الأحد، 16 نوفمبر 2014

ذبحُ أهل السُّنة عند أهل السُّنة فوائدُ

جمال حسين مسلم                                                                                                              

لم يُتاجر بموضوعٍ ربحي في العراق ما بعد 2003م , مثل باعتِ التُجار واشترتْ بموضوع أهل السنة في العراق , ولا ادري سرُّ هذه التسمية  من أي باب جاءت  , فهل هي من باب شتم الشيعة كونهم  لايقتدون  بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام مثلا !! أم من باب ذم الطائفة الاخرى كونهم لايقتدون بأهل بيت  النبوة الكرام مثلا !! عموما كان من الافضل أنْ يكون عنوان هذه الاسطر المتواضعة ,مقاومة أهل السنة !!! تهميش أهل السنة !!! ذبح أهل السنة !!! والمراد  بها وصف المتغيرات الكبيرة و الدموية التي تشهدها المحفاظات الغربية العراقية ما بعد رحيل نظام البعث الهالك وقائده صاحب الحفرة الشهيرة .                                                      فقد كانت مقاومة أهل السنة ؟؟  عبارة عن مجاميع مسلحة اعترضت العملية السياسية في العراق ما بعد 2003م ,ورفعت السلاح بوجه قوات التحالف الدولي والقوات العراقية , ممتطية في كثير من الاحيان الاحصنة العروبية القومجية وفي أحيان أخرى الشعارات الدينية ,سالكة أساليب القذف والشتم وهتك الاعراض وحذف المقابل من الوجود , لعلّ أمرا قد يحدث فيعيد أمجاد الحرس الجمهوري وجهاز الامن الخاص والفدائين وما إلى ذلك  من صناعات أجرامية دموية ؛ ودفعَ أبناء الوسط والجنوب وبعض ابناء المحافظات الغربية من المسالمين والمثقفين ثمنا غاليا نتيجة الهجمات الغادرة بالسيارات المفخخة والاغتيالات وقطع الطرقات , فضلا عن تطور الموضوع باحتضان الانتحارين من كل مزابل الارض من أجل أعادة الزمن إلى الوراء , وكان تجار أهل السنة وحتى اللحظة يسكنون أفخم الفنادق في الاردن !! وتركيا وسوريا وقطر والسعودية واليمن ... فضلا عن كناسة أوربا ومزابلها... وتسخر لهم الابواق الاعلامية بكل تفاصيلها وتسخر لهم خزائن الارض بكل مفاتيحها ,وهم يحتطبون  الارواح الطاهرة والانفس الزكية في كل يوم وفي كل ساعة .. مما دفع القبائل العربية الاصيلة في غرب العراق للانتفاضة على كل القتلة وطردهم من أرض العراق في 2007م, الموضوع الذي لم تسثمره استثمارا حقيقيا الحكومة السابقة بل تركتهم عرضة للقتل والنهب من قبل حركات التكفير الاجرامية                    أما حكاية تهميش أهل السنة ؟ فبعد خروج القوات المتحالفة من العراق , ضمن اتفاقية أمنية باهتة اللون والطعم ..اشتغل اخواننا المتاجرون بقضية أهل السنة على منوال جديد الا وهو تهميش أهل السنة ,وكانت التصريحات العظيمة الخطيرة ذات اللون الاصفر الطائفي تطلق من مختلف الفنادق الراقية في عواصم نصرت أهل السنة !!! تحت عنوان المكون المهمش في العراق ,وكأن السامع لهم يتصور بأن البصرة بنفطها وثرواتها تقود العراق فعلا ؟؟ ومن أجل ذلك اصطف الناس كل جمعة قاطعين الشوارع مطالبين بعدم التهميش وبعض الاحيان بتحرير القدس { كما تحدث خطيب سامراء في وقتها } ومن أجل رفع الحيف عن هؤلاء الناس المهمشين دخل الغرباء الجربان  إلى بلادنا واحتضنتهم الخيم والجوامع في آن واحد ,واستمر مسلسل الذبح العلني بالسيارات المفخخة وكاتم الصوت , وفي الوقت نفسه بقي المواطن في تلك االمحافظات يدفع الثمن غاليا من راحته وامانه ومستقبله وحياته,ولكنه غير قادر على مواجهة هذا المد الهائل من الاعلام وكواتم الصوت في وكان ذات المواطن يشعر بحقيقة تجاره ممن يصطفون صباحا على كاميرات الاعلام وأبواقه ويجلسون ليلا إلى موائد السياسين يتلقون أخبار العقود الجديدة والمناصب المستحدثة وتقسيم الموارد بين هذا وذاك ....         
 والمرحلة الثالثة  تمثلت بذبح أهل السنة, فبعيد السقوط المدوي لجيش السيد المالكي في الموصل { بأركانه الحمراء التي تلمع على كتف كل من هب ودب } استبدل التجار بضاعتهم ببضاعة جديدة عنوانها أقامة دولة الخلافة , تلك التي جثمت على قلوب الشرفاء واذلت ابناء الوطن الواحد من تركمان ومسيح وكرد وشيعه وازيدية وسنة , وما انْ انجلت الصورة الحقيقية للثوار الجدد!! من كل مزابل التاريخ , حتى فرضت الطاعات الشرعية الجديدة على الابرياء من جديد في المحافظات الغربية ,ومازال تجار أهل السنة في فنادقهم الراقية يتهافتون على المقاولات والمساومات والاعلانات الرخيصة ,وباسم المكون نفسه ,وما ان ضاق  الناس بهؤلاء الاوباش القادمين من كهوف التاريخ حتى ذبح أهل السنة علانية ..وأمام مرأى ومسمع جميع التجار ومن يقف ورائهم من الشياطين ولكن دون حراك ودون مغيث ولاناصر ولامعين ولاشريف يستر عرض امراة مهجرة في الصحراء من ابناء عمومتها واخوالها !!!                                                                              

هذه هي النتيجة الحتمية للصراع الاقليمي والعالمي بين الجارتين الشرقية للعراق والغربية والجنوبية للعراق أيضا ,فكانت مقاومة و من ثم تهميش ثم صارت مسلخا دمويا . أما آن  لهذه الابواق ان تتوقف عن المتاجرة بارواح الابرياء ,واعراضهم , وحياتهم , الكل يعرف من يقف وراء جميع الاطراف وماهي النوايا من الاستمرار بمخطط الذبح اليومي !! ولكن الغريب في الامر , كيف قبلت رجولتهم البدوية العربية الاصيلة ,؟؟؟ بأن ينصروا شيشانيا على ذبح ابناء عمومتهم وجز رقابهم وتهجير أعراضهم ,هل هذه من الشيم العروبية والقومجية أيضا ؟؟ اين دعاة أهل السنة من البلدان العربية المجاورة وأين أعلامهم المرتزق منذ بح أهل السنة وسلخ جلودهم بأوامر من السنة نفسها  فيا للعجب.... حان وقت مغادرة الفنادق والاستوديوهات فقد انتفخت الجيوب حد التخمة ,ومازالت أعراض الناس هناك تنام في العراء , تحت راية النخوة البدوية الاصيلة؟؟ 

هناك تعليقان (2):



  1. ناصر الحق٩:٢٠ م


    1
    رد

    ألعراقيين صبروا كثيراً وإنشاء الله ينالوا مرادهم وستزال جميع المسميات رغم قلة الخيرين والصبر مفتاح الفرج 

    ردحذف

  2. الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي الشطري

    /المانيا

    /2014/11/18

    السيد كاتب المقال الكريم! لقد أسمعت لو ناديت حيا....ولكن لاحياة لمن تنادي لقد أعمى المال(قبل الطائفية؟)أشباه الرجال،كالأرهابي حارث الضاري وأمثاله من العملاء والمرتزقة وجعلهم يبيعون ضمائرهم للأرهابيين أيضا ويتخلون عن شرفهم برؤية الدولار!.

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن