ابن زيدون
تنقسم حياة ابن زيدون أبي الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب المخزومـي ، إلى حقبتين هامتـين .الحقبة الأولى وتبدأ بولادته سنة 394 هـ / 1003م وتنتهــي بقـيام دولـة بني جهــور سنــة 422 هـ /1031م أما الحقبة الثانيـة فهـي التي عاشها في كنف بني جهور و بني عبـاد .
ولد في قرطبة ، زمن الدولة العامـرية ، من قبيلة بني مخزوم القرشية التي جـاء بعـض رجالاتها مع الفتح الإسلامي ، فساندوا الحكم الأموي .كان والده قاضياً فقيها على المذهب المالــكي (( واسـع الثقافة ، غزير العلم ، مشهوراً بالبلاغة ، معروفاً بمكارم الأخلاق ، وكـان على حظ وافرمن الثراء أتاح له ـ مع علمه وخلقه و فصاحته ـ أن يكون ذا شأن في بـلده ، وكان معدودا في علّية القوم .)) و كلّ هذا انعكس على طفولة ابن زيدون ، و إن كان قد تلقى حظاً وافراً مـن علوم عصره على يد علماء و فقهاء قرطبة. فـدرس اللّغة ، و الأدب ، والشّعـر ، والتّاريـخ ، و السّير… فساعده كلّ ذلك على ذيوع صيته و شهرته . حيث قرض الشّعر ، و نبغ فيه ، و هو في الـعشرين من عمـره .
هل تذكرون غريبا عاده شجن .. من ذكركم وجفا أجفانه الوسنُ
يخفي لواعجه والشوق يفضحه .. فقد تساوى لديه السر والعلن
ياويلتــــاه أيــبقى فــي جوانــحه .... فؤاده وهو بالأطلال مرتهن
وأرق العين والظلماء عاكفة ..... ورقاء قد شفها إذ شفني حزن
فبت أشكو وتشكو فوق أيكتها . وبات يهفو إرتياحا بيننا الغصن
ياهل أجالس أقواما أحبهم ..... كنا وكانوا على العهد فقد ظعنوا
أو تحفظون عهودا لا أضيعها ....إن الكرام بحفظ العهد تمتحن
إن كان عادكم عيد فرب فتى ... بالشوق قد عاده من ذكركم حزن
وأفردته الليالي من أحبته ..... فـبات ينشـــدها ممـــا جنى الزمــن
بما التعلل لا أهل ولا وطن .. . ولانـــديم ولاولا ســـكن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق