الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

أوربا ستحترق ولو بعد حين

              
انتهت الحرب العالمية الثانية في 15 اغسطس م1945 , بانتصار كبير لقوى التحالف الدولي المكونة من دول أوربا المنهزمة والمنكسرة من جيوش المانيا بزعامة أدولف هتلر في وقتها ,أضافة إلى دول أوربا كانت الولايات المتحدة الامريكية وبرطانيا العظمى والاتحاد السوفيتي , يمثلون محورا للمعركة الحقيقية ومرتكزها ,الذي حقق النصر الكبير في نهاية المطاف , ومنذ انتهاء تلك الحرب وتقاسم أوربا بين النفوذ الروسي والامريكي ,خططت أمريكا لبقاء دول أوربا الغربية والتي تشكل قوى اقتصادية عالمية كبرى ,خططت لبقائها في الصف الثاني من المؤثرين في المشهد السياسي المعاصر مع تبعيه واضحة للقرار الامريكي بكل تفصيلاتها ومن دون تردد  ..ونتيجة لظروف ما بعد الحرب ؛ كان على أوربا غض النظر عن الموضوع.                       أوربا اللاعب الذي يعتقد بنفسه لاعبا رئيسا في المشهد السياسي الذي نعيشه اليوم , لاتستطيع هذه القارة  أن تتصور نفسها لاعبا ثانويا في الاحداث على الرغم من تبعيتها الواضحة والصريحة للولايات المتحدة الامريكية من حيث الاقتصاد والامن والدفاع ؛ ولكنها في الحقيقية والواقع المعاش لاتستطيع الا أن تؤدي هذا الدور الثانوي .. . ومن ادوار عدة انيطت بأوربا مؤخرا دورها في الحروب الاهلية والاحداث الدموية التي جرت في ساحات العواصم العربية واثناء وبعد مايسمى بالربيع العربي , حيث شاركت دول اوربا الغربية حليفتها الرئيسه امريكا عسكريا وسياسيا بالتدخل في الشؤون هذه الدول الداخلية ودون قرار أممي يذكر وتمادت في الموضوع وكادت ان تتسبب بحرب كبرى نتيجة تدخلها السافر والعلني أيضا في اوكرانيا ..ونيتجة لهذه الادوار والتي تحمل أكثر من علامة الاستفهام  , استكلبت هذه القوى جميعها وتعاضدت مع بعضها في  الملف السوري واشكاليات الحرب الداخلية والخارجية السورية ,وبالنتيجة وبعد فوات سنوات عدة ومع استمرارية هذه الحرب واستمرارية مشعليها من دول الخليج العربي والجوار الاسلامي وامريكا  وروسيا في آن واحد ..  نزح الملايين من ابناء الشعب العربي السوري الكريم ,كنتيجة حتمية للصراح وللمخطط القاضي بأنهاء الدور العربي السوري في المنطقة أجمعها .  وبعد فوات سنوات الجمر والقهر وبعد المواقف اللاانسانية من دول الخليج العربي اتجاه الشعب العربي السوري النازح رغم انفه عن دياره ,قررت اوربا فتح عديد الابواب للنازحين السوريين ولم تقرر بعد كيفية ومتى وقف تلك الحرب مع علمهم بمصادر نيرانها واهداف تلك النيران !!!         أوربا التي ستحترق عما قريب بنار الارهاب  الكبرى كنتيجة حتمية لسلوكياتها  والمعايير الازدواجية المتبعة في استقبال اللاجئين ,فهي الان تستعد لاستقبال عشرات الالاف من المهجرين السوريين والعراقيين ,من خلال فرض فرص القبول من قبل الامم المتحدة وامريكا باعتبارها الراعي الاول للموضوع ومن هناك ستنطلق المجاميع والخلايا الارهابية النائمة والتي جاءت محملة بكل مشاعر الكراهية وبكل الافكار العقائدية التي تدعوها للفعل الاجرامي الاسود ,ستنطلق لتطبيق افكارها السوداء على العنصر الاوربي نفسه بوصفه كافرا لديهم سلفا وعلى من يختلف معهم من الملة بوصفه مرتدا وعلى حد سواء ولاسيما في دولتي بريطانيا والسويد  تحديدا وربما عواصم أوربية أخرى , بلى ستكون تلك المجاميع عبارة عن خلايا نائمه او ذئاب مفردة  وستفشل في الاندماج الاجتماعي في هذه المجتمعات وما تجربت استقبال الشيشان ببعيدة عن المتتبع للشأن الداخلي الاوربي..,وبعيد ذلك سيخرج علينا من يتفلسف في حقوق الانسان ويطالب الجميع باعادة الحوار معهم واعادة دمجهم في المجتمعات الاوربية  ؟؟؟ ان السياسة الرعناء المبنيه على بيروقراطية القرار والمصالح الحزبية الضيقة  لاصحاب القرار تحتم على هذه الدول المضي في هذا الطريق نحو النهاية الواضحة والتي تقول إن اوربا ستحترق بنيران هي احتطبت لها واشترت لها الوقود واشعلتها . سوف تحترق ولو بعد حين... كان من الاولى أن يفكروا بانهاء الحرب الدائرة هناك وإعادة الناس إلى أهلهم بكرامة وهو الحل الافضل ...وبألتاكيد لاعمومية في الكلام ولسنا ضد منح اللجؤ لمن يستحقه أبدا ولكن الجواب واضح من عنوانه                        .                                                                    
جمال حسين مسلم
            http://jamalleksumery.blogspot.co.at

هناك تعليقان (2):

  1. الاسم: محمد التاريخ: 21/12/2014 01:48:39 تحليل جدا رائع - See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=261476#sthash.imKPQ2Vn.dpuf

    ردحذف


  2. فانوص

    /العراق

    /2014/12/21

    اي صحيح استاذ جمال يقولون ان اصحاب الهدوم القصيرة مع النسوان الطالعة بس اعيونة تارسين شوارع اوربا

    رد








    ‏الاسم:

    ‏الاسم:

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن