السبت، 23 مارس 2013

سيف الدين ولائي ...


بغداد عاصمة للثقافة تفتقدُ... سيف الدين ولائي ...

دقيقة حداد على روح الشهيد سيف الدين ولائي في بغداد عاصمة للثقافة العربية ...

تحتضن بغداد الجميلة في مثل هذه الايام مناسبة ثقافية كبيرة تمثلت بأختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013م , والحقيقة ان هذا المهرجلن بقدر ما أفرحنا بمنجزه الثقافي الكبير وأحتضانه لمثقفي وادباء وفنانين العرب..,بقدر ما أحزننا ذكرى رحيل من رحل من الفنانين والمثقفين والادباء العراقيين ؛ لسببين , أولهما ان الجمهور يفتقد حضورهم وعطاءهم , والامر الثاني اننا نفتقد بشدة اولئك الذين رحلوا بظلم من النظام وطغيانه , الذي ازهق الارواح واستباح العرض والشرف...وعددهم كبير جدا , وياليتنا نجد من يتصدى لهذا الموضوع ويكتب فيه ويؤرشف له, وياليت وزارة الثقافة تعلن عن مسابقة في للكتابة بهذا الصدد ؛ لكي لاننسى مثقفينا وفنانينا وادباءنا ..الذين ذهبوا فداءا للوطن وللكلمة الشريفه وبقيت أرواحهم تدور في سماء  بغداد وتستريح على ضفاف دجلة الخير.. ومن تلك الارواح الطاهرة روح الشهيد الفنان العراقي الكبير, الشاعر الغنائي سيف الدين ولائي {سيفي } الذي نستذكره ؛ بمناسبة بغداد عاصمة للثقافة وبوصفه من أهم أركان هذه الثقافة ومن أهم مؤسسيها.                        .                                                                                     

ولد سيف الدين ولائي 1915م في مدينة الكاظيمة المقدسة من عائلة كردية فيلية سكنوا بغداد أبا عن ­جد*, ودرس في مدرسة الفيصلية الابتدائية { الكرخ حاليا } حتى عام 1928م ؛ حيث فصل منها بعد ذالك لمكشاركته في الانتفاضة الشعبية ضد زيارة البير موند لبغداد...ولم يعد اليها كبقية زملائه...وهو أحد مؤسسي الاذاعة العراقية في قصر الزهور عام 1936م **                                             

الشاعر الشعبي الرقيق كاتب الروائع الجميلة  , عراقي حتى النخاع ,ولد في العراق وذاب فيه ولم يشرب الا من مائه, ولم يستشق غير هوائه ؛ ولولا موهبته العظيمة وموهبة من أمثاله لما كان لنا تراث غنائي نفتخر به وبصناعه العظام ***         

زاول مهنة الخياطة في شارع النهر لسنوات طويلة وكان يعبر النهر بالقارب بعد ساعات العمل باتجاه الاذاعة والتلفزيون , فيغترف من دجلة الخير الاحساس المرهف ويسكبه في كتاباته ؛فترك لنا  وعلى مدى أربعين عاما..{عشاك العيون/ أدير العين ما عندي حبايب/ حك العرفتونا وعرفناكم/ جيرانكم يا أهل الدار/ حركت الروح لمن فاركتهم/ هذا مو أنصاف منك/ سبع أيام من عمري حلالي/ لو ألي وحدي لو روح لهلك/ عروسة والحبايب زافيها/ هلهلي بلله يا سمره/ يا حلو كلي شبدلك كلي/ شلي بالروح أخذها وروح/ شفته وشافني والشوك شيفيد/ سلم يا ولفي سلم/ هل ليله ليله من العمر/ على بالي أبد ما جان فركاك/ شدعيلك يلي أحركت كلبي/ أخاف أحجي وعليّ الناس يكلون/ على الميعاد أجيتك/ غريبة من بعد عينج يايمه/ ليش تغار وأنت تريد تنساني/ أسألوه لا تسألوني/ سمر سمر/ من علمك ترمي السهم ياحلو بعيونك/ ياغريب أذكر هلك/خاله شكو / يابه يابه اشلون عيون/داده اسمعي داده /هالليله ليله من العمر/ وياعمه...والعشرات من الاغاني العراقية الجميلة }                                                                     

غنى له كبار المطربين والمطربات العراقيين والعرب من امثال رضا علي وعباس جميل وزهور حسين وعفيفة اسكندر ومائدة نزهت ونرجس شوقي وفايزه احمد وامل خضير واحلام وهبي ونرجس شوقي واحمد خليل               .                             

غدر النظام السادي , نظام الطواغيت..بشاعرنا الكبير ورماه على الحدود العراقية الايرانيه في عام 1980م , عن عمر يناهز 65 عاما , بدلا من تكريمه...وهو الذي لايمت لايران باي صلة ولايعرف شيئا عن لغتها , غادر ايران الى سوريا , لا اعرف متى بالتحديد ,ولازم سكنه مصابا بحزن شديد , خيم على ما تبقى من حياته , وكانت أمنيته الاخيرة انْ يعود للعراق...وافته المنية بتاريخ 1984م, دفن بجوار  السيدة زينب عليها السلام الى جانب أركان الثقافة العراقية من مثل نازك الملائكة والجواهري..****                                                                      

بغادا اليوم مبتهجة بزوارها ونحن كذالك ولكنها لن تنسى مظلوميتك ومن ظلمك ..ولن تنساك بحسبك من رجالاتها المؤسسين لهذا الارث الفني العظيم . وسنتذكرك في كل محفل ثقافي عراقي مبتهج وسوف نستذكر أيضا من أمر بقتلك ظلما وعدوانا..                                                                                            

هناك تعليق واحد:


  1. الأستاذ الكريم والأخ العزيز جمال حسين المحترم
    تحية طيبة .. وبعد
    اليوم وقبل ساعات قليلة مضت عدت إلى بيتي في ستوكهولم بعد مشاركتي في مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العراقية وكنت مدعوا من وزارة الثقافة لحضور افتتاح المهرجان وكانت أحلى أيام حياتي. لذلك تأخرت في الرد على رسالتك أيها الغالي المحب.
    قرأت مقالك عن الوالد الراحل سيف الدين ولائي. أشكرك كل الشكر.. شكري وتقديري وامتناني لهذا الوفاء الجميل
    محبتي
    جاسم سيف الدين


    31 مارس، 2013 11:57

    ردحذف

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن