الاثنين، 13 أبريل 2015

اليمنُ وأخلاقيات الغرب المفترضة

    
الشعب العربي اليمني صاحب أعرق  الحضارات وأقدمها في شبه جزيرة العرب وربما في العالم أجمعه.. يتعرض هذا الشعب الكريم المعطاء اليوم  إلى  هجمة عسكرية بربرية تقودها المملكة العربية السعودية  ومجموعة من الدول العربية المتحالفة معها  !!! حيث تقود المملكة العربية السعودية هذا التحالف على شكل ضربات جوية لأهداف محددة داخل الأراضي اليمنية , يفترض أنْ تكون هذه الأهداف أماكن تواجد عسكري لجماعة أنصار الله والقوات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي عبد الله  صالح , واليوم  هو رقم (19) في تكرار هذه الطلعات الجوية المسنودة بالدعم اللوجستي العلني من الحليف الأول لدول الخليج العربي , ألا وهو الولايات المتحدة الامريكية ؛ وتدعي المملكة العربية السعودية انّ هذا العمل العسكري ؛ جاء لاسترداد شرعية الرئيس هادي عبد ربه منصور المتواجد في هذ اللحظة على الاراضي العربية السعودية بعد فراره من عدن عاصمة الجنوب اليمني وحضوره مؤتمر القمة العربية في مصر 3/2015 .                               
والحقيقة العسكرية الثابتة في هذا الحرب ان هذه الطلعات الجوية الحربية من قبل التحالف العربي { السعودية ,الكويت,البحرين ,الامارات,قطر ,الاردن ,مصر ,السودان والمغرب } والتحالف الغربي { امريكا ومن لف لفها من دول الخدمة } ,لم يستطيع ولن يستطيع أبد الدهر أن يخفي الحوثيين من الوجود على قيد الحياة , فهم حتى هذه اللحظة لم يتبخروا !!! ومازالوا و بعكس التوقعات العسكرية يتصدرون المشهد العسكري الداخلي في اليمن ويتقدمون في مدن وشوارع عديدة ...ويرفضون بشدة أي تنازل للخطاب العسكري المستبد  المتكبر من قبل الخصم ..والخصم حائر بأمره وأهدافه المزعومة..                                                                  
ولكن هذه الحقيقة لاتعني  القفز على بعض نتائج , فهذا العمل العسكري الكبير في حجمه ,  نتج عنه  تدمير كبير للبنية التحتية المدنية  والتي هي في الأصل بنية تحتية لبلد فقير أو عمد وتقصد الأشقاء العرب الأغنياء إلى ابقائه فقيرا ؛ لإسباب عديدة  يقع في مقدمتها الاسباب التاريخية والاجتماعية والاقتصادية وربما الدينية المذهبية ...والأمر الثاني الضرر الكبير الذي لحق بالمواطن اليمني الذي لاحول له ولاقوة في هذا الحرب , المواطن المنهك والمتعب من الأصل , مواطن يسعى إلى لقمة عيشه ويكدح في سبيلها كدحا , فقد تأثرت هذه الشريحة بشكل كبير وأصبح كثير من الناس بلامأوى ولاملجاء في ظل هذه الظروف القاتلة والقاهرة.....              
 اعتاد المواطن العربي على السلوك المتخاذل لحكوماته وللمؤسساته الرسمية التابعة للدول العربية , ولاسيما في هذا الوقت الراهن ؛حيث تقلب الظروف في كثير من البلدان العربية وعدم استقرارها ...فمالذي يدعو الغرب الديمقراطي !!!  إلى التخاذل في هذا الموضوع والتفرج عليه وكأن شيئا لم يكن ؟؟؟ حتى ان خبر الحرب على اليمن لم يتصدر وسائل  الاعلام الغربي المسموع أو المرئي وكان خبرا ثانويا  في  أفضل احواله , فما عدا مما بدا !!! الغرب المتحضر ديمقراطيا  نفسه كان قبل أكثر من شهر  يقيم الدنيا ولايقعدها  , حول الأحداث في اوكرانيا , كانت وسائله الاعلامية  تشن حربا لاهوادة  فيها على روسيا  وكأن وحشا كاسرا يهدد البيوت الامنة في اوربا والغرب كله , وكاد الناس انْ يصدقوا كل الاساطير التي نسجت حول اوكرانيا والتدخل الروسي ,وعجت مجالس الاتحاد الاوربي والامم المتحدة ومجلس الامن  بالاجتماعات المتتالية وكأن العالم على أبواب حرب عالمية ثالثة !!!                                                                                                   
أما فيما يخص قتل المواطن اليمني بطائرات البترودولار والعواصم الغاشمة المتحالفة معها , فهو موضوع لايعني حقوق الانسان في الغرب الديمقراطي , والموضوع يقع ضمن الشرعية الدولية كما تتحدث بذلك فرنسا رائدة الحرية الفكرية والمساواة والعدالة...في أكثر من مناسبة تسقط الاقنعة المزيفة عن ديمقراطية الغرب المزعومة , ويبرهن لنا العالم على ازدواجيته الاخلاقية والكيل بمكيالين ...الغرب الذي لايرضى ان يتعلم بأن الشعوب لاتموت وانّ الشعوب تصنع الانتصار بارادتها ودماء شهدائها , سواء أغمض الغرب عينيه عنها أو فتحها, الأمر سيان أمام صيحة الفقراء والمهمشين في الجبال اليمنية الشامخة , مثل عنفوان عمق الحضارة في اليمن العربي الكريم الشجاع..                          .                                                                                        جمال حسين مسلم 

هناك تعليقان (2):

  1. حميد ابو علي

    أبريل 15, 2015 الساعة 2:30 ص

    على مدى الزمن واوربا تتعامل بالإرهاب وتصدره للدول التي تواجهها وترفض الخنوع لها , كل الحروب الاهلية وفي جميع اقصاع العالم وبضمنها العالميتين الأولى والثانية بداتا في اوربا . الشعوب الاوربية هي إرهابية وحكوماتها يم تأتي من فراغ , فالانتخابات تفرز حكومات إرهابية قدمتها الشعوب لتولى المهام الرسمية . والاعلام هو مرآة الشعوب وتطلعاتها نحو السياسة التي تنتهجها تلك الدول ونظرتها للشعوب الأخرى , والجن لم يأتي لينتخب الحكام , ولكن الشعوب هي من فعلت .

    ردحذف
  2. صكار البعثيه والوهابيه أبريل 16, 2015 الساعة 9:22 ص
    الى الاخ حميد ابوعلي ,اصبت عين الحقيقه.الدمار الذي حدث ويحدث في العراق هو من صناعة الغرب.بريطانيا اسست حزب البعث الاجرامي وقتلت الشهيد عبد الكريم قاسم لتنتقم من الشعب العراقي بسبب ثورة العشرين التي طردت الانكليز واسقطت الملكية .الغرب افشل الانتفاضه الشعبانيه ضد المجرم صدام,لان الغرب لايريد الحكم للشعب العراق.والغرب الان يدعم داعش والقاعده في العراق وذلك لتدمير العراق بالكامل.

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن