الثلاثاء، 9 أبريل 2013

أنستاس الكرملي / الاب و العالم اللغوي العراقي


أنستاس الكرملي
أَنِسْتاس ماري الألياوي الكَرْمِلي، بطرس بن جبرائيل يوسف عوّاد
1366
أَنِسْتاس الكَرْمِلي (1263 - 1366 هـ = 1846 - 1947 م)

أنستاس ماري الكَرْملي، واسمه عند الولادة بطرس بن جبرائيل يوسف عوّاد: عالم بالأدب ومفردات العربية وفلسفتها وتاريخها. أصله من (بحر صاف) من بكفّيا، بلبنان، انتقل أبوه إلى بغداد، فولد بها، وتعلم بمدرسة الآباء الكرملين، ثم بمدرسة الآباء اليسوعيين ببيروت وترهب في شيفرمون Chevermont من مدن بلجيكة، وتعلم اللاهوت في مونبليه Montpellier بفرنسة، وُسِم كاهنا باسم (الأب أنستاس ماري الألياوي) سنة 1312 هـ (1894 م) وعاد إلى بغداد فأدار مدرسة الكرمليين، وعلّم فيها العربية والفرنسية، ونشر مقالات كثيرة في مجلات مصر والشام والعراق، موقعة بأسماء مستعارة: (ساتسنا، أمكح، كلدة، فهر الجابري، الشيخ بعيث الخضري، مستهلّ، متطفل، منتهل، مبتدئ، ابن الخضراء) وبعضها
باسمه الصريح (أنستاس ماري الكَرْملي) وكان قد تعلم اللاتينية واليونانية وألمّ بطرف من اللغات الأرمية والعبرية والحبشية والفارسية والتركية والصابئية، لدرس علاقاتها بالعربية. وأصدر مجلة (لغة العرب) ثلاث سنوات قبل الحرب العامة الأولى، وست سنوات بعدها. ونفاه العثمانيون في خلال الحرب إلى الأناضول فبقي في (قيصري) سنة وعشرة أشهر (1914 - 1916) وأعيد الى بغداد. ورحل إلى أوربة مرارا. وجعلته حكومة العراق في عهد الاحتلال البريطاني من أعضاء مجلس المعارف. وتولى تحرير مجلة (دار السلام) نيفا وثلاث سنوات. وكان من أعضاء مجمع المشرقيات الألماني، والمجمع العلمي العربيّ، والمجمع اللغوي بمصر.
وصنف كتبا كثيرة، منها (المعجم المساعد - خ) خمس مجلدات، في اللغة، و (شعراء بغداد وكتّابها - خ) و (نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها - ط) و (أغلاط اللغويين الأقدمين - ط) و (النقود العربية وعلم النميّات - ط) و (الفوز بالمراد في تاريخ بغداد - ط) و (خلاصة تاريخ العراق - ط) و (أديان العرب - ط) و (تاريخ الكرد - خ) و (جمهرة اللغات - خ) و (اللمع التاريخية والعلمية - خ) جزآن كبيران، و (مزارات بغداد وتراجم بعض العلماء - خ) ذكرته مجلة سومر، و (العرب قبل الإسلام - خ) و (أمثال العوام في بغداد والموصل والبصرة - خ) واستمر محتفظاُ بثوبه الرهباني إلى أن توفي ببغداد.
وللأستاذ كوركيس عواد (الأب أنستاس ماري الكَرْملي، حياته ومؤلفاته - ط)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن