الأربعاء، 20 مارس 2013

تَرسْ...تَرسْ... لَمُن ترسوا إذآنه...؟         
قيل في الامثلة القديمة إنّ رجلا قدِمَ الى بغداد  ؛باحثا عن عمل, فجد في سعيه وسؤاله للناس عن باب رزق, ولكن لم يوفق في بحثه عن مصدر رزق, وقد عجزماليا عن العودة الى قريته النائية البعيدة عن بغداد...وبُعيد ايام عصيبة , اشفق عليه الناس..واقترح عليه أحدهم عملا معينا يجلب له القليل من المال ..ولكنه على اي حال يعتبر عملا في بغداد..والعمل يتمثل بأن يشتغل { صاحبنه } حارسا ليلا في ملهى , ولكن ليس في الملهى تحديدا بل يجلس في باب الملهى ..يعني هم حراسه وهم عين على المشاكل ..فقبل الاخ مسرعا العمل وتصدر الباب الخارجي للملهى جالسا على كرسيه الجديد ..ومع ساعات الليل الاولى من العمل الجميل , توافد الزبائن وأصحاب المكان للعمل..وكانوا ينظرون الى هذا الرجل ويحيونه , بقولهم :- الله يساعدك عمي ..فيجيب عليهم بأحسن منها, قائلا :- هله عيوني ..هله اغاتي .., وللجميلات يقول متبسمرا مصقوعا في مكانه :- مية هلا بعد بيتي ...بعد روحي....وعيونه محولة ..لروعة المنظر..وجمال...                               
وبعد مرور الساعات غاص الناس في الداخل بما لذ وطاب من المسموع والمرئي..وفعلت الخمرة فعلتها في الرؤوس وتنادت المنصة لل{تكيييت والرش } وذهب الناس مذاهب.. وماهي الاساعات , وقد انتصف الليل وصار الناس يخرجون من الملهى مثل قطرات الحِب..وصاحبنه جالس على الكرسي في أول يوم عمله....وتصادف أن خرج احد السكارى ونظر الى صاحبنا وقال له :- ها ولك..ترس* ..بعدك هنا...وكانت لعمري من الساعات العصيبة؛ فنهض صاحبنا وقد استشاظ غضبا  والشرر يتطاير من عيونه, وقلب الدنيا ولم يقعدها.. والتمت الوادم عليهم..وقالوا له :- يابه هو سكران وانت على باب الله دعوفه خلي يولي...وكان رأيا سديدا ما  يجيبه حتى بان كي مون...,يدل على حكمة كبيرة ,انهى الازمة في ثوان معدودة... اما اليوم الثاني من العمل فقد مرّ على شاكلة اليوم السابق من العمل, وأخيرا ظهر هذا السكران من جديد بعد السهرة..وقال لصاحبنا :- ها ولك ترس..خوب ما زعلان...نظر اليه صاحبنا وقال:- دروح عمي انت سكران..وانتهت الازمة ومرت مرور الكرام...ومع تكرار الايام تكرر الحادث كثيرا.. من قبل السكران وغيره مع صاحبنا ..الا ان صاحبنا قد اعتاد العمل . واعتاد السكارى بعيد منتصف الليل..فكان جوابه حاضرا :- ها ولك ترس...فيردَعليهم ..هله عمي هله بيكم ؛ ومن هنا كان الترس  ,قد تُرست اذآنه وصمت؛ فما عاد يستهجن ويستنكر ويشجب ويدين..فكان المثلُ اعلاه..من الامثلة البغدادية المعروفة..وهو قريب المعنى ,مماقاله المتنبي :-                            
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ ....عَلَيهِ
ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ
 وفي البداية أعتذر لكل انسان عن المثل, الا انه مجرد مثل ..فقد عودتنا كهرباء العراق ومن يشرف على هذا الملف ,على اجابات كثيرة ومتعددة ؛ حتى ترست الاذان وما عادنا نستهجن الجواب وندين ونشجب ونستنكر... ولاسيما جواب من قال إن العراق سيصدر الكهرباء الى دول الجوار في عام 2013م ؟؟؟ , وغيرها من الجمل الطنانة والرنانة..وابتكر العراقيون اجابة جميلة ووصفة سحرية  , لكل سؤال مفادها { عمي السنه رحمه من الله  , انت لو شايف العام صار بينه } , واسدل الستار عن ملف الكهرباء بكل لجانه  ودرجاتهم العلمية وعقودهم الوهمية واضيف الى ملفات اخرى , الحديث عنها  مملا وعقيما ...وبمناسبة شلال الدماء الزكية , التي سكبت يوم  أمس على أرض بغداد خاصة والعراق عامة ..وبمناسبة تعدد الخروقات الامنية والخروقات الاخلاقية في تصريحات من يعيشون وراء  الجدران الاسمنتية .أو رجال ال....وبمناسبة تصريحات السادة المسؤولين , التي تتحدث عن  المشاكل الامنية..ما اغربهم وهم  يحدثوننا عن المشاكل الامنيه { جا ياهو المسؤول },, أتسآئل هل سيحال الملف الامني الى السيد وزير الكهرباء..لكي تكون الاجابات اكثر وضوحا وتقبلا لدى الناس.حالها حال وعود وزارة الكهرباء..أم ان الاجابات ستحيلنا الى المثل اعلاه وتبقى دماء الابرياء تزكية و{ فدوة } لمن انتخبناه                                                                
 الترس* :- كلمة بغدادية قديمة ..وتعني شتيمة معينة..                               
جمال حسين مسلم           
Jamalleksumery.blogspot.co.at

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن