الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

                                                                 
                                                                  ابن زيدون






تنقسم حياة ابن زيدون أبي الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب المخزومـي ، إلى حقبتين هامتـين .الحقبة الأولى وتبدأ بولادته سنة 394 هـ / 1003م وتنتهــي بقـيام دولـة بني جهــور سنــة 422 هـ /1031م أما الحقبة الثانيـة فهـي التي عاشها في كنف بني جهور و بني عبـاد .
ولد في قرطبة ، زمن الدولة العامـرية ، من قبيلة بني مخزوم القرشية التي جـاء بعـض رجالاتها مع الفتح الإسلامي ، فساندوا الحكم الأموي .كان والده قاضياً فقيها على المذهب المالــكي (( واسـع الثقافة ، غزير العلم ، مشهوراً بالبلاغة ، معروفاً بمكارم الأخلاق ، وكـان على حظ وافرمن الثراء أتاح له ـ مع علمه وخلقه و فصاحته ـ أن يكون ذا شأن في بـلده ، وكان معدودا في علّية القوم .)) و كلّ هذا انعكس على طفولة ابن زيدون ، و إن كان قد تلقى حظاً وافراً مـن علوم عصره على يد علماء و فقهاء قرطبة. فـدرس اللّغة ، و الأدب ، والشّعـر ، والتّاريـخ ، و السّير… فساعده كلّ ذلك على ذيوع صيته و شهرته . حيث قرض الشّعر ، و نبغ فيه ، و هو في الـعشرين من عمـره .

هل تذكرون غريبا عاده شجن .. من ذكركم وجفا أجفانه الوسنُ
يخفي لواعجه والشوق يفضحه .. فقد تساوى لديه السر والعلن
ياويلتــــاه أيــبقى فــي جوانــحه ....  فؤاده وهو بالأطلال مرتهن
وأرق العين والظلماء عاكفة ..... ورقاء قد شفها إذ شفني حزن
فبت أشكو وتشكو فوق أيكتها . وبات يهفو إرتياحا بيننا الغصن
ياهل أجالس أقواما أحبهم ..... كنا وكانوا على العهد فقد ظعنوا
أو تحفظون عهودا لا أضيعها ....إن الكرام بحفظ العهد تمتحن
إن كان عادكم عيد فرب فتى ... بالشوق قد عاده من ذكركم حزن
وأفردته الليالي من أحبته .....    فـبات ينشـــدها ممـــا جنى الزمــن
بما التعلل لا أهل ولا وطن      ..  . ولانـــديم   ولاولا ســـكن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن