الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

خنجرٌ خائبُ في ظهرِ مصر العربية..



منذ أكثر من عقدين من الزمن والعلاقات العربية عموماً تشهدُ  تدهوراً كبيراً , لايمكنُ  نكرانه وعدم الاشار ة إليه , ويعدُ الغزو العسكري لدولة الكويت عام 1991م ؛ القشة التي قصمت ظهر العرب جميعاً..فقد انهارتْ على إثر هذا الغزو الفاشي العلاقات العربية  العربية وإنْ كانت قبل هذا التأريخ عبارة عن علاقات شكلية تسودها البغضاء والكراهية ,تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى , ولكنَّ من الدول العربية  ما تعرفُ حجمَها الحقيقي على الخارطة الجغرافية والسياسية العربية  وبعضها لا يعرف , ومع ذلك فقد أبدتْ لنا الأيام عجبا , حين رأينا دويلات عربية صغيرة عاشتْ وستعيشُ طوال عمرِها تحت الوصاية الغربية-الامريكية –الصهيونية ..نراها تعبث بأمن الدول العربية الكبرى وتحاول جاهدة فرض أجندات مشبوهة على شعوب المنطقة , متكئة على إعلام أصفر كوجه المرضى والمنافقين وعلى أموال طائلة مسخرة لدفع الرشاوى في المحافل الدولية الرسمية وغير الرسمية ,ومن غير المجدي تكذيب هذه الأخبار أو نفيها ,فما انتفاع اخي الدنيا بناظره ..اذا حاول قلب هذه الحقيقة..ومن المدهشِ أنْ نرى دويلات عربية بحجم كف اليد , ترفع شعارات بحجم الامبراطوريات العظمى واهمة العامة من الناس ولاسيما من تسول لهم أنفسهم  لعق ماتبقى من دولارات الأخرين ..واهمة إياهم  كونها ترفع رايات الدين الاسلامي عالية وتدافع عن السنة وأهل السنة, وكأن سوريا ومصر واليمن والعراق وتونس .. لاتعرفُ معنى السنة والدين وما عليهم إلا السمع والطاعة لمشورة عدد من رجال الاستثمار الديني ,من أصحاب الفتاوى النارية ,الذين يسكنون في باحات قصور الأميرة الفلانية والشيخ الفلاني والدين لعق على ألسنتهم ,لايفقهون منه إلا الذبح والتدمير وهلاك الشعوب وقتل النفس الزكية وتكفير الأخرين...والشاهدُ على السطور المتواضعة أعلاه , ما تقوم بهد دويلة قطر ومن  تدثر بعبائتها من رجال دين متسكعين على أبواب المشايخ..ماتقوم  به من كيدٍ ومكرٍ اتجاه دولة مصر العربية واتجاه شعب مصر العربية..وهذا ليس بالأمر الجديد ؛ فقد مضى على التدخل القطري في الشأن المصري أكثر من عقدين من الزمن ولكن الأمور خرجتْ عن حدودِها واصبحتْ مسألة تخريب وتهديد للأمن القومي المصري , وهذا منذ اعتلاء الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة الحكم في جمهورية مصر العربية ..فكانت الضربة الموجعة التي وجهت للحركات المحسوبة على الإسلام في مصر ,وهي ضربة موجهة لجيوب المنتفعين من دولارات الغاز ..ويبدو أنّ دويلة قطر لم تكمل مهمتها على الوجة الافضل ؛ فالدماءُ التي تسيلُ في العراق وسوريا واليمن , ليست كافية لاشباع مخطط التفتيت والتجويع , الذي يمارس على الشعوب العربية ,فحلم الدويلات المتناحرة والممالك الصغيرة على حدود الوليد المغتصب لارضنا المقدسة ينفذُ بأيادٍ عربية ملطخة بالدماء والمؤامرات الخبيثة, وياليت دويلة قطر أوغيرها ممن تسول لهم أنفسهم  العبث بأمن الشعوب , ليتها  تقرأ التاريخ لتتعلم بعد جهل كبير من هي جمهورية مصر العربية ,مصر بمسلميها ومسيحيها ومثقفيها وكادحيها ونيلها وأهرامها ...مصر عمود البيت العربي وخيمته الكبرى ,مصر لاتعني اسما واحدا ولكن تعني عمق التاريخ وشرف العروبة ,سواء رضي بذلك الاعراب أم لم  يرضوا..مصر ليست ملكا لحقبة زمنية أو أسيرة  لموقف معين ,مصر التضحيات والدماء التي سالتْ على أرض فلسطين وسيناء ,مصر التي تصدتْ للعدوان الثلاثي الآثم ,مصر التي تخلصت من براثن المتاجرين بالدين لايمكن لها ان تتقبل طعنة بالظهر من فلان وعلان..مصرُ التي ندافع عنها ,لاندافع عن اسم  يتزعمها أو حزب يقودها وانما  عن عمق التاريخ وشعب جدير بالاحترام والتقدير ,وستعود إلى مواقفها التاريخية المشرفة عما قريب , مهما توالت عليها الخناجر الخائبة..                                                                          

جمال حسين مسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن