الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

حولَ حديث مهدي الغراوي وتوقيته

                  

يُعدُ حادثُ سقوط محافظة الموصل العراقية في تاريخ 12/ حزيران /2014م , من الوقائع السوداء في تاريخ العراق الحديث  ,وخاصة في تاريخ العراق ما بعد 2003م ,حيث سقوط الصنم وإنهيار النظام البعثي الفاشستي. حيثُ سيطرتْ مجاميعٌ مسلحة تكفيرية قادمة من الحدود السورية , تساعدُها مجاميعٌ أخرى من داخل العراق , تلبسُ ثوبَ الدين المزيف  وتنهجُ نهجَ الوحوش في الغابات ... وكلُ دينٍ منهم براءُ وكلُ إنسانية منهم براءُ . الانهيار الذي رافقَ تراجع الجيش العراقي عن مواقعه بصورةٍ فوضوية هزيلة ؛ أتاحَ لتلك الوحوش فرصة احتلال أربعين بالمائة من أرض العراق بين  ليلةٍ وضُحاها , وشعرَ الناسُ في تلك الليلة بنكبةٍ حقيقيةٍ , سادَ معها شعورٌ بالمرارةِ  لايوصف , على الرغم من تنبؤ كثيرٌ من كتابِ العراق ومثقفيه بهذهِ النتيجة الحتمية لمثل ِ تلكَ الحكومة الكارتونية الهزلية , والتي ما انفكتْ تضحكُ وتستخفُ من عقولِ الناس ِومشاعرِهم .                
الجميعُ متشوقٌ لمعرفةِ الحقيقةِ ومتخوفٌ من ضياعِ الحقيقة  ضمن مسلسلٍ تافه اسمه اللجان التحقيقية , وكلنا يعلمُ حق العلم أكذوبة اللجان التحقيقية وما آلتْ إليه الأمور التي تشكلتْ من أجلها اللجانُ التحقيقية , ومن هنا كان لظهور القائد العسكري العراقي السيد مهدي الغراوي , في  قناة الفضائية البغدادشة , ضمن برنامج حوار عراقي , كان اللقاءُ على قدر كبير من الأهمية للشعب العراقي ويمثلُ سبقاً أعلامياً أيضاً ,وكلنا نساند أية جهة اعلامية تتصدى لفضح الموضوع وإعلاء شأن الحقيقة...كلنا قلبا وقالبا معها... ولكنْ هناك عدةُ ملاحظات تدور حول الحديث وحول توقيته , ظنّا منا فقط ,وأهمها مايأتي :-                                                          
1.. تزامن توقيت استضافة  السيد مهدي الغراوي في هذا البرنامج , للحديث عن انكسار الجيش العراقي في الموصل , بعد مرور ستة  أشهر  على المعركة ؟؟؟ وبالتزامن مع (( الانتصارات المبهرة )) , التي يحققها ابناء الحشد الشعبي البطل ,مصحوبا بقواتنا العسكرية الباسلة وابناء العشائر ؛ النصرُ الذي بعث السرور والطمأنينة في النفوس , ولاسيما بعد معارك آمرلي والطوز وجرف الصخر والرمادي وحديثه و الضلوعية  ومدن ديالى وانتصارا ت مصفى بيجي البطلة .... حديثُ الانكسار هذا  والهزيمة تزامن مع فرح  عظيم في النفوس بتحقيق أكبر إنجاز امني على مر التاريخ العراقي الحديث؛ حين استطاعت قواتنا الأمنية مصحوبة بالشرفاء من المتطوعين , حفظ  أرواح عشرين مليون زائر  إلى كربلاء المقدسة , فعظم في النفوس ذلك الانجاز .. فلم تمّ بث البرنامج المذكور ,في هذا الوقت تحديدا ؛ ليذكر الناس  بالانكسار....؟؟؟؟                                             
 2.. حديث السيد الغراوي خلا من المهنية العسكرية , فقد صب  الرجلُ كل أسرار الدولة  العسكرية أمام مقدم البرنامج فقط  !!! فكيف به إذا وقعَ  أسيراً بيد العدو لا سامح الله ؟؟؟                                              
   3..وضح في البرنامج الاستغلال السيء لبساطة لغة الخطاب عند السيد  مهدي الغراوي أي لهجته الجنوبية من قبل مقدم البرنامج  ,وقد تبينت الغايات في استخدام جمل كثيرة من قبل  مقدم البرنامج ,تعدُ جملاً مسيئة للحوار ,  كما في قوله { جا عند أمي  },وعجبت من مرور الأمر على السيد القائد مرور الكرام دون ردة فعل معينة ,أسلوب المقدم , وكأنك أمام محقق في مديرية  ما...                                                           
4..  الأمر السابق  أعطى انطابعا سلبيا عند الناس حول ضعف شخصية الضيف وهو قائد عسكري كبير,مع المحاولات الجادة للاستخفاف بهذه الشخصية العسكرية المهمة , بالنهر والزجر واعطاء صورة كوميدية عن ضباط الجيش العراقي والمؤسسة العسكرية العراقية ككل , وهو استخفاف واضح المقاصد والاهداف.            5.. ركز البرنامج وطيلة ثلاث حلقات ,على جُبن وتخاذل وانهزامية العسكر وضباطهم ,وكأن الجيش العراقي خلا من أي ضابط شجاع شريف أو مقاتل باسل ذاد عن شرف العراق ..فمُنِعَ المتحدث العسكري وتمت مقاطعته أكثر من مرة لمجرد ذكره  ضابط شجاع قاتل حتى الموت في سبيل العراق..ولم  يحسب البرنامج حساب كل قطرة دم سالتْ على أرض المعركة ولم يستذكرها بكلمة طيبة واحدة !!!.                              

6..جرى الحديث كله بصورة { طلابة عشاير وفصل وعطوة } ,والتأكيد على شخصنة الأمور ورمي الأسباب برقبة ضباط معيني دون غيرهم , فيما ترك أمرُ اللواء الكردي المرابط في الموصل نفسه مع أمر الفرقة الذهبية ,والتي كانت هناك ولن تشترك في القتال , ترك الامر لاسباب مجهولة                                                           
 7.. على اللجنة الأمنية النيابية أنْ تتعامل فورا مع المكالمات العسكرية المهربة لهذه القناة وتتعامل معها بحسبها كشفا لأسرار مؤسسة عسكرية وكشفا لأسرار ساحة حرب وقتال..وهو من واجب وزارة الدفاع أيضاً      8... كان البرنامج يسير بأتجاهين لاثالث لهما ,أحدهما يزكي نوري كامل  المالكي عن كل ماجرى والثاني يستقتل في ادانة نوري كامل المالكي بماجرى .. ؟؟                                                                 
            ملاحظتان مهمتان مهداة إلى   السيد عون الخشلوك شخصيا  و إلى كل مقدمي البرامج السياسية في البغدادية الفضائية مع الاحترام :-                                                                                       
أوّلآً :-  لم تقدم البغدادية الفضائية وحتى اللحظة أي برنامج حواري أو ندوة أو فلم وثائقي أو مراسل بكاميرا مباشر ..لم تقدم ما يخلد ويمجد المعارك البطولية الرائعة والرجولية لابناء الحشد الشعبي ,ممن صانوا العرض والمال والوطن ولقنوا الدواعش من زبالة التاريخ .. أروع الدروس بالقتال كالرجال الحقيقين , وتشهد لهم سوحالوغى بذلك فلم برأيك السديد                                                 .                                                                                                                                         
ثاينا:-  كم هي البرامج السياسية والحوارية والاجتماعية ,التي تؤكد على فتح ملفات الفساد الاداري والمالي في العراق ..وهذا صحيح جدا ...وكم هي الشخصيات المسؤولة في الدولة ,التي ركزت البغدادية على فضحها وفضح أعمالها ..وهذا طبيعي لحد الآن ..وكم هي صفقات العقود التي فضحتها البغدادية ..وهذا رائع .. ولكن السؤال الذي يحيرني في هذا المجال هو :- كم مسؤول من الأخوة الاكراد في الدولة العراقية وفي أقليم كردستان ,,تبنت البغدادية برنامجا لفضحه  مثلا في صفقة معينة ...!!! طيب نفترض لايوجد مسؤول كردي واحد في العراق أو الاقليم متهم بالفساد !!! طيب اعطني اسم وزارة عراقية واحدة  يتزعمها وزير كردي عراقي !! فضحتها البغدادية في برنامج معين !!! وذلك منذ عشر سنوات وإلى الآن..!!! ولي في هذا الموضوع وقفة جادة عما قريب جدا... هذا سؤالي  سؤال متحد لكم أنْ تجيبوا .. وأجزمُ  بأنكم  لم ولن تجيبوا عنه , لا أنت و لا كل القناة من أصغر فراش يعمل بها إلى أكبر مدير.                                         .                                                                 
جمال حسين مسلم
http://jamalleksumery.blogspot.co.at

    

هناك 7 تعليقات:

  1. مهدي الفاضلي



    بالفعل.. لقد اصبت كبد الحقيقه..
    كيف يسمح السيد الغراوي لمستضيفه ان يخاطبه امام الراي العام بهكذا طريقه..
    اﻻ يعلم السيد الغراوي بانه ﻻزال محسوب على جيش العراق واحد قادته..
    كان يعتصرني اﻻلم من كل ايمائه غير محترمه من قبل المحاور الغير نزيه..والذي استغل حاله الضعف اﻻنساني لهذا الرجل الخارج توا من جلطه دماغيه كادت ان تودي بحياته..
    شجاعتك وصﻻبتك ايها السيد الغراوي ﻻتتناسب والبساطه المفرطه التي اظهرتها من خﻻل طريقه حديثك من خﻻل قناه تدس السم بالعسل

    ردحذف


  2. انور العبيدي 11111111

    /على اﻻقل . طلع الرجل .

    /2014/12/31

    على اﻻقل . طلع الرجل . وتكلم

    ردحذف

  3. 


    الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي الشطري

    /المانيا

    /2014/12/30

    قناة البغدادية ياعزيزي!(لاتختلف) عن بقية القنوات الطائفية أبدا؟.منذ سقوط الصنم وتنفس الشيعةالصعداء، لم أشاهد أو أسمع قط،كلاما إيجابيا صادقا من هذه (الأبواق!) عنهم!.أعتقد أن هناك تحالفا بين الكرد والسنة العرب منذ عدة أعوام(لتدمير؟)الشيعة!.

    رد



    ردحذف



  4. خضير العذاري



    لاشك إن الموضوع في محتواه يسلط الضوء على ملاحظات مهمه.
    إن البغدادية ليس مهنية ولاحياديه بطرحها القضايا التي تهم العراق.
    يبدو لنا إن القائد الغراوي ليس لديه الثقافة العسكرية وغير مؤهل للقيادة.
    أؤيد رأي الأستاذ جمال بأن الجلسه عشائرية
    سقوط الموصل وصمة عار لأهل السنه












    ردحذف






  5. Guest



    صح السانك استاذنه العزيز





    ردحذف
  6. #1
    امير
    31/12/2014 - 10:17
    اووووف
    يعني صار اشكد تحجي وتاليهة مجلب بالاكراد---عمي اصلحوا نفسكم وبعدين دوروا على شماعة-----الاكراد وكراد ووو----هذه طريقة المالكي في مداعبة المشاعر القومية والطائفية لتغطية فشل وسقوط في كل شيء

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن