السبت، 21 مارس 2015

من أَجَّلَ الحسم في تكريت


 
 
        
قُبيل أيام من تاريخ هذه الكلمات ,كانت معنويات الشعب العراقي مرتفعة بعلو هامات الرجال الفرسان النبلاء ,من الذين سطروا  أروع الملاحم البطولية في الدفاع عن الوطن  والدين والعرض والمال والشرف...سطر الرجال ملاحمهم البطولية حين استجابوا لنداء  المرجعية الكريمة في مدينة النجف الأشرف ؛ بعد ان تهاوت مقرات الفساد في فرق الجيش العراقي { مع الأسف الشديد } في غضون ساعات أمام حفنة من المرتزقة وصارت المساحات الشاسعة في ليلةٍ وضحاها بيد الغزاة ,ولا أحد يحاسب أحدا  من المسؤولين عن الموضوع وكأنه ملف يضاف إلى ملفات الفساد المالي بيد لجان التحقيق الوهمية والتي سئمنا منها ...                       


تسابق الرجال إلى مراكز تسجيل المتطوعين للقتال ضد الغزاة الجدد ومن يقف خلفهم , فكانت الجموع تزحف إلى سوح القتال كالموج الهادر, وبعد انتكاسة حقيقية في مجزرة سبايكر السوداء وماتلاها في الصقلاوية... كاد الأنسان العراقي أنْ يخذل في عقر داره لولا مجاميع الرجال والتي اضاءت صفحات التاريخ بدمائها الزكية الطاهرة المطهرة ,فكان الحشد الشعبي  مع فصائله الأسلامية المتعددة وابناء العشائر العربية الاصيلة ...هم من يدون التاريخ الجديد ,وكان صفحات الأنتصار في ديالى و آمرلي و جرف الصخر والضلوعية وصلاح الدين..وعاد الغزاة إلى  حضائرهم مندحرين بعون الله  ..                                                .                                                             

وما الأنتصارات الأخيرة في محافظة صلاح الدين ببعيدة عن المراقب للوضع العراقي والمشهد العالمي ,فقد اندهش العالم من الضربات الموجعة والتي تهاوت معها صروح العدو الغاشم فكانت  معركة قضاء الدور ومعركة مدينة العلم ومن ثم تحركت القطعات باتجاه تكريت وكانت الساعات تشهد على تقدم الجيش والمتوطعين بصورة مذهلة وأفاق العالم على الأخبار الجديدة والتي تؤكد أكذوبة العدو الذي لايقهر والذي يمتلك مقومات الانتصار والمدعوم من عشرات الدول المجاورة وغيرها...انهارت تلك الأسطورة بسرعة فائقه جدا وصار النصر قاب قوسين أو أدنى  مع الأصرار العراقي المذهل على عدم إشراك قوات التحالف الدولي في المعركة , واذا كان هناك من يعيب الاستعانه بدولة من دول الجوار ؛ فليعيب على نفسه الاستعانه بحثالى الكون ومرتزقة دول الخليج العربي  ومن خلفهم الدول الغربية ؛ من أجل ذبح ابناء العراق وما مجزرة البونمر والبوعبيد في الانبار ببعيدة عن مشهد الاحداث...                                                                    

في مثل هذه الأجواء الأيجابية والمعنويات العالية , توقفت عجلة الحرب في تكريت  بصورة مفاجئة إلى أشعار أخر ...!!!! رافق صمت البنادق في سوح المعارك مجموعة من الأمور ,التي كانت تدور في خضم الحدث ,وكان في مقدمتها الضربة العسكرية الجوية الأمريكية الموجهة لقطعات الجيش العراقي في الانبار وفي كركوك وذهب ضحيتها العشرات من ابناء القوات المسلحة العراقية ...مع صمت مطبق من الحكومة العراقية والتي خذلتنا في أكثر من موقف يشبه هذا  , تسابق الساسة العراقيون على التقاط الصور التذكارية مع فصائل المقاومة العراقية في جبهات القتال بعد عديد الانتصارت ولكنهم لم يتحدثوا بحرف واحد عن تلك الضربات الامريكية ؟؟؟ مع علمهم الواضح باستياء وكراهية الشعب العراقي من زيارتهم لابنائنا في القتال..  ومن بعد ذلك سمعنا  عدة تصريحات من مسؤولين مسعورين من عرب واتراك تهاجم ابناء الحشد الشعبي والعشائر المنضمة إليه وتعطي صفة المذهبية للموضوع وكأنهم لايعلمون من الذي أدخل علينا المذهبية...جاء بعدها تحرك  ديمبسي القائد العسكري الامريكي , وقد حضر مهرولا إلى العراق ولا ندري ما يخفي في جعبته الرجل الذي اخبرنا ,  بان داعش تحتاج إلى استراتيجة الصبر ؟؟؟؟؟ الأمر المضحك  والذي يمثل سياسة غربية واضحة المعالم في المنطقة , فهي من  تديم عجلة الحرب والخراب في المنطقة برمتها وهي تمارس سياسة المومس دون انْ تستحي من أحدٍ أو تخجل...                                                                          

من الداخل كانت تحرك بعض الفصائل المقاومة والتي كانت مجمدة ؟؟؟؟ امرا مثيرا للجدل في توقيته ولاسيما أنْ الجميع  يعلم بعلاقتها المتوترة مع فصائل مقاتلة حقيقية  أخرى تمثل رأس  وكذلك ابتعاد السيد وزير الدفاع شخصيا عن ساحات القتال في صلاح الدين ,  موضوع يثير الجدل ويثر الشك...؟؟؟  ولربما نفد عتاد الجيش وهو أمر مستبعد مع فتح بعض الدول مخازنها العسكرية للعراق من أجل صد عدو مشترك لهما...وربما التفخيخ والقناصة المنتشرين على البنايات؟؟؟ وربما العوائل المدنية المحاصرة في المدينة.؟؟؟..و صمت قادة بعض الفصائل الاسلامية المقاومة عن التصريح في هذا الموضوع ؟؟؟ ..أمرٌ بدأ الهمس فيه يشغل بال العراقيين وأرجو أن ْ اشهد معارك الشرف من جديد تزف إلينا أخبار ما تبقى من أرض المعركة , فقد كانت الهمة عالية جدا ,فمن ذا أراد انْ يحبسها لا أدري ...                                                                 

جمال حسين مسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن