السبت، 4 أبريل 2015

مصر وضياع البوصلة



تكملة لبضعة سطور متواضعة نشرتها من قبل في عديد المواقع الالكترونية تحت عنوان { مصر انتبهي لحدودك الغربية } , وصفنا فيه الأخطار المحدقة بمصر العربية  ؛ بسبب تدهور الأوضاع الأمنية الخطيرة جدا في ليبيا وما أثر ذلك على الوضع الداخلي في مصر ؛ حيث تعد ليبيا من أخطر الأماكن في العالم , التي تعشش فيها العصابات الأرهابية , وتسرح وتمرح دون رقيب ودون ردة فعل واضحة من المجتمع الدولي والعربي  في الوقت نفسه ,و موضوعة الإهمال هذا محير للعقول وفيه شكوك كثيرة ومآربٌ خطيرة , وجمهورية مصر تدرك هذه المخاطر القادمة من المعسكر الآمن لتلك العصابات في ليبيا , بنفس الإدراك لمكامن الخطر القادم من  جبال وصحراء سيناء , وجمهورية مصر هي العمود الفقري لأمة العرب وقلب الوطن العربي بجناحيه الشرقي والغربي ,فإنْ قامت قام العرب وإنْ نامت نام العرب ,مصر بشعبها وتاريخها ونيلها وسهلها وجبالها وبحرها ,لا بمن يسوسها فقط...                                                                                         
كانت  القيادة السياسية في مصر قبيل انعقاد مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ بتارخ 13-15/اذار/ 2015م , تعاني كثيرا من أزمات مختلفة , منها اقتصادي ومنها أمني بشقيه الخارجي والداخلي ..وكانت سيناء في شمال مصر وموضوع الحدود الليبية الشغل الشاغل لمصر العربية شعبا وقيادة , وكلا الجبهتين مفتوح الحدود الجغرافية يصعب جدا حصر تحرك المجموعات المسلحة فيها دون جهد استخباري منسق مع دول الجوار وبعيد عدة محاولات مسلحة استشهد فيها كثير من الجيش المصري والشرطة المحلية ؛ جاءت محاولة مصر في مجلس الأمن ؛ لاستصدار قرار حول مجزرة الاقباط في ليبيا  , واتهام مصر قطر وتركيا بالتدخل في الشأن الداخلي المصري والليبي ,ومخاطرة الوضع الليبي فتصدت لها ماتسمى ب {قطر }, فأدانت الخارجية المصرية هذا التصرف  ولكنها واجهت ردا عنيفا من دول مجلس التعاون الخليجي ,الأمر الذي شكل صدمة كبيرة لشعب مصر وحكومتها والتي تحارب الأرهاب على ارضها  ؛ لكي لايعبر الحدود بإتجاه دول الخليج ,فهي الخط الأول الذي يجب انْ يكون معززا مكرما , قابل المصريون هذا الرد باستقبال حافل وكبير للقيصر فلاديمير بوتين وكانت مصر تبعث برسائل متنوعة إلى دول الخليج عن قدرتها الحقيقة في التعامل مع الأحداث وما إلى ذلك من اشارات تدل على أهمية ومكانة مصر العربية......                                                        .
ولكن الذي صدم المجتمع المصري عموما والمثقف المصري خصوصا ..المشهد ما قبل الأخير من مسلسل المساعدات الاقتصادية الخليجية لمصر وخاصة في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي ؛حيث كانت النتائج المبهرة غير مريحة لكثير من متتبعي الشأن العربي المصري ,وفعلا تحققت شكوك الناس حين اضاعت مصر طريق البوصلة ومشت في طريق عاصفة الحزم والتي لاناقة لها فيها ولاجمل ... فلم تشكل  جماعة أنصار الله اليمينة مع جيش علي عبد الله صالح في يوم من الأيام خطرا على مصر العربية ؛ولا على بابا المندب , المحروس أصلا بكل أساطيل العالم !!! بقدر ماتشكل ليبيا ومن ورائها السودان ومن خلفهما الدعم القطري والتركي اللامحمدود على مصر العربية أكبر تحد وتهديد في العصر الحالي لسلامة الاراضي المصرية وامنها القومي .                                                         
مصر العربية اعيدي حساباتك وانتبهي للخطر القادم من الحدود الليبيه وانتبهي لسيل الطائرات المدنية القادمة من الخرطوم إلى طرابلس الغرب وسيل الزوارق القادمة من تركيا إلى حدود ليبيا البحرية ,أفضل من الالتفاف حول عاصفة الحزم , والتي نجهل أهدافها حتى اللحظة ...فالسعودية العربية ومن تحالف معها كان على علم مسبق , ومنذ شهور طويلة بانفلات الوضع في اليمن العربي ولم يتدخلوا ولم يصدروا بيانا واحدا في هذا المجال ,وتدخلا بكل قوة في سوريا العربية واصبحت بفضلهم  الذئاب تحيط بأسوار دمشق الحبيبة الغالية علينا جميعا ,ومن يثق بتحالفات  دول الخليج كمن يثق ببيت العنكبوت, فهو واهم للغاية فدول الخليج العربية تكيد لبعضها منذ سابق العصر والزمان ,وما الساحة الآن إلا مجموعة  من الأوراق المختومة بدولارات هؤلاء العربان من أهل قرن الشيطان...                                                                                             
مصر اعيدي اتجاه البوصلة قبل فوات الآوان , اعيدي بوصلة العلاقات  باتجاه الجزائر العربية حكومة وشعبا ,واعيدي بوصلة العلاقات باتجاه سوريا العربية حكومة وشعبا  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن