الجمعة، 13 يناير 2017

مسلمو الروهينغا...محنة من لا ناصر له

                                                                                                                     

لاناصر لمسلمين الروهينغا , وهي مجموعة مسلمة أقلية تعيش في بلاد المينمار أو بورما التي تجاور جمهورية بنغلاديش, وبنغلادش ذات أغلبية مسلمة يتجاوز تعداد سكانها 200 مليون مسلم , ومن البحر تقترب بورما كثيرا من دول اندونسيا وماليزيا وسنغافورة والفلبين ,تلك الدول التي تضم عدداً كبيرا من السكان  المسلمين ,والذي يتجاوز 400 مليون نسمة والمنطقة الجغرافية التي تقطنها الاقلية المسلمة في بلاد بورما  تتصل جغرافيا مع بنغلادش بحدود برية , وتعيش الأقلية المسلمة  في حالة رعب وخوف, حيث يشهد التاريخ الحديث على الويلات والمجازر التي يشيب لها الرأس,وكأن قدر هذه المجموعة انْ تعيش في جحيم حقيقي وتهرب  منه إلى جحيم أخر أشد لعنة وبطشا...فقد تعاظمت عليهم الأمور وتعاونت على اضطهادهم الحكومات والمنظمات الانسانية الرسمية وغير الرسمية ..ولانه الاقلية المسلمة  لاتمتلك الاموال ولا التأثير الجغرافي أو التاريخي فقد تركها الناس وتناسوا أمرها بكل يسر وسهولة..فنظام منيمار العسكري القمعي والوحشي يهاجم هذه الاقلية علانية وعلى مرأى ومسمع من وسائل الاعلام  ومنظمات حقوق الانسان  منذ أكثر من  50 عاما في أقل تقدير يذكر ؛ ولان هذه العمل الوحشي واللااخلاقي ,الذي وصل في بعض الاحيان إلى حرق الناس علانية وأمام انظار أهاليهم !! وهو عمل يتناسب مع رجال الديانة البوذية ويحقق غاياتهم ؛ فقد سكت الجميع عن هذا العمل وكأن مايرضي البوذي وما يتستر عليه , هو عمل منزل من السماء فلا تتعرض عليه أوربا ولا تعترض عليه الصين المجاورة ولا بلاد الهند ولا أمريكا راعية الديمقراطية الحمراء في العالم...ولا سيما ان زعيم جماعة البوذيين المعارض لحكومة الصين { دالاي لاما }  يسافر في جميع انحاء العالم وكأنه ملاك منزل من السماء وكأنه حمامة السلام بابتسامته الصفراء , دون أن يتذكر ولو للحظة واحدة كيف يهاجم الجيش المينماري وبرعاية البوذية نفسها قرى السكان الآمنيين وكيف يروع الناس ويحرق البيوت على رؤوس أصحابها ويرتكب مجازر أخرى افظع من أن تذكر في هذه السطور...الجيش الميمنماري الذي ينال موافقة الصين واستحتسان تايلندا والتي بدورها ترسل اللاجئين بقوارب في عرض البحر  وهي تعلم بنهايتهم الحقيقية ... وموافقة الهند ومسرة اليابان التي لعبت نفس الدور الهمجي اتجاه هؤلاء الفقراء في يوم من الايام السوداء في تاريخ اليابان العسكري الحديث . فيما يستحسن ويجمل الاتحاد الاوربي صورة المعارضة السيدة أونغ سان سو كي والحائزة على جائزة نوبل للسلام..وهي قديسة في نظر الاوربيين ؛ لانها تعارض نظام الحكم العسكر هناك وتفتخر بنضالها من أجل الديمقراطية ,فيما تؤكد الحقائق ان هذه السيدة لم تدين أي تصرف وحشي اتجاه هذه الاقلية بكل حياتها بل ترفض الحديث عن ذلك !!!! ولم نعثر على اعلامي او مفكر او سياسي واحد في كل اوربا والعالم الغربي يعاتبها على موقفها من جماعة الروهينغا المسلمة وماتتعرض له من إبادة جماعية وكأن الامر لايعنيهم من بعيد ولا من قريب...فيما ابدت الدول الاسلامية الكبيرة والتي تقترب حدودها من حدود المنيمار من مثل بنغلادش او ماليزيا او اندونسيا وسنغافورة وحتى باكستان امتعاضها من الموضوع بين الفينة والاخرى وكأنها تمشي على استحياء مع ثقل وجودها الاقتصادي والعسكري في شبه القارة الهندية ومحيطها..ولزمت دول منظمة اتحاد علماء المسلمين الموقف نفسه ...وأخذت تهاجم العراق وسوريا وليبيا واليمن بمناسبة وبدون مناسبة وأمر المسلمين الروهينغا لايعنيها..وهي منظمة منافقة في جل مواقفها غير المشرفة...وصمتت الدول الاسلامية الغنية بثرواتها والمؤثرة في نفوذها من مثل العربية السعودية وسائر دول الخليج فلم اذكر لها دورا  في أي محفل دولي وإن ذكرته في بعض  الاحيان فعلى استحياء.. وغط اسد السنة العثماني في نومته عميقا وكأن لاسنة في النيبال وانما في سوريا فقط..اجتمعت تلك الاسباب واتفقت الامور على حرق وتحريق هؤلاء الابرياء من الاقلية المسلمة أمام شهود الاعيان من العرب والعجم ولا حدود زمانية أو مكانية لتلك الجريمة , التي كانت وستبقى محنة حقيقية ومؤلمة ولكنها محنة من لاناصر له إلا الله سبحانه وتعالى..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للنّاصرية…رعد السّيفي للنّاصريةِ..للنّاصريةْو مسيلُ نهرِ الدّمِ. يُسْقِطُ منْ سماءِ الجسرِ              أقماراً نديّةْ خُذْ يا صديقي دمعتي                  للنّاصريةْلمدينتي الأُخرى،لأمواجِ الفراتِ تَبلُّ أضلاعي بحزنِ الماءِ في..             فجرِ الدّماءْخُذني إلى لُغةِ المواقدِ، للكوانينِ العتيقةِ،للمسلّاتِ التّي تتأبطُ الأيامَ أسئلةً،و أسراراً، لِتَصعدَ حيثُ مرقى النّورِ          في الأرضِ النّبيةْ لقداسةِ الجسدِ المسَجّى فوقَ لؤلؤةِ الرّمادِ،لذلك الحزنِ المعَشِّشِ في زوايا الرّوحِيتركُ فوقَ غُصنِ نهاري المكسورِ وردَ الدّمعِ     في النّارِ النّديةْ!لتمائمِ الأرضِ التّي ظَلَّتْ مُعَلَّقةً بجيدِ الموجِ تحرسُ وحشةَ الماءِ الغريبِ مِنَ الحجرْ!لمضيفها الضوئيتسبقُهُ الشّوارعُ، و البساتينُ الفسيحةُ،و البيوتْ لعبيرِ قهوتِها المهَيَّلِ،و هو يُحييْ نكهةَ الحزنِ الحميمِ هناكَ؛حيثُ تمرُّ حنجرةُ الغناءِ بما تيسَّر من رمادِ الروحِ في ذكرى الخفوتْلروافدِ النّهرِ التّي ما انّفَكَ فيها الليلُ يسرجُ للمدينةِ…ما تبقّى من قناديلِ الكواكبِ،و الصّواري السّاهراتِعلى ظلاماتِ الجسورْ!خُذْ يا صديقي دمعتي..لا تهجعُ الكلماتُ في محرابِ ذاكَ الّليلِ..ساهرةٌ معي؛في دمعةِ الزّيتونِ؛يذرفُ أوّلَ الأحلامِ في شغفِ الّلذائذِ نحو علياءِ القبورْ! خُذْني فليسَ هناكَ من معنى لهذا الصوتِ في طُرقِ المدينةِ حينَ يسألُني نشيجُ النّهرِ عن قمرٍ تكسَّرَ في الجذورْ قدْ كانَ يحنو؛كي يعيذَ مواكبَ الأمواجِ      بالأنسامِ من قَنّاصةِ الرّيحِ الغريبةِوهي تُوغِلُ في النّحور!!تلُّ الجنائزِ يطرقُ الأب وابَ يُشْعِلُ في الرؤى غيمَ العذابِ المرَّفي عبثِ الظّلامْ تتفتّحُ الطُرقاتُ عن حشدٍ من الأرواحِ؛تبحثُ في بياضِ الفجرِعن حُلُمٍ ذبيحْ!قَدْ كانَ ينسجُ من حكايا الّليلِ لأغنيةً…لطيرِ الماءِفي النّهرِ الضريحْ!ركضت إلى اللا أينَتسحبُ رغبةَ الأنفاسِفي جثثٍ تُلوّحُ للنّهايةِ،             و هي تنأى؛إِذْ تَمرُّ هناكَ فوقَ أصابعِ الفجرِ الجريحْ!كانَ انتظارُ الموتِ يُشْبهُ شهقةً..ما كادَ يُطْلقُهامسيلُ الدّمِ كي يصحو؛ليغرقَ في سُباتِ الوقتِ حتّى يستريحْ!تلكَ المدينةُ..لم تزلْ تتوشّحُ الحزنَ النّبيْ من أوّلِ الأسماءِتغتسلُ الحروفُ بمائِهاحتّى هطولِ الحُلْمِ في ليلِ البنفسجِ، و هو يغرقُ في الدّماءْ!تلك المدينةُ..أجَّجَتْ في الّليلِ حزنَ الرّيحِ في الوطنِ الجريحْ معراجُها للشّمسِ يكبُرُ في دمي صرخاتُ قلبٍكُلَّما وَطَّنْتُها؛تَرْتَدُّ ثانيةً تصيحْ:قَدْ عادَ شيطانُ الرّمادِ بشهوةٍ وحشيّةٍ؛لتفوحَ عندَ الفجرِ رائحةُ الذّئابِ                         فصيحةً!!من صبحنا المذبوحِ، فوقَ الجسرِ،  في الأرضِ النّبيةْللنّاصريةِ...للنّاصريةْهذا غناءُ الرّوحِ..مَنْ يبكي هُناكَ كأنّما يبكي..مفاتيحَ الجِنانِ، و حكمةَ المدنِ القَصيّةْقَدْ راحَ يبكي الماءَ،و النّهرَ المسيّج بالشّموعْ يبكي اغترابَ الرّيحِ في الأبراجِ،فَيْضَ الكُحْلِ، مرتعشاً،    على سوطِ الدّموعْ قَدْ راحَ يبكيني بأفئدةٍ تُفَتِّشُ في مسيلِ الدّمِ عن سرٍّ تبرعمَمن شفاهِ الجرحِ لمْ يَمسَسْهُ خوفٌ خُطَّ في سِفْر الخشوعْ قَدْ ظَلَّ يصدحُ وحدُهُ للنّاصريةِ…لمْ يزلْ عطشُ الشّفاهِ،ولم تزلْكفّايَ آنيةً من الفخّارِتنضحُ،في اشتهاءِ الشّمسِ،                 جَنّةَ مائِها؛لتُبلَّ فوقَ الجسرِ        ذاكرةَ السّطوعْ٢٠١٩/١١/٣٠هيوستن