الأحد، 15 يونيو 2014

أيه اللي جرى يعويس للصبح نايم


                  إيه اللي جرى يعويس للصبح نايم...سايب الحمار ليه ويه البهايم...... هائما في واحد من أتفه الشوارع الذي يحمل على رصيفيه فتيات الليل من بائعات الهوى..وجدت نفسي بدون دراية أردد هذا المثل العراقي المصري المشترك والمثير للضحك والشفقة في آنٍ واحدٍ ...مثير للضحك لانه يروى بلهجة عراقية صرفة عن كاسب من دولة عربية يمتهن رعاية الحيوانات في مزرعة .... ويتركها كما هي ..مستغرقا في نومته الصباحية الى الضحى..ومثير للشفقة لانه يتحدث في جانبه الاخر عن الاحوال وأقدارها  و مسببات وقوعها... أما تجوالي بعيد منتصف الليل في هذا الشارع الذي يؤرخ علانية لمهنة دولية امتدت على طول وعرض التاريخ ..متعرضة لسهام ناقديها في كل زمان ومكان  ,و انا اشك في نوايا ناقديها........وقفت مع نفسي متأملا مشهد بائعات الهوى في هذه الدولة الرائعة الجمال والضاربة في عمق تاريخ الفن والحضارة..وبحثت عن أسباب ومسببات وجودي ووجودهن في هذه اللحظة اللاتاريخية على رصيف واحد.....أما شريكاتي على هذه الارصفة الجميلة , فلايملكن سببا مقنعا  لهذه الصناعة سوى مجموعة عوامل تكاد تكون في أغلب الاحيان شخصية ,وبالتالي فموقفهن يستحق كل الاجلال والتقدير لانهن ببيضائهن وصفرائهن وسودائهن  ؛ لايكذبن ولاينافقن بمعنى الشرف والحياء ,بل العكس من ذلك فهن يعترفن علانية بطيبعة مهنتهن .....أما عن أسباب وجودي في هذه الليلة الليلاء متسكعا بين  الحسنوات ,متجنبا أي حديث معهن  ؛ هوصدمتي من هول ما حل بوطن عمره 4 آلاف سنة وأكثر من ذلك .. ضاربا في عمق الحضارات المجيدة...عاش هذا الوطن في عقوده الاخيرة ..أحداثا تاريخية كلما توسعت في عباراتها وقرآتها  وجدت التعبير يضيق عليك مرار وتكرارا...وطن ابتلى بالانتكاسات التاريخية الكبرى ,وكلما مر بانتكاسة ..بحث عن مفردة يتسلى قادته بها على لحية الشعب وشاربه.....ففي عام 1991 م كان الجيش العراقي قد عاد من معركته في الكويت { منطيه اللهيب } جاعلا من { كراج النهضة متقدم } ومن { كراج العلاوي } خلفيات,,,حين ذاك خرج عدد من المسؤولين بشتى التصريحات { اجلكم الله } القومجية وغيرها من سفاهات الحزب الحاكم ...فتسأل الناس مالذي حدث ..وكانت الاجابة بأن هناك مؤامرة خار جية وداخلية. وكان  الاعلام العراقي { امطيح حظنا باغنية ها خوتي النشامة  اشردوا بالبجامه } ..وهنا قال الناس ثانية  { ليش كنا نايمين للصبح },,, وبعيد ذلك  جاء عقد من السنين كالح السواد  , ذاق الناس فيه بلاء الجوع ..حتى حل علينا نيسان من عام 2003م وتخلى القائد المهيب الركن بطل التحرير القومي القائد الضرورة  صدام حسين عن كرسيه مرددا مع نفسه { افلت من السيم } ,, مرعوبا وشاردا بهدومه... ورغم تفاهات القومجية العرب ومن تبعهم بسفالة الى يوم الدين..حول فكر القائد الضرورة وخططه في الانسحاب..عاد العراقيون لسؤالهم من جديد ... شنو اللي صار ...وين كنه نايمين ... حيث استفاق الناس على هزيمة نكراء  لقوات الحرس الجمهوري مصحوبة بمليون قائد ركن ومليون جهاز أمن خاص...خططوا لكي ينزع المقاتلون { البستهم الداخلية } امام شاشات الكاميرا العالمية في الجانب الاخر من دجلة الخير اي جانب القصر الجمهوري...واختتم المهرجان بكلمة لسيد القوم السفهاء ,قائلا{  اللعبة انتهت     }  ومع ذلك استفسر الجمع المؤمن  بعلامات الغيبة ؟؟؟؟ عن الذي جرى وأين كنا منه وأين الحقيقة.... وكانت عملية انتقال حقيقية الى الديمقراطية  التي جاءت بكل عتاك معتد اثيم يسرق للصبح وفي طبعه لئيم.... وفي هذه الايام الجميلة عاد الجنرلات من جديد وبعد عقدين من الزمن ...لثالث هزيمة نكراء لانعرف أولها من أخرها ,حين هرول ابناء القوات المسلحة البطلة !!! في 10 حزيران 2014وبحسب الاوامر الرسمية والموثقة الصادرة اليهم من قادتهم ,,مرتيدن { البجامة الرياضية } او على طريقة { دشدش } تاركين كل المعدات العسكرية الثقيلة والخفيفة خلف ظهورهم وبدون اي معركة تذكر لعدو لايحمل الا السلاح الخفيف ولحيته المتعفنة وسرواله الممتليء.!!!!!   يحكم ام الربيعين باسم الرب ويذبح باسم دين الرحمة ونبيه... ويَنكحُ ويُنكحُ في آن واحد..ومع ذلك اطل علينا القادة الجدد  مدافعين عن ولي نعمتهم بالمقاولات والسفرات والتعيينات وما الى ذلك .بان القائد سينتصر على المؤامرة الخارجية والداخلية,,,تلك التي تشبه الى حد كبير مؤامرة صخرة عبعوب... وهنا ردد ا الناس { صدك جذب...شني اللي صار } تلاحظ عزيز المتورط معي في  قراءة هذه الاسطر ان كل التساؤلات التي طرحها النالس مرتبطة باللاشعور وكأنهم يعيشون قول الشاعر الكبير... العتاك ..ايه اللي جرى يعويس ..للصبح نايم ..وسبت الجيش ليه وسط البهايم... اتممت تميمتي هذه في وسط شارع مليء بالعاهرات اللواتي هن أكثر نقاء وبهاء من قادتي ومنذ خمسين عاما ,حاولت اشرح سبب وجودي لاحداهن ,قبل معرفة السعر وكيفية تخفيضه .... و ما ان استطردت في حديثي ..حتى تبسمت قائلة ايه اللي جرى ؟؟؟ طبعا هي لاتعرف عويس الذي قادني منذ خمسة عقود ..  سؤالها  اضطررت للانسحاب تكتيكيا  وبخطة مسبقة ومحكمة تدلل على وعي بالمسألة القومية والوطنية واهمية وحدة الصف وتوحيد الكلمة والقفز على الخلافات السياسية .. تاركا هذا الشارع المليء بالشريفات .....الى حين اقرار الموازنة لان جيبي عاوي تماما ,,مثل فكري المهشم تماما , بسبب  انتكاسة عسكرية في سويعة من الزمن سقطت بها أم الربيعين بيد ثلة من الداغستانيين  الارهابيين وها انا من جديد انشد قول أمير الفقراء والشعراء المرجع الاعلى للمتصعلكين  والشاهد الكبير على التاريخ الملطخ بالانتكاسات,موفق محمد .....أنا أفكر أذن أنا طيط ....                                           
جمال حسين مسلم

هناك تعليق واحد:

  1. حقاً لقد ابتلينا في بعض الحقب التاريخية من حياتنا إن صح التعبير بقادة عفواً ( بقوادين وعربيدين كذبوا الكذبة على الشعوب وجعلوهم يصدقونها شاء من شاء وأبى من أبى ) وفرضوها على المتصعلكين الضعفاء فقادوا بهم و بالأوطان وزجوا بها وبهم في المستنقعات الضحلة ، وكل قواد منهم جُرّ من ذيله وهو نائم في العسل كتائه متخبط في غي وضلال وعنجهيه ، وهو في واقع الحال لا يرى أبعد من أرنبة أنفه معتقداً أنه الحمار الذكي والسباق من بين الحمير أمثاله .... وفي النهاية ابتلينا بقومجيات ولحى شعثاء تطول حتى ما بين القدمين وهي لا تعرف الله وكل عقيدتها الآثمة تقول : لا أحد يعرف الله غيرنا
    فلنقتل كل من خالفنا الرأي . ابتلينا بقوم ظنوا أنهم ولا أحد سواهم يعرف الله غيرهم ، والقواد مأخوذون على حين غرة من الزمن الجميل لا يزالون يغطون في ثبات عميق حتى وصل [ البل الذقون ] وها نحن المتسكعون على الطرقات ندفع الثمن الباهظ لسباتهم العميق .

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن