الثلاثاء، 10 مارس 2015

فوبيا هادي العامري

                         
هادي العامري فوبيا ,انتشر الذعر وسط كثير من المرضى , بسبب ظاهرة الحاج هادي العامري ,والحقيقة ان هذه الظاهرة غريبة عن المجتمع العراقي ما بعد 2003م وربما قبله أيضا, واعني بذلك مجتمع السلطة الحاكمة في المنطقة السوداء و ما حولها...فقد اتقن الجميع هناك لعبة جر الحبل بين الاطراف واذا ما اشتدت التفجيرات في شوارع بغداد وسالت أودية من الدماء الطاهرة , حينها تشتد البيانات الكوميدية المضحكة , وبعدها تحال الامور برمتها إلى لجنة تحقيقية , وينتهي الأمر بها في مساومة رخيصة وهكذا تسير عجلة الحياة السياسية العراقية الحديثة بمختلف مشاربها وألوانها ومسمياتها.. فكانت النتيجة ان يصبح العراق بميزانية خاوية وخيراته منهوبة من قبل الغرباء والمجرمين وبعد ذلك كله  الأرواح الطاهرة التي سالتْ مع دجلة الخير...حصيلة سوداء لعشر سنين عجاف مرت على الشعب العراقي...وبعيد السقوط العسكري المدوي لمحافظة الموصل  ,كاد العراق ان ينهب ويسلب بأجمعه  , لولا كلمة القاها الله سبحانه وتعالى على صدر سماحة السيد السستاني الكريم ,فانبرى ابناء العراق الغيارى من كل طوائفه وعشائره للدفاع عن العرض والمال والوطن ...وكان لابد ان تنتج المرحلة رجالا يتحملون المسؤولية ويتصدون لهذا الوضع , فكانوا كالسيل الجارف في سوح القتال ,الله ورسوله أعلم بهم وبمكانتهم الزكية الطاهرة ,خرج من أنفسهم الحاج هادي العامري  , تاركا خلف ظهره المنطقة الخضراء بثوبها الأسود المعتم وما الى ذلك من ترف مفرط وعقود وهمية ومكاتب وحمايات وأرصدة لاحدود لها , مرتديا ثوب العزة والكرامة  يخوض المعارك بكل شرف مع ابنائه , من ملحمة آمرلي إلى جرف الصخر إلى الضلوعية الى صلاح الدين فضلا عن كامل  تراب محافظة ديالى...حاملا روحه بين يديه ,يستحق  كل الاحترام والتقدير وسيشهد التاريخ على ذلك رغم أنف الأقلام الصفراء..                     .                       
   فلماذا نشهد اليوم ظاهرة  هادي العامري فوبيا / لماذا  يدخل الرعب في نفوس الأخرين حين يذكر اسم الحاج هادي العامري ..لكي نقف عند تلك الظاهرة يجب ان نعرف  الأخرين ...الأخرون الذين يعتاشون على  عقود ومتاجر وأرصدة المنطقة الخضراء اولئك لاعتب عليهم ولا هم يحزنون ومن حقهم انْ يعشيو فوبيا هادي العامري؛ لان كشف زيف معنى الرجولة والقيادة اللامسؤولة في الوقت نسفه , الأخرون الذين يعشيون ظاهرة فوبيا الحاج العامري , من الذين كانوا ومازالوا  يتسكعون في العواصم العربية والاقليمية  , يستجدون الدولار عند أبواب المشايخ ... حالهم حال الهاتف  كلما عبئته بالرصيد المالي ... كلما تستطيع انْ تستعلمه دون عناء ..تجار قضية فاشلة لاحول لهم ولاقوة ..يعيشون الهلع من ذكر الحاج هادي العامري..الأخرون ممن احتضنوا الأرهاب فكان لهم الحاج وابناؤه بالمرصاد في سوح القتال ؛ فكشف التاريخ جبنهم وغدرهم و خستهم...الأخرون من ابناء جلدتنا  من المتمنطقين والمتفيقيهن ... يذكروني  بقول المتنبي / اذا ما خلا الجبان بأرض ..طلب الطعن وحده النزالا.....فوبيا متولدة من كسرة الخبز التي يعيش عليها هذا الرجل ...فوبيا متولدة من  رجولة الرجل في الذود عن حمى العراق كله.. فوبيا متولدة من ولادة اسم جديد في العراق مرتديا ثيابا طاهرة ناصعة اليبياض ..فوبيا من ظاهرة سوف تعريهم أمام التاريخ وأمام الشعب العراقي... تحية كبيرة وتقدير لهذه الفوبيا الجميلة والتي تسطر معان االشرف والكرامة بحروف من ذهب ....      

جمال حسين مسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن