الأحد، 22 يونيو 2014

لَعلَّ مجلس حكم ينقذ ما تبقى من العراق


منذ الاطاحة بنظام الطاغية فرعون وجنوده في عام 2003م ,على يد قوات التحالف الدولية وبقيادة الولايات المتحدة الامريكي..يعيش العراق تقلبات ومنعطفات سياسية كبيرة  وخطيرة جدا جدا ..فهي تسير به من منزلق الى منزلق أعمق وأخطر...العراق الذي يحاول أن يعيش تجربته الديمقراطية وبتفصيل أمريكي وغربي ,بقي معرضا لتدخلات الدول الاقليمية ودول الجوار العربي والقوى العظمى , بشكل سافر ومفضوح وبمساعدة  كثير من ابنائه في الداخل والخارج..ومع ذلك كان يسير  بالاتجاه المرسوم له من قبل الغرب في اضفاء صبغة الديمقراطية في اختيار قادته ومسؤوليه من خلال الانتخابات التي تجري  بين حين وأخر ,مرشحة لنا مجالس للمحافظات أوبرلمان يرشح عنه رئيس للوزراء ورئيس للجمهورية ومجلس للوزراء .... الامر نفسه يحدث في أقليم كردستان تلك المعطيات الجديدة على ثقافة العراقيين ,ترسب عنها تقسيم طائفي للبلد  بقصد أو جرى الامرُ بغير قصد...حيث فرض الواقع نفسه على الناس وبتأثير كبير من اعلام دول الجوار,ومن خطاب المؤسسة الدينية العراقية  الرسمية ومن خطوط التماس السياسية العراقية ,وعوامل أخرى كثيرة .....حتى فتكت المحاصصة { أي التوزيع الطائفي } بالعراقيين وذهبت بهم شتى المذاهب ,فكان المسؤول العراقي يحث الخطى جاهدا في أمرين لاثالث لهما .....أولهما في أرضاء الجهات الاقليمية الداعمة له ,من خلال تنفيذ اجندتها على الساحة العراقية ,وان تتطلب الامر أنْ تسيل الانهار من دماء الابرياء الطاهرة والزاكية ولاكثر من عشر سنوات مضت , وثانيها من خلال توجيه عمل المسؤول العراقي وخطابه باتجاه بوصلة داخلية واحدة ولاغير ,كسبا له في انتخاباته قادمة وإنْ تطلب الامر الكذب والادعاء والتجييش للرأي العام نحو الطائفية والحرب الاهلية .على حساب الابرياء والارواح الطاهرة من عامة ابناء العراق...                .                         
وبعد عقد من الزمن وصل العراق وبسرعة البرق إلى نتائج سياسية واجتماعية خطيرة جدا , تمثلت بشكل واضح في عديد المستويات , كان في مقدمتها أنْ انتجت برلمانا عراقيا 2010م-2014م , يقوم على التناحر والفتن وزرع الطائفية ..وتوزيع المكاسب غير الشرعية علنا وأمام أعين الناس بين منتسبيه,,,,مماجعل الناس في دوامة من التفكير بحفنة من ساسة الصدفة يتلاعبون بأقداره علانية وفي وضح النهار دون خجل.. والامر الثاني تمثل بسطوع نجم الفساد الاداري والمالي في مختلف قطاعات الحياة .مسببا ظنكا في العيش وضع المواطن الكاسب والبسيط  على شفا حفرة من الفقر ,وفي أحيان أُخر تحت رحمة الفقر نفسه ..هذا اذا ما تناسينا الآفات الاجتماعية الفتاكة من مثل الترمل والطلاق والعزوف عن الزواج والبطالة والايتام والمعوقين...              
أما  الامر الثالث وهو غاية في الخطورة ,فقد تمثل في  بروز ظاهرة تشبه إلى حد كبير ظاهرة القائد الضرورة والعياذ بالله...!!! الذي أودى بالعراق الى الهاوية , دون أن تهتز له شعرة في ضميره المستتر وجوبا , لاكثر من خمسين عاما....؟؟؟ اراد اصحاب هذا النهج  ,أو صاحب هذه الفكرة ..أنْ يختزل 35 عاما من دكتاتورية صدام حسين غير المأسوف عليه إلى 10 أعوام فقط ,لكي ينقل الحكم من العراق الى الحزب ثم الى اليت الواحد و اركانه فقط..؟؟؟؟ وكانت كل المؤشرات تدلل على ذلك بوضوح كبير ولاسيما ,,مسألة تهميش الجيش النظامي والاعتماد كليا على مجموعة من القوات العراقية تمثل النخبة ,تكون قادرة على ضرب أي تمرد في كل مكان وزمان وكان الامر مصحوبا بسطوع اسماء لقادة في الجيش ,شغلوا الاعلام بضجيجهم وشارت اركانهم الحمراء... وكانت في الاخير المحنة  ؛ بأن اعطينا ثلث العراق في سويعات ودون قتال لشلة من الوحوش الكواسر... ...تزامنت هذه الصناعة مع احتفظ رمزو الدولة لملفات فساد كبيرة يعرفها القاصي والداني ..من مثل صفقة الاسلحة الروسية ...والبنك المركزي العراقي ؟؟؟ والبطاقة التموينية ؟؟؟ والفضائيين في الجيش العراقي ؟؟؟؟  وتغيير مسار الطائرة اللبنانية ؟؟؟ وعودة مشعان الجبوري الى العراق ؟؟؟وهروب طارق الهاشمي ورافع العيساوي ؟؟؟ وعدم اقرار قانون التقاعد ؟؟؟ومميزات البرلمان التقاعدية .؟؟  واجهزة الكشف عن المتفجرات ؟؟؟ و العدد يطول جدا والمؤشر في ارتفاع كبير ...ونحن حتى اللحظة لم نتحدث عن مفردات العيش اليومي  للمواطن العراقي ومسألة حصاد الارواح بالسيارات المفخخة التي استباحت دم العراقيين منذ عشر سنين مضت..؟؟؟ فضلا عن بنى تحتية متهالكة صرفت لها أرقاما  خيالية ..لاندري أين ذهبت وبجيب من اختفت ؟؟؟ ..احتفظت الحكومة المركزية بجميع هذه الملفات وغيرها وكانت تحيل إلى القضاء ما تشاء وتساوم على ماتشاء ,وتوقف ما تشاء ؟؟؟ وكان القضاء وفروعه في أغلب الاحيان مسير,,يحاسب جمع الاطراف بكامل الحيادية الا طرفين وفي مقدمتهم الطبقة العليا الحاكمة والاخوان الاكراد ..فكلاهما معفي من  النقد والمحاكم العراقية المثيرة للريبة والشك؟؟؟؟                                                                                      
فكان العراق برمته يسير متسارعا نحو هاوية عميقة وعلى مرأى ومسمع من صناع القرار, الذين اجتهدوا كثيرا في صنع القائد الضرورة من جديد...ولكن جرت الرياح بما لاتشتهي السفن ...والعراق محاط بدول جوار التي  تستطيع ابتلاعه بسهولة ؛ هذا بفضل قوتهم وتعاون ابناء العراق معهم بل الاخلاص في التعاون معم.....وهذا ينطبق على دول الجوار كافة دون استثناء أو تمييز.. وفي غفلة من الزمن وفي قدر أسود أخر جديد يحل على العراقيين .انشب التقسيم الطائفي أظفاره في العراق و بقوة هذه المرة ولاسيما في المحافظات الغربية التي تزعم التهميش ,وهو أمر مستغرب !!!! ومغطى بعباءة أخرى يعرفها الجميع...ولا ضرورة لشرحها والاطالة في تفصيلها...  أما في نكسة حزيران 2014 م ؛ حيث نهبت المدن العراقية من أيدي جنودها المهرولين ببدلاتهم الرياضية وبحسب توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة تاركين كل المعدات والبنوك وثلاث محافظات بيد  { داعش } المجرمة وفي سويعة من الزمن لا أكثر ولا أقل صدم الرأي العام العراقي ,وانكسرت نفوسهم وعاشو لحظات يائسة حقيقية وراودتهم مختلف الافكار الكالحة...                            
وكعادة أبرز المسؤولين  في الدولة لجأنا الى المؤامرة والتواطؤ وتدخل دول الجوار...وكعادتهم السيئة تماما ,في لاستغفال للراي العام العراقي. والا ستخفاف بعقول الناس..لم يكشف لنا أي سر  من خيوط القصة المروعة ..وحلت الالغاز مكان الصراحة ومن ثم تشكل اللجان ومع اللجان يضيع كل شيء ... وتنتهي الحكاية ويختفي أحدهم ويظهر لنا بعد سنتين سفيرا للعراق في مكان ما ..أو وكيلا أو مفشتا عاما في وزارة معينة....                         
ان مشهد القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء والدفاع والداخلية وبعض الهيئات الاخرى...لايستطيع بشخصه او بمشروعه السياسي إنْ وجد ؟؟؟ أنْ يعطي أكثر مما مضى { خلاص انتهى } فليس هناك اي شيء سوى نسخة من الكوبي المكرر..الذي ارسى حدود العداوة بي المكونات الداخلية للعراق ومع كثير من دول الجوار ..على حق أو باطل ... عليه أنْ يغادر المشهد السياسي محترما تاريخ العراق ومعترفا بالنتائج الانهزامية الكارثية التي وصلنا إليها.. موقنا أنّ الوقت  الراهن لاينفع لمسألة القائد الضرورة .وترفعا عن الذات العليا واحتراما لتاريخ العراق  4500 سنة ق م ....ولأنها مسألة ماتت مع الزمن وماعادت  على قيد الحياة ...ولكي ينقذ ما تبقى من العراق ,فأظن ويظن معي كثير من المهتمين الصادقين بالشأن العراقي..انّ من الضروري تشكيل مجلس حكم رئاسي يقود العراق في هذه المرحلة ,ينبثق عن تصويت من داخل البرلمان الجديد ويتكون من ستة أفراد على أساس المذهب أوالقومية أوالمكون...و يتفق عليه وعلى مرشحيه من خلال مؤتمر بأشراف دولي للقوى العظمى ودول الجوار...ينتج عن أول مقراراته تجميد البرلمان الجديد لسنة كاملة عن العمل ؛ لان البرلمان الجديد من المحتمل جدا أنْ يكون استمرارا لمهزلة سابقه...أودت بالعراق الى ما وصل اليه الآن ..                                                                                                        
هكذا نطرح صورة العراق من جديد بوجوه تمثل الجميع ولسنوات عدة ..حتى ساعة التمكن من انهاء الوضع الداخلي العراقي واستقرار الوضع نسبيا ساعتها يحل المجلس نفسه ونعود للتصويت الانتخابي مرة أخرى        فات الاوان وقبل أنْ يفوت الاخطر والادهى من ذلك علينا بتقسيم العراق على مائدة الرئاسة قبيل أنْ يقسم على خارطة الوطن ,ونكون قد اصبحنا على ما فاتنا نادمين لاسامح الله...هذا كله ظني المتواضع  فقط ...  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن