الثلاثاء، 17 مارس 2015

الحشد الشعبي أم الجيش الشعبي



 كلمات  قليلة تسطر وصف تجربتين شهدت عليهما في دار الفناء هذه , أولهما تجربة الجيش الشعبي ,وهي مليشيات مسلحة ,  كانت تمثل واحدة من الخطوط الأمنية التي شكلها النظام العفلقي السابق لحماية نفسه  وتدمير الأخرين في الوقت نفسه ... وهي عدة خطوط مرتبطة جميعا بشخص واحد لاغير.. ولكنها لاتتقاطع مع بعضها ولا تعرف بعضها , جزء من  مخططات الرعب التي  عاشها الشعب العراقي في معتقله الاظلم من 1963-2003 , وكان من المقرر لما سُميه بالجيش الشعبي انْ يؤدي مجموعة مهام داخلية في العراق ويتحرك في كثير من الأحيان لمساندة القطعات العسكرية المقاتلة في الحرب العراقية - الايرا نية... والحقيقة ان فكرة الجيش الشعبي تقوم على أسر  عدد من المدنين العراقيين  للمشاركة في الأعمال العسكرية آنذاك , ايمانا منهم بالدفاع عن الحزب وافكاره وقيادته...هذا ما يسطر من الكذب والبهتان  في الجرائد والكتب الحزبية والندوات ...والحقيقة الكاملة والتي يعرفها القاصي والداني وفرعون واتباعه كلهم اجمعين , والتي لاشك فيها ,ان جموع الناس الذاهبة في صفوف الجيش الشعبي ,كانت تؤخذ بالقوة والقهر وتحت التهديد , مماحدى بكثير من النالس إلى الهروب بحثا عن ملاذ امن إلى حين انتهاء مرحلة الانذار في الشارع وذهاب الناس الى ساحات  التدريب العسكري ,و في كثير من الاحيان كان المسؤولون في الدولة  يتحينون الفرص ببعض العوائل لكي يرسلوا الرجال كمتطوعين في الجيش الشعبي, ويستفردون بعوائلهم لتحقيق كثير من الاغراض الدنيئة اللااخلاقية , من الجانب الأخر كانت قطعات الجيش الشعبي في المعركة تمثل اجبن القطعات العسكرية وتمثل نقاط الضعف العسكرية الكاملة في الجبهة ,وفي كثير من المواقع  كانت تقع في الأسر مثل الخرفان  , ولكنهم حين يعودون إلى شوارع بغداد , ينتحلون حلة جديدة  تقوم على الاستهتار واعتقال ومراقبة الناس , وكأنهم اسود على  المواطن العادي ... تجربة  عسكرية فاشلة بمعنى الكلمة ... مقوماتها القهر والاسبتداد والغطرسة  ؛ ذهب ضحيتها كثير من ابناء الشعب العراقي ولاسيما ممن يجبرون على هذه التجربة المريرة من أصحاب الامراض المزمنة وكبار السن وفي بعض الأحيان فاقدي العقل أيضا كبديل عددي جاهز ..                                 
أما اليوم فالتاريخ يسجل بحروف من نور وذهب  لمجاميع الحشد الشعبي من كل طوائف العراق , ولاسيما من ابناء الجنوب وبعض القبائل العربية  في غرب العراق وشماله واخوتنا المسيحين على قلتهم ...هؤلاء الرجال الذين لبوا نداء المرجعية الكريمة للدفاع عن العراق وأرضه وشعبه وتاريخه والوقوف في وجه  أقسى موجة سوداء دموية ,حين ألقى الله كلمته على صدر سماحة الامام الاعظم والازهر السيد علي السيستاني .. تصدوا بكل بسالة  لمجاميع  تنتهج القتل والذبح وسفك الدماء وزهق الأرواح الطاهرة المطهرة ,اندفع هؤلاء الشجعان الى سوح القتل دون مطاردة أو اكراه  حزبي ..وفي غضون أيام وصل عدد المتطوعين إلى أكثر من مليون متطوع  لم تكفهم ساحات التدريب العسكري ..يقاتلون الأوغاد وما قتالهم الا  للدفاع عن الحق وأهله واعلاء راية  الله اكبر الحقيقية ....وها هي الأيام والأشهر  تمر كمر السحاب ,وتتوالى علينا  أخبار الانتصارات من سوح القتال , تسخر من  مجالس الخبراء الغرب  وتقض مضاجع العسكري الغربي  , وصارت دلالات النصر الحسية والمادية تشع نورا في قلوب الناس ؛ حتى تسابقوا  للشهادة وتنافسوا عليها ؛ وولى عدوهم مدحورا ومهزوما ,ذليلا ,في آمرلي والضلوعية وجرف الصخر وتكريت وبيجي والعلم... فها هو الفرق بين التجربتين لا يحتاج إلى دليل أو برهان ولكننا بحاجة إلى التوثيق ؛ لكي لاننسى ولا تنسى الأجيال من بعدنا .                                                                               جمال حسين مسلم

هناك 3 تعليقات:

  1. سيد عبد الخالق العذاري
    سلطت الضوء على التجربتين بأسلوب المحلل المعترف الذي يعزز مايريد اثباته بالحكمة والبرهان ليخرس المتخرصيين الذين لازالوا يتغنون بالألتفاف الجماهيري المزعوم حول الطاغية المقبور ......... كلمات موضوعية ترجمت لنا ما انطوت عليه مشاعرك الوطنية وقلبكم النابض بحب العراق ....شكراً ابن عمي الفاضل جمال حسين علي.

    ردحذف
  2. من صحيفة النور الخبري
    الاسم: علي البهادلي التاريخ: 17/03/2015 22:08:56 الحرس القومي مليشيا تابعة لحزب البعث شكلها عام 1963 بعد انقلاب 8 شباط 1963 التي قادها حزب البعث وقد وفر لها غطاءً قانونيا ، بإصداره قانون الحرس القومي رقم (35) لسنة 1963 بتاريخ 18- 5- 1963. باعتباره على رأس السلطة. الاسم: طالب العبودي التاريخ: 17/03/2015 21:17:59 الملاحظه الثانية السيد السيستاني يمثل خط مشهورعلماء الشيعه وستراتيجيته عدم التدخل في السياسة ، اما فتاواه بالجهاد المقدس فتوى ثابته من قبل السيد السيستاني في خط مشهور علماء الشيعه تجدها عند السيد الخوئي والسيد محسن الحكيم والسيد ابو الحسن وكل امتداد خط مشهور علماء الشيعه ولكن امتنا متخلفه لا تقوم بفعل الا تحت الدكتاتور او تحت المقدس فهناك من اقحم اسم السيد السيستاني في الحمله (الجشد الشعبي ) والدليل رفعت صورة السيد السيستاني من شعار الحشد الشعبي ووضعت بدلها صورة خارطة العراق انت مثقف واقراء الاحداث بذاتك لاكما يصورها الاعلام الصديق او المعادي الاسم: طالب العبودي التاريخ: 17/03/2015 21:11:41 الاستاذ الفاضل جمال حسين مسلم بدا اشكرك على شجاعتك وحملك هموم الوطن اود ان اسجل ملاحضتين الاولى : يعني الشيوعيون اسسوا الحرس القومي البعثيون اسسوا الجيش الشعبي الاسلاميون اسسوا الحشد الشعبي يعني ما زلنا صغارا لانستطيع قيادة دولة بجيش - See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=269865&msg=sent#comments

    ردحذف
  3. الاسم: فراس البياتي
    التاريخ: 18/03/2015 14:15:26
    والله استاد كلام جميل ولكن مع الاسف لحد اللحظة يكولون ماكوا داعش او هاي عشائر ويدافعون عليهم او طردوا لمليشات شنو اب بالهم غريب
    - See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=269865#sthash.VSEJExdt.dpuf

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن