى الأبد..
كم اصبعا تبقى؟
وكم تبقى
أيها الريح
أعني
أيها المدرس
فانا أزحف كأم أربع وأربعين..
تاركا في كلّ صف
اصبعا مرفوعا..
وعلامة تعجب

سؤال:

ترى!
بماذا تفكر..
رؤوسهم
النووية؟!

مباراة

هناك من يمرر الأرض..
من بين أيامنا
من يمسكها بكلتا يديه
ومن يطلقني
جزافا

كلما أنفرد بنفسي..
يصفر الحكم..
- أن أوقف اللعب
فالحياة ليست لعبة
- ولكن الأرض
كرة

ألا تراها مرمية لا على التعيين؟!
أيها الحكم
أنت أيضا تلعب " البولنك"
هكذا:
تمسك بيدك الأرض، ثم ترمينا
بها فنتساقط الواحد تلو الآخر..
- يا ولد
انتهى الوقت
- كل أوقاتنا ضائعة
وليس هنالك من ينهي..
هذه المباراة
ليست آخر ما سنخسره..
نحن الأطفال
نجد دائما ما ينكسر
الكرستال
لا يقوى على طفولتنا
ذلك..
اننا ننمو
وليس بوسع أحد أن يوقف طفلا..
ينمو..
هيهات
أيها الحكم
هيهات
ان أعضاءنا لتنمو، بين الأنقاض
ها هم أصدقائي الرضع:
" أحمد عبد اللطيف صار طبيبا
وحكمت أيضا
حازم ياسر يدرس الصحافة في كلية الآداب
انه الآن لاعب معروف"
أما أنت
فما زلت الحكم
ذلك الشيء الذي يصفر..
ويصفّر..
كلما
أنفرد
بنفسي

خبز

لدينا خبز
سننام الليلة وتحت وسادة كل منا
رغيفان من الخبز
الخبز الذي صار أسود..
الخبز الذي لم يعد أبيض
نامي يا ابنتي
- تصبحين على خبز
- تصبح على خبز يا أبي
- تصبحون على خبز جميعا
غدا يا ابنتي
حيث تذهبين الى المدرسة
وحقيبتك ملأى بالافلاس
غدا..
حيث تقفين في رفعة العلم
لا تمزقي العلم
ولا تبصقي على معلمة التربية الوطنية
أرجوك
يا ابنتي
حافظي على بشاعة مدرستك.
سيرك

لا نريد
أسودا كالقطط
لا نريد
رجالا كالقردة
نريد
أن نتعلم المشي
ولكن
لا على الحبل
نريد
أن ننقلب
ولكن
لا على
رؤوسنا

نابليون

الهي...
لو تداركت الموقف
وصنعت من الامبراطور
رجلا آخر
رجلا
لا يفضل الحروب
على قاعات الدرس!

دقائق مغشوشة

انني أمارس حياتي...
على أنها: هواية
أو نزوة
لم أكن قطّ جادا
في عام 1995، دخلت الثلاثين
هكذا..
أي كما لو انني أدخل..
حانة!
___________________

* المصادر:
- ديوان الشاعر " قصائد ضد الريح" 1993.
- مجلة أسفار/ العدد 13/1992.
- مجلة الاغتراب الأدبي/ العدد 39/ 1998.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن