الأربعاء، 22 أبريل 2015

الحدودُ التي رُسِمتْ في الصّدورِ

 س :- هل العراق واحد موحد
             
      خاض العراق في تاريخه الحديث حروبا عديدة  ,كان منها الخارجي من مثل الحرب العراقية -الايرانية 1981-1988 و تلتها  حرب احتلال دولة الكويت 1991 م وبعدها حرب اسقاط النطام 2003م ,وهذه الحروب الثلاث جاءت تحت قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي ؟؟؟  المهيمن الأوّل على السلطة , وإنْ كانت قد تحولت تدريجيا إلى حكم القبيلة والقرية والعائلة الواحدة , وهذا من سوء طالع العراقيين المساكين ..فصلت هذه الحروب الثلاثة بعض الخطوط الأولى للحدود الاجتماعية بين مكونات الشعب العراقي وفي صدورهم ..فقد افرزت عن مدن وعشائر ومذهب اسلامي معين ,دولة  من الخط الاول لهم حدود معينة ويمتازون معها بميزات  لايحظى بها الشعب العراقي ,فقد كانت مدن صلاح الدين ولاسميا تكريت والملحقات بتكريت وكذلك الفلوجه والموصل من المدن المفضلة ؛  بولائها للسلطة الحاكمة , وما ذلك بسر يخفى على المتتبع لتاريخ العراق الحديث ...ومن ثم شغلت مجموعة من العشائر المراكز الاولى في ادارة الدولة  , فكانت كثير من عشائر تكريت وسامراء وكثير من عشائر الانبار وتليها الموصل في مقدمة العشائر المقربة من البيت الحاكم الدكتاتوري , ينتج عن ذلك عديد المميزات المالية والمادية لهم...هذه أول الخطوط المرسومة على جغرافية العراق الموحد بالسيف والقهر الاجتماعي...أما من  نال شرف رضى القيادة السابقة ؟؟؟ فقد حظى بما حظى به الاخرون من امتيازات وان كان من مناطق اخرى شريطة ان تكون يداه ملونات بالدم الاحمر من ابناء الشعب العراقي ,اما عن تفاصيل تلك المناطق والعشائر والبيوتات وطرق ولائهم وانتمائاتهم ,فمن الافضل ان يترك للباحيثين في علم التاريخ والاجتماع المعاصرين , فهو فرصة  درس لهما وبحث ..كما اظن..و ما تبقى من مدن العراق في شماله وجنوبه ومن عشائره في الجهتين ايضا فهما من بقية الناس التي عليها ان تسبح بفضل وبحكمة القيادة البعثية ورمزها المخلوع وان تضور الناس من الجوع والحر و التشريد فما عليهم إلا ان يشتغلوا عمال بناء في قصور الدكتاتور المذهبة بالذهب الخالص والمنتشرة في ارجاء العراق .وهذه اول المعارك التي رسمت لنا الحدود العراقيه داخل الوطن ,ولابد من الاشارة ان المعارك هي جزء من اسباب عديدة رسمت تلك الحدود الحقيقية على ارض الواقع ولكن ليست الوحيدة  ,اشير هنا إلى اخوتي من الدارسين بالتوسع في الموضوع واعداد رسائل اكاديمية في هذه االموضوع واسبابه ونتائجه...                                           
المعارك الأخرى والأكثر أهمية هي معارك الداخل العراقي والتي وضعت الحدود الجغرافية للمجتمع المنقسم على نفسه بكل وضوح وبدون تخريفات مايسمى بالوحدة الوطنية التي شخصيا لم أعشها يوما واحدا في حياتي...والحروب الداخلية العراقية تبدا من قضية حرب الشمال ضد الاخوة في اقليم كردستان العراق وامتدت من حرب عبد الكريم قاسم ضد الاكراد انتهاءا بعملية الانفال في عام 1991 م  وهذه الفترة الطويلة جدا عاش فيها الاكراد مرارة الحياة  ودفعوا من دماء ابنائهم مالا نسطيع ذكره او نكرانه في هذه السطور المتواضعه  ؛ فكان العنصر الكردي والارض الكردية لاتنتمي الى العراق الواحد بعد شلال الدم والاضطهاد الكبيرين...وحدودهما واضحة المعالم وقضيتهم  اوضح من عين الشمس والشخص الكردي يحمل خارطة الحدود في صدره قبل ان ترسم على الارض بسبب الويلات التي ذاقها والتي كنت شاهدا عليها معايشا لها الى عام 1996م... ثانيهما الحرب على دولة الكويت وماتبع ذلك في الانتفاضة الشعبانية المباركة 1991 م والتي اجهضت بفعل ارادة دول الجوار العربي والاسلامي قاطبة وبرضى ومواقفقة الغرب كله تقريبا ,فكانت لهجة الجنود الذين سحقوا الانتفاضة واذلوا اهلها وبطشوا بالمدن والسكان الآمنين ,تنتمي تلك اللهجة بوضوح تام الى الجهة الغربية من العراق وماتبع تكريت والموصل..والمضطهد والضحية هو ابن الجنوب ,فكيف لا يرسم حدودا جديدة  في صدره المليء بالسهام من هذا الوطن ووحدته الافتراضية ..؟؟؟؟                               
والحديث بعد سقوط النظام عام 2003م , يختلف كثيرا عما سبقه ولايشبه حديثا أخر ,فقد فقد كثير من ابناء النظام السابق وايتامه  صوابهم حين انهزم البعثيون وهربوا بملابسهم الداخلية ... بمشهد سريالي أمام الاعلام العربي والدولي آنذاك..ونتيجة لهذا الحدث ,انقلبت السيارات المفخخة والعبوات الناسفة على مناطق معينة من العراق ؟؟؟ونالت طائفة الشيعة المسلمة  حظها الاوفر وحصتها الكاملة  من زهق الارواح الطاهرة ..سمعت وشاهدت  الناس بمختلف مشاربهم الالسن  تلصق بنفس الطائفة  الصفات والالقاب  السيئة  وأنواع الشتائم , فضلا عن الخطاب الديني والاعلامي الذي اوغل في الكراهية والطائفية وحتى اللحظة  يسير بالمنهج نفسه ..وما إلى ذلك من عوامل أخرى ..ساعدت وثبتت حدود  خريطة العراق الواقعية في صدور الناس وفي اذهانهم ولا أرى مبررا لانكارها والحديث بغيرها , حيث لاوجود  لتلك الخارطة التي تدرس في علم الجغرافية...                              
جمال حسين مسلم                                      

هناك تعليق واحد:

  1. Guest



    انا احييك علي نضالك...في زمن المرتدين الخانعين الذين ازكموا انوفنا وشوهوا تا ريخ العراق العريق...بافعالهم الدنيئة ...

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن