السبت، 25 فبراير 2017

في وصف نفسي واغترابي

لم يبق عنديَّ ما يبتزه الألمُ
حَسبي من الموحشاتِ الهمُّ والهرَمُ
لم يبقَ عندي كفاءَ الحادثات أسىً
ولا كفاءَ جراحاتٍ تضِّجُ دمُ
وحين تَطغَى على الحرّان جمرتهُ
فالصمتُ أفضلُ ما يُطوَى عليه فمُ
وصابرينَ على البلوى يراودهُم 
في أن تضُمهم أوطانهم حلمُ

الأربعاء، 22 فبراير 2017

حكومات عربية مثنى وثلاث ورباع

               
 جمال حسين مسلم                                                                                        

لم يتصور أي متتبعٍ للمشهدِ العربي السياسي الحديث أنْ تصل َ الأمور في أرجاء الوطن العربي إلى ما وصلت إليه اليوم ,فقد عاش هذا الوطن بجانحية من المشرق إلى المغرب تحت وصاية رجلين لا ثالث لهما ,أولهما عسكري قاد انقلاب دموي فاحتل البلاد من شماله إلى جنوبه وحول الدولة إلى سجن مركزي كبير وأخذ يخطط لأولاده من بعده لاكمال مشروع القائد الضرورة وحيد عصره وفريد زمانه , من مثل صدام حسين ومعمر القذافي وعلي عبد الله صالح وعمر البشير وزين العابدين وإلخ...ورجل ثان تملك الشعوب والناس باسم ولي الأمر وأصبح بمشيئة الاستعمار الفرنسي والبريطاني ملكًا على رقاب الناس ,يأمر بالمنكر وينهي عن المعروف تحت مباركة دينية عالية التقدير والجناب..ولمدة تزيد عل نصف قرن من الزمن عاش المواطن العربي  { دايخا } بزمانه وخبزته ومستقبله ,فالذي عاش تحت  أنظمة الجمهورية العربية  ,فقد عاش حياة معسكرة وقمعا أمنيا كبيرا وتمّ مصادرة حرية الرأي وتفويه الاكمام وما كان عليه إلا الهتاف للقائد الفذ ! وإلا أصبح من أعداء الثورة والحزب وقد ارتبط بأجندات خارجية وما تبقى له إلا حياة في دهاليز مديريات الأمن العامة والمخابرات...ومن عاش تحت الوصاية الملكية العربية ,فقد عاش تحت أجدنات رجال الدين الذين أوصوا بطاعة ولي الأمر وإنْ كان فاسقَا, يبذرُ الأموال في شوارع نيونورك أو باريس أو لندن ..ومن قال بغير ذلك فشرع الله في مخالفة ولي الأمر معروف والسّياف على أهبة الاستعداد لتنفيذ الأمر حماية للشرع والدين والملك..ومع ذلك سار فقراء الناس ومن هم على باب الله طوال تلك السنين يتجنبون الصّدام مع الحاكم المستبد الموحد للأرض والسّالب للعرض..وما أنْ هجم الربيع العربي الدموي على أجنحة الوطن العربي وقلبَه , حتى تبينت كثير من الصور المشؤومة من التي انتجت في غرف مخيفة ومظلمة...فقد اشرقت علينا خارطة جديدة للوطن العربي الأم ,وذهبت الوحدة العربية وأحلامها أدراج الرياح وصرنا في عصر الدول والمماليك ,وتبلورت الحدود الجديدة في صدور الناس قبل الاطلس الجغرافي ونحن أمام أمرٍ واقع جديد, نُفِذَ بأياد عربية  ,صرفت نصف خزائنها لارضاء السيد الاكبر في البيت الابيض وتنفيذ مايحلم به ,فصرنا في حكومات عربية ..مثنى..وثلاث..ورباع.. كما هو في  واقع حكومتي فلسطين ,حيث غزة والضفة الغربية والعراق  حيث المركز وكردستان  و السودان جنوبا وشمالا..وليبيا والله أعلم بعدد الحكومات التي تديرها واليمن مقسمة بوضوح وسوريا مقبلة على التقسيم الكردي والتركي والبعثي والداعشي ولاشك في ذلك ..فكأننا نردد قول الشاعر العربي ..دعوت على عمرو فمات فسرني ...وعاشرت أقواما بكيت على عمرو..لسنا نادمين على رحيل الطغاة ولكننا نرى بوضوح ان الجميع سيشرب من الكأس نفسه ومن يتصور غير ذلك فهو غشيم ولا ينظر أبعد من كوعه..حكومات عربية مثنى وثلاث ورباع اغتصبها رجل واحد ولا يهمنا ان يعدل او لا يعدل فقد نهبت اراضينا من قبل دول الاقليم المحيطة بنا سرا وعلانية وتحققت الغاية السامية في تأمين حدود الكيان الغاصب بنسبة خيالية ؛ حكومات مقسمة بضعفها وركاكتها ,خططت لشعوبها أن تهاجر عبر طرق الموت إلى دول الضياع والمنفى..ونحن بين نادم على ما مضى وبين ناهب لما أتى ,نعيش واقع التقسيم الجديد ونتمنى على الله أن لانتشرذم أكثر من ذلك ...    

الثلاثاء، 31 يناير 2017

من هو الثَّوْر الذي باعَ الخور

                                                                                     

تألق العراقيون في وسائل الاتصال الاجتماعي أخيرًا وتفوقوا على مشتركي الدول العربية الأخرى,وصاروا يخلطون الجد بالهزل في كثير من القضايا المهمة والخطيرة ولاسيما مايتعلق بالشأن العراقي الراهن  ,وقد تجلى هذا الحضور اللافت للنظر فيما تناولته وسائل الاعلام أخيرا حول اشكالية خور عبدالله  البحري الواقع بين دولتي العراق والكويت , كدول متشاطئة في الجهة الشمالية للخليج العربي أوعلى حدود واجهة محافظة البصرة العراقية من جنوبها..والذي اوقد النار في صدور العراقيين واوجعهم كثيرا ,تلك الاخبار التي تناثرت على شاشات الفضائيات العراقية والعربية والتي تؤكد تنازل العراق عن ممر خور عبد الله المائي لصالح دولة الكويت ...!!! ومن ابداعات العراقيين اصدارهم أكثلا من هاشتاك تناول الموضوع...أما قصة نهب خيرات العراق وهدر ثرواته,فهي قصة عميقة ومؤلمة في التاريخ الحديث وغير محددة بفترة زمنية او مكانية, والاستيلاء على خور عبد الله فصل صغير في صفحات قصة  هذا البلد , فقد بدأت مع انكسار جيش العراق عام 1991م  على يد قوى التحالف الدولي والتي اخرجته عنونة من دولة الكويت وفرضت شروط المنتصر على ضباط الجيش السابق في خيمة صفوان المعروفة...وكنتيجة من نتائج وضع العراق تحت البند السابع في مجلس الامن الدولي ؛ تم التفاوض حول ترسيم الحدود البرية والمائية بين العراق والكويت ومن ضمنها حدود المياه في خور عبد الله ,وكنتيجة طبيعية لاستهتار النظام السابق بمقدرات الشعب العراقي ؛ لم يرسل وفدا فنيا للتفاوض مع وفد الامم المتحدة والكويت عام 1993 م ؛ فرسمت الحدود بحضور وفدين فقط دون اعتراض من العراق أو أي موقف يذكر ,وعادت الاتفاقية الى الظهور من جديد بحلة  محلية جديدة في سنوات رئيس وزراء العراق السابق نوري كامل المالكي بعد 2003م وتم التصويت عليها في مجلس الوزراء  وفي البرلمان العراقي السابق بين عامي 2012م و2013 م , وكذلك بموافقة وتوقيع وزارة الخارجية السابقة بوزيرها هوشيار زيباري والنقل العراقية بوزيرها هادي العامري..واليوم أُقرِت المبالغ المدفوعة لعمل اللجان في هذا الموضوع وتم التصويت عليها بوصفها اتفاقية نافذة المفعول غير قابلة للرد , بتوقيع السيد حيدر العبادي رئيس وزراء العراق الحالي...مما اثارت موجة غضب عارمة في الشارع العراق والذي هو بدوره لاحول له ولاقوة , إلا  في وسائل التواصل الاجتماعي ولعديد الاسباب وفي مقدمتها الامنية والولائية الصنمية... ومن غرائب وطرائف الامور انْ تتنازل دولة ذات تاريخ وسيادة كما تدعي عن حقوقها في الجغرافية ونجد من يبرر لهذه الدولة هذا التصرف..ونجد ان الاصوات البرلمانية التي تدعي بمحاربة الفساد ولاسيما الاصوات النسائية منهم ,تسكت وتخرس أمام هذا الموضوع لانه مرتبط بحكومة فلان وعلان ..وكأن فساد مسؤول عن أخر مختلف بحسب الهوية والطائفة والمصالح الشخصية..واخرست المحكمة الاتحادية العليا في العراق وكأنها في سبات شتوي ممل..ولاتعرف من أجل العمل بموضوع ميناء الفاو..وكأن هذه المحكمة أيضا لم تعرف بالمحكمة الادارية المصرية التي ألغت قرار ضم الجزيرتين المصريتين الى السعودية.... واليوم الشعب العراقي  { دايخ } في موضوع خور عبد الله بين توضيحات الخبير والمهني الوزير السابق عامر عبد الجبار حول الموضوع وبين صمت وزارة الخارجية العراقية المعيب عليها وكذا وضع وزارة النقل بوزيرها الاسطوري ... وبين تفسيرات وتأويلات من يدافع عن ولي نعمته...وهكذا فقد تشابه البقر علينا ,ولانعرف من هو الثور المسؤول عن ضياع الخور تماما ,مع استنكاري وشجبي  لاستعمال مصطلح الثور في الشارع العراقي كمثل شعبي في غير محله ؛ لان الثور يتمتع بمزايا ايجابية كثيرة وخصوصا في مجال....وهكذا استفرغ الشارع العراقي من غضبه في وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال بعض اللقاءات في القنوات الفضائية وبدت القضية تتميع في خفايا أروقة الدولة....فنحن نعيش في بلد لم يسمع من قبل  باللجان الدولية او المحاكم ؛التي نستطيع من خلالها مراجعة بنود الاتفاقية المشؤومة والتي اماتت كل الموانيء العراقية الواقعة في نهاية الخور كميناء أم قصر وصادرت الثروات السمكية البحرية وانزلت العلم العراقي وستجبر السفن  العراقية على دفع ضريبة في حدودها البحرية..فمن المستحب انْ نعرف من هو الثور الذي باع الخور,فلطالما كانت {هوش } الله بأرض الله سارحة                                   

كقطرة المطر


الجمعة، 13 يناير 2017

مسلمو الروهينغا...محنة من لا ناصر له

                                                                                                                     

لاناصر لمسلمين الروهينغا , وهي مجموعة مسلمة أقلية تعيش في بلاد المينمار أو بورما التي تجاور جمهورية بنغلاديش, وبنغلادش ذات أغلبية مسلمة يتجاوز تعداد سكانها 200 مليون مسلم , ومن البحر تقترب بورما كثيرا من دول اندونسيا وماليزيا وسنغافورة والفلبين ,تلك الدول التي تضم عدداً كبيرا من السكان  المسلمين ,والذي يتجاوز 400 مليون نسمة والمنطقة الجغرافية التي تقطنها الاقلية المسلمة في بلاد بورما  تتصل جغرافيا مع بنغلادش بحدود برية , وتعيش الأقلية المسلمة  في حالة رعب وخوف, حيث يشهد التاريخ الحديث على الويلات والمجازر التي يشيب لها الرأس,وكأن قدر هذه المجموعة انْ تعيش في جحيم حقيقي وتهرب  منه إلى جحيم أخر أشد لعنة وبطشا...فقد تعاظمت عليهم الأمور وتعاونت على اضطهادهم الحكومات والمنظمات الانسانية الرسمية وغير الرسمية ..ولانه الاقلية المسلمة  لاتمتلك الاموال ولا التأثير الجغرافي أو التاريخي فقد تركها الناس وتناسوا أمرها بكل يسر وسهولة..فنظام منيمار العسكري القمعي والوحشي يهاجم هذه الاقلية علانية وعلى مرأى ومسمع من وسائل الاعلام  ومنظمات حقوق الانسان  منذ أكثر من  50 عاما في أقل تقدير يذكر ؛ ولان هذه العمل الوحشي واللااخلاقي ,الذي وصل في بعض الاحيان إلى حرق الناس علانية وأمام انظار أهاليهم !! وهو عمل يتناسب مع رجال الديانة البوذية ويحقق غاياتهم ؛ فقد سكت الجميع عن هذا العمل وكأن مايرضي البوذي وما يتستر عليه , هو عمل منزل من السماء فلا تتعرض عليه أوربا ولا تعترض عليه الصين المجاورة ولا بلاد الهند ولا أمريكا راعية الديمقراطية الحمراء في العالم...ولا سيما ان زعيم جماعة البوذيين المعارض لحكومة الصين { دالاي لاما }  يسافر في جميع انحاء العالم وكأنه ملاك منزل من السماء وكأنه حمامة السلام بابتسامته الصفراء , دون أن يتذكر ولو للحظة واحدة كيف يهاجم الجيش المينماري وبرعاية البوذية نفسها قرى السكان الآمنيين وكيف يروع الناس ويحرق البيوت على رؤوس أصحابها ويرتكب مجازر أخرى افظع من أن تذكر في هذه السطور...الجيش الميمنماري الذي ينال موافقة الصين واستحتسان تايلندا والتي بدورها ترسل اللاجئين بقوارب في عرض البحر  وهي تعلم بنهايتهم الحقيقية ... وموافقة الهند ومسرة اليابان التي لعبت نفس الدور الهمجي اتجاه هؤلاء الفقراء في يوم من الايام السوداء في تاريخ اليابان العسكري الحديث . فيما يستحسن ويجمل الاتحاد الاوربي صورة المعارضة السيدة أونغ سان سو كي والحائزة على جائزة نوبل للسلام..وهي قديسة في نظر الاوربيين ؛ لانها تعارض نظام الحكم العسكر هناك وتفتخر بنضالها من أجل الديمقراطية ,فيما تؤكد الحقائق ان هذه السيدة لم تدين أي تصرف وحشي اتجاه هذه الاقلية بكل حياتها بل ترفض الحديث عن ذلك !!!! ولم نعثر على اعلامي او مفكر او سياسي واحد في كل اوربا والعالم الغربي يعاتبها على موقفها من جماعة الروهينغا المسلمة وماتتعرض له من إبادة جماعية وكأن الامر لايعنيهم من بعيد ولا من قريب...فيما ابدت الدول الاسلامية الكبيرة والتي تقترب حدودها من حدود المنيمار من مثل بنغلادش او ماليزيا او اندونسيا وسنغافورة وحتى باكستان امتعاضها من الموضوع بين الفينة والاخرى وكأنها تمشي على استحياء مع ثقل وجودها الاقتصادي والعسكري في شبه القارة الهندية ومحيطها..ولزمت دول منظمة اتحاد علماء المسلمين الموقف نفسه ...وأخذت تهاجم العراق وسوريا وليبيا واليمن بمناسبة وبدون مناسبة وأمر المسلمين الروهينغا لايعنيها..وهي منظمة منافقة في جل مواقفها غير المشرفة...وصمتت الدول الاسلامية الغنية بثرواتها والمؤثرة في نفوذها من مثل العربية السعودية وسائر دول الخليج فلم اذكر لها دورا  في أي محفل دولي وإن ذكرته في بعض  الاحيان فعلى استحياء.. وغط اسد السنة العثماني في نومته عميقا وكأن لاسنة في النيبال وانما في سوريا فقط..اجتمعت تلك الاسباب واتفقت الامور على حرق وتحريق هؤلاء الابرياء من الاقلية المسلمة أمام شهود الاعيان من العرب والعجم ولا حدود زمانية أو مكانية لتلك الجريمة , التي كانت وستبقى محنة حقيقية ومؤلمة ولكنها محنة من لاناصر له إلا الله سبحانه وتعالى..  

الثلاثاء، 10 يناير 2017

فوق خط الفقر ..تحت خط الفقر...والله كريم

جمال حسين مسلم 

موجة عارمة من الغضب الجماهيري تجتاح الرأي العام في العراق هذه الأيام لسببين مهمين ,أولهما تمثل بموجة التفجيرات الدامية التي تجتاح شوارع ومدن العاصمة العراقية ولاسيما بعد التصريحات النارية والفنتازية التي اطلقها مسؤولون في داخلية الحكومة العراقية قبل أسبوعين من الآن بمناسبة رفع عدد من السيطرات الامنية من شوارع بغداد.. وما أن انشغل الشارع العراقي بموجة التفجيرات هذه حتى طفت على السطح مشكلة أخرى أشد فتكًا من الاولى تمثلت بمسرحية مضحكة وهزيلة وبائسة ..كتبتها وأخرجتها وزارة التخطيط العراقية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية , بمباركة مجلس الوزراء العراقي وصمت البرلمان العراقي ,هذا الصمت الذي يثير الشك والحيرة في النفوس...المسرحية اسمها تحت وفوق مستوى خط الفقر...قياسات لمستوى ارتفاع وانخفاض مستوى خط الفقر في العراق ,العراق الذي يزخر بالثروات الطبيعية من شماله إلى جنوبه , يزخر أيضاً بالسراق واللصوص و{ اللهيبية } من شماله إلى جنوبه... عشرات الالاف من المواطنين من أصحاب الاحتياجات الخاصة { المعوقين } ومن الارامل والمطلقات والفقراء يعتاشون على راتب الرعاية الاجتماعية , وهو راتب مخجل لايستطيع أن يوفر ابسط مقومات العيش الكريم ومع ذلك رضيت الناس به وتقبلت الامر ؛ مادام فلان وعلان من قادة هذا المجتمع الجديد راضين بهذا الوضع  ,فما علينا الا السمع والطاعة...خرجت علينا الوزارتان بتحديد مفهوم مستوى خط الفقر من خلال  مستند يحمل بعض المؤشرات التي تفيد وتعيد تقييم هذا المواطن أو ذاك ,من حيث عيشه تحت أو فوق خط الفقر...وأهم فقرات هذا المستند الرسمي ,ما يشير لامتلاك هذا المواطن  لجهاز كهربائي واحد كأن يكون ثلاجة أو تلفزيون أو مكنسة كهربائية وما إلى ذلك..حينها وجب حذف المساعدات عنه ؛لانه فوق مستوى خط الفقر..ولايهم أن يسكن أو يعيش في خيمة أو حواسم أو بالايجار... ولايهم من ينفق عليه أو ماهو وضعه الصحي أو الاجتماعي...مهزلة كبرى تضاف إلى مهازل الدولة الحكيمة الحديثة ..الحكومة التي ترعى الفساد والفاسدين والسراق والمافيات ..الحكومة التي تصمت عن مرتبات الرئاسات الثلاثة  أوالبرلمان و الوزراء ووكلاء الوزراء والمدراء ومنهم بدرجة مدير , وتغض الطرف عن صرفيات الحمايات الشخصية ونفقات الخارجية العراقية.... هذه الحكومة الرشيدة تكتشف اليوم  ان المواطن المعوق إنْ امتلك تلفاز فهو فوق مستوى خط الفقر..وعليه ان يستغني عن مرتبة التافه اصلا لصالح حمايات المنطقة الخضراء..أي عدو جاهل هذا الذي نعيش في كنفه... وأي مواطن هذا الذي يداس عليه بهذه الطريقة الوحشية وهو يتوسل ويقبل الايدي ويذرف الدموع أمام الكاميرات والفضائيات في سبيل فتات العيش وفي سبيل حفنة من النقود , آهٍ لو علم هذه المواطن بأن كل مرتباتهم المقطوعة لا تكفي لسفرة مسؤول عراقي واحد إلى الخارج ؛لا لشيء إلا انه كان مناضلا على أبواب الرعاية الاجتماعية الاوربية والامريكية..سؤالنا إلى أين ذهبت الاستقطاعات من رواتب الموظفين والمستمرة لحد الآن لدعم رواتب الرعاية الاجتماعية,أوهل توقفت ايفاداتكم السياحية مثلا..مواطن فوق مستوى خط الفقر بقرار من المنطقة الخضراء الملوثة..العراق إلى أين

الأحد، 8 يناير 2017

نخلُ السّماوة أيقول { وين النظافة }


 مازالت محنة عمال النظافة في أغلب محافظات العراق غير قابلة للحل ,حيث العقود غير الدائمية تهدد معيشة هؤلاء الفقراء والكادحين فضلا عن تخفيض الاجور اليومية لهم من 8 الاف دينار عراقي إلى 7 الاف دينار عراقي لاغير..؟؟؟ وتفاقمت هذه الازمة أخيرا في محافظة المثنى ومركزها السماوة الجميلة بأهلها ولا سيما من الذين أعشق رؤيتهم... ونخيلها وجميلاتها...حال السماوة مثل حال باقي المدن العراقية في تقاسم { الطركاعات } ولكن ما يميز السماوة من غيرها ثورتها على المحتل الياباني وكتيبته الهندسية ,التي حاولت جاهدة ومجاهدة أن تساعد هذه المدينة وتقدم الخدمات إلى أهلها إلا ان السماوة تحررت من المحتل الياباني بفضل من الله ومنة ومن ثم وقعت في أسر اللصوصية والفساد الوطني والذي كما يبدو لاخلاص منه اليوم ولا أمل في غد ...

الاثنين، 12 ديسمبر 2016

د. عمر البرزنجي {{ العراق الافضل ديمقراطيا من دول الجوار جميعا وعلى المثقف العراقي أنْ يتحرك ويبادر أوّلا }}

  
 في حوار هاديء وبناء مع السيد وكيل وزير خارجية العراق الدكتور عمر البرزنجي ,تناولنا بعض ملامح المشهد العراقي الحديث ومايدور في الشارع العراقي..                        
كتب :- جمال حسين مسلم                                                                               
                                                                  
  سؤال :- لماذا تحولت التجربة الديمقراطية في العراق إلى مشهد مرعب ؟                                             
 الجواب :-أهلا وسهلا..حقيقة نحن نعلم ان العراق مر بفترة زمنية عصيبة جدا والانسان اذا اقتضى الامر ان يجبر على الدين بالربا ,فقد يخرج من الدين ولكن يقع في الربا وهي مصيبة اكبر من المصيبة السابقة؛ لانه في حالة ضرورية للعلاج والعلاج يسحبه إلى مخاطر أخرى, العراق في  زمن النظام السابق كان عبارة عن سجن كبير جدا لكل العراقيين  ,المشكلة الكبيرة بعد انتهاء النظام مباشرة الارهاب دخل العراق في البداية مجموعة كبيرة من الارهابيين وارتكبت المجازر في العراق باسم القاعدة والعراق اصيب باستنزاف كبير بسببها  وهذا العدد الكبير من الارهابيين الذين يفجرون انفسهم في الناس  ,وهؤلاء استغلوا هذا  الظرف وكان معهم بعض الاموال ,فوقعنا بمشكلة جديدة وكانما اجرينا عملية جراحية لرفع ورم خبيث ولكن في قاعة ملوثة ؛لذلك دخل الارهاب على الخط مباشرة وأيضا يجب ان نعترف قد نكون غير مهيأئين بصورة كاملة لان نستلم الوضع الجديد فالعراق ليس بلدا صغيرا ..العراق في جذور التاريخ والعراق بلد فيه مكونات كثيرة , يجب ان يتولى الامر اناس يكون بمقدورهم التعامل مع كامل هذا الطيف دون تمييز ولاتكون هناك طائفية او فئوية في اي شيءوانما وطنية كاملة  وكذلك عامل الفقر الذي يؤدي إلى مهالك كبيرة جدا فالقاعدة انتهت وحل محلها داعش والذين هم اسوأ من القاعدة واحتلوا مدنا واشتروا الذمم وحدث ماحدث بالنتيجة النهائية حلت بنا كوارث ونحن الان نحاول بما نستطيع ان نعالج وبما اننا امام انتصارت كبيرة مهيبة فانا اقول يجب ان يكون تفكيرنا تفكير ايجابي وتفكير مناسب مع الجديد وهذا يجعلنا متفائلين اذا انتصرنا على هذا الارهاب انا اتصور عندنا فرصة لكي نبني بلدنا بناءا سليما صحيحا ولكننا نحتاج الى وقت اردنا ام ابينا
سؤال:-كيف ترى مستقبل التجربة الديمقراطية في العراق   ؟                                                             
الديمقراطية ليست  سلعة تضعها في جيبك وتتحول إلى ديمقراطي ,الديمقراطية بحاجة إلى تهيأة و إلى صناعة راي عام والى تهياة نفسية ,الانسان بمجرد أنْ يقول انا ديمقراطي لايتحول إلى يدمقراطي فالديمقراطية ممارسة اذا الانسان لايستطيع ان يتحمل الاخر فلايدعي انه ديمقراطي والموضوع جديد علينا من 2003 والى الآن فترة قصيرة وبظرف مثل ظرف العراق ولكن في النتيجة النهائية العراق افضل من كل دول المنطقة في الديمقراطية ويجب ان ننظر إلى هذه الزاوية نظرة عادلة ؛ لان العراق هو ذلك البلد الذي برلمانه متكون من العربي والكردي والتركماني والاشوري والمسلم والمسيحي والصابئي والازيدي والسني والشيعي والاسلامي والعلماني وكلهم يتحدثون بحريتهم والحكومات المتعاقبة احتوت كل هذه الفئات المشتركة ؛ فلذلك يجب ان لاننسى الجانب المشرق ولكن لابأس ان ننتقد الجانب السلبي والانتقاد يجب ان يكون نقدا بناءا, ولكن نحتاج الى  مزيد من الوقت وعندي أمل بأننا ننتظر مستقبلا ديمقراطيا رائعا وسيأتي اليوم الذي تلعب فيه المؤسسات الرقابية دورها الحقيقي في محاربة الفساد والفاسدين ,ولاننسى ان هناك محاكمة ربانية و هذه الامور ليست متروكة هكذا ولكن  نحن بحاجة إلى اناس مؤهلين ونزيهين حتى يعملوا لاجل انقاذ البلد  من اي مفسد حقيقي
سؤال :- الارهاب ضرب بعمق مكونات الشعب العراقي وسالت دماء كثيرة وكاد ان يضرب وحدة الشعب العراقي بعض الناس ترى  في تجربة يوغسلافيا السابقة , قد تكون مشابهة لتجربة العراق الآن  ؟؟             
جواب:- الارهاب اذا كان فرق فأيضا وحد الناس , مثل خطر الفيضان يجعل الناس يفكرون بطريقة معا حتى  ينقذوا انفسهم , والعراقيون الان تفكيرهم جدا مقارب لبعضه ترى ان كل الصنوف المسلحة العراقية  متفقة على محاربة الارهاب هذا يعتبر توحيد توفيقي يعني موفقين من الله سبحانه وتعالى بان يوحد جهودهم ضد الارهاب ,هذا الموضوع الذي نتحدث عنه خياراته كثيرة ليس خيار او اثنين يعني ممكن احد لايقبل اي تقسيم في العراق واخرون يريدون انفصال في العراق ولكن هناك حلول وسط  مثل مسألة الفدرالية  , فبدلا من التعامل مع قطعة واحدة بحجمها الكبير نتعامل مع قطعة واحدة مقطعة غلى مقطعات بمركز واحد وانا لااقصد شيئا ولا احدد المسار ولكن اضرب مثالا فقط فمن الممكن ايجاد حلول اخرى من قبل المخلصين ثم الشعب العراقي كشعب هو من يقرر لان هذه الامور تكون باستفتاءات وليست بطريقة ارتجالية لا بطلب من حزب ولا من جماعة ولا من احد , الا اذا كان الشعب متفق على المصير, فدائما الشعب بيده السلطة العليا ,الشعب من يقرر في النتيجة النهائية.                    
سؤال:-المحاصصة ومالها وما عليها في العراق مابعد 2003م ..؟؟                                                    
جواب :- المحاصصة ايجابية وسلبية في نفس الوقت لانستطيع القول إنها ايجابية كليا ,فهي ايجابية من مجموعة اتجاهات و وسلبية من اخرى فيجب ان لاتكون المحاصصة هكذا مطلقة وانما يجب ان تكون مقيدة ومقننة والمحاصصة لاتكون على حساب النوعية ,ويجب ان يكون الممثل ممثلا لكل العراقيين  دون استثناء , أما المحاصصة التي تعمل لمكون واحد فهي تقطيع للعراق وهي خطيرة جدا لاننا سنصل بها إلى فوضى عارمة وكبيرة ويفترض ان تكون السيرة الذاتية مقدمة على المحاصصة وهذا موجود احيانا وغير موجود احيانا وانا لاانكر ان في هذه الفترة وبسبب الارهاب وبعض الاشياء ؛ صرنا ننشغل عن المهم بالاهم ؛ فعليه الشيء الطبيعي والصحيح ان لاتكون المحاصصة سببا بان ناتي بالضعيف و بغير المقتدر..                                                           
سؤال:-داعش هي المشهد الاول في الاعلام العربي والعراقي .. وان شاء الله سننتصر على داعش في الارض فكيف نتخلص من داعش في الصدور والعقول ؟                                                                 
جواب:- داعش محير ,احيانا مصائب قوم عند قوم فوائد , هناك من يخطط للاتفاق مع اسوا الناس لانه ضدك لانه يجد فرصة ان يدخل على الخط لانه ضدك من دون ان يفكر بان هذه النار سوف تحرقة ايضا ...اقل ما اقول في ذلك داعش وطبيعة داعش فضلا عن ضررهم بالشعوب فطبيعة عمل السياسات التي لايهمها الوسائل وانما الغايات والهدف عندهم هو المهم فقد يستفيدوا من داعش وامثال داعش ورعاة داعش هم الذين يفكرون بتفكير سياسي خبيث جدا ويتم استعمالهم باقبح طريقة من قبل من كانت عنده مصلحة فالغاية عنده تبرر الوسيلة ... انا اشاركك بان داعش ليست فقط داعش التي على الارض وداعش العسكري وانما داعش الفكري هو الذي اوجد داعش العسكري فقبل ان يكون داعش عسكريا ومجرما وقاتلا ففكره الداعشي يدفعه فانت تقضي على الجانب العسكري ولكن الجانب الاخر من مهام جهات عديدة جدا اولها علماء الدين والدعاة , يجب ان يدعوا ويصلحوا الصورة للناس وكذلك المؤسسات الاخرى الاجتماعية والثقافية وايضا يجب ان تكون عندنا حلول من قبيل محاربة البطالة ؛لان وجود اعدادا كبيرة من الشباب عاطلين عن العمل قد يؤدي بهم الى مهالك كبيرة والفهم الخاطيء للدين اكبر معمل لانتاج الدواعش وانا اشبه الدين بالدواء فالدواء نحن بحاجة اليه عندما نمرض فهو الطريق الصحيح ,وحين نسيء استخدام العلاج.. حينها يتحول الدواء الى داء فالاسلام يستعمل استعمالا سلبيا , فبدلا من ان يتحول الى دواء ومعالجة لقضايا العلاقة بين الانسان وبين الله وتنظيم الحياة بين الناس وحياتهم الاجتماعية السليمة  , بدلا من هذا سوف نصل الى  دين جريمة ودين القتل ودين الذبح ؛ لان الآيات القرانية بحاجة الى فهم عميق جدا ؛ لكي لاينزلق الانسان الى الجريمة ؛بسبب فهمهم لقرآن ترى في القضية الواحدة هناك ايات عديدة واحاديث عديدة وليست آية واحدة ؛ لذلك يجب ان تجمع كل هذه الايات ...وهذه من مهام العلماء والدعاة ,ويخرجوا فيما بعد بالحل الوسط منها ومن جهة اخرى فالاسلام فيه ادبيات الحرب والسلم فلماذا التاكيد فقط على ادوات الحرب في الوقت الذي فيه  السلم افضل والقران الكريم يقول الصلح خير... فما معنى هذا الاصرار على الحرب ضد السلم عبر الارهاب , وعليه بجب اعادة فهم الاسلام بطريقة عقلانية وعدم ترك الشباب يفهموا الاسلام بهذه الطريقة دون اي تنظيم سليم في طريقة الفهم اوسنصل إلى هذا الفهم المتطرف وهذا الفهم المتعدد يؤدي بنا الى المهالك ...اذن محارية داعش الفكري يجب ان يكون في الفكر والتربية
سؤال :-  في زمنين ما قبل 2003م وما بعد هذا التاريخ...انتقل المثقف العراقي من الاضطهاد إلى الانزواء جانبا لاسباب عديدة..فهل بادرت الدول الآن لبناء جسور  معهم للمشاركة في بناء العراق ؟                              
جواب :-   جزء من الموضوع متعلق بالمثقف نفسه ؛ فعليه ان يبادر ولا يغيب أويُغيب ايضا ومن مهمة البرلمان   مد يد التواصل مع مثقفي العراق من خلال التشريع والقوانين..المثقف با مكانه التاثير على الوضع والشارع  ويجب ان يتحرك وعليه ان لانتظر من يقول له تفضل فشأن المثقف العراقي كبي روعددهم ليس بالقليل..ولا احد يقول لك انا انزاح وانت تتفضل ولكن على المثقف ان يثبت وجوده وعليه ان يبادر لكسب الرأي العام مم خلال التواصل الاجتماعي والاعلام أيضا , فهم صمام الامان للبلد وكلامهم لايرد من الشعب , اذا توحدوا حقيقة مع الناس وحركتهم يجب ان تكون اقوى..وعليه ان لاينزوي بحجة لامكان ,ويستغل تواجد منظمات المجتمع المدني..وعلى العموم الجميع يسير ضمن توجهاته الفكرية,فلا أحد يقف ضد أعلام التوجه الديني مثلا ولكن بأمكان المثقف أن يأتي بمثل هذه الافكار ولاسيما من خلال وسائل التواصل الاجتماعي..وفي زحمة السير يجب أنْ لايستسلم المثقف العراقي لغيره ويتبرع بماكنه مهما يكلف الامر..فحقيقة الامر الدور الرئيسي يرجع للمثقف نفسه لا لغيره..
                                                     
                       

   

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

خنجرٌ خائبُ في ظهرِ مصر العربية..



منذ أكثر من عقدين من الزمن والعلاقات العربية عموماً تشهدُ  تدهوراً كبيراً , لايمكنُ  نكرانه وعدم الاشار ة إليه , ويعدُ الغزو العسكري لدولة الكويت عام 1991م ؛ القشة التي قصمت ظهر العرب جميعاً..فقد انهارتْ على إثر هذا الغزو الفاشي العلاقات العربية  العربية وإنْ كانت قبل هذا التأريخ عبارة عن علاقات شكلية تسودها البغضاء والكراهية ,تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى , ولكنَّ من الدول العربية  ما تعرفُ حجمَها الحقيقي على الخارطة الجغرافية والسياسية العربية  وبعضها لا يعرف , ومع ذلك فقد أبدتْ لنا الأيام عجبا , حين رأينا دويلات عربية صغيرة عاشتْ وستعيشُ طوال عمرِها تحت الوصاية الغربية-الامريكية –الصهيونية ..نراها تعبث بأمن الدول العربية الكبرى وتحاول جاهدة فرض أجندات مشبوهة على شعوب المنطقة , متكئة على إعلام أصفر كوجه المرضى والمنافقين وعلى أموال طائلة مسخرة لدفع الرشاوى في المحافل الدولية الرسمية وغير الرسمية ,ومن غير المجدي تكذيب هذه الأخبار أو نفيها ,فما انتفاع اخي الدنيا بناظره ..اذا حاول قلب هذه الحقيقة..ومن المدهشِ أنْ نرى دويلات عربية بحجم كف اليد , ترفع شعارات بحجم الامبراطوريات العظمى واهمة العامة من الناس ولاسيما من تسول لهم أنفسهم  لعق ماتبقى من دولارات الأخرين ..واهمة إياهم  كونها ترفع رايات الدين الاسلامي عالية وتدافع عن السنة وأهل السنة, وكأن سوريا ومصر واليمن والعراق وتونس .. لاتعرفُ معنى السنة والدين وما عليهم إلا السمع والطاعة لمشورة عدد من رجال الاستثمار الديني ,من أصحاب الفتاوى النارية ,الذين يسكنون في باحات قصور الأميرة الفلانية والشيخ الفلاني والدين لعق على ألسنتهم ,لايفقهون منه إلا الذبح والتدمير وهلاك الشعوب وقتل النفس الزكية وتكفير الأخرين...والشاهدُ على السطور المتواضعة أعلاه , ما تقوم بهد دويلة قطر ومن  تدثر بعبائتها من رجال دين متسكعين على أبواب المشايخ..ماتقوم  به من كيدٍ ومكرٍ اتجاه دولة مصر العربية واتجاه شعب مصر العربية..وهذا ليس بالأمر الجديد ؛ فقد مضى على التدخل القطري في الشأن المصري أكثر من عقدين من الزمن ولكن الأمور خرجتْ عن حدودِها واصبحتْ مسألة تخريب وتهديد للأمن القومي المصري , وهذا منذ اعتلاء الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة الحكم في جمهورية مصر العربية ..فكانت الضربة الموجعة التي وجهت للحركات المحسوبة على الإسلام في مصر ,وهي ضربة موجهة لجيوب المنتفعين من دولارات الغاز ..ويبدو أنّ دويلة قطر لم تكمل مهمتها على الوجة الافضل ؛ فالدماءُ التي تسيلُ في العراق وسوريا واليمن , ليست كافية لاشباع مخطط التفتيت والتجويع , الذي يمارس على الشعوب العربية ,فحلم الدويلات المتناحرة والممالك الصغيرة على حدود الوليد المغتصب لارضنا المقدسة ينفذُ بأيادٍ عربية ملطخة بالدماء والمؤامرات الخبيثة, وياليت دويلة قطر أوغيرها ممن تسول لهم أنفسهم  العبث بأمن الشعوب , ليتها  تقرأ التاريخ لتتعلم بعد جهل كبير من هي جمهورية مصر العربية ,مصر بمسلميها ومسيحيها ومثقفيها وكادحيها ونيلها وأهرامها ...مصر عمود البيت العربي وخيمته الكبرى ,مصر لاتعني اسما واحدا ولكن تعني عمق التاريخ وشرف العروبة ,سواء رضي بذلك الاعراب أم لم  يرضوا..مصر ليست ملكا لحقبة زمنية أو أسيرة  لموقف معين ,مصر التضحيات والدماء التي سالتْ على أرض فلسطين وسيناء ,مصر التي تصدتْ للعدوان الثلاثي الآثم ,مصر التي تخلصت من براثن المتاجرين بالدين لايمكن لها ان تتقبل طعنة بالظهر من فلان وعلان..مصرُ التي ندافع عنها ,لاندافع عن اسم  يتزعمها أو حزب يقودها وانما  عن عمق التاريخ وشعب جدير بالاحترام والتقدير ,وستعود إلى مواقفها التاريخية المشرفة عما قريب , مهما توالت عليها الخناجر الخائبة..                                                                          

جمال حسين مسلم

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

الغربُ الذي باعَ العسكر واشترى الاخوان

                     

في تركيا ومنذ قيام علمانية أتاتورك على انقاض الدولة العثمانية ,كان العسكر التركي يمثل الهيئة الحقيقية الحاكمة للبلاد ,من خلال دور الحاكم الفعلي أو المراقب  للعملية السياسية في البلاد ,وقد تمتع الجيش بصلاحيات كبيرة جدا استطاع من خلالها أنْ تمتد يده إلى كل زاوية من زوايا الدولة التركية الحديثة ,مع ان الموضوع وبهذا الطرح يبدو وكأنه تسلط ودكتاتورية من خلال قيام دولة العسكر داخل الدولة الحديثة إلا أنّ الغرب الاوربي وامريكا ومعهم حليفتهم المغتصبة لارضنا العربية المقدسة,كانوا جميعا على وفاق وتآخي مع حكم العسكر التركي وبمختلف مراحله الزمنية ,واستطاع هذا التحالف ان يتقبل تركيا كعضو في أكبر تجمع عسكري عالمي , وهو حلف شمال الاطلسي مع علمه بعديد التجاوزات التي قامت بها المؤسسة العسكرية التركية في داخل تركيا حيث , المؤامرات والانقلابات العسكرية المعروفة في تاريخ تركيا الحديث او من خلال   تدخل هذه المؤسسة في شؤون دول الجوار التركي من مثل العراق وسوريا و احتلالها لقبرص الشمالية و استفزازها الدائم لليونان , إلا أنّ الغرب وحلفاءه كان راضيا عن تصرفات العسكر وعين المحب عن كل عيب كليلة..المحب الغربي والمعجب باكبر دولة اسلامية في الشرق الاوسط والتي تمتلك تمثيلا حقيقيا وتاريخيا مع الكيان الغاصب ..وبعد تلك المقدمة التاريخية المتواضعة , فقد استدار الغرب في الآونة الاخيرة باتجاه مؤسسات اخرى واعطى ظهره للمؤسسة العسكرية ولاسيما في دولة تركيا.!!وهذا أمر لم يكن متوقعا في يوم قريب كيومنا هذا, فماهي مبررات دول التحالف الغربي , لقبول الوضع الجديد في تركيا ولاسيما بعد الانقلاب الاخير الفاشل في تركيا أو ما يعرف باسم الانقلاب ,حيث تم اهانة الجيش التركي علانية والقضاء على أهم قياداته ورموزه بحجة القضاء على الدولة العميقة والداعمين للدولة العميقة ..؟؟؟ ومع هذا كله لم يتدخل الغرب ولم ينزعج من قمع الحريات الشخصية والاعلامية ومن استبدال فقرات كثيرة في الدستور التركي..ومن كون  تركيا تمول وتحتضن الارهابيين من كل حدب وصوب ولاشك في ذلك ولاجدال ؛لان الجميع يعلم بان الارهابيين لم ينزلوا من السماء بمظلات عسكرية مع اسلحتهم وعدتهم...وفي ظني المتواضع ان الغرب  يأمل في أمرين لاثالث لهما ,اولهما ان الغرب يأمل في تمادي تركيا في تصرفاتها إلى أن تصل نقطة اللاعودة , كما وصل إليها نظام الهالك صدام حسين من قبل ومن ثم تنقض عليها  وتقطعها إلى أوصال متناثرة , وخاصة انّ تركيا تمثل تهديدا اقتصاديا لاوربا وتهديدا بشريا ... يساعد على ذلك ان تركيا مهيأة لهذا التقسيم ؛ولاسيما بعد تفاقم مشاكلها الداخلية مع الاكراد الاتراك ورسمها سياسات داخلية اسلامية تعتمد المذهب السلفي علانية مع وجود الشيعة الاتراك والعلويين والمتصوفة على أرض الواقع التركي...والامر الثاني ان تركيا تقوم بدور مميز وكبير في التدخل العسكري بالشأن السوري والعراقي والليبي والمصري وهي من حيث تدري أو لاتدري  تساهم في تفكيك المنطقة العربية إلى دويلات صغيرة متناحرة ومتهالكة وتستنزف ثروات المنطقة البشرية والاقتصادية وتدمر جيوش المنطقة برمتها ؛ وهذا يخدم أمن الكيان الغاصب ,حيث لاتهديدا حقيقيا  يتعرض له بعد اليوم...فأي الامرين يريده الغرب من تركيا ,فهو متحقق لامحالة ,من هنا كانت مؤسسة الاخوان المسلمين الحاكمة الفعلية في تركيا  خير بديل عن حكم العسكر ؛فقد تحققت بوجودها مخططات وأحلام دول أخرى متربصة بالعالم العربي ,وهو مالم يتحقق بوجود العسكر  منذ عشرات السنين , فالغرب باع مؤسسة العسكر التركي واشترى بضاعة الاخوان المسلمين ,فهي خير بضاعة في الوقت الراهن لتحقيق طموحات ومصالح الجميع..                               .                                                                                        http://elsada.net/22215/ 

للفنان البريطاني الشهير banksy


للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن