الأحد، 28 يونيو 2015

هل تعلمنا من دموع أمير الكويت ؟

  جمال حسين مسلم      
نعزي أهلنا في دولة الكويت العربية الشقيقة على ما أصابهم من إجرام كبير وغير مسبوق على أرض الكويت ؛حين تمّ الاعتداء السافر والجبان من قبل أحد الضالين السائبين على مجموعة من المصلين في مسجدهم  يوم الجمعة المبارك من شهر رمضان المبارك ..اعتداء متوقع في أي مكان وفي أي زمان ,متوقع على المسلم وغير المسلم على حد سواء ,مادامت مصادر ومراجع هذا الفكر الأسود تدرس من الابتدائية وحتى تخرج الطالب من الجامعات في دول بعينها وتحت مرأى ومسمع كل الأشهاد ,اعتداء متوقع مادامت الخزائن البتروصهيونية تغذي النيران المشتعلة في العراق وسوريا وضف إليها ان شئت ليبيا واليمن وفي الطريق تونس ومصر وربما الجزائر ...دون اعتراض من قبل دول العالم الغربي وامريكا الساندة لهم مادام المشروع يصب في خدمتهم أولًا وأخيرًا.. ولكن هناك مشهد فارق في التعامل مع الحدث الذي اعتدنا عليه في العراق وسوريا ومصر إلى حد ما , ففي العراق أولا وأخيرا يضرب الأرهاب كل مفاصل الدولة وشريان الحياة المدنية بصورة تكاد تكون يومية ومنذ أكثر من عشر سنوات ,دفعنا فيها الغالي والنفيس ورخصنا فيها الدماء مقابل وطن  لم يعط  شيئا من ثرواته لابنائه على مر التاريخ الحديث...معاكسا في ذلك رأي احد المسؤولين العراقيين الافلاطونيين ...وكانت التضحيات تأتي مرة على حين غفلة بسبب السيارات المفخخة والاغتيالات والعبوات الناسفة والتهجير والنزوح ومرة أخرى تأتي من خلال دفاع قواتنا المسلحة والأمنية والحشد المقدس وابناء العشائر عن أرض العراق ومدنه وهو يستحق منا ذلك , ولكن كيف تعامل المسؤول العراقي  بداية من السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس الوزراء وانتهاء بمسؤولي الدولة من الوزراء والبرلمان مع الحدث , منذ 2003م وحتى هذه اللحظة ...مقارنة بتعامل مسؤولي  دولة الكويت الشقيقه مع الحدث الذي اصاب شعب الكويت بكامله . لسنا بصدد تقييم العملية الأمنية في داخل دولة الكويت أو بصدد بيان أسباب ونتائج هذا الهجوم الأرهابي واختياره لارض  دولة الكويت العربي الشقيقة ..ولكن الملفت للنظر تصرف سمو أمير دولة الكويت وكثير من مسؤولين الدولة ولاسيما السيد الشيخ وزير الداخلية , فسمو أمير دولة الكويت حضر فزعا إلى مكان الحادث بعد أقل من عشر دقائق تقريبا ,ولم يمنعه عن الحضور أي  طارئ أخر وكان حضوره قد شكل رمزا وطنيا كبيرا بين ابناء شعبه فكيف بدموعه وبوصفه للشهجداء ب [ عيالنا ]..وكذا الأمر نفسه ينطبق على سمو الشيخ وزير الداخلية الكويتي , الذي لم يرتد عقاله في إشارة واضحة وصريحة لحالة الحزن الشديد والانتكاسة.. بالمقارنة بعديد الاحداث الدامية التي مر بها العراق ومازال يعيشها , فماذا فعل المسؤول العراقي أتجاه ابناء شعبه إنْ صدقت التسمية !!! في أكثر الحوادث حزنا وهما واجراما على مدى تاريخ العراق الحديث ماحصل في تكريت حيث مجزرة سبايكر 15/6/2014م على ضفاف دجلة المسلخ الذي ذبح بها أكثر من 2000 شهيد في ساعات ,ظهر أرفع مسؤول في الدولة  آنذاك وهو[ صابغ لشعره بكامله باللون الاسود المقرف ] ,ألا يثير الأمر الاستغراب  ؛ بأن ينشغل أكبر مسؤول في الدولة بصبغ شعره في مثل تلك الساعة العصيبة ؟؟؟ إنا لله وأنا إليه راجعون...ولانزكي البقية الباقية من المسؤولين بكل مراتبهم  في الحكومة السابقة أوالحالية ,اذ لم تذرف دمعة واحدة على الشهداء ولم يزوروا أي مكان لحادث ,فهم منشغولون بصعود الدولار وهبوط الدولار.. ومجرزة الثراثر خير دليل على ذلك.                                                                                   

وللأخوة في دول الخليج العربي وتركيا ولبنان والاردن وايران , نقول ان جميع المهتمين بمتابعة الشأن السياسي في منطقتنا العربية , يعرف تمام المعرفة ان الارهاب سيمتد لجميع دول المنطقة ولاشك في ذلك ,ويوهم نفسه الحاكم الذي يغذي الارهاب ويدعمه في مكان ما ويعتقد  انه بمنأى عن تلك النيران ,فمنذ البداية صرخ العراق وتعالت صيحات ابنائه وطلب من الجيران جميعا بكف يدهم عن التدخل في الشأن العراقي ,إلى  انْ  بحت حنجرته ولامجيب له ,واليوم تنكوي المنطقة بنيران اشعلتها هي بنفسها في السابق ..وهذا أمر طبيعي  ويعد غض الطرف عنه مسألة تغابي وعدم احترام لعقول الاخرين..والقادم لا يبشر بخير مادامت هذه الانظمة تسير على المنهج نفسه دون تردد او مراجعة للنفس.                                                                                                                          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن