الأحد، 15 مارس 2015

نزّلْ الجامة , صعّدْ الجامة

              
الجامة مفردة عراقية عامية وهي بديلة لكلمة زجاج الفصيحة , هذا لأخوتي العرب في حال خطر ببالهم التقرب من هذه السطور المتواضعة ,أما مربط الفرس ,فحديثنا مع صديقي الموصلي القديم والذي كان فرحا بخروج الجيش العراقي من الموصل في تاريخ 12 / حزيران / 2014م ,وحين سألته عن مصدر فرحه , قال مبتهجا ,انتهينا من مشكلة السيطرات , فتوجهت إليه بالسؤال عن مشكلة السيطرات العسكرية ,فاجابني { دوخونا ,صعد الجامة ونزل الجامة } طبعا هو يقصد حالة التفتيش العسكري في الشارع العام حيث يضطر سائق السيارة إلى انزال زجاج شباك باب السيارة  ورفعها مرة ثانية حين ينتهي من التفتيش العسكري ,في ظل هذه الأجواء الأمنية الخطيرة في العراق ,حيث يقف ابناؤنا من الشرطة والجيش منتشرين في شوارع بغداد العاصمة والعراق جميعا ,يشكلون سيطرات عسكرية ,تفتش عن مطلوبين للعدالة وتثبت الأمن وتمسك بالآرض ,وهذه المجاميع العسكرية تعمل  تحت درجة حرارة تتراوح بين 40 إلى 50 مئوية في صيف عراقي ملتهب يمتد لأشهر طويلة ,,,  وكثيرا ما يتعرضون أولئك الجنود إلى معارك مسلحة بخوضونها ضد مهاجمين ملثمين ينتمون لحركات واتجاهات مختلفة ,أو يتعرضون لانفجارات حادثة عن سيارات مفخخة تتطاير معها الأشلاء في كل مكان , أما في الليل فهم عرضة لسلاح القنص القادم من البيوت المجاورة ؛ بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي يمهد لعملية قنص الجنود المرابطين في الشارع بصورة سهلة جدا ...                                                                  
هذا هي الظروف التي يعيشونها ابناء وطني وأكثر منذ ذلك بكثير ,اذا ما أردت ان اتدخل في تفاصيل حياتهم الشخصية والاجتماعية القاهرة...وبالتالي فهم يستحقون منا كل التعاون والاحترام والتقدير , إلا ان صديقي المفترض ...متذمر من قضية الوقوف في السيطرات العسكرية وقضية نزل الجامة وصعد الجامة ..لانه يؤثر قليلا على تكييف السيارة الداخلي وإنْ امتد لدقيقتين ...بعد ان قضى اربعين عاما  في خدمة الحكومة السابقة يطارد  سيارة التاتا الهندية دون  ملل أو كلل, اصبح اليوم يركب سيارة حديثة فيها  تبريد.....هكذا كان شعوره فرحا بدخول الدواعش على محافظة الموصل وان كان قد اسماهم في مكان أخر بالثوار والمقاومة ..!!!                                               
دخل  ثوار صديقنا المفترض إلى الموصل أم الربيعين ؛ فخرج منها الشبك والأزيدين والتركمان والشيعة والأكراد والمسيحين وبعض أهل الموصل ....وما أدراك ما الطامة الكبرى التي لحقت باخوتنا وقرة عينيا الازيدين والمسيحين في الموصل من أحداث تؤرخ لفترة مظلمة ووحشية يندى لها الجبين وتخجل منها  الأنسانية جمعاء... مع قرار منع السكائر وبعدها فرض الزي القندهاري على الناس وألغاء  كليات باقسامها الكاملة من مثل الفنون الجميلة والقانون واللغة الانكليزية , واعتداء الاوباش على مكتبة الموصل المركزية وتطاولوا على قبر النبي يونس عليه السلام وهدم ونهب كنائس تاريخية كثيرة وتجريف و تدمير أنفس الأ ثار في العالم كله , علانية امام أعين القاصي والداني , وانتشرت الروسيه العضاضه في الطرقات لتؤدب نساء الموصل بالعض ..؟؟؟ وتم اعدام كثير من الاطباء والعسكريين السابقين ومن افراد الداخلية ..وهربت الآثار إلى كل ارجاء العالم  , والآن يمهدون لختان النساء الموصليات { بالعافية } فيما بقيت الدولة الصفوية الرافضية ؟؟؟ تدفع مرتبات الناس هناك حتى اللحظة هذه ....وما إلى ذلك من عشرات الامثلة اليومية ,فضلا عن حالة الرعب اليومي من الغرباء الشيشان والعرب الجربان وما قضية نكاح الجهاد ببعيدة عن ناظري صديقنا المفترض ...           .                                                                                                   
حين استذكرت كل ذلك أمامه مقارنة بقضية نزل الجامة وصعد الجامة ,,, حدث  نفسه هامسا   { من يقول كلامك صحيح } ,  لم أكن اعرف في يوم من الأيام ماذا تعني انْ تخبأ النعامة رأسها في التراب ... اليوم فقط عرفت السبب وما ينتج عنه...                       .                                                                                                  

جمال حسين مسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن