الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

لبنان استردَ الجنودَ وفقدَ ماءَ الوجهِ


جمال حسين مسلم         
                                                                             
فرح يوم أمس أهالي الجنود اللبنانيين بعد عوتهم إلى أحضان أهاليهم من الأسر على  يد جبهة النصرة في لبنان , وتحديدًا في منطقة عرسال..تلك الجبهة التكفيرية الإرهابية الموالية علانية لتنظيم القاعدة الإرهابي المعروف عالميا ...ومن حق بعض اللبنانيين الفرح بمثل هذا الحدث, ولكننا نظن بأن أغلب اللبنانيين يجب أنْ يحزنوا لمثلِ هذا الحدث...فقدْ فاوضتْ لبنان مجموعة إرهابية من أجل استرداد أولادِها المختطفين ؛ وتدخلت دويلة قطر لحل تلك المشكلة , تلك الدويلة المعروفة بتوجهاتها الصفراء في دعم الحركات التكفيرية ماليا وفكريا في كل مكان ,تحت رعاية ومباركة الولايات المتحدة الامريكية ,كذلك ساهمت بقدر كبير من الشر في إحداث الفوضى العارمة في البلدان العربية ,التي شهدتْ ما يسمى بالخريف العربي الدموي , ولا أحد ينكر تحالف تلك الدويلة المتخمة بأموال الغاز مع أنظمة أرهابية عربية وأسلامية أخرى في المنطقة ؛ من أجل تنفيذ أجندات خارجية غير مبهمة بل واضحة مثل عين الشمس..فكانت الشريك الأول لجبهة النصرة , بوصفها وسيطا دوليا في حل هذه المشكلة ...
هناك مجموعة من الأسباب الموضوعية ؛تجعل المتابع لهذا الحدث يؤمن بأن ماجرى في لبنان هو هدرٌ للكرامة وفقدٌ لماء الوجه ولايتعدى حدود ذلك المعنى ..فلبنان يفاوض مجموعة إرهابية على أراضيه وضمن حدود جغرافية رسمتها المجموعة لنفسها وتحصنت بها ورفعت فوقها  الأعلام السوداء ...مجموعة محتلة لاراضي لبنانية تفاوض الدولة على ابنائها وترفع أعلامها وتضع شروطها المستعجلة والمؤجلة ,ثم تظهر من على شاشة الجزيرة فقط بأحدث السيارات تلوح بأشارات وعلامات النصر..؟؟؟ ومن الجانب الثاني مثلتِ المفاوضات في مضمونِها اعترافاً رسمياً من لبنان بهذه الجهات المشبوهة ...زالموضوع يمسُ السيادة اللبناية أوّلاً وأخيراً, والجيش اللبناني بمعية وزارة الداخلية { بوزيرها المدعوم سعوديا } تتفرج على ابنائها بيد الغرباء داخل أراضيها المحتلة دون القدرة على فعل شيء ... أي سيادة يتحث عنها اللبنانيون وعن أية مقومات لتلك الدولة نتحدث...لبنان بمختلفِ ألوانِه وأطيافهِ  يتعرض اليوم لهجمةٍ إرهابية شرسة , تكاد تعصف به ,فلا أحد يجهل ماذا يجري في مدينة طرابلس الشمالية اللبنانية , مدينة كأنها استسلمت لواقعها الجديد , فهي تعيش تحت وصاية الحركات التكفيرية مع رفع علم لبنان على أبنية دوائر الدولة الرسمية !!! هجمة إرهابية شرسة يشترك في دعمها من دعمها داخل الاراضي السورية والعراقية من دول الجوار العربي والاسلامي , ويشترك في دعمها من الداخل اللبناني ابناء لبنان أنفسهم ممن يبيعون ويشترون بالقضية اللبنانية في كل سوق وبازار..ولاسيما تيار سعد الحريري و وليد جنبلاط المتقلب أناء الليل وأطراف النهار وعلى مدار الساعة و كمية الدولار ... وفي الوقت نفسه نرى ابناء الجالية المسيحية اللبنانية  يقفون موقف المتفرج من الاحداث وكأن السكين المسلط على رقاب الناس بيد التكفيريين لاتعنيهم ولاتصل إليهم ,  يعيشون وهما حقيقيا ؛حين صدقوا بضمانات دول الاتحاد الاوربي والخليج العربي , وسيذوقون الويل نفسه عاجلاً أم أجلاً بسبب سكوتهم الغريب هذا. و في مثل هذا الموقف المهين المذل للحكومة اللبنانية , نستذكر موقف المقاومة اللبنانية الوطنية الشريفة بكل ألوانها وأطيافها وشبابها ,نستذكرهم كابناء شرفاء لهذا الوطن استطاعوا أن يسطروا المجد والشرف في كل موقعة يخوضونها ضد عدوهم اللدود وضد الحركات الوحشية المدعومة خليجيا من أجل ضرب المقاومة اللبنانية في ظهرها واضعافها من أجل خدمة سيدهم.. رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه لايثينهم في ذلك من يطعن في الظهر ولا مؤامرة في الليل أوغدر في النهار..               
   http://jamalleksumery.blogspot.co.at                                 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن