الأحد، 26 أبريل 2015

مساكين على بابِ الملك

               
لم يكن  النزوح الانباري  في هذه المرحلة صادما في المشهد العراقي السياسي فقط , ولكن كان مشهدا غير متوقع ؛ لأسباب كثيرة ,وفي مقدمتها ماتواصل به الأعلام العربي والعراقي عن حديث أهالي الأنبار حول المشهد العراقي ككل ,هذا الحديث الذي اتسم ومنذ البداية بطابعين  يتصفان بلغة الهجوم الشامل والكامل على كل الأطراف المتبقية من الشعب العراقي بما فيهم أهالي الأنبار  من المشاركين في العملية السياسية في بغداد أو من الذين تصدول للغزو الدواعشي ورفضوه من اللحظة الأولى...                                           
   والحقيقة الكاملة الصادمة في مشهد النزوح السريالي تشكلت في ذهن المتلقي العراقي والعربي بعد أنْ غاص في أفكاره وخياله مع الخطاب السياسي الأنباري المعارض من رجال الدين ؟؟؟ أو شيوخ القبائل ؟؟؟ أو بعض رجال الأعمال الانباريين ؟؟؟ ولاسيما ممن ارتبطت مصالحهم علانية بمسيرة بعض دويلات الخليج العربي فضلا عن الأردن وتركيا , ممن تنصبوا على رقاب الناس وقادووهم أيام مايسمى بساحات الاعتصام , تلك الساحات التي عشش فيها الدواعش بكل رحابة صدر وترحيب وبمباركة عربية أعلامية كبيرة جدا ,مثلت أهدافا مشكوك فيها منذ أول يوم انطلقت فيه تلك الحملة المسعورة .                                                       اليوم الشمهد الأ نباري مختلف إلى حد ما عن سابقه , وجهُ الاختلاف في ما أصاب الناس من تشرد ونزوح جماعي بلغ في ليلة وضحاها أكثر من 150 ألف مواطن مشرد يقفون على أبواب بغداد ,وهذا مالم يجربه الانباريون من قبل ...حتى مع  أخطر التغييرات التي عصفت بالعراق ما بعد 2003م ... ولكن هذا المشهد  عصر قلوب الصادقين  على قلتهم  , ولاسيما من بعض ممثلي هذه الطائفة أو الجهة الغربية من العراق  بدا المظهر السريالي للنزوح الجماعي  من وجهة نظر أخرى لبعض ساسة الصدفة ولاسيما من ابناء المنطقة السوداء أو الخضراء في بغداد ..ممن  يتمتعون بقدرة خارقة واماكانيات أسطورية على اللطم في كل عزاء واللعب على كل حبل دون ملل أو كلل ...بدا وكأنه فرصة لاتعوض !!! فقد شهدت جميع الوسائل الأعلامية المحلية العراقية والعربية ,كثير من مهاتراتهم في شأن  تقاسم ثروات الدولة المخصصة لبعض النازحين من أهالي ديالى وكركوك  فيما سبق ...وما هو بسر  نخفية  اذا تحدثنا عن  تلك الأرقام المهولة  الماية المختلسة ومايقابلها من وضع انساني خطير جدا ,فقد فيه الفرد العراقي في مخيمات النزوح داخل وطنه أبسط مقومات الانسانية , وصار يحلم بشربة ماء نطيف فقط.. أو خيمة تأويه وعائلته..                                           
 تسارعت الاحداث وكان معبر أوجسر بزيبز يمثل رمزا دراميا كبيرا حيث لم بخطر في باله يوما من الأيام  أنْ يجتازه هذا العدد الهائل من الناس في غضون ساعات , تلك المجاميع البشرية المغادرة إلى المجهول ,تعرضت في السابق إلى ضغط مباشر وموجه من قبل عتاة الدين والقبلية والسياسة  ,جعلها تعادي أي عمل  سياسي في العراق صغيرا كان أم كبيرا ,بل حولها إلى غول من الطائفية المقيتة ,؛ولهول الحدث فقد انقلبت في ساعات على تاريخها القريب جدا وصارت تتوعد وتنذر كل من خطط ودبر لهذا الموضوع ولهذه الاحداث المؤلمة ؟؟ ومن هنا فقد الجماعة  مقوماتهم التي  تجعلهم في مواجهة المواطن الانباري وخداعه من جديد ,ولأسباب اخرى من ضمنها وأهمها طموحهم في  سحب رجل الدول العربية المجاورة إلى موضع قدم  في العراق ,وكأنهم لايفهمون الدور الامريكي – الايراني المتوازن داخل ساحة العراق  ؟؟؟ ولهذا سافر مجموعة من المساكين في يوم واحد { سليم الجبوري ,صالح المطلك ,اسامه النجيفي  } , من دون خطط مسبقة وواضحة لمقابلة ملك الاردن عبد الله الثاني , وكانهم لايعلمون بأن الاردن غائصة إلى الاذقان في موضوع العراق والتدخل في الشأن العراقي ... والسوري واليمني والليبي والبحريني ...وهو أمر غريب  جدا ... المساكين على أبواب الملك ,والملك يتوعد بالمساعدة من خلال الجهات الرسمية فقط وعبر قنوات الدولة العراقية فقط ...مساكين على أبواب الملك ربما يحلمون بصفقات مذهلة أخرى تزيد من أرصدتهم  البنكية ولاضير في ذلك ... مادامت الدولة العراقية لارقيب فيها ولاحساب ...أولى لكم ثم أولى لكم أنْ تنتبهوا لهذا المأزق من خلال الفرد الانباري نفسه وتطويعه  في العملية السياسية وبحث الاسباب الحقيقية التي جعلته في هذا المأزق...ولستم بأقل ثروات من الاردن لكي  تطلبوا المساعدة للنازحين ...ولا نرغب بجعل موضوعة النازحين من أبواب التسول  الرسمي العراقي في العواصم العربية..التي ضربت العراق على خاصرتيه دون رحمة...                  

جمال حسين مسلم               

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن