السبت، 13 يونيو 2015

المصير المحتمل لمآذن الفلوجة

محسن حنيص - المصير المحتمل لمآذن الفلوجة

حجم الخط: Decrease font Enlarge font
image
محسن حنيص 
 
 
 
 
برأينا ان معضلة مدينة الفلوجة تكمن في حجم المآذن الضخم (ألف مئذنة ) التي تجثم على صدر المدينة وتمنع عنها تنفس هواء العصر الحديث . هذا العدد اكبر بكثير من مساحة المدينة ( 75 كم مربع ) أي بكثافة مقدارها (13 ) مئذنة في الكيلومتر المربع الواحد , عدد سكان المدينة (750 الف) .) اي بواقع مئذنة واحدة لكل 750 شخص .
مقابل هذا العدد ( ألف مسجد) فان المدينة تخلو تماما من اي أثر لمنبر آخر ( سينما , مسرح , مركز ثقافي , مسبح , قاعة تشكيلية , حانة , نادي ترفيهي او اجتماعي) .
اما على صعيد المحتوى فان جميع هذه المساجد ومنذ عام (2003 ) محتلة من قبل تنظيم القاعدة ( حاليا داعش ) ومسخرة لأهداف هذا التنظيم الارهابي . تحت كل مئذنة هناك منبر لشرعنة الوحشية . كل جامع هو مستودع للذخيرة و مصنع للعبوات الناسفة ومدرسة لتخريج الارهابيين وايوائهم و توزيعهم . . من كل مئذنة يخرج يوميا نداء (الله أكبر ) خمس مرات . فاذا ضربنا ذلك في عدد المآذن نحصل على رقم ( 5000) نداء في اليوم الواحد . هذا النداء (الله اكبر) ليس الغرض منه تكبير الله بل لقطع الرؤوس .
المدينة تقف حاليا على اعتاب مرحلة جديدة . ربما تكون الاشهر القليلة القادمة حاسمة , فالحشد الشعبي يتحشد على أبوابها و يريد الدخول أليها . والمآذن وما تحتها تشكل هدفا مفصليا في الصراع الدائر مع داعش . 
ماهو المصير المحتمل لهذه المآذن ؟
......
افتتحت المدينة تاريخها المعاصر (2003) بذبح اربعة مقاولين اجانب ثم سحلهم وحرقهم امام انظار الأهالي . وقبل اسابيع علقت جثة جندي أسير ( مصطفى العذاري ) وسط المدينة .لم تمض سوى ايام حتى قام تجمع لعشائر الفلوجة بنحر جندي أسير آخر ( من خانقين ) وقدموه قربانا لداعش . 
دخل المال الخليجي منذ الساعات الاولى الى هذه المدينة فلم تعد للدولة سلطة عليها , و اختيرت لتكون مقرا لمقاومة التغيير الذي جرى في العراق , ويبدو ان هناك حسابات كثيرة ابرزها قربها من بغداد ( 80 كم ) . رافق المال الخليجي مرض الجرب الاسود ( Black Scabies) , وهو طفيلي يصيب المخ موطنه الأصلي صحراء نجد . يؤمن المصاب بهذا المرض ان حق الحياة محصور فقط بحاملي هذا الطفيلي , اما الآخرون فينبغي ابادتهم بالكامل . أعراضه تصحر في الذهن , كراهية للعالم , وشعور بالعدمية مع تجرد من اية عاطفة او حس أنساني يفضي الى الرغبة في تدمير الذات و العالم المحيط بها . يعتبر مشايخ واتباع الوهابية حواضن مثلى لهذا الطفيلي , وعن طريقهم أنتقل عام 2003 الى الأنبار واستوطن مدينة الفلوجة . ينصح الخبراء بأستخدام ديتول ( Dettol ) لمكافحة هذا المرض الخبيث .
...... 
وظائف شاغرة 
تتوفر في مكتب تشغيل الفلوجة ( Falluja Jobs Centre ) الوظائف الشاغرة التالية : 
• قاطع طريق 
• مفخخ سيارات 
• زارع عبوات ناسفة او لاصقة 
• صانع عبوات 
• شناق , حراق , خناق , كتام ( يجيد المسدس الكاتم الصوت ) 
• انتحاري 
العدد المطلوب : مفتوح , والتعيين فوري .
المؤهلات المطلوبة : انعدام الضمير , تصحر الذهن , تضخم في الغرائز , كراهية للعالم , ورغبة عارمة في الفناء . 
..............
ما الذي جرى هنا , وجرى هناك ؟

دعونا نقف قليلا فوق أعلى جبل في كردستان العراق وننظر من هناك الى ماجرى .

في حلبجة ابيد (5000 ) كردي خلال دقائق , في الانفال اختفى 182 الف كردي , ودمرت 4000 قرية . في دائرة امن السليمانية تم العثور على صور وافلام عديدة لعمليات أغتصاب لفتيات كرديات و تصفية جسدية موثقة لغرض الحصول على مكافآت وترقيات وكتب شكر .
رغم كل هذه الفضائع لكن الكردي بقي متماسكا ولم يرتكب حماقة واحدة رغم توفر فرص الثأر والانتقام . لم يقتل ولا اغتصب ولم يهدم دارا. بل سارع الى جلب أفضل معماريي العالم لأعادة بناء ما تهدم .

والآن لننتقل الى الفلوجة . وننظر هناك , سوف لن نجد قرية هدمت , و لن نجد حتى بيتا هدم على ساكنيه . لن نعثر على فلوجية جردت من ثيابها واغتصبت . لن نجد من سلب ماله وارضه وشرد من دياره .
فلماذا تحول الكثير من ابناء الفلوجة الى قتلة ؟
ما الذي فقده الفلوجيون لكي تتحول مدينتهم الى مستودع للأجرام . ؟
ما الذي جرى للعشائر هناك كي تتفاخر بعمل خسيس مثل أعدام أسير وتعليقه وسط المدينة ؟ 
.........
وبسبب قرب الفلوجة من بغداد فقد اصبحت المجهز الاكبر للموت في شوارعها وأحيائها . من هذه المدينة تخرج (90 ) بالمئة من المفخخات وعمليات الاغتيال .الفلوجة هي العاصمة العراقية لداعش مقابل (الرقة ) السورية . 
تعتز الفلوجة بانها أنجبت اشهر قاطع طريق في تاريخ العراق المعاصر وهو ( ضاري المحمود الزوبعي ) . وبسبب الثقافة القومية و (الوطنية ) المشوهة تم تحويل هذا الخارج على القانون الى ( ثائر ) , قام هذا (المسلبجي ) بالايعاز لولديه خميس وسليمان عام 1920 بعملية غدر خسيسة للحاكم البريطاني الكولونيل (لجمن ) اثناء التفاوض حول ايقاف سيطرة ضاري وعصابته على الطريق الذي يربط العراق ببلاد الشام . اطلق الفكر (الوطني) المشوه على هذا الغدر عنوان ( شرارة الثورة) , واجبر طلبة المدارس طوال اكثر من ( 80 ) عاما على حفظ هذا التاريخ المسخ والتغني به وتسميته (ثورة العشرين ) . 
لكن شاءت الاقدار ان يخرج من صلب قاطع الطريق هذا افعى سامة اسمها (حارث الضاري ) . اصبحنا امام موقف حرج ومواجهة مباشرة مع جدوى الثقافة ( الوطنية ) . فقد طور هذا الحفيد مهنة جده (قطع الطريق ) بعد ان ربطها بالمال الخليجي وشكل منهاعلى الفور منظمة بأسم ( هيئة علماء المسلمين ) . وظيفتها الاساسية تحويل الجوامع الى مصانع للموت . هذه الافعى كانت وراء قتل المئات من الضحايا الابرياء في العاصمة ومدن العراق الاخرى . ويقرن اسم هذه الافعى باغتيال الصحفية اطوار بهجت . 
.......
يبلغ نفوس الفلوجة ( 750 ) الف نسمة . من غير المعقول معاداة جميع هؤلاء , اوالنظر اليهم كدواعش ناهيك عن معاقبتهم . لابد من تقليل العدد الى ادنى حد . ان عدد المجرمين الذي ينبغي القضاء عليه قضاءا مبرما هم اولئك الذين سوف يستقتلون للدفاع عن مآذن الفلوجة . يحتاج هؤلاء الى هزيمة عسكرية منكرة على غرار تكريت . ان جوامع الفلوجة هي القصور الرئاسية . 
قد يبدو الطرح انفعاليا بعض الشئ لكني اؤكد ان الجانب الانفعالي اقل بكثير من العقلاني .
......
سعدي يوسف والفلوجة . 
.... يكاد يكون سعدي يوسف الشاعر الوحيد في العالم الذي يرى الفلوجة مدينة تصلح للفخر . وقد عبر عن ذلك في اكثر من مناسبة . تكمن المفارقة هنا ان جمهور سعدي بنسبة ( 99 ) بالمئة هم من ضحايا الفلوجة . المفارقة الاخرى ان الفلوجة لاتعترف بالشعر ولا بالشعراء . لا يوجد ما يلطف الشعور بتصحر هذه المدينة وانعدام الهشاشة . هناك شخصان فقط يحق لهما الكلام في الفلوجة هما ضابط المخابرات السابق ورجل الدين وكلاهما لا يعترفان بسعدي يوسف . لامكان ولا جمهور لسعدي في الفلوجة حتى لو كتب ديوانا كاملا عنها . بل انا لا اضمن له حياته لو عاش فيها . هل يجرؤ مثلا ان يقرأ قصيدته ( الشيوعي الاخير ) في الفلوجة ؟ . اذا كان المسلم لم يسلم وعلقت جثته في وسط المدينة فما بالك ب ( الشيوعي الملحد ) ؟ . 
ليس الشعر وحده ممنوع في الفلوجة بل كل مايشير الى الفن والادب . ( السينما , المسرح , الكتب , الموسيقى , الرسم , النحت , الرقص ) . لاتوجد اماكن في المدينة لممارسة الفن والادب . هنالك سبب اقوى من الدين يمنع ذلك . هو ان الفنون تشكل عارا على من يمارسها. هذا السبب المزدوج ( العشيرة والدين ) يفسر عدم ظهور رسام او قاص او عازف بيانو او ممثل او شاعر في هذه المدينة . ليس السبب هو الفقر في المواهب ولكن لأن المدينة لاتسمح بذلك .. لأن هذه الاعمال (عيب) من وجهة نظر( الفلوجي السائد ) , وهي مخزية وتجلب العار لصاحبها .
......
النشاط الحضاري االذي يجدر ان يسجل للفلوجة هو مطاعم الكباب . لكن حتى هذا النشاط طرأ عليه تبدل دراماتيكي . كانت مطاعم الفلوجة في السابق تصنع الكباب من لحم الغنم . لكن بعد تعليق جثة (مصطفى العذاري) وسلخه في وسط المدينة تحولت ذائقة الموسرين وضباط النظام السابق ورؤساء العشائر الى لحم البشر خصوصا اللحم (الصفوي ) . 

.......

لست من انصار التدمير العشوائي للمدينة . لكي نعاقب داعش ينبغي ان ندمر روحها . ينبغي ان تبقي المدينة و لكن يتغير وجهها بالكامل . ينبغي احتلال جوامعها الألف ورش المبيدات اللازمة للتخلص من الجرب الاسود . 
ايها الطيبون في الفلوجة , ايها الابطال والمغامرين , ايها المغفلون والمستغفلون , ايها المغلوبون على أمرهم وليس أمامهم خيار آخر . لستم المعنيين بهذه الكراهية المفرطة والحقد الدفين. ليس لدينا عداوة معكم ولا مع بيوتكم ولا شوارعكم ولا حوانيتكم . العداوة الوحيدة والكراهية القصوى هي لمآذنكم . لتلك القلاع من السيلان والجرب الاسود الذي يخنق أبناءكم . 
نعتقد ان الحل لمعضلة الفلوجة يبتدأ من شطب (999 ) مئذنة والابقاء على واحدة فقط للاشارة الى الهوية الدينية للمدينة .
ما رأيكم ايها الفلوجيون الابطال , ايها المغامرون بشطب ( 999) مئذنة تجثم مثل اخطبوط على صدوركم , لم تجلب لكم سوى الخراب والقهر والتخلف . ؟ 
اقترح عليكم : 
احتلال هذه المآذن . وسوف اترك لكم البقية ( 499 ) تفصلونها وفق احتياجاتكم الاخرى . ولكن اسمحوا لي بتقرير مصير ( 500 ) جامع وايجاد بدائل لها , اليكم قائمتي : 50 حانة للخمر , 50 بيتا للدعارة الرسمية ( كاولية و تايلنديات اوكرانيات عربيات وبرازيليات وغيرها ) , 25 مسبحا , 25 مسرح وقاعة للعزف و للفن التشكيلي , 25 مركز ثقافي , 25 ملعب رياضي , 25 مكتبة عامة , 25 فندق خمس نجوم . الباقي (250) يتم تحويلها الى ورش عمل لتشغيل العاطلين . 
لاشك ان مهمة احتلال هذه القلاع المحصنة صعبة عليكم . ما رأيكم بمن يساعدكم في ذلك ؟
ايها الطيبون والمستضعفون في الفلوجة : 
هناك حلم يحقق الهدف مباشرة . ويجعل من شطب هذه المآذن وتخليصكم منها أمرا ممكنا و ضرورة ملحة , ان يتولى رئاسة الوزراء في العراق أحد الثلاثة : جان بول سارتر او مثال الآلوسي او يوسف شاهين . اما حلمي الاكثر طراوة فهو دخول قيس الخزعلي مدينتكم برفقة اثنين من اقرب مستشاريه وهما فريدريك نيتشة واحمد القبانجي . عندذ سوف يكون تحقيق الهدف مضمونا مئة بالمئة . 


هولندا 
shoka57@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن