السبت، 27 ديسمبر 2014

موجة نزوح موصلية قادمة

              
اشتعلتْ حربُ التصريحات والتصريحات المضادة بين قادة البلد السياسين ومن غيرهم , بُعيدَ السقوط المدوي لاربعين بالمائة من أرض العراق بين ليلةٍ وضحاها , بيد الاوغاد القادمين من وراء الصحراء..وكان ذلك في 12 حزيران 2014م ,التاريخ الاسود وماتلاه...وكانت جل التصريحات النارية تنطوي على أمرين لاثالث لهما , أولهما يتحدث عن الخيانة المفترضة الوجود ..؟؟؟وثاينهما يتحدث عن التسقيط السياسي والانتهازية...؟؟وكلا الامرين محصور في مجموعة من الاسماء والكتل السياسية  , المتصدرة للمشهد السياسي في العراق ما بعد 2003م , والتي تشتبك نهارًا وتتقاسم موائد العشاء والسهرات والمقاولات ليلا ....؟؟؟ وهذا ديدنهم المفضوح الذي أوصلنا لهذه النتيجة البائسة..                                                                                     
ولكنْ لا أحد يستمعُ للمثقف العراقي ولا أحد يقرأ لما نكتب ولا يهتم بذلك أصلا ,وبقيت دائرة الكتابة والتحليل محصورة  بمجموعة الاقلام ,والتي تكتب وتقرأ لبعضها  فقط , و هذا مؤشر خطير لمستوى الوعي الجماهيري ,الذي يتطلب من شريحة الاكاديمين العراقيين ,الاشتراك مع زملائنا الكتاب في رسم وتوضيح المشهد الحقيقي في العراق ,وهذا موضوع أخر تماما ,عما في هذه السطور ,,أقصد موضوع التباعد بين حملة الاقلام العراقيين وبين أداء الاكاديمي العراقي في المشهد السياسي والحياتي...إلا قلة قليلة ممن اختطوا خط الاكاديمية والاشتراك في كتابة الحزن العراقي في آن واحد .                                                                                
بتاريخ 12 /1/2014 م ,نشرتُ في عديد المواقع الالكترونية العراقية موضوعا تحت عنوان { أحذروا من حلب الثانية في الموصل } ,كان الموضوع  يتناول احتمالات سقوط الموصل في قادم الأيام والأشهر ..وكالعادة لم يلق اهتماما من أي مسؤول في الدولة أو جهة معينة ,حالي  مثل حال زملائي  في الصحافة الالكترونية....واليوم نقف عند  توصيف مشكلة كبيرة جدا  , ستحلُ في العراق في القادم من الأشهر القليلة ربما ,وستكون مأزقا كببيرا جدا جدا ..                          .                                                                     الموصل بتعداد سكانها البالغ عدة ملايين , تعيش الآن تحت وطأة حكم الجماعات الاسلامية التكفيرية المسماة داعش ...وذاك منذ ستة أشهر مضت , وفي خلال تلك الفترة تمَّ تهجير وقتل وتشريد مجاميع كبيرة من ابناء الموصل من الأخوة المسيحين والأزيدين والشبك والتركمان الشيعة ,ومن لم يظهر الولاء للدواعش من ابناء السنة العراقين .وبقي أهل الموصل مندهشين من  ظهور هذه الجماعات التكفيرية الغريبة , بعد أنْ تنادى أغلبية أهل الموصل لطرد الجيش العراقي { الصفوي ,المالكي } على حد تعبير أغلبيتهم ..؟؟؟ و من المؤكد اشتراك عدد كبير من سكان الموصل في تهجير وتقتيل كثير من الفئات المذكورة بالمشاركة مع الدواعش من ابناء الفواحش , مما أدى إلى ظهور عامل اجتماعي خطير في هذه المدينة , قائم على فكرة الثأر والكراهية الشديدة ؛ ولهذا نتائج خطيرة ستظهر ولو بعد حين , ولايمكن للمتتبع للمشهد العراقي أن يغفل عن  هذا أو يتغافل عنه بقصد ..                                                                                                     
الحربُ على أبواب الموصل , ولاشك في ذلك , وسوف تكون حرب شوارع ومليشيات ,وأظن إنّ الجماعات المسلحة المسيطرة على أرض الموصل ,سوف  تجعل من السكان المدنين في الموصل درعا لها وأداة أعلامية كبرى لاستقطاب الشارع العربي  ضد بغداد وكردستان في آن واحد { بشرط اشتراك الاقليم في المعركة } وحينها , سيضطر الموصليون لسلوك كافة الطرق للنجاة من الحرب ؛ بشكل موجات نزوح كبرى غير موجهة لمكان معين ,وهي طامة كبرى جديدة  ستلحق بالمجمتع المدني العراقي ,وهو أمر واقع لامحال ,ولايمكن تجنبه في أي شكل من الاشكال , وعلى أهل الموصل أنْ يحسبوا حسابه , فيا ترى  هل أستعد أهل الموصل لهذه المحنة وكيف تفكر المؤسسات الحكومية ذات الاختصاص بالموضوع , وما هي الحلول المطروحة لهذه المشكلة ...مجموعة من التساؤلات المطروحة والمؤجلة إلى إشعار أخر ..هذه هي المشكلة القادمة , اطرحها بتواضع ولكني عاجز عن إيجاد أي صيغة للحل أو للاقتراح...                                                     
جمال حسين مسلم                                                        

http://jamalleksumery.blogspot.co.at

هناك 4 تعليقات:

  1. ان الوضع الامني خطير جداً ومقالتك من صميم الواقع
    ان سرطان الطائفيه قد انتشر في الموصل
    وسال الدم في تكريت
    والتقسيم للعراق أصبح واضح المعالم
    ولا أمل للحلول الترقيعيه
    فقد امتلئت القلب حقدا هذا صفوى وهذا داعشي
    وبقي فقط اللطف الإلهي - See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=262199#sthash.VCR4KxLz.dpuf

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن